تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 23: سطر 23:  
===اضطهاد المرأة في ظل الرأسمالية===
 
===اضطهاد المرأة في ظل الرأسمالية===
   −
يستشه الكاتب بعبارة ماركس "الأفكار السائدة في مجتمع ما هي أفكار طبقته الحاكمة"، ويقول الكاتب "إن اضطهاد النساء ليس مادياً فقط فهو مُدعم بسد كامل من العناصر الأيدولوجية"، وهنا يتسائل البعض هل الطبقة الحاكمة هي طبقة شديدة التماسك وأيدولوجيتها ومبادئها موحدة؟ يُمكن أن تكون دوافع الطبقة الحاكمة واحدة وهي الحفاظ على مصالحها المادية والإقتصادية مما يتطلب الحفاظ على النظام الطبقي والتراتبي وتُحقق ذلك من خلال استخدام واعادة انتاج المؤسسات الإجتماعية والسياسية وتعيد تشكيلها أيضاً بما يتناسب مع  مصالحها، ولكن يتجاهل الكاتب التفاعلات والتناقضات الموجودة بالفعل داخل الطبقة الحاكمة، كما يتجاهل المكاسب الممكن تحقيقها من  خلف تلك التناقضات  والتي من الممكن أن تستفيد منها النساء والمضطهدين  من الفئات الاجتماعية الأخرى.  
+
يستشهد الكاتب بعبارة ماركس "الأفكار السائدة في مجتمع ما هي أفكار طبقته الحاكمة"، ويقول الكاتب "إن اضطهاد النساء ليس مادياً فقط فهو مُدعم بسد كامل من العناصر الأيدولوجية"، وهنا يتسائل البعض هل الطبقة الحاكمة هي طبقة شديدة التماسك وأيدولوجيتها ومبادئها موحدة؟ يُمكن أن تكون دوافع الطبقة الحاكمة واحدة وهي الحفاظ على مصالحها المادية والإقتصادية مما يتطلب الحفاظ على النظام الطبقي والتراتبي وتُحقق ذلك من خلال استخدام واعادة انتاج المؤسسات الإجتماعية والسياسية وتعيد تشكيلها أيضاً بما يتناسب مع  مصالحها، ولكن يتجاهل الكاتب التفاعلات والتناقضات الموجودة بالفعل داخل الطبقة الحاكمة، كما يتجاهل المكاسب الممكن تحقيقها من  خلف تلك التناقضات  والتي من الممكن أن تستفيد منها النساء والمضطهدين  من الفئات الاجتماعية الأخرى.  
    
يؤكد أيضاً الكاتب أنه بموجب تقسيم العمل داخل الأسرة لصالح تراكم رأس مال الطبقة الحاكمة، بدأت تكتسب ثنائية النوع الاجتماعي أهميتها وتتحدد صورتها شيئاً فشيئ  مما يغذي نمط تقسيم العمل الجديد في ظل الرأسمالية، ومما جعل من تلك الثنائية شديدة التضاد يتحدد شكلها وأدوارها الإجتماعية وصفاتها وفقاً للمعايير المطلوبة للإنتاج. كما يُفاضل الكاتب بين وضع النساء في أسرة الطبقة العاملة والنساء في الأسر البُوجوازية، فبالنسبة له "تُقيد نساء الطبقة الحاكمة بالمنزل بلا جدوى وبلا تعب على عكس وضع نساء الطبقة العاملة"، حيثُ في أسر الطبقة الحاكمة كانت تُعفى النساء من عبئ الأعمال المنزلية وذلك من خلال تعيينهم للمربيات والخدم  في حين أنه في نفس الوقت كانت تُعامل نساء تلك الطبقة كممتلكات وسلع للزينة لأزواجهن.
 
يؤكد أيضاً الكاتب أنه بموجب تقسيم العمل داخل الأسرة لصالح تراكم رأس مال الطبقة الحاكمة، بدأت تكتسب ثنائية النوع الاجتماعي أهميتها وتتحدد صورتها شيئاً فشيئ  مما يغذي نمط تقسيم العمل الجديد في ظل الرأسمالية، ومما جعل من تلك الثنائية شديدة التضاد يتحدد شكلها وأدوارها الإجتماعية وصفاتها وفقاً للمعايير المطلوبة للإنتاج. كما يُفاضل الكاتب بين وضع النساء في أسرة الطبقة العاملة والنساء في الأسر البُوجوازية، فبالنسبة له "تُقيد نساء الطبقة الحاكمة بالمنزل بلا جدوى وبلا تعب على عكس وضع نساء الطبقة العاملة"، حيثُ في أسر الطبقة الحاكمة كانت تُعفى النساء من عبئ الأعمال المنزلية وذلك من خلال تعيينهم للمربيات والخدم  في حين أنه في نفس الوقت كانت تُعامل نساء تلك الطبقة كممتلكات وسلع للزينة لأزواجهن.
سطر 29: سطر 29:  
ويقول الكاتب أن نموذج الأسرة عمل "كآلية للحفاظ على تماسك أسرة الطبقة العاملة وعلى مسيرة النظام"، ولكن مع تطور النمو وتراكم رأس المال تطورت حاجة النظام للتوسع، وكان المجهود المبذول للإبقاء على إنتاج أجيال جديدة من الطبقة العاملة يتطلب مجهود شاق من النساء حيث كانت تحمل النساء في الطبقة العاملة ثمانية أو عشرة مرات بسبب وصول نسبة الوفيات بين الأطفال قبل بلوغ سن الخامسة إلى 60%،  ولكن ومع التطور بدأت تظهر تقنيات جديدة تساعد على تقليل المجهود المبذول من النساء في إعادة إنتاج الطبقة العاملة، فوجود ماكينات جديدة كالغسالة والمكنسة الكهربائية والثلاجة ... إلخ قلل من الجهد المبذول من النساء داخل الأسرة، وهذا لم يُفضي إلى شعورهن بالاغتراب داخل المنزل ولكنه أفسح مجالاً لتفكيرهن بالعمل خارج إطار الأعمال المنزلية.
 
ويقول الكاتب أن نموذج الأسرة عمل "كآلية للحفاظ على تماسك أسرة الطبقة العاملة وعلى مسيرة النظام"، ولكن مع تطور النمو وتراكم رأس المال تطورت حاجة النظام للتوسع، وكان المجهود المبذول للإبقاء على إنتاج أجيال جديدة من الطبقة العاملة يتطلب مجهود شاق من النساء حيث كانت تحمل النساء في الطبقة العاملة ثمانية أو عشرة مرات بسبب وصول نسبة الوفيات بين الأطفال قبل بلوغ سن الخامسة إلى 60%،  ولكن ومع التطور بدأت تظهر تقنيات جديدة تساعد على تقليل المجهود المبذول من النساء في إعادة إنتاج الطبقة العاملة، فوجود ماكينات جديدة كالغسالة والمكنسة الكهربائية والثلاجة ... إلخ قلل من الجهد المبذول من النساء داخل الأسرة، وهذا لم يُفضي إلى شعورهن بالاغتراب داخل المنزل ولكنه أفسح مجالاً لتفكيرهن بالعمل خارج إطار الأعمال المنزلية.
   −
ويضيف الكاتب أنه "من وجهة نظر الرأسمالية الناضجة، إن في بقاء المرأة في المنزل لرعاية زوجها وطفلين اهدار لفائض قيمة ممكن الحصول عليه، فالنظام لا يرى في عمل المرأة طوال النهار في المنزل تعزية كافية مادام يمكن استبدال عملها بما هو  أكثر كفاءة مع تحويلها لعبودية الأجور" ولذلك فبدأ يشهد النظام ميل للتقليل من شظان الأسرة، وذلك لثلاثة أساب رئيسية وهم:  
+
ويضيف الكاتب أنه "من وجهة نظر الرأسمالية الناضجة، إن في بقاء المرأة في المنزل لرعاية زوجها وطفلين اهدار لفائض قيمة ممكن الحصول عليه، فالنظام لا يرى في عمل المرأة طوال النهار في المنزل تعزية كافية مادام يمكن استبدال عملها بما هو  أكثر كفاءة مع تحويلها لعبودية الأجور" ولذلك فبدأ يشهد النظام ميل للتقليل من شأن الأسرة، وذلك لثلاثة أساب رئيسية وهم:  
   −
#لا تستطيع الرأسمالية توفير الاستثمار اللازم في الرعاية الاجتماعية والصحية للظاطفال خاصةً في فترات التوسع.
+
#لا تستطيع الرأسمالية توفير الاستثمار اللازم في الرعاية الاجتماعية والصحية للأطفال خاصةً في فترات التوسع.
 
#إن شكل العائلة مهم جداً بالنسبة للرأسمالية، لأن إيمان المرأة بأن الدور الإجتماعي الذي تقوم به هو واجبها وعملها الطبيعي، هو ما يجعلها تقبل بالعمل خارج المنزل بأجور أقل من الرجال. وتستطيع المؤسسات الُمهيمنة على صناعة الوعي الجمعي (مثل الكنيسة) أن ترفع شعارات مثل الحفاظ على العائلة لتوفير بعض التوازنات الأيدولوجية للنظام، في حين أن الحكومات تحرر قوانين ضد الإجهاض وتتباطأ في تشريع قوانين الطلاق،"بالرغم من أن هذه المسائل لا تُشكل في ذاتها أهمية بالنسبة للاحتياجات الإقتصادية للنظام"، مما يجعل البعض يتساءل حول طبيعة التمييز المبني على أساس النوع الاجتماعي، هل هو مُجرد جزء من أيدولوجية ناتجة عن النظام الطبقي لتعزيز فُرص تراكم رأس المال  ومبني على أساس العوامل المادية والمصالح الاقتصادية للطبقة الحاكمة؟ أم أنه نابع من نظام أبوي متكامل يُغذي ويتغذى على النظام الطبقي الرأسمالي ويتقاطع معه؟
 
#إن شكل العائلة مهم جداً بالنسبة للرأسمالية، لأن إيمان المرأة بأن الدور الإجتماعي الذي تقوم به هو واجبها وعملها الطبيعي، هو ما يجعلها تقبل بالعمل خارج المنزل بأجور أقل من الرجال. وتستطيع المؤسسات الُمهيمنة على صناعة الوعي الجمعي (مثل الكنيسة) أن ترفع شعارات مثل الحفاظ على العائلة لتوفير بعض التوازنات الأيدولوجية للنظام، في حين أن الحكومات تحرر قوانين ضد الإجهاض وتتباطأ في تشريع قوانين الطلاق،"بالرغم من أن هذه المسائل لا تُشكل في ذاتها أهمية بالنسبة للاحتياجات الإقتصادية للنظام"، مما يجعل البعض يتساءل حول طبيعة التمييز المبني على أساس النوع الاجتماعي، هل هو مُجرد جزء من أيدولوجية ناتجة عن النظام الطبقي لتعزيز فُرص تراكم رأس المال  ومبني على أساس العوامل المادية والمصالح الاقتصادية للطبقة الحاكمة؟ أم أنه نابع من نظام أبوي متكامل يُغذي ويتغذى على النظام الطبقي الرأسمالي ويتقاطع معه؟
 
#ما ترتب على الأزمة الافتصادية هو دخول نساء كثيرة لسوق العمل، وبالرغم من وجود مؤسسات راسخة تدافع عن شعار الحفاظ على العائلة، إلا أن ذلك لم يؤثر على الزيادة المستمرة لدخول النساء إلى سوق العمل ولكنه منع النظام عن القيام بالاستثمارات اللازمة لمساعدتهن.  
 
#ما ترتب على الأزمة الافتصادية هو دخول نساء كثيرة لسوق العمل، وبالرغم من وجود مؤسسات راسخة تدافع عن شعار الحفاظ على العائلة، إلا أن ذلك لم يؤثر على الزيادة المستمرة لدخول النساء إلى سوق العمل ولكنه منع النظام عن القيام بالاستثمارات اللازمة لمساعدتهن.  
305

تعديل

قائمة التصفح