تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 22٬305 بايت ،  قبل 4 سنوات
←‏القرن العشرين: إضافة محتوى
سطر 109: سطر 109:     
في نفس الوقت بدأ التحليل النفسي يؤثر على تطور الأنثروبولجيا ويدفعها في اتجاهات جديدة؛ فعلى سبيل المثال، أطلق فرويد وتلميذه المجري  جيزا روهيِّم (Géza Roheim) أطروحة عالمية عقدة أوديب. يعتبر جيزا روهيم (1891- 1953) من أهم علماء الأثروبولوجيا والتحليل النفسي، ويُنسب له أنه المؤسس للتحيليل النفسي الأنثروبولوجي (Psychoanalytic anthropology) كما طور النظرية الجينية للثقافة (Ontogenetic theory of culture) حيث ركز على أهمية علمي الأحياء والتشريح لفهم التكوين النفسي والعقلي للفرد. واعتمد في نظريته على العلاقة الاعتمادية الطويلة ما بين الطفل وأمه خلال مراحل نموه الجنيني أثناء الحمل والبيولوجي بعد الولادة، وما يترتب على ذلك من روابط عاطفية واجتماعية.<ref>[https://www.encyclopedia.com/people/social-sciences-and-law/anthropology-biographies/geza-roheim#B International Encyclopedia Of the Social Sciences, Géza Roheim ]،</ref>
 
في نفس الوقت بدأ التحليل النفسي يؤثر على تطور الأنثروبولجيا ويدفعها في اتجاهات جديدة؛ فعلى سبيل المثال، أطلق فرويد وتلميذه المجري  جيزا روهيِّم (Géza Roheim) أطروحة عالمية عقدة أوديب. يعتبر جيزا روهيم (1891- 1953) من أهم علماء الأثروبولوجيا والتحليل النفسي، ويُنسب له أنه المؤسس للتحيليل النفسي الأنثروبولوجي (Psychoanalytic anthropology) كما طور النظرية الجينية للثقافة (Ontogenetic theory of culture) حيث ركز على أهمية علمي الأحياء والتشريح لفهم التكوين النفسي والعقلي للفرد. واعتمد في نظريته على العلاقة الاعتمادية الطويلة ما بين الطفل وأمه خلال مراحل نموه الجنيني أثناء الحمل والبيولوجي بعد الولادة، وما يترتب على ذلك من روابط عاطفية واجتماعية.<ref>[https://www.encyclopedia.com/people/social-sciences-and-law/anthropology-biographies/geza-roheim#B International Encyclopedia Of the Social Sciences, Géza Roheim ]،</ref>
 +
 +
حركة تحرر المثليين والنسوية:
 +
 +
ما حدث في سبيعينيات القرن العشرين، بتفاعل النسوية كأيديولجية سياسية مع حركة تحرر المثليين/ات في الولايات المتحدة الأمريكية، أدى إلى إعادة توجيه جزء كبير من المجال البحثي  حول مواضيع السلطة واللامساواة، أدى هذا إلى إعادة الربط ما بين النظرية (التي طغت عليها الأكاديميا) وما بين السياسات الراديكالية. وأصبحت القضايا الاستراتيجية لحركة التحرر الجنسي مركز القضايا التي يهتم بها جيل جديد من المنظرات/ين. وأصبحت نظرية الجندر نظرية استراتيجية، مبنية على التساؤل حول كيف وإلى أي مدى يمكن للعلاقات الاجتماعية المبنية على الجندر أن تتغير؟ وبالرغم من أن الحركة النسوية كانت قد وصلت لأطروحات متماسكة وقائمة حول الكثير من القضايا، إلا أنه كانت هناك مساحة كبيرة للتساؤل بكثافة وبعمق حول كل شئ، مما جعل من التحليلات حول الجندر من أكثر القوى تشتيتًا في المجال الثقافي كله. كانت للنسوية أثر كبير على الأكاديميا؛ فحجم الأبحاث حول الأدوار الجنسية/الجندرية  والفروقات الجنسية/ الجندرية ارتفع من 0,5% من نسبة المقالات المنشورة في مجلات علم الإجتماع سنة 1969 إلى 10% سنة 1978.
 +
 +
كتبت الباحثتان إلينور ماكوبي وكارول جاكلين كتابًا بعنوان "سيكولوجية الاختلافات الجنسية " والتي تحدثتان فيه عن أن جنس/جندر الفرد هو مزيج ما بين الحقائق البيولوجية والحقائق الاجتماعية, في مقدمة دراستهما قدمتا بحثهما باعتباره دراسة تبحث أثر الجنس البيولوجي على سيكيولوجية الفرد وتساعد على تعميق الفهم لبعض الأمور المبدئية كالطريقة التي تتفاعل بها المعطيات البيولوجية مع التجربة الاجتماعية وأثرهما على تشكيل سيكولوجية الفرد.
 +
 +
سنة 1975 أنشئت مجلة بحثية بعنوان "الأدوار الجنسية/الجندرية"، وانقسم مجال التنظير إلى قسمين؛ الأول هو المجال المهتم ببحث التنشئة الاجتماعية للفرد (أسطورة الرجولة – the myth of masculinity جوزيف بليك)، والثاني هو العلاج النفسي المرتبط بالتعديل الجندري، بمعنى تعديل بعض السلوكيات المرتبطة بجندر معين مثل التبعية وما يليها من انعدام التعبير عن الذات عند النساء والعنف وتبلد المشاعر عند الرجال، تمت تلك العلاجات من خلال التدريبات التعبيرية للنساء  وهو نوع من أنواع العلاج السلوكي الذي كان يساعد النساء على التعبير عن أنفسهن وتفضيلاتهن  و"علاج نفسي للرجولة"  وكان المنطق الأساسي للعلاج هو احتياج الرجال إلى معالجين لكسر الدور الرجولي التقليدي حتى يصبحوا أكثر حساسية وتعبيرًا . زعمت مراكز الرجال التي أُنشئَت  في السبيعنات في الولايات المتحدة الأمريكية أنهم يسعون للتحرر مما اعتبروه دورًا جنسيًا مقيد.  كان يروج لتلك العلاجات من قِبَل حركة الأطباء النفسيين النامية حينها مثل
 +
هيرب جولدبرج في كتابه مخاطر أن تكون رجل – hazards of being male
 +
 +
أسطورة الرجولة: بحث وحلل وانتقد الكتابات البحثية الكاملة حول دور الذكور  منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر، حدد مكونات نموذج "الدور الاجتماعي للذكور" وكتب ملاحظاته حول  التضليل الملحوظ  للبيانات في أغلب الأبحاث، والتفسيرات الملتوية التي ينتج عنها نتائج مغلوطة وذكورية ومعادية للمثلية الجنسية ومنحازة طبقيًا. واقترح نموذج "الأدوار الجنسية" كنظرية جديدة  تقدم إعادة صياغة لأنماط الادوار الجنسية وتقدم نقد للباحثين السوسيوبيولوجيين الزاعمين بأن عنف الذكور هو ميل متأصل فيهم بيولوجيًا.
 +
https://mitpress.mit.edu/books/myth-masculinity
 +
مخاطر أن تكون رجُل:  جادل الدكتور جولدبرج بأنه يتم التحكم في الرجال وتشكيلهم من خلال الأسرة والمجتمع وعادةً ما تشجع النساء قيام الرجال بأدوار متناقضة كأن يكون رجل أعمال عنيف وزوج مُرهف في وقت واحد؛ أو أن يكون المصدر الأساسي للدخل وأن يكون أبًا منتبهًا لأطفاله؛ أون أن يكون الحامي الشجاع لأسرته وبلده وفي نفس الوقت لديه قدرة على ممارسة الحميمية. ويضيف قائلًا أن مثل تلك القيود المستحيلة تشل الرجال عاطفيًا وجسديًا.
 +
https://www.amazon.com/Hazards-Being-Male-Surviving-Masculine/dp/0965762874
 +
 +
شكل مدخل الأدوار الجنسية/ الجندرية ركيزة مهمة في الأفكار النظرية التي ارتكزت عليها النسوية الليبرالية، وهي أكثر أشكال النسوية تأثيرًا في الولايات المتحدة الامريكية. تقدم النسوية الليبرالية اضطهاد النساء باعتباره نتيجة للتوقعات النمطية والمبنية على العادات والتقاليد، التي تحملها النساء وتعيد انتاجها، يتم الترويج لهذه الأنماط من خلال الأسرة والمدرسة والعمل والإعلام والمؤسسات الأخرى التي تساهم في التنشئة الاجتماعية للفرد. لا يرى الييبراليون أن النظام بطبيعته غير عادل، أو أن التمييزيُمارس بشكل منهجي ومؤسسي، بل بالعكس إنهم يرون أن الرجال والنساء بإمكانهم العمل معًا من  أجل المساواة ومن أجل القضاء على السياسات والممارسات التي تميز ضد النساء. تُقَدِم النسوية الليبرالية تكتيكات مثل التمييز اللإجابي والتعديلات القانونية والسياسية المرتبطة بالمساواة في الفرص وتحدي وكسر الأنماط الاجتماعية بشكل فردي كحل للامساواة وكطريق لإعادة هيكلة البُنا والعلاقات الجندرية في المجتمع .
 +
 +
أصبحت نظرية الأدوار الاجتماعية هي المرتكز الأساسي للإصلاح النسوي الذي قدمته الدول، فبدأت تُكتب تقارير تستهدف رصد وتحليل أوضاع الفتيات والنساء في التعليم والعمل والصحة والاقتصاد وغيرها من المجالات التنموية وإيجاد حلول لها، كمثال على ذلك تقرير لجنة المدارس الأسترالية بعنوان "الفتيات، المدارس والمجتمع - Girls, schools and society" الذي صدر عام 1975 وتقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بعنوان "النساء والتوظيف- Women and employment" الذي صدر عام 1980. كما بدأ الترويج لخطاب يوضح المكاسب التي قد يستفيد منها الرجال إذا تم التحرر من الأعراف المرتبطة بالأدوار الجنسية/الجندرية، كان ذلك خطابًا مهيمنًا وتم الترويج له من قِبل العديد من الرجال المنخرطين في حركة تحرر الرجال – men's liberation  في منتصف القرن العشرين.
 +
 +
الفتيات، المدارس والمجتمع: تكون النقرير من أربعة عشر فصلًا تُناقش فيهم مواضيع الأدوار الجنسية والاختلافات الجنسية في المدارس، وما تقدمه المناهج التعليمية من أفكار وقيم والذي بشأنه أن يُشكل وعي التلاميذ، وإصلاح المدارس كمؤسسات تساهم في تكوين وعي الأفراد، وعلاقة الأدوار الجنسية بتنشئة التلاميذ والمعلمين/ات، والجنسانية والعلاقات الإنسانية. تبنى التقرير في لغته مصطلحات وأفكار لتطوير التحليلات المرتبطة بلجندر وبالنظام الجندري، فالاختلافات الجنسية والأدوار الجنسية والذكورية كانوا  المصطلحات الأكثر محورية في التقرير، وتسليط الضوء على الأشكال المختلفة من الأنوثة والرجولة كان أحد أهم ما حققه. بوجه عام ، قد ركز التقرير على أن الجندر وأنظمته هو بناء اجتماعي مبني تاريخيًا، وقدم التقرير المؤسسات التعليمية كمواقع هامة يمكنها المساهمة في الإصلاح الاجتماعي والاتجاه نحو مجتمع عادل.
 +
dehanz.net.au/entries/girls-school-and-society-2/
 +
 +
تحرك الجناح النسوي الأكثر راديكالية في اتجاه يتخطى مفهوم "الأدوار الجنسية/ الجندرية" و تحدي وكسر التوقعات المبنية على أنماط اجتماعية محددة كاستراتيجية سياسية. كان النقد المقدم للتمركز حول ذلك المفهوم وتلك الاستراتيجية يركز على افتقارهما لفهم علاقات السلطة وتوازنات القوى الغير متعادلة في العلاقات الجندرية. فقد قدمت الكثير من المجموعات المعنية بتحرر النساء اضطهاد النساء باعتباره نتيجة لامتلاك الرجال سلطة على النساء، وأنه حتى تتحرر النساء لابد من تحدي وكسر تلك السلطة بالضرورة. لم يلقى ذلك التحليل قبولًا واسعًا في الأكاديميا، بينما تم تبنيه وتطويره في الحركة الاجتماعية ومن خلال التجارب المختلفة للحملات السياسية ومجموعات رفع الوعي.
 +
 +
فلقد قدم هذا التحليل للعلاقات الجندرية الرجال والنساء باعتبارهمن بنايات اجتماعية مرتبطة ببعضها من خلال علاقات السلطة فيما بينهم  مما يتطلب تعبئة النساء وتبنيهن لخطاب سياسي يؤكد على المصلحة المشتركة فيما بينهن لاسقاط سلطة الرجال  كاستراتيجية للتغيير السياسي. كان هناك رؤى مختلفة للعلاقة مابين هاتان البناياتان بناءً على التحليلات النسوية المختلفة؛ فالبعض مثل كريستين ديلفي (في كتابها العدو الرئيسي- the main enemy) ركزن على علاقة الاستغلال الاقتصادي للزوجات من قِبَل أزواجهن، وأخريات مثل شولاميث فيرستون في كتابها (جدلية الجنس– the dialectic of sex) رأين سلطة جماعية تمارس من قِبَل الرجال من خلال الأسرة كمؤسسة مركزية لممارسة وإعادة إنتاج تلك السلطة، بالنسبة لها أساس الاضطهاد مبني على سيطرة الرجال على أجساد النساء وجنسانيتهن وليس في تحمل النساء لعبء الأعمال المنزلية.
 +
رأى جانب آخر من النسويات الأبوية كنظام عالمي، مستدام من خلال إمتلاك الرجال للقوة والتخويف وتعاونهم فيما بينهم لاستمراره. واتبعت الكثير من التنظيرات النسوية الراديكالية لهذا النهج في تحليلاتهن للإغتصاب مثل سوزان براونميللر في كتابها ضد إرادتنا – against our will  وفي تحليلاتهن للمواد والأفلام الإباحية مثل أدريا دووركين في كتابها الإباحية: الرجال يمتلكون النساء- Pornography: men possessing women.
 +
 +
ظهرت تحليلات مختلفة وأكثر تعقيدًا ترى هيمنة الرجال واضطهاد النساء كنتائج لتفاعلات اجتماعية أخرى خارج العلاقة المباشرة ما بين الإثنين ، الشكل الأكثر عمومية لذلك التحليل مبني على الحاجة لإعادة الإنتاج الإجتماعي؛ بكلمات أخرى إعادة إنتاج البنى الإجتماعية المختلفة ونقلها من جيل إلى آخر إلى جانب إعادة الإنتاج البيولوجي. من أهم الكتابات في هذا الخط التحليلي كتاب جولييت ميتشيل التحليل النفسي والنسوية – psychoanalysis and feminism، يظهر هذا الكتاب تأثرها بشدة بالبنيوية الماركسية والأنثروبولوجية, وكتاب دوروثي دينيرستاين  في كتباها حورية البحر والمينوتور- the mermaid and the minotaur المبني على التحليل النفسي، تحدثت دوروثي عن سلطة الرجال وخضوع النساء الذي ينبع من تنشئة الاطفال الذي تهيمن عليه النساء باعتبارهن أمهات، واعتبرت التنشئة كعامل أساسي خلال التاريخ الإنساني كله. وكتاب كلير بورتوت الخضوع – Subordination ، تربط من خلاله ما بين التحليلات العابرة للثقافات لاضطهاد النساء وبين نقد التعليم ونظرية الدولة.
 +
 +
كان السؤال الأكثر محورية بالنسبة للنسويات الاشتراكيات لا يرتبط بإعادة الإنتاج الإجتماعي، بل بالإحتياج الأساسي لرأس المال بأن يعيد إنتاج نفسه مع تحقيق أكبر قدر من الأرباح، مما أدى إلى تقسيم قوة العمل على أساس جندري وقهر واستغلال ربات المنازل. ساعدت هذه التحليلات بفي إرساء بعض من المبادئ حول بناء الحركة وتشكيل استراتيجياتها، فحين كان الماركسيون يناهضون إنفصالية التنظيمات النسوية، كانت الغالبية من النسويات الاشتراكيات ينادين ببناء حركة نسوية ونسائية مستقلة قادرة على التشبيك مع حركات اجتماعية أخرى تناضل ضد الرأسمالية مثل الحركة العمالية. لفتت النسويات الاشتراكيات النظر لوضع النساء العاملات، وفي سبعينات القرن العشرين، ظهرت حجج كثيرة حول العمل المنزلي الغير مدفوع الأجر الذي تقوم به النساء ومدى اهميته بالنسبة للنظام الاقتصادي الرأسمالي. بالرغم من أن الجدال حول العمل المنزلي تاه في وسط الكثير من الجدالات والتنظيرات الماركسية إلا أن حملة "أجور من أجل الأعمال المنزلية" قد أعطت بعدًا طبقيًا للنقد النسوي للأسرة النووية.
 +
 +
مثل خط التحليل المرتبط بالسياسات والاقتصادات المرتبطة  بعمل النساء المدفوع الأجر خطًا شديد الأهمية، فلقد أرسى لرؤية النظام الاقتصادي كنظام اقتصادي مُجندر مبني على الإستغلال والتحكم والسيطرة والنضال الاجتماعي، هذا ما وضحته لويس كاب هوي في كتابها عمال الياقات الوردية –pink collar workers . رأت تلك التحليلات مكان العمل كموقع أساسي لممارسة السياسات الجنسية، وكمؤسسة تمثل نقطة الالتقاء بين سوق العمالة وتوزيع الدخول وكهدف حياتي يتم تنشئة الأفراد أيديولوجيًا واجتماعيًا لتحقيقه، هذا ما تم تطويره على يد أكثر من منظر/ة مثل آن جيمي  و روزماري برينجلز في كتابهما الجندر في العمل- Gender at work، وسينزيا كوكبورن في كتاب الأخوة وآلية الهيمنة- the brothers and the machinery of dominance، وكارول أودونيل في كتابها أساس المقامرة- The basis of bargain.
 +
 +
في هذا الوقت ظهرت الكثير من التحليلات التي تنتقد الأسرة النووية باعتبارها مؤسسة سلطوية والأداة الأساسية التي تُمَكِّن المجتمع من السيطرة على جنسانية أفراده والتي تُستدام من خلال مؤسسة الزواج والعمل المنزلي والأمومة كمكونات أساسية لأيديولوجيتها.  أتى النقد الأكثر راديكالية للأسرة النووية من منظري حركة تحرر المثليين حيثُ اعتبر الغالبية العظمى من منظري الأدوار الاجتماعية والمنظرين/ات الاشتراكيين/ات أن الغالبية العظى من البشر هم بالطبيعة مغايرين جنسيًا، حتى حركة تحرر المثلييمن/ات المبكرة قد قبلت بذلك ولكن عارضت الأجيال الجديدة للحركة هذا الافتراض ورفعوا شعار "كل رجل مغاير هو هدف لتحرر المثليين"، تلك التحليلات ساهمت في وجود الكثير من الأعمال النظرية التي تتبع نفس الخط التحليلي في بلدان مختلفة؛ مثل دينيس ألتمان في أستراليا في كتابه المثلية: قهر وتحرر- Homosexuality: oppression and liberation، وماريو ميلي في إيطاليا في كتابه المثلية والتحرر- homosexuality and liberation كما طور اليسار المثلي في انجلترا نظريات نقدية مختلفة للجنسانية، فلقد رأوا بوجه عام أن الأسرة هي المصنع الأساسي الذي ينتج المغايرة الجنسية والذي يتناسب مع احتياج النظام الرأسمالي لإعادة إنتاج قوة العمل (أي العمال) ويتناسب أيضًا مع حاجة الدولة للهيمنة والإخضاع.
 +
 +
أحد الصعوبات التي برزت في تلك التحليلات هي تعريف الرجولة، ففي بدايات حركة تحرر المثليين رأى بعض المنظرين أن الذكور المثليين قد خرجوا عن الرجولة، ولكن هذا التفسير أصبح أقل مصداقية مع انتشار ا لمثلية الرجولية (gay machismo) في الثقافات الفرعية للمجتمعات المثلية في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، كما ركزت الكثير من التحليلات النسوية الراديكالية على الاختلافات ما بين الالمثلية بين النساء والمثلية بين الرجال وومايعانيه كل منهما اجتماعيًا ، وأكدن على عدم رغبتهن في التحالف السياسي مع الذكور المثليين.
 +
 +
في بدايات ثمانينات القرن العشرين كانت النظرية المثلية منقسمة داخليًا في ثلاثة اتجاهات، الاتجاه الأول والذي يمثله ديفيد فيرنباخ في كتابه ار الحلزوني- the spiral path والذي يؤكد على رؤيته للنظام الأبوي وللدولة باعتبارها دولة أبوية تمارس العنف ضد المثليين وتتعامل مع الرجال المثليين باعتبارهم أنثويين بالضرورة. والاتجاه الثاني الذي يمثله دينيس ألتمان في كتابه ………………. Homosexualization of americaوالذي يركز على المجتمعات الجنسية الجديدة وعلى الطرق التي يمكنهمن من خلالها خلق أشكال مختلفة من التضامن والدفاع عن النفس. والاتجاه الثالث والذي تأثر بشدة بكتابات ميشيل فوكو والذي تسائل حول الهوية المثلية كشكل من أِكال التنظيم الاجتماعي، والذي يرى مساحة للتطور من خلال تفكيك المثلية نفسها.
    
==تاريخ المصطلح باللغة العربية==  
 
==تاريخ المصطلح باللغة العربية==  
264

تعديل

قائمة التصفح