تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 2٬332 بايت ،  قبل 4 سنوات
سطر 121: سطر 121:     
أصبحت نظرية الأدوار الاجتماعية هي المرتكز الأساسي للإصلاح النسوي الذي قدمته الدول، فبدأت تُكتب تقارير تستهدف رصد وتحليل أوضاع الفتيات والنساء في التعليم والعمل والصحة والاقتصاد وغيرها من المجالات التنموية وإيجاد حلول لها، كمثال على ذلك تقرير لجنة المدارس الأسترالية بعنوان "الفتيات، المدارس والمجتمع - Girls, schools and society" الذي صدر عام 1975. تكون النقرير من أربعة عشر فصلًا تُناقش فيهم مواضيع الأدوار الجنسية والاختلافات الجنسية في المدارس، وما تقدمه المناهج التعليمية من أفكار وقيم والذي بشأنه أن يُشكل وعي التلاميذ، وقدم إصلاح المدارس باعتبارها مؤسسات تساهم في تكوين وعي الأفراد، وناقش علاقة الأدوار الجنسية بتنشئة التلاميذ والمعلمين/ات، وجنسانياتهن/م. تبنى التقرير في لغته مصطلحات وأفكار لتطوير التحليلات المرتبطة بالجندر وبالنظام الجندري، فالاختلافات الجنسية والأدوار الجنسية والذكورية كانوا  المصطلحات الأكثر محورية في التقرير، وتسليط الضوء على الأشكال المختلفة من الأنوثة والرجولة كان أحد أهم ما حققه. بوجه عام، قد ركز التقرير على أن الجندر وأنظمته هو بناء اجتماعي مبني تاريخيًا، وقدم المؤسسات التعليمية كمواقع هامة يمكنها المساهمة في الإصلاح الاجتماعي والاتجاه نحو مجتمع عادل.<ref>[dehanz.net.au/entries/girls-school-and-society-2/ Craig Campbell, "Girls, School and Society
 
أصبحت نظرية الأدوار الاجتماعية هي المرتكز الأساسي للإصلاح النسوي الذي قدمته الدول، فبدأت تُكتب تقارير تستهدف رصد وتحليل أوضاع الفتيات والنساء في التعليم والعمل والصحة والاقتصاد وغيرها من المجالات التنموية وإيجاد حلول لها، كمثال على ذلك تقرير لجنة المدارس الأسترالية بعنوان "الفتيات، المدارس والمجتمع - Girls, schools and society" الذي صدر عام 1975. تكون النقرير من أربعة عشر فصلًا تُناقش فيهم مواضيع الأدوار الجنسية والاختلافات الجنسية في المدارس، وما تقدمه المناهج التعليمية من أفكار وقيم والذي بشأنه أن يُشكل وعي التلاميذ، وقدم إصلاح المدارس باعتبارها مؤسسات تساهم في تكوين وعي الأفراد، وناقش علاقة الأدوار الجنسية بتنشئة التلاميذ والمعلمين/ات، وجنسانياتهن/م. تبنى التقرير في لغته مصطلحات وأفكار لتطوير التحليلات المرتبطة بالجندر وبالنظام الجندري، فالاختلافات الجنسية والأدوار الجنسية والذكورية كانوا  المصطلحات الأكثر محورية في التقرير، وتسليط الضوء على الأشكال المختلفة من الأنوثة والرجولة كان أحد أهم ما حققه. بوجه عام، قد ركز التقرير على أن الجندر وأنظمته هو بناء اجتماعي مبني تاريخيًا، وقدم المؤسسات التعليمية كمواقع هامة يمكنها المساهمة في الإصلاح الاجتماعي والاتجاه نحو مجتمع عادل.<ref>[dehanz.net.au/entries/girls-school-and-society-2/ Craig Campbell, "Girls, School and Society
Australia, 1975", 31 January 2018].</ref> سار تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بعنوان "النساء والتوظيف- Women and employment" الذي صدر عام 1980، على نفس النهج.<ref name="gender and power" /> كما بدأ الترويج لخطاب يوضح المكاسب التي قد يستفيد منها الرجال إذا تم التحرر من الأعراف المرتبطة بالأدوار الجنسية/الجندرية، كان ذلك خطابًا مهيمنًا وتم الترويج له من قِبل العديد من الرجال المنخرطين في حركة تحرر الرجال(men's liberatio movment) في منتصف القرن العشرين.<ref name="gender and power" />
+
Australia, 1975",Dehnaz.net, 31 January 2018].</ref> سار تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بعنوان "النساء والتوظيف- Women and employment" الذي صدر عام 1980، على نفس النهج.<ref name="gender and power" /> كما بدأ الترويج لخطاب يوضح المكاسب التي قد يستفيد منها الرجال إذا تم التحرر من الأعراف المرتبطة بالأدوار الجنسية/الجندرية، كان ذلك خطابًا مهيمنًا وتم الترويج له من قِبل العديد من الرجال المنخرطين في حركة تحرر الرجال(men's liberation movment) في منتصف القرن العشرين.<ref name="gender and power" />
   −
تحرك الجناح النسوي الأكثر راديكالية في اتجاه يتخطى مفهوم "الأدوار الجنسية/ الجندرية" و تحدي وكسر التوقعات المبنية على أنماط اجتماعية محددة كاستراتيجية سياسية. كان النقد المقدم للتمركز حول ذلك المفهوم وتلك الاستراتيجية يركز على افتقارهما لفهم علاقات السلطة وتوازنات القوى الغير متعادلة في العلاقات الجندرية. فقد قدمت الكثير من المجموعات المعنية بتحرر النساء اضطهاد النساء باعتباره نتيجة لامتلاك الرجال سلطة على النساء، وأنه حتى تتحرر النساء لابد من تحدي وكسر تلك السلطة بالضرورة. لم يلقى ذلك التحليل قبولًا واسعًا في الأكاديميا، بينما تم تبنيه وتطويره في الحركة الاجتماعية ومن خلال التجارب المختلفة للحملات السياسية ومجموعات رفع الوعي.  
+
تحرك الجناح النسوي الأكثر راديكالية في اتجاه يتخطى مفهوم "الأدوار الجنسية/ الجندرية" و تحدي وكسر التوقعات المبنية على أنماط اجتماعية محددة كاستراتيجية سياسية. كان النقد المقدم للتمركز حول ذلك المفهوم وتلك الاستراتيجية يركز على افتقارهما لفهم علاقات السلطة وتوازنات القوى الغير متعادلة في العلاقات الجندرية. فقد قدمت الكثير من المجموعات المعنية بتحرر النساء اضطهاد النساء باعتباره نتيجة لامتلاك الرجال سلطة على النساء، وأنه حتى تتحرر النساء لابد من تحدي وكسر تلك السلطة بالضرورة. لم يلقى ذلك التحليل قبولًا واسعًا في الأكاديميا، بينما تم تبنيه وتطويره في الحركة الاجتماعية ومن خلال التجارب المختلفة للحملات السياسية ومجموعات رفع الوعي.<ref name="gender and power" />
 
+
فلقد قدم هذا التحليل للعلاقات الجندرية الرجال والنساء باعتبارهمن بنايات اجتماعية مرتبطة ببعضها من خلال علاقات السلطة فيما بينهم  مما يتطلب تعبئة النساء وتبنيهن لخطاب سياسي يؤكد على المصلحة المشتركة فيما بينهن لاسقاط سلطة الرجال  كاستراتيجية للتغيير السياسي. كان هناك رؤى مختلفة للعلاقة مابين هاتان البناياتان بناءً على التحليلات النسوية المختلفة؛ فالبعض مثل كريستين ديلفي (في كتابها العدو الرئيسي- the main enemy) ركزن على علاقة الاستغلال الاقتصادي للزوجات من قِبَل أزواجهن، وأخريات مثل شولاميث فيرستون في كتابها (جدلية الجنس– the dialectic of sex) رأين سلطة جماعية تمارس من قِبَل الرجال من خلال الأسرة كمؤسسة مركزية لممارسة وإعادة إنتاج تلك السلطة، بالنسبة لها أساس الاضطهاد مبني على سيطرة الرجال على أجساد النساء وجنسانيتهن وليس في تحمل النساء لعبء الأعمال المنزلية.  
+
فلقد قدم هذا التحليل للعلاقات الجندرية الرجال والنساء باعتبارهمن بنايات اجتماعية مرتبطة ببعضها من خلال علاقات السلطة فيما بينهم  مما يتطلب تعبئة النساء وتبنيهن لخطاب سياسي يؤكد على المصلحة المشتركة فيما بينهن لاسقاط سلطة الرجال  كاستراتيجية للتغيير السياسي. كان هناك رؤى مختلفة للعلاقة مابين هاتان البناياتان بناءً على التحليلات النسوية المختلفة؛ فالبعض مثل كريستين ديلفي ركزن على علاقة الاستغلال الاقتصادي للزوجات من قِبَل أزواجهن، ففي كتابها العدو الرئيسي (the main enemy) قدمت نقدًا للماركسة لأنها تناقش قضايا الاضطهاد الجندري باعتبارها قضايا ثانوية مترتبة على العلاقات الاقتصادية، وقدمت تحليلًا نسويًا ماديًا يرى محورية الطبقة ويعيد تعريف مفاهيم الإنتاج وإعادة الإنتاج من منظور نسوي.<ref>[https://libcom.org/library/main-enemy-christine-delphy Christine Delphy, "The main enemy", libcom.org].</ref>  وأخريات، مثل شولاميث فيرستون، رأين سلطة جماعية تمارس من قِبَل الرجال من خلال الأسرة كمؤسسة مركزية لممارسة وإعادة إنتاج تلك السلطة، بالنسبة لها أساس الاضطهاد مبني على سيطرة الرجال على أجساد النساء وجنسانيتهن ولا يكمن فقط في تحمل النساء لعبء الأعمال المنزلية. وناقشت في كتابها جدلية الجنس (The Dialectic of sex) نظريات ماركس وفرويد وإنجلز ودوبوفوار، وقدمت نقدًا نسويًا يرى النسوية كحلقة الوصل المفقودة ما بين فرويد وماركس، وقدمت سيطرة النساء على أدوات إعادة الإنتاج (أي أجسادهن) كاستراتيجية للحركة النسوية.<ref>[https://www.amazon.com/Dialectic-Sex-Case-Feminist-Revolution/dp/0374527873 "The Dialectic of Sex: The Case for Feminist Revolution", overview, amazon.com].</ref>
رأى جانب آخر من النسويات الأبوية كنظام عالمي، مستدام من خلال إمتلاك الرجال للقوة والتخويف وتعاونهم فيما بينهم لاستمراره. واتبعت الكثير من التنظيرات النسوية الراديكالية لهذا النهج في تحليلاتهن للإغتصاب مثل سوزان براونميللر في كتابها ضد إرادتنا – against our will وفي تحليلاتهن للمواد والأفلام الإباحية مثل أدريا دووركين في كتابها الإباحية: الرجال يمتلكون النساء- Pornography: men possessing women.  
+
رأى جانب آخر من النسويات الأبوية كنظام عالمي، مستدام من خلال إمتلاك الرجال لأدوات السلطة والسلاح وتعاونهم فيما بينهم لاستمراره. واتبعت الكثير من التنظيرات النسوية الراديكالية هذا النهج في تحليلاتهن للإغتصاب، ففي كتابها ضد إرادتنا (Against Our will) عرفت سوزان مييلر الإغتصاب باعتباره "عملية تخويف واعية، يُبقي من خلالها جميع الرجال جميع النساء في حالة خوف دائم"، وقدمت رصدًا وتحليلًا للإغتصاب في الوعي الجمعي، وكيف ينظر المجتمع للنساء اللاتي تعرضن للإغتصاب باعتبارهن يستحقونه، وناقشت كيف تم قبول الاغتصاب تاريخيًا سواء الاغتصاب الزوجي أو الاغتصاب في إطار العلاقات العاطفية أو الإغتصاب كأحد غنائم الحرب.<ref>[https://www.amazon.ca/Against-Our-Will-Women-Rape/dp/0449908208 "Against our will: Men, women and Rape", Overview, Amazon.com].</ref>. كما إتُبِع هذا النهج أيضًا في بعض التحليلات حول المواد والأفلام الإباحية، ففي كتابها الإباحية: الرجال يمتلكون النساء (Pornography: men possessing women) قدمت أندريا دووركين صناعة البورن باعتبارها مساحة ترسخ لكراهية النساء وتعزز من هيمنة وسيطرة وعنف الرجال تجاههن.<ref>[https://en.wikipedia.org/wiki/Pornography:_Men_Possessing_Women Wikipedia contributors. (2019, June 28). Pornography: Men Possessing Women. In Wikipedia, The Free Encyclopedia. Retrieved 17:33, September 11, 2019]</ref> 
    
ظهرت تحليلات مختلفة وأكثر تعقيدًا ترى هيمنة الرجال واضطهاد النساء كنتائج لتفاعلات اجتماعية أخرى خارج العلاقة المباشرة ما بين الإثنين ، الشكل الأكثر عمومية لذلك التحليل مبني على الحاجة لإعادة الإنتاج الإجتماعي؛ بكلمات أخرى إعادة إنتاج البنى الإجتماعية المختلفة ونقلها من جيل إلى آخر إلى جانب إعادة الإنتاج البيولوجي. من أهم الكتابات في هذا الخط التحليلي كتاب جولييت ميتشيل التحليل النفسي والنسوية – psychoanalysis and feminism، يظهر هذا الكتاب تأثرها بشدة بالبنيوية الماركسية والأنثروبولوجية, وكتاب دوروثي دينيرستاين  في كتباها حورية البحر والمينوتور- the mermaid and the minotaur المبني على التحليل النفسي، تحدثت دوروثي عن سلطة الرجال وخضوع النساء الذي ينبع من تنشئة الاطفال الذي تهيمن عليه النساء باعتبارهن أمهات، واعتبرت التنشئة كعامل أساسي خلال التاريخ الإنساني كله. وكتاب كلير بورتوت الخضوع – Subordination ، تربط من خلاله ما بين التحليلات العابرة للثقافات لاضطهاد النساء وبين نقد التعليم ونظرية الدولة.  
 
ظهرت تحليلات مختلفة وأكثر تعقيدًا ترى هيمنة الرجال واضطهاد النساء كنتائج لتفاعلات اجتماعية أخرى خارج العلاقة المباشرة ما بين الإثنين ، الشكل الأكثر عمومية لذلك التحليل مبني على الحاجة لإعادة الإنتاج الإجتماعي؛ بكلمات أخرى إعادة إنتاج البنى الإجتماعية المختلفة ونقلها من جيل إلى آخر إلى جانب إعادة الإنتاج البيولوجي. من أهم الكتابات في هذا الخط التحليلي كتاب جولييت ميتشيل التحليل النفسي والنسوية – psychoanalysis and feminism، يظهر هذا الكتاب تأثرها بشدة بالبنيوية الماركسية والأنثروبولوجية, وكتاب دوروثي دينيرستاين  في كتباها حورية البحر والمينوتور- the mermaid and the minotaur المبني على التحليل النفسي، تحدثت دوروثي عن سلطة الرجال وخضوع النساء الذي ينبع من تنشئة الاطفال الذي تهيمن عليه النساء باعتبارهن أمهات، واعتبرت التنشئة كعامل أساسي خلال التاريخ الإنساني كله. وكتاب كلير بورتوت الخضوع – Subordination ، تربط من خلاله ما بين التحليلات العابرة للثقافات لاضطهاد النساء وبين نقد التعليم ونظرية الدولة.  
264

تعديل

قائمة التصفح