تغييرات

قالب فرعي ووصلات وتصنيف
سطر 8: سطر 8:  
|تاريخ النشر=2015
 
|تاريخ النشر=2015
 
|تاريخ الاسترجاع=23-12-2017
 
|تاريخ الاسترجاع=23-12-2017
|مسار الاسترجاع=http://afemena.org/kohl/wp-content/uploads/2015/12/Sayegh-The-Erotic-the-Exotic-and-the-Spaces-in-Between-2-AR.pdf
+
|مسار الاسترجاع=http://kohljournal.press/ar/the-erotic-the-exotic-2/
 
|نسخة أرشيفية=
 
|نسخة أرشيفية=
 
|هل ترجمة=
 
|هل ترجمة=
سطر 15: سطر 15:  
|العنوان الأصلي=
 
|العنوان الأصلي=
 
|النص الأصلي=
 
|النص الأصلي=
|ملاحظة=النص باللغة الإنجليزية http://kohljournal.press/the-erotic-the-exotic/
+
|ملاحظة=هذه المقالة نشرت في المجلد 1 - عدد 2، لمجلة [[كحل]].  
 
|قوالب فرعية={{نص موجود في| الإيروتيكية والإيكزوتيكية والمساحة (ات) بينهما.pdf}}
 
|قوالب فرعية={{نص موجود في| الإيروتيكية والإيكزوتيكية والمساحة (ات) بينهما.pdf}}
 
}}
 
}}
      −
في “[[وثيقة:استخدام الإيروتيكية|إستخدامات الإيروتيكيّة: الإيروتيكيّة بكونها قوّة]]”<ref>Lorde, Audre. “Uses of the Erotic: The erotic as Power.” Sister Outsider: Essays and Speeches. Freedom, CA: Crossing Press, 1984. 53-59</ref>، تُعرّف [[أودري لورد]] الإيروتيكيّة كموقعٍ أريبٍ للقوّة الأنثويّة العميقة والحميمة. منذ ذلك الحين، إنضمّت إلى لورد [[النسوية السوداء|النسويّاتُ السّوداواتُ]] وذواتُ البشرة الملوّنة للإحتجاج على مواقعهنّ الهامشيّة، ولاستعادة تواريخهنّ كتواريخ ذات نسبٍ أموميٍّ، ومختلفةٍ وغزيرة. لكن لماذا نتحدّث عن إيروتيكيّة لورد في سياقاتٍ غريبةٍ جيوبوليتيكيًّا عن الصّراعات النسويّة الإفريقيّة – الأميركيّة؟ ولماذا نتفحّص جوانب من حياتنا اليوميّة ونعيد تخيّلها من خلال عدسة الإيروتيكيّة؟
+
في “[[وثيقة:استخدام الإيروتيكية|إستخدامات الإيروتيكيّة: الإيروتيكيّة بكونها قوّة]]”<ref>Lorde, Audre. “Uses of the Erotic: The erotic as Power.” Sister Outsider: Essays and Speeches. Freedom, CA: Crossing Press, 1984. 53-59</ref>، تُعرّف [[أودري لورد]] الإيروتيكيّة كموقعٍ أريبٍ للقوّة الأنثويّة العميقة والحميمة. منذ ذلك الحين، إنضمّت إلى لورد [[نسوية سوداء|النسويّاتُ السّوداواتُ]] وذواتُ البشرة الملوّنة للإحتجاج على مواقعهنّ الهامشيّة، ولاستعادة تواريخهنّ كتواريخ ذات نسبٍ أموميٍّ، ومختلفةٍ وغزيرة. لكن لماذا نتحدّث عن إيروتيكيّة لورد في سياقاتٍ غريبةٍ جيوبوليتيكيًّا عن الصّراعات النسويّة الإفريقيّة – الأميركيّة؟ ولماذا نتفحّص جوانب من حياتنا اليوميّة ونعيد تخيّلها من خلال عدسة الإيروتيكيّة؟
      سطر 26: سطر 26:       −
إذًا، كيف تنطبق الإيروتيكيّة على سياقنا؟ كما يبدو، دائمًا ما نُفَسّر على أنّنا موجوداتٌ/ون على أحد جانبَي الثّنائيّات الضدّية: الذّات/الآخر، الغرب/الشّرق، العربيّ(ة)الجيّد(ة)/السيّء(ة)، إلخ. الإيروتيكيّة ترفض أن تُخيّر. هي بالطّبع جنسيّةٌ، لكنّها تحمل خاصّةً قوّة التخيّل، والمقاومة، وكتابة التّاريخ، وإنتاج المعرفة الإيروتيكيّة النّابعة من مصدر المعارضة النسويّة السّمراء. لا تنتمي الإيروتيكيّة إلى “موجةٍ” نسويّةٍ معيّنةٍ، كما أنّها لا تشترك في المقاييس المُعمّمة والسرديّات الخطّية للتّاريخ. لكنّها تحتفظ بملكيّة المَوْجات – فتبقى في حركةٍ مستمرّةٍ وغير قابلةٍ للتّرويض.
+
إذًا، كيف تنطبق [[إيروتيكية | الإيروتيكيّة]] على سياقنا؟ كما يبدو، دائمًا ما نُفَسّر على أنّنا موجوداتٌ/ون على أحد جانبَي الثّنائيّات الضدّية: الذّات/الآخر، الغرب/الشّرق، العربيّ(ة)الجيّد(ة)/السيّء(ة)، إلخ. الإيروتيكيّة ترفض أن تُخيّر. هي بالطّبع جنسيّةٌ، لكنّها تحمل خاصّةً قوّة التخيّل، والمقاومة، وكتابة التّاريخ، وإنتاج المعرفة الإيروتيكيّة النّابعة من مصدر المعارضة النسويّة السّمراء. لا تنتمي الإيروتيكيّة إلى “[[موجات الحركة النسوية | موجةٍ]]” نسويّةٍ معيّنةٍ، كما أنّها لا تشترك في المقاييس المُعمّمة والسرديّات الخطّية للتّاريخ. لكنّها تحتفظ بملكيّة المَوْجات – فتبقى في حركةٍ مستمرّةٍ وغير قابلةٍ للتّرويض.
      سطر 32: سطر 32:       −
الإيكزوتيكيّة إذًا، هي طريقةٌ محدّدةٌ لفهم إستغلال الإيروتيكيّة؛ هي تختزل الإيروتيكيّة في مساحةٍ لتحريف تمثيل السّمر/اوات والتّمييز ضدّهن/م. وسواء إنبثقت الإيكزوتيكيّة عن الديناميّات الداخليّة للقوّة أو عن إستئثاراتٍ أجنبيّةٍ، فإنّها تُعزّز السّياسات الإستهلاكيّة والأصوليّة في مناطق الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا. إنّ تشويهها للإيروتيكيّ يتضافر مع تشييء النّساء، وإعادة إنتاج [[أنوثة|الأنوثة]]/[[ذكورة|الذّكورة]] السّمراء والسّوداء الإختزاليّة، ووسمِ الهويّات والحيوات [[كوير|الكويريّة]] بالإثاريّة. لكنّ الأكثر إقلاقًا، هو أنّ إستغلال الإيروتيكيّة يمثّل وجهًا تأسيسيًّا في إنتاج المعرفة المهيمِنة: هو يغرّب النساء والكتابات النسويّة من خلال إقصائها إلى الخطوط الجانبيّة، وبالتالي حبسها في ثنائيّةٍ قطبيةٍ هي المركز/الهامش.
+
الإيكزوتيكيّة إذًا، هي طريقةٌ محدّدةٌ لفهم إستغلال الإيروتيكيّة؛ هي تختزل الإيروتيكيّة في مساحةٍ لتحريف تمثيل السّمر/اوات والتّمييز ضدّهن/م. وسواء إنبثقت الإيكزوتيكيّة عن الديناميّات الداخليّة للقوّة أو عن إستئثاراتٍ أجنبيّةٍ، فإنّها تُعزّز السّياسات الإستهلاكيّة والأصوليّة في مناطق الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا. إنّ تشويهها للإيروتيكيّ يتضافر مع [[تشييء جنسي | تشييء]] النّساء، وإعادة إنتاج [[أنوثة|الأنوثة]]/[[ذكورة|الذّكورة]] السّمراء والسّوداء الإختزاليّة، ووسمِ الهويّات والحيوات [[كوير|الكويريّة]] بالإثاريّة. لكنّ الأكثر إقلاقًا، هو أنّ إستغلال الإيروتيكيّة يمثّل وجهًا تأسيسيًّا في إنتاج المعرفة المهيمِنة: هو يغرّب النساء والكتابات النسويّة من خلال إقصائها إلى الخطوط الجانبيّة، وبالتالي حبسها في ثنائيّةٍ قطبيةٍ هي المركز/الهامش.
      −
إنطلاقًا من المفهوم القائل بأنّ الشّخصي هو السّياسي، ينظر هذا العدد من [[مجلة كُحل لأبحاث الجسد والجندر|كحل: مجلّةٌ لدراسات الجسد والجندر]] في الإيروتيكيّة غير الإيكزوتيكيّة، أو الإيروتيكيّة المختلّة. ويتناول هذا العدد التمثيلات الإيكزوتيكيّة للأجساد والأصوات السّمراء المتمرّدة، لكنّه يصوغ بشكلٍ خاصٍّ (إعادة) تخيّلاتنا ومقاومتنا. بينما نتكلّم أو نكتب، تُستعاد الإيروتيكيّة على يد النّساء والنسويّات والكويريّين/ات كوسيلةٍ للبقاء والمتعة والتغيير.
+
إنطلاقًا من المفهوم القائل بأنّ [[الشخصي هو السياسي | الشّخصي هو السّياسي]]، ينظر [[تصنيف:مجلد 1 عدد 2 من مجلة كحل | هذا العدد]] من [[مجلة كُحل لأبحاث الجسد والجندر|كحل: مجلّةٌ لدراسات الجسد والجندر]] في الإيروتيكيّة غير الإيكزوتيكيّة، أو الإيروتيكيّة المختلّة. ويتناول هذا العدد التمثيلات الإيكزوتيكيّة للأجساد والأصوات السّمراء المتمرّدة، لكنّه يصوغ بشكلٍ خاصٍّ (إعادة) تخيّلاتنا ومقاومتنا. بينما نتكلّم أو نكتب، تُستعاد الإيروتيكيّة على يد النّساء و[[نسوية | النسويّات]] و[[كوير | الكويريّين/ات]] كوسيلةٍ للبقاء والمتعة والتغيير.
      −
يفتتح العدد بمقال الرّأي لسنتيا الخوري بعنوان “الشّتائم: لغةُ الحميميّة (المُغايِرة)”. تصطحبنا الخوري في جولةٍ على الشّتائم اللّامعدودة التي تحتوي على مفردة “[[كسمك|كسّ]]”، والتي تسكن لغتنا العربيّة. تتّخذ الكاتبة إنعطافةً مُستساغةً لإعادة تخيّل الجذور العثمانيّة لكلمة “كسّ”. ومن خلال إستلهام تجربتها كمدرّبةٍ في مجال [[صحة جنسية|الصحّة الجنسيّة]] وكصانعةٍ للسّياسات، تربط الخوري اللّغة والتّشريح والفنّ معًا، داعيةً إيّانا إلى تفكيك قوّة الكلمات والحميميّة في الأنظمة القانونيّة واللّغوية المتّسمة بالمُغايرة المُميّزة جنسيًّا.
+
يفتتح العدد بمقال الرّأي ل[[سنتيا الخوري]] بعنوان “[[وثيقة:الشتائم: لغة الحميمية (المغايرة)| الشّتائم: لغةُ الحميميّة (المُغايِرة)]]”. تصطحبنا الخوري في جولةٍ على الشّتائم اللّامعدودة التي تحتوي على مفردة “[[كس|كسّ]]”، والتي تسكن لغتنا العربيّة. تتّخذ الكاتبة إنعطافةً مُستساغةً لإعادة تخيّل الجذور العثمانيّة لكلمة “كسّ”. ومن خلال إستلهام تجربتها كمدرّبةٍ في مجال [[صحة جنسية|الصحّة الجنسيّة]] وكصانعةٍ للسّياسات، تربط الخوري اللّغة والتّشريح والفنّ معًا، داعيةً إيّانا إلى تفكيك قوّة الكلمات والحميميّة في الأنظمة القانونيّة واللّغوية المتّسمة [[مغايرة جنسية | بالمُغايرة]] [[تمييز جنسي | المُميّزة جنسيًّا]].
   −
عبث الخوري في الأوجه المتعدّدة لكلمة “[[مهبل|فَرْج]]”، يفتح المجال أمام قطعة “تاريخ فَرْجي: مانيفستو” بقلم لايدي جِيا، وهي شهادةُ لاذعةٌ عن عضوها الجنسيّ في كافّة أحواله. المانيفستو يوثّق تاريخ فَرْجِها (hystory) من أجل إظهار التحوّل من النّقل الشّفهيّ إلى المكتوب في التّواريخ ذات النّسب الأموميّ. حادّةٌ، ومستفِزّةٌ وفجّةٌ، توجّه القطعة القارئ/ة نحو إعادة إستكشاف الفَرْج إنطلاقًا من مكانٍ شخصيٍّ/سياسيّ.
+
عبث الخوري في الأوجه المتعدّدة لكلمة “[[فرج|فَرْج]]”، يفتح المجال أمام قطعة “[[وثيقة:سيرة فرجي: مانيفستو | سيرةُ فَرْجي: مانيفستو]]” بقلم [[لايدي جيا]]، وهي شهادةُ لاذعةٌ عن [[عضو جنسي | عضوها الجنسيّ]] في كافّة أحواله. المانيفستو يوثّق تاريخ فَرْجِها (hystory) من أجل إظهار التحوّل من النّقل الشّفهيّ إلى المكتوب في التّواريخ ذات النّسب [[أمومية | الأموميّ]]. حادّةٌ، ومستفِزّةٌ وفجّةٌ، توجّه القطعة القارئ/ة نحو إعادة إستكشاف الفَرْج إنطلاقًا من مكانٍ شخصيٍّ/سياسيّ.
   −
وبالتّناغم مع محاور الفَرْج والفنّ والنّقل ذي النّسب الأمومي، يعود باب “أحاديث” بقطعتَين مختلفتَين. الأولى، بعنوان “عن الحيْض والأجساد والرّغبة: نقاشٌ في الصّورة الإيروتيكيّة والتمثيلات الفنيّة”، تنقل جلسة نقاشٍ بين كلٍّ من مون وأماندا وساراغ، يسّرتها ريبيكا صعب سعادة. مستقصيات أعمالهنّ الخاصّة، تواجِه اللّا-فنّانات الثلاث مفاهيم الحيْض، والأعضاء الجنسيّة، والصّور والخيال. ينبشن الإيروتيكيّة وتعريفاتها من ضمن وسائط عدّةٍ للتمثيلات الفنيّة. أما القطعة الثّانية من “أحاديث”، فهي حوارٌ أجريتُه مع جيسّسيكا خزريك عبر سكايب. حوار “السّياحة الجنسيّة في العروض البيوميثوغرافيّة: حوارٌ مع جيسّيكا خزريك” يبحث في الصّلات بين السّياحة الجنسيّة في المستعمَرات السّابقة والمؤسّسة العسكريّة. وتوازي القطعة بين [[حروب الجنس النسويّة]] والحرب الأهليّة اللّبنانيّة، مُراجعةً التاريخ من منظور “إحراق” كتابات النساء. ومن خلال إستعادة البيوميثوغرافيّة كمجازٍ أدائيٍّ، يتطرّق الحوار إلى التّشابهات بين جلد خزريك الخاصّ وصُور أمّها، ما يمزج الوسائط البصريّة/الرقميّة بالإيروتيكيّة.
+
وبالتّناغم مع محاور الفَرْج والفنّ والنّقل ذي النّسب الأمومي، يعود باب “أحاديث” بقطعتَين مختلفتَين. الأولى، بعنوان “[[وثيقة:عن الحيض والأجساد والرغبة: نقاش في الصورة الإيروتيكية والتمثيلات الفنية | عن الحيْض والأجساد والرّغبة: نقاشٌ في الصّورة الإيروتيكيّة والتمثيلات الفنيّة]]”، تنقل جلسة نقاشٍ بين كلٍّ من مون وأماندا وساراغ، يسّرتها [[ريبيكا صعب سعادة]]. مستقصيات أعمالهنّ الخاصّة، تواجِه اللّا-فنّانات الثلاث مفاهيم [[حيض | الحيْض]]، و[[عضو جنسي | الأعضاء الجنسيّة]]، والصّور والخيال. ينبشن الإيروتيكيّة وتعريفاتها من ضمن وسائط عدّةٍ للتمثيلات الفنيّة. أما القطعة الثّانية من “أحاديث”، فهي حوارٌ أجريتُه مع [[جيسسيكا خزريك]] عبر سكايب. حوار “[[وثيقة:السياحة الجنسية في العروض البيوميثوغرافية: حوار مع جيسيكا خزريك | السّياحة الجنسيّة في العروض البيوميثوغرافيّة: حوارٌ مع جيسّيكا خزريك]]” يبحث في الصّلات بين السّياحة الجنسيّة في المستعمَرات السّابقة والمؤسّسة العسكريّة. وتوازي القطعة بين [[حروب الجنس النسوية]] والحرب الأهليّة اللّبنانيّة، مُراجعةً التاريخ من منظور “إحراق” كتابات النساء. ومن خلال إستعادة البيوميثوغرافيّة كمجازٍ أدائيٍّ، يتطرّق الحوار إلى التّشابهات بين جلد خزريك الخاصّ وصُور أمّها، ما يمزج الوسائط البصريّة/الرقميّة بالإيروتيكيّة.
      −
وأيضًا ضمن روحيّة كتابات النساء وسيَرِهنّ (الذاتيّة)، تقدّم سلمى شاش لنا المقال الأوّل في العدد بعنوان “معارك مع الرّغبة: مركَزةُ الجسد في السرديّات الشخصيّة لدريّة شفيق ولطيفة الزيّات”. تعيد شاش قراءة سيرتَي المناضلتَين المصريّتَين من خلال موضَعة الجسد الأنثويّ كأداةٍ لمقاومة الأنظمة السياسيّة القمعيّة. والأكثر إدهاشًا، أنّ الكاتبة تذكّرنا بأن تقويض المعايير [[جندر|الجندريّة]] والجنسيّة ليس الطريقة الوحيدة للدّفع بأجسادنا إلى الصّفوف الأماميّة، وللوقوف في وجه الأنظمة الوطنيّة والقمعيّة التي انبعثت في عهد ما بعد الإستقلال في مصر.
+
وأيضًا ضمن روحيّة كتابات النساء وسيَرِهنّ (الذاتيّة)، تقدّم [[سلمى شاش]] لنا المقال الأوّل في العدد بعنوان “[[وثيقة:معارك مع الرغبة: مركزة الجسد في السرديات الشخصية لدرية شفيق ولطيفة الزيات | معارك مع الرّغبة: مركَزةُ الجسد في السرديّات الشخصيّة لدريّة شفيق ولطيفة الزيّات]]”. تعيد شاش قراءة سيرتَي المناضلتَين المصريّتَين من خلال موضَعة الجسد الأنثويّ كأداةٍ لمقاومة الأنظمة السياسيّة القمعيّة. والأكثر إدهاشًا، أنّ الكاتبة تذكّرنا بأن تقويض المعايير [[جندر|الجندريّة]] والجنسيّة ليس الطريقة الوحيدة للدّفع بأجسادنا إلى الصّفوف الأماميّة، وللوقوف في وجه الأنظمة الوطنيّة والقمعيّة التي انبعثت في عهد ما بعد الإستقلال في مصر.
      −
وبالنّظر إلى صنفٍ آخر من الكتابة الأنثويّة، تُدهشنا غدير زنّون بالواقعيّة السحريّة لرواية فاطْمة: روايةٌ عن الجزيرة العربيّة للكاتبة السّعودية رجاء عالِم. يقدّم مقال “الخيال والصّوفيّة والإيروتيكيّة في فاطْمة لرجاء عالِم” قراءةً في طبقات الإيروتيكيّة في الرّواية، بما يتناغم مع تعريف أودري لورد للإيروتيكيّة. مع زنّون، تتلاشى الحدود بين الخيال والواقعيّة، والصّوفيّة والعقلانيّة، والحسّيّة والتجرّد، فاتحةً المجال أمام وسائل جديدةٍ لتناول الثّنائيّات الأبويّة من خلال الإقرار بالأسطورة كشكلٍ من أشكال الكتابة النسويّة.
+
وبالنّظر إلى صنفٍ آخر من الكتابة الأنثويّة، تُدهشنا [[غدير زنون]] بالواقعيّة السحريّة لرواية [[فاطمة]]: روايةٌ عن الجزيرة العربيّة للكاتبة السّعودية [[رجاء عالم]]. يقدّم مقال “[[وثيقة:الخيال والصوفية والإيروتيكية في فاطمة لرجاء عالم | الخيال والصّوفيّة والإيروتيكيّة في فاطْمة لرجاء عالِم]]” قراءةً في طبقات الإيروتيكيّة في الرّواية، بما يتناغم مع تعريف [[أودري لورد]] للإيروتيكيّة. مع زنّون، تتلاشى الحدود بين الخيال والواقعيّة، والصّوفيّة والعقلانيّة، والحسّيّة والتجرّد، فاتحةً المجال أمام وسائل جديدةٍ لتناول الثّنائيّات الأبويّة من خلال الإقرار بالأسطورة كشكلٍ من أشكال الكتابة النسويّة.
      −
في مقال “صرخةٌ مكتومةٌ: العواطف الكويريّة في جيش الخَلاص لعبدالله الطّايع”، تغوص دينا جيورجيس في شكلٍ آخر من التمثيل الإيروتيكيّ للرّغبة. ويكشف فيلم المخرج والكاتب المغربيّ المعرفيّاتِ الكويريّة بصفتها غير ممتثلةٍ للتعريفات الشائعة والمتداولة لمفردة “مثليّ”. وبينما تمكن قراءة [[جنسانية|جنسانيّة]] البطل على أنّها متّسمةٌ بالمثليّة التطبيعيّة، تُعقّد جيورجيس العواطف الكويريّة من خلال زعزعة المعادلة القائلة بالتحرّر الكويريّ كمشروعٍ إستعماري. ويُحيك تحليل الكاتبة الحداد بالصّمت الحاضر على الشّاشة، حاثًّا إيّانا على الإمساك بالإضطراب الكامن وراء العواطف القُطبيّة.
+
في مقال “[[وثيقة:صرخة مكتومة: العواطف الكويرية في جيش الخلاص لعبدالله الطايع صرخة مكتومة: العواطف الكويريّة في جيش الخَلاص لعبدالله الطّايع]]”، تغوص [[دينا جيورجيس]] في شكلٍ آخر من التمثيل الإيروتيكيّ للرّغبة. ويكشف فيلم المخرج والكاتب المغربيّ المعرفيّاتِ الكويريّة بصفتها غير ممتثلةٍ للتعريفات الشائعة والمتداولة لمفردة “[[مثلية جنسية | مثليّ]]”. وبينما تمكن قراءة [[جنسانية|جنسانيّة]] البطل على أنّها متّسمةٌ بالمثليّة التطبيعيّة، تُعقّد جيورجيس العواطف الكويريّة من خلال زعزعة المعادلة القائلة بالتحرّر الكويريّ كمشروعٍ إستعماري. ويُحيك تحليل الكاتبة الحداد بالصّمت الحاضر على الشّاشة، حاثًّا إيّانا على الإمساك بالإضطراب الكامن وراء العواطف القُطبيّة.
      −
تعود سارة حمدان بمقالٍ بعنوان “أن-تصيري-إمرأةً-عربيّةً-كويريّةً: “ميم” كمثال، يُصدي تفكيك جيورجيس للذّاتيّات السّطحيّة. إنطلاقًا من قراءةٍ دولوزيّةٍ للصّيرورة، ترسّم حمدان حدود المقاربات غير الهويّاتيّة بصفتها مُرتحِلة. وتقع قراءتها الدّقيقة للمحادثة التي جرت بين عضواتٍ سابقاتٍ في “ميم”، ضمن النقاشات الأوسع في الماكرو-سياسات والميكرو-سياسات للموقع. وتتحدّى حمدان الإيكزوتيكيّة الكامنة في [[مثلية جنسية|المثليّة]] العالميّة وكذلك السّياق الغربيّ لنقّادها. بدلًا من ذلك، تحدّد الكاتبة اللّاخطيّة “للإختلاف المختلف” في إيروتيكيّة لورد.
+
تعود [[سارة حمدان]] بمقالٍ بعنوان “[[وثيقة:أن-تصيري-إمرأة-عربية-كويرية: “ميم” كمثال|أن-تصيري-إمرأة-عربية-كويرية: “ميم” كمثال]]، يُصدي تفكيك جيورجيس للذّاتيّات السّطحيّة. إنطلاقًا من قراءةٍ دولوزيّةٍ للصّيرورة، ترسّم حمدان حدود المقاربات غير الهويّاتيّة بصفتها مُرتحِلة. وتقع قراءتها الدّقيقة للمحادثة التي جرت بين عضواتٍ سابقاتٍ في “ميم”، ضمن النقاشات الأوسع في الماكرو-سياسات والميكرو-سياسات للموقع. وتتحدّى حمدان الإيكزوتيكيّة الكامنة في [[مثلية جنسية|المثليّة]] العالميّة وكذلك السّياق الغربيّ لنقّادها. بدلًا من ذلك، تحدّد الكاتبة اللّاخطيّة “للإختلاف المختلف” في إيروتيكيّة لورد.
      −
ويُعقّد مقالٌ آخر ثنائيّة الشّرق/الغرب من خلال تقديم دراسة حالةٍ عن قضيّة الشّابّة المصريّة علياء المهدي، المعروفة بالمدوِّنة العارية. في مقال “من الأيديولوجيا إلى الدّوغمائيّة؟ نقاشٌ في فيمين وعلياء المهدي والتعرّي في العالم العربي”، تغوص مايا الحلو في النقاشات التي دارت بين النسويّات المحلّيات بعد نشر المهدي صورًا عاريةً لها وإنضمامها إلى فيمين. وبينما صادق البعض على التعرّي كمستورَدٍ غربيٍّ، تستعيد الحلو الإحتجاج العاري كممارسةٍ مغروسةٍ في تاريخنا النسويّ. والأهمّ، أنّ الكاتبة تحذّرنا من القراءة الدّوغمائيّة للنسويّة، ما يسِم صراعنا بالكمّيّة.
+
ويُعقّد مقالٌ آخر ثنائيّة الشّرق/الغرب من خلال تقديم دراسة حالةٍ عن قضيّة الشّابّة المصريّة [[علياء المهدي]]، المعروفة بالمدوِّنة العارية. في مقال “[[وثيقة: من الأيديولوجيا إلى الدوغمائية؟ نقاش في فيمين وعلياء المهدي والتعري في العالم العربي | من الأيديولوجيا إلى الدّوغمائيّة؟ نقاشٌ في فيمين وعلياء المهدي والتعرّي في العالم العربي]]”، تغوص [[مايا الحلو]] في النقاشات التي دارت بين النسويّات المحلّيات بعد نشر المهدي صورًا عاريةً لها وإنضمامها إلى [[فيمين]]. وبينما صادق البعض على التعرّي كمستورَدٍ غربيٍّ، تستعيد الحلو الإحتجاج العاري كممارسةٍ مغروسةٍ في تاريخنا النسويّ. والأهمّ، أنّ الكاتبة تحذّرنا من القراءة الدّوغمائيّة للنسويّة، ما يسِم صراعنا بالكمّيّة.
      −
وفي نقدٍ آخر للدّوغمائيّة ضيّقة الأفق، تقدّم سناء الخوري مراجعةً للجنس الثّالث، كتاب جومانا حدّاد الأخير. عاكسةً (إساءة) إستملاك حدّاد للبوفواريّة، تُعنوِن الخوري بذكاءٍ قطعتها “لا تولَد المرأة جُمانة، بل تصبح كذلك”. وترافقنا هذه النّغمة التراجيديّة الكوميديّة على طول المقال في قراءة تحريف حدّاد المؤسِف لمصطلح “الجنس الثّالث”. وتتفكّر الكاتبة في إفتراضات حدّاد المتناقضة وإصرارها على ابتكار فلسفاتٍ جديدةٍ مثل “الإنسانوّية”، التي تتظاهر بأنّها تأتي في فراغٍ نرجسيّ. قراءة هذا المقال واجبةٌ.
+
وفي نقدٍ آخر للدّوغمائيّة ضيّقة الأفق، تقدّم [[سناء الخوري]] مراجعةً [[الجنس الثالث (كتاب) | للجنس الثّالث]]، كتاب [[جومانا حداد]] الأخير. عاكسةً (إساءة) إستملاك حدّاد للبوفواريّة، تُعنوِن الخوري بذكاءٍ قطعتها “[[وثيقة:لا تولد المرأة جمانة، بل تصبح كذلك|لا تولد المرأة جمانة، بل تصبح كذلك]]”. وترافقنا هذه النّغمة التراجيديّة الكوميديّة على طول المقال في قراءة تحريف حدّاد المؤسِف لمصطلح “الجنس الثّالث”. وتتفكّر الكاتبة في إفتراضات حدّاد المتناقضة وإصرارها على ابتكار فلسفاتٍ جديدةٍ مثل “الإنسانوّية”، التي تتظاهر بأنّها تأتي في فراغٍ نرجسيّ. قراءة هذا المقال واجبةٌ.
      −
في الختام، يقدّم قسم الموارد مقالًا بعنوان “الجندر والتربية الجنسيّة في النّظام التعليمي المغربيّ” لزهير كسيم، الذي يمنح كحل منشورها الفرنسيّ الأول. يشرّح مورد كسيم بدقّةٍ المناهج المغربيّة المدرسيّة التي غالبًا ما تتجاهل الأبعاد الإجتماعيّة والنفسيّة والعاطفيّة للتربيّة الجندريّة والجنسيّة، ما يساهم في بَلوَرة أنظمة الفكر المتّسمة بالمُغايرة المُميّزة جنسيًّا.
+
في الختام، يقدّم قسم الموارد مقالًا بعنوان “[[وثيقة:الجندر والتربية الجنسية في النظام التعليمي المغربي | الجندر والتربية الجنسيّة في النّظام التعليمي المغربيّ]]” ل[[زهير كسيم]]، الذي يمنح كحل منشورها الفرنسيّ الأول. يشرّح مورد كسيم بدقّةٍ المناهج المغربيّة المدرسيّة التي غالبًا ما تتجاهل الأبعاد الإجتماعيّة والنفسيّة والعاطفيّة للتربيّة الجندريّة والجنسيّة، ما يساهم في بَلوَرة أنظمة الفكر المتّسمة بالمُغايرة المُميّزة جنسيًّا.
      سطر 69: سطر 69:       −
'''مصادر ومراجع'''
+
==هوامش==
 +
 
 +
[[تصنيف:مجلد 1 عدد 2 من مجلة كحل]]
7٬893

تعديل