سطر 7: |
سطر 7: |
| نشأت النسوية السوداء كاستجابة للموجة النسوية الثانية، بعد تنامي شعور النساء السود والنساء الملونات بالاغتراب داخل صفوف حركة النساء في الستينات والسبعينات من القرن العشرين. | | نشأت النسوية السوداء كاستجابة للموجة النسوية الثانية، بعد تنامي شعور النساء السود والنساء الملونات بالاغتراب داخل صفوف حركة النساء في الستينات والسبعينات من القرن العشرين. |
| | | |
− | عملت الموجة النسوية الثانية على حق النساء في الاحتفاظ ببطاقات الإئتمان واستخراجها بأسمائهن الخاصة، وعلى حقهن في التقدم للحصول على قروض عقارية. كما عملت أيضاً على تجريم الاغتصاب الزوجي، وزيادةالتوعية بالعنف المنزلي، وأيضاً بناء ملاجئ للنساء اللائي يتعرضن للعنف المنزلي و الاغتصاب. بالإضافة لذلك، عملت الموجة النسوية الثانية على تشريع قوانين لمناهضة التحرش الجنسي في أماكن العمل. | + | عملت الموجة النسوية الثانية على حق النساء في الاحتفاظ ببطاقات الإئتمان واستخراجها بأسمائهن الخاصة، وعلى حقهن في التقدم للحصول على قروض عقارية. كما عملت أيضاً على تجريم الاغتصاب الزوجي، وزيادةالتوعية بالعنف المنزلي، وأيضاً بناء ملاجئ للنساء اللائي يتعرضن للعنف المنزلي و الاغتصاب. بالإضافة لذلك، عملت الموجة النسوية الثانية على تشريع قوانين لمناهضة التحرش الجنسي في أماكن العمل.<ref name="Vox">[http://https://www.vox.com/2018/3/20/16955588/feminism-waves-explained-first-second-third-fourth Constance Grady, "The waves of feminism, and why people keep fighting over them, explained",Vox, 20 July 2018]</ref> |
| | | |
− | حققت حركة النساء بعض المكتسبات التشريعية والقانونية مثل تشريع قانون المساواة في الأجور الصادر عام 1963، والذي يجرم التفرقة في الأجور على أساس الجندر، كما أعطت سلسلة من الأحكام الصادرة من المحكمة العليا الحق في استخدام وسائل منع الحمل للكثير من النساء المتزوجات والغير متزوجات أيضاً، في الستينات والسبعينات من القرن العشرين.
| |
| | | |
− | كانت أفكار وأهداف حركة النساء في الموجة النسوية الثانية تتمحور حول تغيير النظرة المجتمعية للنساء وأدوارهن التي كانت محصورة فقط في العمل الإنجابي والمنزلي، فلقد اهتمت بشدة بتحدي التمييز الجنسي المنهجي الراسخ في المجتمع، وذلك من خلال تحدي المعايير الاجتماعية التي كانت تكرس لأن أدوار النساء هي أدوار هامشية ومنزلية فقط.
| + | حققت حركة النساء بعض المكتسبات التشريعية والقانونية مثل تشريع قانون المساواة في الأجور الصادر عام 1963، والذي يجرم التفرقة في الأجور على أساس الجندر، كما أعطت سلسلة من الأحكام الصادرة من المحكمة العليا الحق في استخدام وسائل منع الحمل للكثير من النساء المتزوجات والغير متزوجات أيضاً، في الستينات والسبعينات من القرن العشرين.<ref name="Vox" /> |
| | | |
− | لم يكن اكتساب الحق في العمل خارج المنزل مصدر اهتمام كبير للنساء السود المنخرطات في حركة النساء آنذاك، فبالرغم من أن كل من النساء السود والنساءالبيض أجمعن على النضال من أجل حقهن في استخدام وسائل منع الحمل وحقهن في الإجهاض، إلا أن النساء السود اهتممن أيضاً برفع مطالب متعلقة بوقف التعقيم القسري للأشخاص السود والملونات والملونين ولذوي الإعاقة، ولكن هذا لم يُشكل أولوية للنساء البيض المهيمنات على الحركة.
| |
| | | |
− | نتيجةً لتهميش مطالب وأدوار النساء السود في حركة النساء أثناء الموجة النسوية الثانية، قرر بعض النسويات السود أن ينظمن أنفسهن في المنظمة الوطنية النسوية السوداء (National Black Feminist Organization NBFO)، كان إعلان تأسيس المنظمة في مايو 1973، ثم تم فتح باب الإنضمام للمنظمة في 15 أغسطس 1973. | + | كانت أفكار وأهداف حركة النساء في الموجة النسوية الثانية تتمحور حول تغيير النظرة المجتمعية للنساء وأدوارهن التي كانت محصورة فقط في العمل الإنجابي والمنزلي، فلقد اهتمت بشدة بتحدي التمييز الجنسي المنهجي الراسخ في المجتمع، وذلك من خلال تحدي المعايير الاجتماعية التي كانت تكرس لأن أدوار النساء هي أدوار هامشية ومنزلية فقط.<ref name="Vox" /> |
| + | |
| + | لم يكن اكتساب الحق في العمل خارج المنزل مصدر اهتمام كبير للنساء السود المنخرطات في حركة النساء آنذاك، فبالرغم من أن كل من النساء السود والنساءالبيض أجمعن على النضال من أجل حقهن في استخدام وسائل منع الحمل وحقهن في الإجهاض، إلا أن النساء السود اهتممن أيضاً برفع مطالب متعلقة بوقف التعقيم القسري للأشخاص السود والملونات والملونين ولذوي الإعاقة، ولكن هذا لم يُشكل أولوية للنساء البيض المهيمنات على الحركة.<ref name="Vox" /> |
| + | |
| + | نتيجةً لتهميش مطالب وأدوار النساء السود في حركة النساء أثناء الموجة النسوية الثانية، قرر بعض النسويات السود أن ينظمن أنفسهن في المنظمة الوطنية النسوية السوداء (National Black Feminist Organization NBFO)، كان إعلان تأسيس المنظمة في مايو 1973، ثم تم فتح باب الإنضمام للمنظمة في 15 أغسطس 1973.نص الصفحة.<ref name="thoughtCo">[http://https://www.thoughtco.com/national-black-feminist-organization-nbfo-3528292 Jone Johnson Lewis, "National Black Feminist Organization (NBFO)", ThoughtCo, 25 March 2017]</ref> |
| + | |
| | | |
| وجاء في البيان التأسيسي للمنظمة الوطنية النسوية السوداء نقداً لحركة النساء أثناء الموجة النسوية الثانية، كما ذُكرت بعض من الأفكار التي أسست عليها المنظمة، والتي تركز بالأساس على أهمية النضال العرقي والنضال ضد الهيمنة البيضاء وأيضاًالنضال ضد التفرقة الجنسية وضد الأبوية في آن واحد: | | وجاء في البيان التأسيسي للمنظمة الوطنية النسوية السوداء نقداً لحركة النساء أثناء الموجة النسوية الثانية، كما ذُكرت بعض من الأفكار التي أسست عليها المنظمة، والتي تركز بالأساس على أهمية النضال العرقي والنضال ضد الهيمنة البيضاء وأيضاًالنضال ضد التفرقة الجنسية وضد الأبوية في آن واحد: |
| <Blockquote> | | <Blockquote> |
− | "إن الصورة الإعلامية المشوهة التي يهيمن عليها الذكور لحركة تحرر النساء قد عتمت على أهمية تلك الحركة المحورية والثورية لنساء العالم الثالث، خاصةً النساء السود.لقد تم وَسم الحركة بأنها ملكية حصرية لنساء الطبقة الوسطى البيضاوات، وكان انخراط أي نساء سود في الحركة يعتبر بمثابة إقصاء وتقسيم عرقي ومجموعة أخرى من الصفات السيئة للحركة (...) لقد عانت النساء السود بقسوة في هذا المجتمع بسبب عيشهم ظاهرتي أن يكن نساء وسوداوات في مجتمع عنصري وذكوري (...) لكن التاريخ، الماضي والحاضر، نادراً ما يتعامل مع الاستغلال الوحشي الواقع على عاتق النساء السود، فدائماً ما يرانا السيد كمربيات، وتعاملنا زوجة السيد بازدراء ويرانا أزواجنا وأحبائنا كمخصيات (...) لقد أدركنا، كنسويات سوداوات أهمية تنظيم أنفسنا في منظمة نسوية سوداء مستقلة (...) سنعزز كل جهود حركة تحرر السود الحالية من خلال حث كل مواهب وابداعات النساء السود على الظهور بقوة وجمال، من دون الشعور بالذنب أو بأنهن سبب الإنقسام، وأن يتولين المناصب القيادية والشرفية في مجتمع السود. سوف نشجع مجتمع السود على التوقف عن الوقوع في فخ يسار الرجل الأبيض، الذي يستخدم النساء فقط من لتلبية الاحتياجات المنزلية والخدمية. سوف نستمر في تذكير حركة تحرير السود أنه من المستحيل أن يتحقق التحرر فقط لنصف العرق. يجب علينا، كشعب، أن نعمل على القضاء على العنصرية التي تحاول أن تقضي علينا كشعب بأكمله، ولكن يجب علينا أيضاً أن نتذكر أن الذكورية تدمرنا وتعطلنا من الداخل." | + | "إن الصورة الإعلامية المشوهة التي يهيمن عليها الذكور لحركة تحرر النساء قد عتمت على أهمية تلك الحركة المحورية والثورية لنساء العالم الثالث، خاصةً النساء السود.لقد تم وَسم الحركة بأنها ملكية حصرية لنساء الطبقة الوسطى البيضاوات، وكان انخراط أي نساء سود في الحركة يعتبر بمثابة إقصاء وتقسيم عرقي ومجموعة أخرى من الصفات السيئة للحركة (...) لقد عانت النساء السود بقسوة في هذا المجتمع بسبب عيشهم ظاهرتي أن يكن نساء وسوداوات في مجتمع عنصري وذكوري (...) لكن التاريخ، الماضي والحاضر، نادراً ما يتعامل مع الاستغلال الوحشي الواقع على عاتق النساء السود، فدائماً ما يرانا السيد كمربيات، وتعاملنا زوجة السيد بازدراء ويرانا أزواجنا وأحبائنا كمخصيات (...) لقد أدركنا، كنسويات سوداوات أهمية تنظيم أنفسنا في منظمة نسوية سوداء مستقلة (...) سنعزز كل جهود حركة تحرر السود الحالية من خلال حث كل مواهب وابداعات النساء السود على الظهور بقوة وجمال، من دون الشعور بالذنب أو بأنهن سبب الإنقسام، وأن يتولين المناصب القيادية والشرفية في مجتمع السود. سوف نشجع مجتمع السود على التوقف عن الوقوع في فخ يسار الرجل الأبيض، الذي يستخدم النساء فقط من لتلبية الاحتياجات المنزلية والخدمية. سوف نستمر في تذكير حركة تحرير السود أنه من المستحيل أن يتحقق التحرر فقط لنصف العرق. يجب علينا، كشعب، أن نعمل على القضاء على العنصرية التي تحاول أن تقضي علينا كشعب بأكمله، ولكن يجب علينا أيضاً أن نتذكر أن الذكورية تدمرنا وتعطلنا من الداخل."<ref>[http://www-personal.umd.umich.edu/~ppennock/doc-BlackFeminist.htm The National Black Feminist Organization's Statement of Purpose, 1973]،</ref> |
| </blockquote> | | </blockquote> |
| | | |
− | حققت المنظمة الوطنية النسوية السوداء عضوية كبيرة وصلت ل 2000 فرد، ولكنها لم تدم كثيراً بسبب اختلاف الخلفيات السياسية التي جاء منها الأعضاء، بالإضافة للخلافات حول الاستراتيجيات والتكتيكات التي يجب أن تتبعها المنظمة، ولذلك فشلت المنظمة الوطنية النسوية السوداء في التنظيم بشكل فعال وفي تحويل الأفكار المثالية لعمل تعاوني جماعي، وانتهت عام 1976. | + | حققت المنظمة الوطنية النسوية السوداء عضوية كبيرة وصلت ل 2000 فرد، ولكنها لم تدم كثيراً بسبب اختلاف الخلفيات السياسية التي جاء منها الأعضاء، بالإضافة للخلافات حول الاستراتيجيات والتكتيكات التي يجب أن تتبعها المنظمة، ولذلك فشلت المنظمة الوطنية النسوية السوداء في التنظيم بشكل فعال وفي تحويل الأفكار المثالية لعمل تعاوني جماعي، وانتهت عام 1976.<ref name="thoughtCo" /> |
| | | |
| == تقاطعية كيمبرلي كرينشو == | | == تقاطعية كيمبرلي كرينشو == |