تغييرات

ط
تصحيح أخطاء
سطر 36: سطر 36:  
هذا يسلّط الضوء مرةً أخرى على الاضطهاد الذي نعانيه نحن أفراد مجتمع الم.م.م.م، وهذا ليس بنفس فداحةِ الأمر بالنسبة للفتيات وعابري الجندر أو الجنس، فنحن كشبابٍ مثليٍّ بالرغم من اضطهادنا من الجميع وعُرضتِنا للخطر الدائم لازالنا وِفقاً للمجتمع بمعاييرِه الذكوريّة نمتازُ بإحدى المميّزات وهي أننا ذكورٌ، لذا من يستطيع منّا تزييف تصرُّفاتٍ رجوليّةٍ قد ينجو من الاستهدافِ، أما من يتَّسم منّا بتصرُّفاتٍ وسلوكيّاتٍ يراها عامّة المجتمع على أنها أنثويَّةٌ فيكون ضحيّةً وفريسةً لكل شخصٍ يعاني من النقص وإفراط الذُّكورة ولا ينجو من العنف اللفظيِّ أو البدنيّ، أما للفتياتِ فالأمر أسوأُ كثيراً، خاصةً المثليّاتِ منهنّ، حيث يعِشْن تحت ضغوط الشارع اليوميّة ويتعرَّضنَ للتّحرّش اللفظيّ أو الجسديّ بشكلٍ دائمٍ، ويسمعْنَ ألفاظاً مثل "دا دكر ولا نتاية" وغيرها.
 
هذا يسلّط الضوء مرةً أخرى على الاضطهاد الذي نعانيه نحن أفراد مجتمع الم.م.م.م، وهذا ليس بنفس فداحةِ الأمر بالنسبة للفتيات وعابري الجندر أو الجنس، فنحن كشبابٍ مثليٍّ بالرغم من اضطهادنا من الجميع وعُرضتِنا للخطر الدائم لازالنا وِفقاً للمجتمع بمعاييرِه الذكوريّة نمتازُ بإحدى المميّزات وهي أننا ذكورٌ، لذا من يستطيع منّا تزييف تصرُّفاتٍ رجوليّةٍ قد ينجو من الاستهدافِ، أما من يتَّسم منّا بتصرُّفاتٍ وسلوكيّاتٍ يراها عامّة المجتمع على أنها أنثويَّةٌ فيكون ضحيّةً وفريسةً لكل شخصٍ يعاني من النقص وإفراط الذُّكورة ولا ينجو من العنف اللفظيِّ أو البدنيّ، أما للفتياتِ فالأمر أسوأُ كثيراً، خاصةً المثليّاتِ منهنّ، حيث يعِشْن تحت ضغوط الشارع اليوميّة ويتعرَّضنَ للتّحرّش اللفظيّ أو الجسديّ بشكلٍ دائمٍ، ويسمعْنَ ألفاظاً مثل "دا دكر ولا نتاية" وغيرها.
   −
فالبنات في مجتمعنا حتى المغايرات سواءً كنَّ محجَّابٍ أم متبرّجات (مع تحفظي على هذا اللفظ ولكنّه الوصف الشائع) يعانين من التحرش بجميع أنواعه بشكل أصبح معتاداً، بالإضافة إلى النظرات المحدّقة من الجميع والتي تمتلئُ بالأحكام المسبقة وعدم احترام حرية الأفراد في التَّواجدِ في الشوارع والمساحات العامّة في سلامٍ وحرية، فنحن أصبحنا بلا خصوصية ويتمّ انتهاك خصوصيتنا وحرمة أجسادنا يومياً في المساحات العامة والخاصة أحياناً.
+
فالبنات في مجتمعنا حتى المغايرات سواءً كنَّ محجَّابٍ أم متبرّجات (مع تحفظي على هذا اللفظ ولكنّه الوصف الشائع) يعانين من التحرش بجميع أنواعه بشكل أصبح معتاداً، بالإضافة إلى النظرات المحدّقة من الجميع والتي تمتلئُ بالأحكام المسبقة وعدم احترام حرية الأفراد في التَّواجدِ في الشوارع والمساحات العامّة في سلامٍ وحرية، فنحن أصبحنا بلا خصوصية ويتمّ انتهاك خصوصيتنا وحرمة أجسادنا يومياً في المساحات العامة والخاصة أحياناً.
   −
أذكر مؤخّراً عندما كنت في مقهىً شهيرٍ في وسط البلد، يمتاز زبائنه بالاختلاف والتحرّر نوعاً ما مقارنةً ببقيةِ الأماكن، أني رأيت فتاةً مظهرها محيِّرٌ للعامّة التقليديّين، فهي لا تبدو بالمظهر التقليديّ المزعومِ للنساء، ووجدّتُها في حالة هياجٍ شديدٍ حيث اندفعت من خارج دورة المياه قائلة "أيوة أنا خول" ومرت على مرتادي المقهى قائلةً "أنا خول"، لأنها عند مرورها في طريقها للحمام سمعت أحدهم يقول "خول" متسائلاً عن جنسها ما إذا كان ذكراً أم أنثى، وذلك لأن هيئتها وملابسَها بدت لهم كأنها شابٌّ مثليٌّ وفقاً لتحليلهم.
+
أذكر مؤخّراً عندما كنت في مقهىً شهيرٍ في وسط البلد، يمتاز زبائنه بالاختلاف والتحرّر نوعاً ما مقارنةً ببقيةِ الأماكن، أني رأيت فتاةً مظهرها محيِّرٌ للعامّة التقليديّين، فهي لا تبدو بالمظهر التقليديّ المزعومِ للنساء، ووجدّتُها في حالة هياجٍ شديدٍ حيث اندفعت من خارج دورة المياه قائلة "أيوة أنا خول" ومرت على مرتادي المقهى قائلةً "أنا خول"، لأنها عند مرورها في طريقها للحمام سمعت أحدهم يقول "خول" متسائلاً عن جنسها ما إذا كان ذكراً أم أنثى، وذلك لأن هيئتها وملابسَها بدت لهم كأنها شابٌّ مثليٌّ وفقاً لتحليلهم.
    
هنالك الكثير من صديقاتي اللواتي شكَونَ لي من سماعهنَّ صيحاتٍ من شبابٍ قائلين لهنّ الجملة الكريهة الشهيرة "يا واد يا بت" لمجرد أن تسريحة شعرهنّ قصيرة أو أنهنَّ فتياتٍ ترتدين قمصان يزعمون أنها للرجال فقط.
 
هنالك الكثير من صديقاتي اللواتي شكَونَ لي من سماعهنَّ صيحاتٍ من شبابٍ قائلين لهنّ الجملة الكريهة الشهيرة "يا واد يا بت" لمجرد أن تسريحة شعرهنّ قصيرة أو أنهنَّ فتياتٍ ترتدين قمصان يزعمون أنها للرجال فقط.
staff
278

تعديل