تغييرات

خطأ إملائي في اسم المصدر؛ وصلة للقضية في الملاحظة في القالب؛ تصنيف باسم القضية
سطر 6: سطر 6:  
|لغة=ar
 
|لغة=ar
 
|بالعربية=
 
|بالعربية=
|المصدر=المنشور المنتدى الإشتراكي
+
|المصدر=المنشور المنتدى الاشتراكي
 
|تاريخ النشر=2017-10-10
 
|تاريخ النشر=2017-10-10
 
|تاريخ الاسترجاع=2018-11-18
 
|تاريخ الاسترجاع=2018-11-18
سطر 16: سطر 16:  
|العنوان الأصلي=
 
|العنوان الأصلي=
 
|النص الأصلي=
 
|النص الأصلي=
|ملاحظة=مقالة تضع جريمة اغتصاب وقتل الشابة ريّا الشدياق من بلدة مزيارة في قضاء زغرتا في سياق وضع النساء ووجود الأجانب من الجارية السورية في لبنان
+
|ملاحظة=مقالة تضع [[قضية اغتصاب وقتل ريا الشدياق في 2017 | جريمة اغتصاب وقتل الشابة ريّا الشدياق]] من بلدة مزيارة في قضاء زغرتا في سياق وضع النساء ووجود الأجانب من الجارية السورية في لبنان
 
|قوالب فرعية=
 
|قوالب فرعية=
 
}}
 
}}
سطر 28: سطر 28:  
تصوير العنف الموجه ضد النساء كموضوع خارجي، يقوم به "الغرباء"، يغفل أن العنف واقعاً يومياً للنساء في لبنان، وليس استثناءً. ففي عام 2017 وحدها حصلت جرائم عنف كثيرة في لبنان ضد النساء، تم توثيق ثمانية جرائم عنف جنسي منها<ref> جريدة المستقبل، في الجلسة الأخيرة من محاكمته بقتل زوجته منال عاصي محمد النحيلي: «أنا نادم وأطلب الشفقة»، 4 تشرين الأول 2017، http://www.almustaqbal.com/v4/Article.aspx?Type=NP&ArticleID=750659</ref> راح ضحيتها في الأغلب نساء لبنانيات على أيدي أحد أفراد أسرهن من الرجال. مرت هذه الجرائم مرور الكرام، وبالكاد تم تداولها في وسائل الإعلام. فلم تجد هذه الأخيرة، في هذه الأحداث موضوعا "مثيرا" بشكل كافٍ لتحريك العصبيات الطائفية والعنصرية، من جهة. ومن جهة أخرى، يحيل هذا التكتم إلى التواطؤ مع [[العنف الجنسي]] خاصة متى كان المعتدي أحد أقرباء الضحية. فالإفصاح عن جرائم مماثلة يعتبر وصمة عار للضحايا وللناجيات ووصمة لـ"شرف" عائلاتهن معاً.
 
تصوير العنف الموجه ضد النساء كموضوع خارجي، يقوم به "الغرباء"، يغفل أن العنف واقعاً يومياً للنساء في لبنان، وليس استثناءً. ففي عام 2017 وحدها حصلت جرائم عنف كثيرة في لبنان ضد النساء، تم توثيق ثمانية جرائم عنف جنسي منها<ref> جريدة المستقبل، في الجلسة الأخيرة من محاكمته بقتل زوجته منال عاصي محمد النحيلي: «أنا نادم وأطلب الشفقة»، 4 تشرين الأول 2017، http://www.almustaqbal.com/v4/Article.aspx?Type=NP&ArticleID=750659</ref> راح ضحيتها في الأغلب نساء لبنانيات على أيدي أحد أفراد أسرهن من الرجال. مرت هذه الجرائم مرور الكرام، وبالكاد تم تداولها في وسائل الإعلام. فلم تجد هذه الأخيرة، في هذه الأحداث موضوعا "مثيرا" بشكل كافٍ لتحريك العصبيات الطائفية والعنصرية، من جهة. ومن جهة أخرى، يحيل هذا التكتم إلى التواطؤ مع [[العنف الجنسي]] خاصة متى كان المعتدي أحد أقرباء الضحية. فالإفصاح عن جرائم مماثلة يعتبر وصمة عار للضحايا وللناجيات ووصمة لـ"شرف" عائلاتهن معاً.
   −
إلى ذلك، يستفيد المغتصب من تبريرات المجتمع والدولة لأفعاله وحمايتها له، وهذا ما يتجلّى في التصريحاتٍ الرسمية، وفي الأحكام القانونيّة التخفيفية، كما وفي غالبية الخطابات الإعلامية والإجتماعية السائدة التي تبرر للمعنِف والمغتصب، وتلوم الضحيّة/ الناجية. وغالبا ما رافقت مطالب الحركة النسوية في لبنان التي تطالب بقوانين تجرم [[العنف ضد النساء]] بمواقف الطبقة الحاكمة والسلطة السياسية الكارهة للنساء، سواء المبررة للعنف والتي تلوم النساء عليه، أو المتهكمة من تجارب النساء أو بتوفير الحماية السياسيّة للرجال المعنّفين. فهذه حقيقة النظام اللبناني، هو نظام ذكوري عنيف يقتل النساء ويمشي في جنازاتهن، قبل أن يخلي سبيل قاتليهن ويلقي باللائمة عليهن. ألم يتحصّن محامي قاتل منال العاصي بالضبط بهذه الإيديولوجيا السائدة المتساهلة مع [[العنف ضد النساء]] في سياق دفاعه عن القاتل؟<ref> Civil Society Knowledge Center, Mapping of incidents of violence against women, http://civilsociety-centre.org/map/gen/kafa.vaw?field__rep_date_of_viola</ref>
+
إلى ذلك، يستفيد المغتصب من تبريرات المجتمع والدولة لأفعاله وحمايتها له، وهذا ما يتجلّى في التصريحاتٍ الرسمية، وفي الأحكام القانونيّة التخفيفية، كما وفي غالبية الخطابات الإعلامية والإجتماعية السائدة التي تبرر للمعنِف والمغتصب، وتلوم الضحيّة/ الناجية. وغالبا ما رافقت مطالب الحركة النسوية في لبنان التي تطالب بقوانين تجرم [[عنف ضد النساء | العنف ضد النساء]] بمواقف الطبقة الحاكمة والسلطة السياسية الكارهة للنساء، سواء المبررة للعنف والتي تلوم النساء عليه، أو المتهكمة من تجارب النساء أو بتوفير الحماية السياسيّة للرجال المعنّفين. فهذه حقيقة النظام اللبناني، هو نظام ذكوري عنيف يقتل النساء ويمشي في جنازاتهن، قبل أن يخلي سبيل قاتليهن ويلقي باللائمة عليهن. ألم يتحصّن محامي قاتل منال العاصي بالضبط بهذه الإيديولوجيا السائدة المتساهلة مع العنف ضد النساء في سياق دفاعه عن القاتل؟<ref> Civil Society Knowledge Center, Mapping of incidents of violence against women, http://civilsociety-centre.org/map/gen/kafa.vaw?field__rep_date_of_viola</ref>
   −
إذا، من الصعب إنكار حقيقة أن الكثير من حقوق النساء غير مكفولة في لبنان. ومن الصعب أيضا إنكار حقيقة أن [[العنف الجنسي]] هو ظاهرة تتعرض لها النساء بشكل يومي، والأهم من ذلك هو الترسيخ للإفلات من العقاب والتسامح من الدولة والمجتمع تجاه هذه الجرائم. ولا يمكننا إثارة تلك المشكلات دون تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الحيّز الخاص في إعادة إنتاج المزاج المتسامح مع [[العنف ضد النساء]]، الذي يشمل إضافة إلى العنف الجسدي والمعنوي والجنسي، تقييد حرية الحركة والاختيار والوصاية الأبوية علي أجساد النساء.  
+
إذا، من الصعب إنكار حقيقة أن الكثير من [[حقوق النساء]] غير مكفولة في لبنان. ومن الصعب أيضا إنكار حقيقة أن [[عنف جنسي | العنف الجنسي]] هو ظاهرة تتعرض لها النساء بشكل يومي، والأهم من ذلك هو الترسيخ للإفلات من العقاب والتسامح من الدولة والمجتمع تجاه هذه الجرائم. ولا يمكننا إثارة تلك المشكلات دون تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الحيّز الخاص في إعادة إنتاج المزاج المتسامح مع [[العنف ضد النساء]]، الذي يشمل إضافة إلى العنف الجسدي والمعنوي والجنسي، تقييد حرية الحركة والاختيار والوصاية الأبوية علي أجساد النساء.  
   −
تؤصّل هذه الوصاية لفكرة عدم "ملكية" النساء لأجسادهن والتي يمتلكها الرجل، كأب وأخ وزوج. ويعتبر [[العنف الجنسي]] في المجال العام امتداداً لهذا المنطق الأبوي والذي يعتبر أن النساء يتعدين على الحيّز العام وبالتالي يستسهل استباحة أجسادهن لتأديبهن هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، تتسامح الدولة مع العنف ضد المرأة سواء عن طريق الممانعة في سن قوانين تحمي النساء أو التخاذل في تطبيق ما وجد منها. وهذا بالضبط المقصود بثقافة [[العنف الجنسي]]، أي أن السياق المجتمعي والمستند غالبا إلى سلطة المؤسسات الدينية والطائفية يرسخ للتسامح مع [[العنف ضد النساء]] وانتشاره في المجتمع. فهل يمكننا قراءة جريمة مزيارة بمعزل عن هذا الواقع المؤلم لغالبية النساء، سواء كنّ لبنانيات أو غير لبنانيات؟  
+
تؤصّل هذه الوصاية لفكرة عدم "ملكية" النساء لأجسادهن والتي يمتلكها الرجل، كأب وأخ وزوج. ويعتبر العنف الجنسي في المجال العام امتداداً لهذا المنطق الأبوي والذي يعتبر أن النساء يتعدين على الحيّز العام وبالتالي يستسهل استباحة أجسادهن لتأديبهن هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، تتسامح الدولة مع العنف ضد المرأة سواء عن طريق الممانعة في سن قوانين تحمي النساء أو التخاذل في تطبيق ما وجد منها. وهذا بالضبط المقصود بثقافة [[العنف الجنسي]]، أي أن السياق المجتمعي والمستند غالبا إلى سلطة المؤسسات الدينية والطائفية يرسخ للتسامح مع [[العنف ضد النساء]] وانتشاره في المجتمع. فهل يمكننا قراءة جريمة مزيارة بمعزل عن هذا الواقع المؤلم لغالبية النساء، سواء كنّ لبنانيات أو غير لبنانيات؟  
    
==عن دعاء: ليس للمرأة السورية من يغضب لها==
 
==عن دعاء: ليس للمرأة السورية من يغضب لها==
سطر 45: سطر 45:     
==الهوامش==
 
==الهوامش==
 +
 +
[[تصنيف:قضية اغتصاب وقتل ريا الشدياق]]
7٬893

تعديل