تغييرات

ط
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 38: سطر 38:  
نحن كنساء وكشعب فلسطيني نعيش تحت نظام استعماري عنيف. على مدار أكثر من سبعين عامًا، قام هذا النظام بتفكيكنا وتهجيرنا وشرذمتنا، وتجريدنا من أي مقومات مادية ومعنوية. نتيجة لهذا الواقع، وجد العنف المجتمعي إفرازاته داخليًا، وغالبًا في أكثر المساحات الضيقة والتي تُعتبر «آمنة»، ألا وهي العائلة والبيت، فلا أحد سيُحاسب الأب أو الأخ أو الابن حين يستقوي على امرأة في البيت، ولا أحد سيجرّده من سيطرته في هذا الحيز. لقد قام النظام الصهيوني، بأذرعه المختلفة، باستخدام وتعزيز [[نظام أبوي|البُنى الأبوية]] [[ذكورية|والذكورية]] من أجل إحكام القبضة على الشعب الفلسطيني، ما أدى إلى تفاقم القمع الجندري والطبقي داخل المجتمع الفلسطيني. لا يمكننا عزل حالات العنف التي نراها اليوم عن هذا الواقع السياسي والاقتصادي في فلسطين، وعن سياسات الإفقار والتهجير المستمرة التي يستخدمها النظام الصهيوني تجاه الفلسطينيات والفلسطينيين. في ظل هذا الواقع، رأت النساء في حراك طالعات أن سيرورة الشفاء من هذا الواقع القاسي والفظيع تتطلب تضامن نسوي عابر للشرذمة ليكون تضامن يحاكي قصص النساء الفلسطينيات في جميع أماكن تواجدهن كي يحاربن سويًة من أجل بناء نضال فلسطيني عادل وآمن.
 
نحن كنساء وكشعب فلسطيني نعيش تحت نظام استعماري عنيف. على مدار أكثر من سبعين عامًا، قام هذا النظام بتفكيكنا وتهجيرنا وشرذمتنا، وتجريدنا من أي مقومات مادية ومعنوية. نتيجة لهذا الواقع، وجد العنف المجتمعي إفرازاته داخليًا، وغالبًا في أكثر المساحات الضيقة والتي تُعتبر «آمنة»، ألا وهي العائلة والبيت، فلا أحد سيُحاسب الأب أو الأخ أو الابن حين يستقوي على امرأة في البيت، ولا أحد سيجرّده من سيطرته في هذا الحيز. لقد قام النظام الصهيوني، بأذرعه المختلفة، باستخدام وتعزيز [[نظام أبوي|البُنى الأبوية]] [[ذكورية|والذكورية]] من أجل إحكام القبضة على الشعب الفلسطيني، ما أدى إلى تفاقم القمع الجندري والطبقي داخل المجتمع الفلسطيني. لا يمكننا عزل حالات العنف التي نراها اليوم عن هذا الواقع السياسي والاقتصادي في فلسطين، وعن سياسات الإفقار والتهجير المستمرة التي يستخدمها النظام الصهيوني تجاه الفلسطينيات والفلسطينيين. في ظل هذا الواقع، رأت النساء في حراك طالعات أن سيرورة الشفاء من هذا الواقع القاسي والفظيع تتطلب تضامن نسوي عابر للشرذمة ليكون تضامن يحاكي قصص النساء الفلسطينيات في جميع أماكن تواجدهن كي يحاربن سويًة من أجل بناء نضال فلسطيني عادل وآمن.
   −
لقد أثبتت حالات قتل النساء في فلسطين تورط جميع المؤسسات في تعنيفنا، إذ فضحت قضية إسراء غرّيب، التي قُتلت بدم بارد على يد أقاربها وهي في المستشفى في مدينة رام الله، كم الفساد المتجذر في المؤسسات القانونية والطبية، وأثبتت حالات قتل النساء في الأراضي المحتلة عام 48 أن لا منفذ ولا فسحة من الأمان في مكان يحكمه الصهيوني، حيث شكلّت النساء الفلسطينيات على مر السنين أدوات تمكّن جهاز الشرطة الإسرائيلي من إحكام القبضة الأمنية على الشعب الفلسطيني، وسرعان ما تجد النساء المعنفّة في البيوت أن لا جهاز يمكنه أن يحميها. تُظهر جميع هذه القصص استحالة تحقيق العدالة والأمان للفلسطينيات من خلال هذه المؤسسات، ولذلك هناك حاجة مجتمعية لخلق قواعد فلسطينية شعبية يمكنها أن تحتضن المعنفّات والفئات المستضعفة وتوّفر لهن الأمان الذي تفتقدنه.  
+
لقد أثبتت حالات قتل النساء في فلسطين تورط جميع المؤسسات في تعنيفنا، إذ فضحت قضية إسراء غرّيب، التي قُتلت بدم بارد على يد أقاربها وهي في المستشفى في مدينة رام الله، كم الفساد المتجذر في المؤسسات القانونية والطبية، وأثبتت حالات قتل النساء في الأراضي المحتلة عام 48 أن لا منفذ ولا فسحة من الأمان في مكان يحكمه الصهيوني، حيث شكلّت النساء الفلسطينيات على مر السنين أدوات تمكّن جهاز الشرطة الإسرائيلي من إحكام القبضة الأمنية على الشعب الفلسطيني، وسرعان ما تجد النساء المعنفّة في البيوت أن لا جهاز يمكنه أن يحميها. تُظهر جميع هذه القصص استحالة تحقيق العدالة والأمان للفلسطينيات من خلال هذه المؤسسات، ولذلك هناك حاجة مجتمعية لخلق قواعد فلسطينية شعبية يمكنها أن تحتضن [[عنف ضد المرأة|المعنفّات]] والفئات المستضعفة وتوّفر لهن الأمان الذي تفتقدنه.  
    
دليل آخر، هو مواجهة المتظاهرات في الوقفات لأشكال العنف المتعددة التي تستهدف المرأة الفلسطينية، إذ اعتدى جنود الاحتلال على المتظاهرات في مدينة القدس، وتوجه المتظاهرات في مدينة رام الله للتظاهر أمام المستشفى حين عرفن أن هناك امرأة أخرى تمّ الاعتداء عليها على يد أقاربها، صارخات «إحنا معاكي، إحنا معاكي».
 
دليل آخر، هو مواجهة المتظاهرات في الوقفات لأشكال العنف المتعددة التي تستهدف المرأة الفلسطينية، إذ اعتدى جنود الاحتلال على المتظاهرات في مدينة القدس، وتوجه المتظاهرات في مدينة رام الله للتظاهر أمام المستشفى حين عرفن أن هناك امرأة أخرى تمّ الاعتداء عليها على يد أقاربها، صارخات «إحنا معاكي، إحنا معاكي».
staff
2٬193

تعديل