تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
اضافة روابط داخلية ومراجعة
سطر 8: سطر 8:  
|لغة الأصل=en
 
|لغة الأصل=en
 
|مؤلف=مجموعة كومباهي ريفر  
 
|مؤلف=مجموعة كومباهي ريفر  
|تاريخ النشر=04-1977
+
|تاريخ النشر=1977-04
 
|تاريخ الاسترجاع=2019-07-16
 
|تاريخ الاسترجاع=2019-07-16
 
|مسار الاسترجاع=https://combaheerivercollective.weebly.com/the-combahee-river-collective-statement.html
 
|مسار الاسترجاع=https://combaheerivercollective.weebly.com/the-combahee-river-collective-statement.html
سطر 22: سطر 22:  
مُنذ لحظة عثوري الأولى على هذا البيان، شعرت بقدرة كبيرة على التواصل مع مؤسِسات تلك المجموعة، وحرصهن على أن يكن مبدئيات وفي نفس الوقت أن يكن مفهومات، أرى ذلك من خلال حرصهن على أن تكون اللغة المستخدمة في الصياغة سهلة وبسيطة وقابلة للفهم من مختلف النساء، وشرحهن البسيط والتفصيلي للمصطلحات والمفاهيم التي من الممكن أن تكون غير متداولة بين النساء اللاتي يستهدفوهن، وتطبيقهن الحي لمبدأ "الشخصي سياسي" بميلهن الواضح لعدم الفصل بين ذواتهن الفردية وتفاعلاتهن الجماعية داخل المجموعة وسياساتهن المُعلنة.
 
مُنذ لحظة عثوري الأولى على هذا البيان، شعرت بقدرة كبيرة على التواصل مع مؤسِسات تلك المجموعة، وحرصهن على أن يكن مبدئيات وفي نفس الوقت أن يكن مفهومات، أرى ذلك من خلال حرصهن على أن تكون اللغة المستخدمة في الصياغة سهلة وبسيطة وقابلة للفهم من مختلف النساء، وشرحهن البسيط والتفصيلي للمصطلحات والمفاهيم التي من الممكن أن تكون غير متداولة بين النساء اللاتي يستهدفوهن، وتطبيقهن الحي لمبدأ "الشخصي سياسي" بميلهن الواضح لعدم الفصل بين ذواتهن الفردية وتفاعلاتهن الجماعية داخل المجموعة وسياساتهن المُعلنة.
 
   
 
   
وبالرغم من عدم تجميع "التقاطعية" كمفهوم  في لحظة تأسيس المجموعة، إلا أن إنطلاقهن من سياسات الهوية كأساس لبناء خطابهن وخطهن السياسي أدى بهن لرؤية وفهم موقعيتهن بشكل تقاطعي، حيث تتشابك وتتزامن نظم القهر الكُبرى وتؤثر على حيواتهن اليومية. ففي هذا البيان أثاروا العديد من النقاط التي أعتبرها نقاط هامة يجب أن تكون موضع للتساؤل والنقاش والتنظير في خضم تنظيماتنا النسوية، أولهم هو موقفهم من النظام الرأسمالي، وانحيازهم الكامل للنضال ضد الطبقية كنظام قهر عالمي، وعلى الرغم من تبنيهن للماركسية لتحليل وفهم العلاقات الطبقية ومايترتب عليها اجتماعيًا، إلا أنهن أعلن ضرورة تطوير النظرية الماركسية لفهم الموقع الطبقي الخاص المرتبط بالنساء السود، يعكس هذا بالنسبة لي مبدئية ومرونة أيديولوجية في وقت واحد، فلم تتخلى مؤسسات مجموعة كومباهي ريفر عن العدالة الاجتماعية الجذرية كأحد استراتيجياتها بل نظرن لإمكانية إعادة إمتلاك وتعريف النظرية من  خلال مساهمتهن بتطويرها، واعيات بهوياتهن المختلفة وما يترتب عليها من موقع طبقي يحتل أسفل سلم النظام الرأسمالي.  
+
وبالرغم من عدم تجميع "[[التقاطعية]]" كمفهوم  في لحظة تأسيس المجموعة، إلا أن إنطلاقهن من [[سياسات الهوية]] كأساس لبناء خطابهن وخطهن السياسي أدى بهن لرؤية وفهم موقعيتهن بشكل تقاطعي، حيث تتشابك وتتزامن نظم القهر الكُبرى وتؤثر على حيواتهن اليومية. ففي هذا البيان أثاروا العديد من النقاط التي أعتبرها نقاط هامة يجب أن تكون موضع للتساؤل والنقاش والتنظير في خضم تنظيماتنا النسوية، أولهم هو موقفهم من النظام الرأسمالي، وانحيازهم الكامل للنضال ضد الطبقية كنظام قهر عالمي، وعلى الرغم من تبنيهن للماركسية لتحليل وفهم العلاقات الطبقية ومايترتب عليها اجتماعيًا، إلا أنهن أعلن ضرورة تطوير النظرية الماركسية لفهم الموقع الطبقي الخاص المرتبط بالنساء السود، يعكس هذا بالنسبة لي مبدئية ومرونة أيديولوجية في وقت واحد، فلم تتخلى مؤسسات مجموعة كومباهي ريفر عن العدالة الاجتماعية الجذرية كأحد استراتيجياتها بل نظرن لإمكانية إعادة إمتلاك وتعريف النظرية من  خلال مساهمتهن بتطويرها، واعيات بهوياتهن المختلفة وما يترتب عليها من موقع طبقي يحتل أسفل سلم النظام الرأسمالي.  
   −
وثانيهم هو موقفهم من التنظيمات النسوية والمثلية الإنفصالية، أي التي ترى الجندر أو الميل الجنسي كأساس وحيد للتنظيم السياسي بدون أخذ الطبقة والعرق في عين الاعتبار أيضًا. أعلنت مجموعة كومباهي ريفر أنها جزء من كل نسائي، نسوي، إسود، إشتراكي، فقير، توضح الفلسفة التنظيمية للمجموعة إصرارهن على إعلان الإنتماء النقدي، وتوضح أن إستقلاليتهن هي نتيجة لتهميشهن في تلك الحركات وهو ما جعلهن أكثر وعيًا بموقعهن وبضرورة التنظيم والحشد حول التحليلات الصادرة منهن والقضايا التي تخصهن وليست رغبة منهن في تقسيم أي من الحركات التي ينتمين إليها، وتؤكد على ضرورة بناء حركة اجتماعية واسعة تستطيع أن تضم الفئات المقهورة دون تهميش أي منها أو التركيز على شكل واحد من القهر وتعميمه باعتباره الشكل الأوحد.
+
وثانيهم هو موقفهم من التنظيمات النسوية والمثلية الإنفصالية، أي التي ترى [[الجندر]] أو الميل الجنسي كأساس وحيد للتنظيم السياسي بدون أخذ الطبقة والعرق في عين الاعتبار أيضًا. أعلنت مجموعة كومباهي ريفر أنها جزء من كل نسائي، نسوي، إسود، إشتراكي، فقير، توضح الفلسفة التنظيمية للمجموعة إصرارهن على إعلان الإنتماء النقدي، وتوضح أن إستقلاليتهن هي نتيجة لتهميشهن في تلك الحركات وهو ما جعلهن أكثر وعيًا بموقعهن وبضرورة التنظيم والحشد حول التحليلات الصادرة منهن والقضايا التي تخصهن وليست رغبة منهن في تقسيم أي من الحركات التي ينتمين إليها، وتؤكد على ضرورة بناء حركة اجتماعية واسعة تستطيع أن تضم الفئات المقهورة دون تهميش أي منها أو التركيز على شكل واحد من القهر وتعميمه باعتباره الشكل الأوحد.
    
في إطار نقدهن للإنفصالية كمنهجية تنظيمية، قدمن نقدًا واضحًا للحتمية البيولوجية كركيزة لأي خطاب سياسي، وأوضحن رؤيتهن العامة للجندر وعلاقات القوة المترتبة عليه كبنايات اجتماعية؛ فالمعنى الاجتماعي للجندر وللعرق وللرأسمالية هو ما يجعلهم قابلين للتغيير عند النضال ضدهم. كما تشير فلسفتهن التنظيمية التي تؤمن بالتوزيع اللاهرمي للسلطة داخل مجموعتهن إلى وعيهن السياسي بحقيقة أن التراتبية كشكل تنظيمي سائد هي أحد الأسس التي تخلق توازنات قوى غير متعادلة، و تعيد إنتاج اللامساواة الهيكلية.  
 
في إطار نقدهن للإنفصالية كمنهجية تنظيمية، قدمن نقدًا واضحًا للحتمية البيولوجية كركيزة لأي خطاب سياسي، وأوضحن رؤيتهن العامة للجندر وعلاقات القوة المترتبة عليه كبنايات اجتماعية؛ فالمعنى الاجتماعي للجندر وللعرق وللرأسمالية هو ما يجعلهم قابلين للتغيير عند النضال ضدهم. كما تشير فلسفتهن التنظيمية التي تؤمن بالتوزيع اللاهرمي للسلطة داخل مجموعتهن إلى وعيهن السياسي بحقيقة أن التراتبية كشكل تنظيمي سائد هي أحد الأسس التي تخلق توازنات قوى غير متعادلة، و تعيد إنتاج اللامساواة الهيكلية.  
سطر 34: سطر 34:  
إن التعبير الأكثر عمومية عن سياساتنا، في الوقت الحالي، هو أننا ملتزمات بالنضال النَشِط ضد القهر العرقي، والجنسي، والمغاير جنسيًا، والطبقي، ونرى أن مهمتنا الخاصة هي تطوير تحليل شامل وممارسة مبنية على حقيقة  تشابك (تقاطع) نظم القهر الكُبرى.   
 
إن التعبير الأكثر عمومية عن سياساتنا، في الوقت الحالي، هو أننا ملتزمات بالنضال النَشِط ضد القهر العرقي، والجنسي، والمغاير جنسيًا، والطبقي، ونرى أن مهمتنا الخاصة هي تطوير تحليل شامل وممارسة مبنية على حقيقة  تشابك (تقاطع) نظم القهر الكُبرى.   
 
مجموع بنا القهر هو مايخلق ظروف حيواتنا. نحن، كنساء سود، نرى أن النسوية السوداء هي الحركة السياسية المنطقية  لمحاربة الاضطهادات المضاعفة والمتزامنة التي تواجهها جميع النساء المُلونات.  
 
مجموع بنا القهر هو مايخلق ظروف حيواتنا. نحن، كنساء سود، نرى أن النسوية السوداء هي الحركة السياسية المنطقية  لمحاربة الاضطهادات المضاعفة والمتزامنة التي تواجهها جميع النساء المُلونات.  
سنناقش أربعة مواضيع رئيسية في الورقة التالية: (1) نشأة الحركة النسوية السوداء المعاصرة؛ (2) ما نؤمن به، أي المجال المحدد لسياساتنا؛ (3) المشاكل في تنظيم النسويات السود، ويتضمن  لمحة تاريخية عن مجموعتنا؛ و (4) النسوية السوداء: قضايا وممارسة.
+
سنناقش أربعة مواضيع رئيسية في الورقة التالية: (1) نشأة الحركة [[نسوية سوداء|النسوية السوداء]] المعاصرة؛ (2) ما نؤمن به، أي المجال المحدد لسياساتنا؛ (3) المشاكل في تنظيم النسويات السود، ويتضمن  لمحة تاريخية عن مجموعتنا؛ و (4) النسوية السوداء: قضايا وممارسة.
       
===نشأة  النسوية السوداء المعاصرة===
 
===نشأة  النسوية السوداء المعاصرة===
قبل النظر في التطورات الأخيرة للنسوية السوداء، نود أن نؤكد أننا نجد أصولنا في الوقائع التاريخية لنضال النساء الأفريقيات-الأمريكيات المستمر من أجل البقاء والتحرر. إن العلاقة شديدة السلبية بين النساء السود والنظام السياسي الأمريكي (نظام حكم الرجل الأبيض) كانت دائمًا محكومة بكوننا ننتمي لفئين مقهورتين عرقيًا وجنسيًا. وكما تشير [[أنجيلا ديفيس]]  في "انعكاسات حول دور المرأة السوداء في مجتمع العبيد"<ref>تعليق المترجمة:[https://www.jstor.org/stable/25088201?read-now=1&refreqid=excelsior:c766543733fbbb0a2f16cf0795da212c&seq=1#page_scan_tab_contents  ورقة بحثية] قامت أنجيلا ديفيس بكتابتها، ونُشرت في مجلة ماساتشوستس (The Massachusetts review)، في ربيع 1972.تصفها أنجيلا ديفيس باعتبارها مجموعة من الأفكار التي من شأنها تشكيل إطار لإعادة النظر بشكل أكثر دقة في تاريخ النساء السود وعلاقتهن بمجتمعاتهن وبالبيئة القمعية التي تواجدن فيها أثناء العبودية.</ref>، "لاطالما جسدت النساء السود، لو نظرنا فقط  لمظهرهن الجسدي، خصمًا قويًا لحكم الرجل الأبيض وقد قاومن بمثابرة اعتداءات ذلك الحكم عليهن وعلى مجتمعاتهن بطريقة درامية ومتقنة في آنِ واحد."
+
قبل النظر في التطورات الأخيرة للنسوية السوداء، نود أن نؤكد أننا نجد أصولنا في الوقائع التاريخية لنضال النساء الأفريقيات-الأمريكيات المستمر من أجل البقاء والتحرر. إن العلاقة شديدة السلبية بين النساء السود والنظام السياسي الأمريكي (نظام حكم الرجل الأبيض) كانت دائمًا محكومة بكوننا ننتمي لفئين مقهورتين عرقيًا وجنسيًا. وكما تشير [[أنجيلا ديفيس]]  في "انعكاسات حول دور المرأة السوداء في مجتمع العبيد"<ref>تعليق المترجمة:[https://www.jstor.org/stable/25088201?read-now=1&refreqid=excelsior:c766543733fbbb0a2f16cf0795da212c&seq=1#page_scan_tab_contents  ورقة بحثية] قامت أنجيلا ديفيس بكتابتها، ونُشرت في مجلة ماساتشوستس (The Massachusetts review)، في ربيع 1972.تصفها أنجيلا ديفيس باعتبارها مجموعة من الأفكار التي من شأنها تشكيل إطار لإعادة النظر بشكل أكثر دقة في تاريخ النساء السود وعلاقتهن بمجتمعاتهن وبالبيئة القمعية التي تواجدن فيها أثناء العبودية.</ref>، "لا طالما جسدت النساء السود، لو نظرنا فقط  لمظهرهن الجسدي، خصمًا قويًا لحكم الرجل الأبيض وقد قاومن بمثابرة اعتداءات ذلك الحكم عليهن وعلى مجتمعاتهن بطريقة درامية ومتقنة في آنِ واحد."
 
دائمًا ما كان يوجد ناشطات سوداوات --- بعضهن معروفات، مثل سوجورنير تروث<ref>[https://www.biography.com/activist/sojourner-truth تعليق المترجمة:" سوجورنير تروث (1797-1883)، ناشطة في حقوق النساء ومنخرطة في حركة مناهضة العبودية، مشهورة بخطابها [[ترجمة:ألست امرأة؟|"ألست امرأة؟"]] الذي ألقته في مؤتمر أوهايو لحقوق النساء سنة 1851، حول اللامساواة العرقية.]</ref>  و هارييت توبمان<ref>[www.harriet-tubman.org/after-the-civil-war/ تعليق المترجمة: هارييت توبمان (1820- 1913)، هي ناشطة أفريقية أمريكية، وُلدت ونشأت كأحد العبيد في أمريكا، وأثناء الحرب الأهلية الأمريكية عملت على تحويل منزلها كبيت آمن للوافدين من السود الذين حصلوا على حريتهم من العبودية، كما جالت في الكثير من الولايات الأمريكية لتحكي قصتها كامرأة سوداء وكعبدة في العديد من المحافل والمناسبات. كانت أيضًا داعمة لحركة حقوق النساء الوليدة حينها]</ref>  وفرانسيس اي دابليو هاربر<ref>[https://www.poetryfoundation.org/poets/frances-ellen-watkins-harper تعليق:المترجمة: فرانسيس هاربر (1825- 1911), هي شاعرة وصحفية أفريقية أمريكية، ساهمت في تهريب العديد من السود المُستعبدين، وكتبت للكثير من الصحف المناهصة للعبودية، كانت ناشطة في حركات الحقوق المدنية وحقوق النساء. إحدى مؤسسات ثم نائبة مدير الرابطة الوطنية للنساء الملونات وعضوة في رابطة حق النساء الأمريكيات في التصويت.]</ref>  وإيدا ويلس بارنيت<ref>[https://www.womenshistory.org/education-resources/biographies/ida-b-wells-barnett تعليق المترجمة: إيدا بارنيت (1862- 1931)، رفعت قضية تتهم فيها إحدى شركات القطار في ميمفيس  بالمعاملة الغير عادلة، حيثُ قاموا بطردها من عربة الدرجة الأولى في القطار بالرغم من حملها لتذكرة ركوب، وبالرغم من صدور حكم في صالحها في المحكمة المحلية إلا أن الحكم قد سقط في المحكمة الفيدرالية.  
 
دائمًا ما كان يوجد ناشطات سوداوات --- بعضهن معروفات، مثل سوجورنير تروث<ref>[https://www.biography.com/activist/sojourner-truth تعليق المترجمة:" سوجورنير تروث (1797-1883)، ناشطة في حقوق النساء ومنخرطة في حركة مناهضة العبودية، مشهورة بخطابها [[ترجمة:ألست امرأة؟|"ألست امرأة؟"]] الذي ألقته في مؤتمر أوهايو لحقوق النساء سنة 1851، حول اللامساواة العرقية.]</ref>  و هارييت توبمان<ref>[www.harriet-tubman.org/after-the-civil-war/ تعليق المترجمة: هارييت توبمان (1820- 1913)، هي ناشطة أفريقية أمريكية، وُلدت ونشأت كأحد العبيد في أمريكا، وأثناء الحرب الأهلية الأمريكية عملت على تحويل منزلها كبيت آمن للوافدين من السود الذين حصلوا على حريتهم من العبودية، كما جالت في الكثير من الولايات الأمريكية لتحكي قصتها كامرأة سوداء وكعبدة في العديد من المحافل والمناسبات. كانت أيضًا داعمة لحركة حقوق النساء الوليدة حينها]</ref>  وفرانسيس اي دابليو هاربر<ref>[https://www.poetryfoundation.org/poets/frances-ellen-watkins-harper تعليق:المترجمة: فرانسيس هاربر (1825- 1911), هي شاعرة وصحفية أفريقية أمريكية، ساهمت في تهريب العديد من السود المُستعبدين، وكتبت للكثير من الصحف المناهصة للعبودية، كانت ناشطة في حركات الحقوق المدنية وحقوق النساء. إحدى مؤسسات ثم نائبة مدير الرابطة الوطنية للنساء الملونات وعضوة في رابطة حق النساء الأمريكيات في التصويت.]</ref>  وإيدا ويلس بارنيت<ref>[https://www.womenshistory.org/education-resources/biographies/ida-b-wells-barnett تعليق المترجمة: إيدا بارنيت (1862- 1931)، رفعت قضية تتهم فيها إحدى شركات القطار في ميمفيس  بالمعاملة الغير عادلة، حيثُ قاموا بطردها من عربة الدرجة الأولى في القطار بالرغم من حملها لتذكرة ركوب، وبالرغم من صدور حكم في صالحها في المحكمة المحلية إلا أن الحكم قد سقط في المحكمة الفيدرالية.  
 
وبعد إعدام أحد أصدقائها السود، بدأت تبحث في إعدامات السود المتتالية والغير شرعية/ عادلة، ونشرت تحقيقاتها في كتيب وكتبت عن نتائجها في بضعة صحف، وبدأت في تسليط الضوء دوليًا على مسألة إعدامات البيض ضد السود. وطرحت المسألة للحديث علنًا مع النساء البيض في اجتماعات حركة حق النساء في التصويت، ولهذا السبب نُبذت في المنظمات المعنية بحق النساء في التصويت ولكنها استمرت في نشاطها السياسي في اطار حركة حقوق النساء.]</ref>  وماري تشيرش تيريل<ref>[https://www.womenshistory.org/education-resources/biographies/mary-church-terrell تعليق:المترجمة: ماري تيريل (1864- 1954)، من أوائل النساء الأفريقيات الأمريكيات اللاتي حصلن على درجة البكالوريوس والماجيستير، كانت ناشطة في حركة حقوق النساء ومدافعة عن حق النساء السود في التصويت، كمان كانت ناشطة في حركة مناهضة الإعدام، جاء نشاطها بعد إعدام أحد أصدقائها السود على يد البيض بسبب منافسته التجارية لهم.
 
وبعد إعدام أحد أصدقائها السود، بدأت تبحث في إعدامات السود المتتالية والغير شرعية/ عادلة، ونشرت تحقيقاتها في كتيب وكتبت عن نتائجها في بضعة صحف، وبدأت في تسليط الضوء دوليًا على مسألة إعدامات البيض ضد السود. وطرحت المسألة للحديث علنًا مع النساء البيض في اجتماعات حركة حق النساء في التصويت، ولهذا السبب نُبذت في المنظمات المعنية بحق النساء في التصويت ولكنها استمرت في نشاطها السياسي في اطار حركة حقوق النساء.]</ref>  وماري تشيرش تيريل<ref>[https://www.womenshistory.org/education-resources/biographies/mary-church-terrell تعليق:المترجمة: ماري تيريل (1864- 1954)، من أوائل النساء الأفريقيات الأمريكيات اللاتي حصلن على درجة البكالوريوس والماجيستير، كانت ناشطة في حركة حقوق النساء ومدافعة عن حق النساء السود في التصويت، كمان كانت ناشطة في حركة مناهضة الإعدام، جاء نشاطها بعد إعدام أحد أصدقائها السود على يد البيض بسبب منافسته التجارية لهم.
سطر 53: سطر 53:  
لا شك في وجود دافع شخصي للنسوية السوداء، والذي يعني الإدراك السياسي الآتي  من التجارب الشخصية التي تختبرها النساء السود في حيواتهن الفردية. لقد اختبرت النسويات السود، وأيضًا الكثير من النساء السود اللائي لا يعرفن أنفسهن كنسويات، الاضطهاد الجنسي كعامل ثابت في وجودهن اليومي. كأطفال أدركنا أننا مختلفات عن الأولاد، وأننا كنا نُعامل بشكل مختلف. على سبيل المثال، قيل لنا في نفس اللحظة أن نكون هادئات حتى نكون مثل النساء المرموقات وأيضًا حتى نكون أقل إشكاليةً في عيون الإناس البيض. ومع تقدمنا بالعمر أصبحنا نعي بخطر الإيذاء الجسدي والجنسي من قبل الرجال. وبالرغم من ذلك، لم يكن لدينا أي طريقة لوضع ما كان بديهي بشدة بالنسبة لنا وما كنا نعلم أنه يحدث بحق في إطار مفاهيمي.  
 
لا شك في وجود دافع شخصي للنسوية السوداء، والذي يعني الإدراك السياسي الآتي  من التجارب الشخصية التي تختبرها النساء السود في حيواتهن الفردية. لقد اختبرت النسويات السود، وأيضًا الكثير من النساء السود اللائي لا يعرفن أنفسهن كنسويات، الاضطهاد الجنسي كعامل ثابت في وجودهن اليومي. كأطفال أدركنا أننا مختلفات عن الأولاد، وأننا كنا نُعامل بشكل مختلف. على سبيل المثال، قيل لنا في نفس اللحظة أن نكون هادئات حتى نكون مثل النساء المرموقات وأيضًا حتى نكون أقل إشكاليةً في عيون الإناس البيض. ومع تقدمنا بالعمر أصبحنا نعي بخطر الإيذاء الجسدي والجنسي من قبل الرجال. وبالرغم من ذلك، لم يكن لدينا أي طريقة لوضع ما كان بديهي بشدة بالنسبة لنا وما كنا نعلم أنه يحدث بحق في إطار مفاهيمي.  
   −
غالبًا ما تتحدث النسويات السود عن مشاعرهن بالجنون قبل أن يصبحن واعيات بمفاهيم السياسات الجنسية والحكم الأبوي والأكثر أهمية؛ بالنسوية و بالتحليل السياسي وبالممارسة التي نستخدمها، نحن النساء، للنضال ضد قهرنا. حقيقة أن السياسات العرقية والعنصرية بالتأكيد هي عوامل متغلغلة في حيواتنا لم تسمح لنا، ولا تزال لا تسمح لأغلب النساء السود، بالنظر أكثر عمقًا في تجاربنا الشخصية،وبناء سياسات لتغيير حيواتنا ولإنهاء إضطهادنا بشكل قاطع، من خلال المشاركة والإدراك المتنامي. يجب أن يرتبط نمونا كذلك بالوضع الاقتصادي والسياسي الحالي للإناس السود. فجيل الشباب الإسود، بعد الحرب العالمية الثانية، كان الأول الذي تمكن من أن يتمتع بالمشاركة في الحد الأدنى من بعض الفرص التعليمية والوظيفية، التي كانت مغلقة تمامًا أمام الأشخاص السود من قبل. على الرغم من أن موقعنا الاقتصادي لا يزال في قاع الاقتصاد الرأسمالي الأمريكي، إلا أن تمكن حفنة مننا من بعض الأدوات في التعليم والتوظيف يمكننا من محاربة اضطهادنا بطريقة أكثر فاعلية.
+
غالبًا ما تتحدث النسويات السود عن مشاعرهن بالجنون قبل أن يصبحن واعيات بمفاهيم السياسات الجنسية والحكم الأبوي والأكثر أهمية؛ بالنسوية و بالتحليل السياسي وبالممارسة التي نستخدمها، نحن النساء، للنضال ضد قهرنا. حقيقة أن السياسات العرقية والعنصرية بالتأكيد هي عوامل متغلغلة في حيواتنا لم تسمح لنا، ولا تزال لا تسمح لأغلب النساء السود، بالنظر أكثر عمقًا في تجاربنا الشخصية،وبناء سياسات لتغيير حيواتنا ولإنهاء إضطهادنا بشكل قاطع، من خلال المشاركة والإدراك المتنامي. يجب أن يرتبط نمونا كذلك بالوضع الاقتصادي والسياسي الحالي للإناس السود. فجيل الشباب الإسود، بعد الحرب العالمية الثانية، كان الأول الذي تمكن من أن يتمتع بالمشاركة في الحد الأدنى من بعض الفرص التعليمية والوظيفية، التي كانت مغلقة تمامًا أمام الأشخاص السود من قبل. على الرغم من أن موقعنا الاقتصادي لا يزال في قاع الاقتصاد الرأسمالي الأمريكي، إلا أن تمكن حفنة منّا من بعض الأدوات في التعليم والتوظيف يمكننا من محاربة اضطهادنا بطريقة أكثر فاعلية.
    
   
 
   
سطر 61: سطر 61:  
===مانؤمن به===  
 
===مانؤمن به===  
   −
قبل أي شئ، سياساتنا نابعة بالأساس من إيماننا المشترك بأن للنساء السود قيمة حقيقية، وأن تحررنا هو ضرورة وليس ملحقًا بتحرر أحد آخر، وذلك بسبب احتياجنا الإنساني للاستقلال الذاتي. قد يبدو هذا بديهي وبسيط، ولكن كما هو ظاهر، فلم تعتبر أي حركة تقدمية مزعومة أن اضطهادنا الخاص أحد أولوياتها ولم  يعمل أحد بجدية لإنهاء ذلك الاضطهاد. فمجرد تسمية الأوصاف النمطية المهينة التي تنسب للنساء السود (مثل: مامي<ref>[https://www.albany.edu/womensstudies/journal/2009/kowalski/kowalski.html تعليق المترجمة: مامي هو لفظ تنميطي، يحمل وصمًا للنساء السود، تكون هذا اللفظ في فترة العبودية في أمريكا (استخدم أول مرة سنة 1810)، ويُقصد به النساء السود المُستعبدات اللاتي يقمن بخدمة ورعاية أطفال "أسيادهن" البيض. استُخدمت شخصية ال "مامي" في الرسومات الكارتونية، كانت البدانة إحدى صفاتها الجسدية مما كان يُستخدم للوصم أيضًا بسبب عدم تلبيتها لمعايير الجمال البيضاء. تُمثل ال "مامي" رضا النساء السود بعبوديتهن، وتستنكر أي شكوى من المعاملة السيئة من قِبَل البيض، فهي ترعى أطفالها السود وأطفال أسيادها البيض أي أسياد أبنائها المستقبليين.]</ref> ، الأمومية، سابفاير<ref>[https://www.ferris.edu/HTMLS/news/jimcrow/antiblack/sapphire.htm تعليق المترجمة: إستُوحى لفظ السابفاير من مسلسل "آموس وأندي" الأمريكي، الذي كان يعرض على قناة سي بي اس من عام 1951 إلى عام 1953. مثلت شخصية سابفاير ستيفنز المرأة السوداء الغاضبة بسبب كسل زوجها وجهله. إستُخدمت ال "سابفاير" في الرسومات الكارتونية لتصوير النساء السود على أنهن وقحات وصاخبات وخبيثات وعنيدات ومتعجرفات، كإشارة لكسرهن للقيم الاجتماعية. "السابفاير" يمتلكن رغبة دائمة في الهيمنة، ويملؤهن سخط وغضب غير مبررين، هن صاحبات شكوى دائمة ولا يرغبن في تحسن الأوضاع بشكواتهن، ولكنهن يتمنين الأسوأ دائمًا للجميع.  
+
قبل أي شئ، سياساتنا نابعة بالأساس من إيماننا المشترك بأن للنساء السود قيمة حقيقية، وأن تحررنا هو ضرورة وليس ملحقًا بتحرر أحد آخر، وذلك بسبب احتياجنا الإنساني للاستقلال الذاتي. قد يبدو هذا بديهي وبسيط، ولكن كما هو ظاهر، فلم تعتبر أي حركة تقدمية مزعومة أن اضطهادنا الخاص أحد أولوياتها ولم  يعمل أحد بجدية لإنهاء ذلك الاضطهاد. فمجرد تسمية الأوصاف [[تنميط|النمطية]] المهينة التي تنسب للنساء السود (مثل: مامي<ref>[https://www.albany.edu/womensstudies/journal/2009/kowalski/kowalski.html تعليق المترجمة: مامي هو لفظ تنميطي، يحمل وصمًا للنساء السود، تكون هذا اللفظ في فترة العبودية في أمريكا (استخدم أول مرة سنة 1810)، ويُقصد به النساء السود المُستعبدات اللاتي يقمن بخدمة ورعاية أطفال "أسيادهن" البيض. استُخدمت شخصية ال "مامي" في الرسومات الكارتونية، كانت البدانة إحدى صفاتها الجسدية مما كان يُستخدم للوصم أيضًا بسبب عدم تلبيتها لمعايير الجمال البيضاء. تُمثل ال "مامي" رضا النساء السود بعبوديتهن، وتستنكر أي شكوى من المعاملة السيئة من قِبَل البيض، فهي ترعى أطفالها السود وأطفال أسيادها البيض أي أسياد أبنائها المستقبليين.]</ref> ، الأمومية، سابفاير<ref>[https://www.ferris.edu/HTMLS/news/jimcrow/antiblack/sapphire.htm تعليق المترجمة: إستُوحى لفظ السابفاير من مسلسل "آموس وأندي" الأمريكي، الذي كان يعرض على قناة سي بي اس من عام 1951 إلى عام 1953. مثلت شخصية سابفاير ستيفنز المرأة السوداء الغاضبة بسبب كسل زوجها وجهله. إستُخدمت ال "سابفاير" في الرسومات الكارتونية لتصوير النساء السود على أنهن وقحات وصاخبات وخبيثات وعنيدات ومتعجرفات، كإشارة لكسرهن للقيم الاجتماعية. "السابفاير" يمتلكن رغبة دائمة في الهيمنة، ويملؤهن سخط وغضب غير مبررين، هن صاحبات شكوى دائمة ولا يرغبن في تحسن الأوضاع بشكواتهن، ولكنهن يتمنين الأسوأ دائمًا للجميع.  
 
يُستخدم غاليًا لفظ السابفاير لوصم النساء السود اللاتي يتحدين قيم المجتمع التي تحتم عليهن أن يكن سلبيات وغير مرئيات]، نص إضافي.</ref>، العاهرة، البلداغر<ref>البلداغر هو لفظ يُستخدم لوصم المثليات السود، باعتبارهن نساء يريدن أن يكن رجال.  
 
يُستخدم غاليًا لفظ السابفاير لوصم النساء السود اللاتي يتحدين قيم المجتمع التي تحتم عليهن أن يكن سلبيات وغير مرئيات]، نص إضافي.</ref>، العاهرة، البلداغر<ref>البلداغر هو لفظ يُستخدم لوصم المثليات السود، باعتبارهن نساء يريدن أن يكن رجال.  
 
Lisa Walker, "looking like what you are: sexual style, race and lesbian identity", NYU press, 2001, p.208</ref>) ناهيك عن المعاملة القاسية، والقاتلة في أحيانٍ كثيرة، التي نتلقاها، التي تعبر عن القيمة القليلة التي أصبحت مقترنة بحيواتنا لمدة أربعة قرون من الاستعباد في النصف الغربي من الكرة الأرضية. ندرك أن الإناس الوحيدين المهتمين بحق بشأننا وبالعمل الدائم لتحررنا هم نحن. تنبع سياساتنا من حبنا الصحي لذواتنا ولأخواتنا ولمجتمعنا، مما يسمح لنا باستكمال نضالنا وعملنا.
 
Lisa Walker, "looking like what you are: sexual style, race and lesbian identity", NYU press, 2001, p.208</ref>) ناهيك عن المعاملة القاسية، والقاتلة في أحيانٍ كثيرة، التي نتلقاها، التي تعبر عن القيمة القليلة التي أصبحت مقترنة بحيواتنا لمدة أربعة قرون من الاستعباد في النصف الغربي من الكرة الأرضية. ندرك أن الإناس الوحيدين المهتمين بحق بشأننا وبالعمل الدائم لتحررنا هم نحن. تنبع سياساتنا من حبنا الصحي لذواتنا ولأخواتنا ولمجتمعنا، مما يسمح لنا باستكمال نضالنا وعملنا.
سطر 70: سطر 70:  
بالرغم من أننا نسويات ومثليات، إلا أننا نشعر بالتضامن مع الرجال السود التقدميين ولا ندعو للشقاق الذي تطالب به النساء البيض الإنفصاليات. يتطلب وضعنا كأشخاص سود أن نتبنى التضامن حول قضية العرق، وهو ما لا تحتاجه النساء البيض مع الرجال البيض، إلا إذا كان تضامنًا سلبيًا كمضطهِدين عنصريين. نناضل سويًا مع الرجال السود ضد العنصرية، وفي نفس الوقت نناضل ضد الرجال السود حول الذكورية.  
 
بالرغم من أننا نسويات ومثليات، إلا أننا نشعر بالتضامن مع الرجال السود التقدميين ولا ندعو للشقاق الذي تطالب به النساء البيض الإنفصاليات. يتطلب وضعنا كأشخاص سود أن نتبنى التضامن حول قضية العرق، وهو ما لا تحتاجه النساء البيض مع الرجال البيض، إلا إذا كان تضامنًا سلبيًا كمضطهِدين عنصريين. نناضل سويًا مع الرجال السود ضد العنصرية، وفي نفس الوقت نناضل ضد الرجال السود حول الذكورية.  
   −
ندرك أن تحرر جميع الشعوب المقهورة يستلزم تدمير الأنظمة السياسية والاقتصادية للرأسمالية والإمبريالية والأبوية. نحن اشتراكيات لأننا نؤمن بضرورة تنظيم العمل لصالح المنفعة الجمعية للعاملين والمنتجين، وليس لصالح أرباح أصحاب الأعمال. يجب تقسيم الموارد المادية بالتساوي بين أولئك الذين ينتجون تلك الموارد. ومع ذلك، نحن لسنا مقتنعات أن الثورة الاشتراكية ستضمن تحررنا إن لم تكن ثورة نسوية ومناهضة للعنصرية أيضًا. لقد توصلنا لضرورة تطوير فهم للعلاقات الطبقية، يأخذ في عين الاعتبار الوضع الطبقي الخاص بالنساء السود، اللائي غالبًا ما يُهمشن في قوة العمل، بينما في هذا الوقت تحديدًا يُنظر إلى بعضنا، مؤقتًا، كرموز مرغوب فيها لدى أصحاب الياقات البيضاء وعلى بعض المستويات المهنية. نحتاج إلى التعبير عن الوضع الطبقي الحقيقي للعمال الذين ليسوا بلا عرق وبلا جنس، ولكن لأولئك الذين يمثل الاضطهاد العرقي والجنسي محددات أساسية في حيواتهن المهنية/ الاقتصادية. بالرغم من أننا متفقات بشكل أساسي مع النظرية الماركسية وتطبيقاتها على العلاقات الاقتصادية المحددة التي قام ماركس بتحليلها، إلا أننا نعلم أن تحليلاته تلك يجب أن تمتد لتشمل فهمًا لوضعنا الاقتصادي الخاص كنساء سود.
+
ندرك أن تحرر جميع الشعوب المقهورة يستلزم تدمير الأنظمة السياسية والاقتصادية للرأسمالية والإمبريالية [[نظام أبوي|والأبوية]]. نحن اشتراكيات لأننا نؤمن بضرورة تنظيم العمل لصالح المنفعة الجمعية للعاملين والمنتجين، وليس لصالح أرباح أصحاب الأعمال. يجب تقسيم الموارد المادية بالتساوي بين أولئك الذين ينتجون تلك الموارد. ومع ذلك، نحن لسنا مقتنعات أن الثورة الاشتراكية ستضمن تحررنا إن لم تكن ثورة نسوية ومناهضة للعنصرية أيضًا. لقد توصلنا لضرورة تطوير فهم للعلاقات الطبقية، يأخذ في عين الاعتبار الوضع الطبقي الخاص بالنساء السود، اللائي غالبًا ما يُهمشن في قوة العمل، بينما في هذا الوقت تحديدًا يُنظر إلى بعضنا، مؤقتًا، كرموز مرغوب فيها لدى أصحاب الياقات البيضاء وعلى بعض المستويات المهنية. نحتاج إلى التعبير عن الوضع الطبقي الحقيقي للعمال الذين ليسوا بلا عرق وبلا جنس، ولكن لأولئك الذين يمثل الاضطهاد العرقي والجنسي محددات أساسية في حيواتهن المهنية/ الاقتصادية. بالرغم من أننا متفقات بشكل أساسي مع النظرية الماركسية وتطبيقاتها على العلاقات الاقتصادية المحددة التي قام ماركس بتحليلها، إلا أننا نعلم أن تحليلاته تلك يجب أن تمتد لتشمل فهمًا لوضعنا الاقتصادي الخاص كنساء سود.
    
    
 
    
سطر 105: سطر 105:       −
في ذلك الوقت أيضًا، تم التواصل معنا من قبل بعض النسويات الاشتراكيات، واللائي عملنا معهن على أنشطة حول الحق قي الإجهاض، وقد أرادن تشجيعنا على حضور المؤتمر الوطني الاشتراكي النسوي في يللو سبرينجز. وبالفعل حضرت إحدى عضواتنا وبالرغم من ضيق أفق الأيديولوجيا التي كانت معممة في هذا المؤتمر تحديدًا، إلا أننا أصبحنا أكثر وعيًا باحتياجنا لفهم وضعنا الاقتصادي ولعمل تحليلنا الاقتصادي الخاص.  
+
في ذلك الوقت أيضًا، تم التواصل معنا من قبل بعض النسويات الاشتراكيات، واللائي عملنا معهن على أنشطة حول الحق في الإجهاض، وقد أرادن تشجيعنا على حضور المؤتمر الوطني الاشتراكي النسوي في يللو سبرينجز. وبالفعل حضرت إحدى عضواتنا وبالرغم من ضيق أفق الأيديولوجيا التي كانت معممة في هذا المؤتمر تحديدًا، إلا أننا أصبحنا أكثر وعيًا باحتياجنا لفهم وضعنا الاقتصادي ولعمل تحليلنا الاقتصادي الخاص.  
      سطر 112: سطر 112:     
   
 
   
لقد بدأنا العمل كمجموعة دراسة وبدأنا أيضًا مناقشة امكانية بدء مطبوعة نسوية سوداء. في أواخر الربيع، كان لدينا معتكف، مما أتاح لنا الوقت للنقاشات السياسية وللعمل على حل المشاكل الشخصية فيما بيننا. والآن نخطط لتجميع مجموعة من الكتابات النسوية السوداء. نشعر أنه من الضروري جدًا أن نقدم حقيقة سياساتنا لنساء سود أخريات ونؤمن أننا قادرات على فعل هذا من خلال كتابة وتوزيع أعمالنا. حقيقة أن النسويات السود يعيشن في عزلة في كل أنحاء البلد، وأن أعددانا صغيرة وأننا نمتلك بعض المهارات في الكتابة والطباعة والنشر، تجعلنا نرغب في تنفيذ هذا النوع من المشاريع كوسيلة لتنظيم النسويات السود مع استمرارنا في النشاط السياسي من خلال تحالفات مع مجموعات أخرى.
+
لقد بدأنا العمل كمجموعة دراسة وبدأنا أيضًا مناقشة امكانية بدء مطبوعة [[نسوية سوداء]]. في أواخر الربيع، كان لدينا معتكف، مما أتاح لنا الوقت للنقاشات السياسية وللعمل على حل المشاكل الشخصية فيما بيننا. والآن نخطط لتجميع مجموعة من الكتابات النسوية السوداء. نشعر أنه من الضروري جدًا أن نقدم حقيقة سياساتنا لنساء سود أخريات ونؤمن أننا قادرات على فعل هذا من خلال كتابة وتوزيع أعمالنا. حقيقة أن النسويات السود يعيشن في عزلة في كل أنحاء البلد، وأن أعددانا صغيرة وأننا نمتلك بعض المهارات في الكتابة والطباعة والنشر، تجعلنا نرغب في تنفيذ هذا النوع من المشاريع كوسيلة لتنظيم النسويات السود مع استمرارنا في النشاط السياسي من خلال تحالفات مع مجموعات أخرى.
    
   
 
   
 
===النسوية السوداء: قضايا وممارسة===
 
===النسوية السوداء: قضايا وممارسة===
خلال وقتنا معًا، قمنا بتحديد وبالعمل على الكثير من القضايا التي تخص النساء السود بالأخص. إن شمولية سياساتنا تجعلنا مهتمات بأي وضع يؤثر على حيوات النساء وأشخاص العالم الثالث والعمال. نحن ملتزمات بالتأكيد بالنضال حيثُ يُشَكِل العرق والجنس والطبقة عوامل متزامنة في الاضطهاد. يمكننا، على سبيل المثال، الإنخراط في تنظيم مكان العمل في مصنع يوظف نساء من العالم الثالث، أو أن ننظم اعتصام في مستشفى تعمل على تقليص الرعاية الصحية الغير كافية بالفعل في أحد مجتمعات العالم الثالث، أو أن ننشئ مركز لدعم الناجيات من الاغتصاب في حي للسود. تنظيمنا حول قضايا الرعاية والخدمات يمكنه أن يكون نقطة ركوز. العمل الذي يجب القيام به وعدد القضايا الذي لا يحصى الذي يمثله ذلك العمل يعكس تفشي اضطهادنا.
+
خلال وقتنا معًا، قمنا بتحديد وبالعمل على الكثير من القضايا التي تخص النساء السود بالأخص. إن شمولية سياساتنا تجعلنا مهتمات بأي وضع يؤثر على حيوات النساء وأشخاص العالم الثالث والعمال. نحن ملتزمات بالتأكيد بالنضال حيثُ يُشَكِل العرق والجنس والطبقة عوامل متزامنة في الاضطهاد. يمكننا، على سبيل المثال، الإنخراط في تنظيم مكان العمل في مصنع يوظف نساء من العالم الثالث، أو أن ننظم اعتصام في مستشفى تعمل على تقليص الرعاية الصحية الغير كافية بالفعل في أحد مجتمعات العالم الثالث، أو أن ننشئ مركز لدعم [[ناجية|الناجيات]] من الاغتصاب في حي للسود. تنظيمنا حول قضايا الرعاية والخدمات يمكنه أن يكون نقطة ركوز. العمل الذي يجب القيام به وعدد القضايا الذي لا يحصى الذي يمثله ذلك العمل يعكس تفشي اضطهادنا.
    
   
 
   
سطر 122: سطر 122:     
   
 
   
في ممارسة سياساتنا، لا نؤمن أن الغاية دائمًا تبرر الوسيلة. الكثير من الأفعال الرجعية والتدميرية كانت تمارس تحت دعايا تحقيق الأهداف السياسية "الصائبة". كنسويات، نحن لا نريد أن نعبث بالناس بإسم السياسة. نؤمن بالعملية الجماعية وبالتوزيع اللاهرمي للسطة في مجموعتنا وفي رؤيتنا للمجتمع الثوري. نحن ملتزمات بالمراجعة الدائمة لسياساتنا لأنها تتطور من خلال النقد والنقد الذاتي كجانب أساسي من ممارستنا. في مقدمتها لل الأختية قادرة، كتبت روبين مورجان: "لا أملك أدنى فكرة عن ماهية الدور الثوري الذي من الممكن أن يلبيه الرجال البيض المغايرين جنسيًا، حيثُ أنهم التمثيل المطلق لمصالح السلطة الرجعية الراسخة."  
+
في ممارسة سياساتنا، لا نؤمن أن الغاية دائمًا تبرر الوسيلة. الكثير من الأفعال الرجعية والتدميرية كانت تمارس تحت دعايا تحقيق الأهداف السياسية "الصائبة". كنسويات، نحن لا نريد أن نعبث بالناس بإسم السياسة. نؤمن بالعملية الجماعية وبالتوزيع اللاهرمي للسطة في مجموعتنا وفي رؤيتنا للمجتمع الثوري. نحن ملتزمات بالمراجعة الدائمة لسياساتنا لأنها تتطور من خلال النقد والنقد الذاتي كجانب أساسي من ممارستنا. في مقدمتها لل [[أختية|الأختية]] قادرة، كتبت روبين مورجان: "لا أملك أدنى فكرة عن ماهية الدور الثوري الذي من الممكن أن يلبيه الرجال البيض المغايرين جنسيًا، حيثُ أنهم التمثيل المطلق لمصالح السلطة الرجعية الراسخة."  
 
كنسويات سود ومثليات، نعلم أن لدينا مهمة ثورية محددة لنقوم بها ونحن مستعدات للمل والنضال الذي ينتظرنا.
 
كنسويات سود ومثليات، نعلم أن لدينا مهمة ثورية محددة لنقوم بها ونحن مستعدات للمل والنضال الذي ينتظرنا.
    
===هوامش===
 
===هوامش===
 
<references />
 
<references />
staff
2٬186

تعديل

قائمة التصفح