سطر 30: |
سطر 30: |
| كما قام آخر [https://www.tagpress.net/21574/ بقتل زوجته ودفنها] في الفناء المنزلي لأنها حسب روايته رفضت إحضار الماء له وكان مخمورًا فقام بضربها بمعول في مؤخرة رأسها مما أدى لوفاتها. | | كما قام آخر [https://www.tagpress.net/21574/ بقتل زوجته ودفنها] في الفناء المنزلي لأنها حسب روايته رفضت إحضار الماء له وكان مخمورًا فقام بضربها بمعول في مؤخرة رأسها مما أدى لوفاتها. |
| | | |
− | ولا تنتهي القصص المحزنة التي تترجم القيم الذكورية العنيفة عند هذا الحد، بل إن معظم جرائم العنف الأسري لايتم التبليغ عنها بسبب عدم وجود سياسات خارج المنظومة الأبوية يمكن أن تلجأ لها الضحايا. ويبقى السؤال مطروحًا عن الأسباب التي تجعل ظاهرة إجرامية [[عنف أسري | كالعنف الأسري]] والزوجي مترسخة في جذور جميع المجتمعات تقريباً وخاصة الناطقة بالعربية؟ | + | ولا تنتهي القصص المحزنة التي تترجم القيم الذكورية العنيفة عند هذا الحد، بل إن معظم جرائم العنف الأسري لايتم التبليغ عنها بسبب عدم وجود سياسات خارج [[نظام أبوي|المنظومة الأبوية]] يمكن أن تلجأ لها الضحايا. ويبقى السؤال مطروحًا عن الأسباب التي تجعل ظاهرة إجرامية [[عنف أسري | كالعنف الأسري]] والزوجي مترسخة في جذور جميع المجتمعات تقريباً وخاصة الناطقة بالعربية؟ |
| + | |
| | | |
| ==العنف القائم على النوع في السودان== | | ==العنف القائم على النوع في السودان== |
سطر 46: |
سطر 47: |
| هذا إلى جانب الهيكلة المجتمعية التي تجعل الرجل منذ صغره وصيًّا على النساء المحيطات به وتنتقل هذه السلطة لتشكل علاقاته بكل امرأة خارج محيطه مثل الزوجة والجارة والزميلة والغريبات في الشارع. | | هذا إلى جانب الهيكلة المجتمعية التي تجعل الرجل منذ صغره وصيًّا على النساء المحيطات به وتنتقل هذه السلطة لتشكل علاقاته بكل امرأة خارج محيطه مثل الزوجة والجارة والزميلة والغريبات في الشارع. |
| | | |
− | وللعنف القائم على النوع أوجه عدة تتجذر في كل مايحيط بالمرأة في النظام الأبوي حيث تبدأ بالعنف الرمزي الذي يجعل الأسرة تقوم على ال[[تمييز]] الذي يفاضل بين الإناث والذكور، حيث تترسخ الفوارق في اللعب [[عمل منزلي | والعمل المنزلي]]، و[[حق التعليم]] والخروج، كما يمنح للأخ والأب حق الوصاية على قرار وحياة نساء العائلة. وتظهر السلوكات العنيفة التي تؤدي للأذى مثل التهديد والتخويف والمنع من أبسط الأنشطة وفرض نمط حياة محدد على المرأة. | + | وللعنف القائم على النوع أوجه عدة تتجذر في كل ما يحيط بالمرأة في النظام الأبوي حيث تبدأ بالعنف الرمزي الذي يجعل الأسرة تقوم على ال[[تمييز]] الذي يفاضل بين الإناث والذكور، حيث تترسخ الفوارق في اللعب [[عمل منزلي | والعمل المنزلي]]، و[[حق التعليم]] والخروج، كما يمنح للأخ والأب حق الوصاية على قرار وحياة نساء العائلة. وتظهر السلوكات العنيفة التي تؤدي للأذى مثل التهديد والتخويف والمنع من أبسط الأنشطة وفرض نمط حياة محدد على المرأة. |
| | | |
| [[عنف اقتصادي | العنف المادّي(الاقتصادي)]] والذي يتمثل في منع الأنثى من حق التعليم أو الحصول على وظيفة أو حتى التحكم في دخلها إن وجد للسيطرة عليها مالياً. | | [[عنف اقتصادي | العنف المادّي(الاقتصادي)]] والذي يتمثل في منع الأنثى من حق التعليم أو الحصول على وظيفة أو حتى التحكم في دخلها إن وجد للسيطرة عليها مالياً. |
سطر 66: |
سطر 67: |
| وهذا مايجعلنا نوضح أن عدم إبلاغ المرأة عن العنف يعود لعدة أسباب منها: | | وهذا مايجعلنا نوضح أن عدم إبلاغ المرأة عن العنف يعود لعدة أسباب منها: |
| | | |
− | ماهو مؤسساتي يعود لغياب دور الدولة أو قصور الإجراءات والقوانين التي توجه عادة لقضايا العنف الأسري، حيث لاتوجد وحدات مختصة وملمة بواقع العنف للتعامل مع هذه القضايا وغالبا ماتواجه الضحية إغلاقًا لملفها تحت بند أن العنف الأسري مجرد “مشاكل عائلية” مما أدى لفقدان الثقة في هذه المؤسسات ولخوف الضحايا من الانتقام. كما تغيب المساعدات التي تتمثل في المرافقة الاجتماعية والنفسية والتي يعد وجودها ضروريًا لمساعدة الضحية على الاندماج وتشيجعها على التبليغ.
| + | ما هو مؤسساتي يعود لغياب دور الدولة أو قصور الإجراءات والقوانين التي توجه عادة لقضايا العنف الأسري، حيث لا توجد وحدات مختصة وملمة بواقع العنف للتعامل مع هذه القضايا وغالبا ما تواجه [[ناجية|الضحية]] إغلاقًا لملفها تحت بند أن العنف الأسري مجرد “مشاكل عائلية” مما أدى لفقدان الثقة في هذه المؤسسات ولخوف الضحايا من الانتقام. كما تغيب المساعدات التي تتمثل في المرافقة الاجتماعية والنفسية والتي يعد وجودها ضروريًا لمساعدة الضحية على الاندماج وتشيجعها على التبليغ. |
| | | |
| من جهة أخرى يقف [[وصم اجتماعي | الوصم الاجتماعي]] للضحية وغياب الدعم الأسري كحاجز إضافي أمام قدرتها على التبليغ. | | من جهة أخرى يقف [[وصم اجتماعي | الوصم الاجتماعي]] للضحية وغياب الدعم الأسري كحاجز إضافي أمام قدرتها على التبليغ. |
سطر 78: |
سطر 79: |
| </blockquote> | | </blockquote> |
| | | |
− | كل هذا يضاف عليه تدهور الأوضاع الاقتصادية للبلاد، التي تلقي بحمل مضاعف على النساء خصوصا مع عدم استقلال العديد منهن نتيجة لبنية المجتمع الثقافية التي تقسم الأدوار جندريا في عملية يتولى فيها الرجل عبء الأحمال الاقتصادية ويحتكر فيها السلطة الرمزية التي تمكنه من إحكام قبضته على زوجته. | + | كل هذا يضاف عليه تدهور الأوضاع الاقتصادية للبلاد، التي تلقي بحمل مضاعف على النساء خصوصا مع عدم استقلال العديد منهن نتيجة لبنية المجتمع الثقافية التي تقسم [[أدوار جندرية|الأدوار جندريا]] في عملية يتولى فيها الرجل عبء الأحمال الاقتصادية ويحتكر فيها السلطة الرمزية التي تمكنه من إحكام قبضته على زوجته. |
| فعدم حصول النساء على فرص كافية لكسب العيش تعرضهن لضغوطات اجتماعية كبيرة وعنف أكبر هذا بالإضافة إلى أن عدد كبيرا منهن يمنعن من حق العمل من طرف الزوج أو رجال العائلة. | | فعدم حصول النساء على فرص كافية لكسب العيش تعرضهن لضغوطات اجتماعية كبيرة وعنف أكبر هذا بالإضافة إلى أن عدد كبيرا منهن يمنعن من حق العمل من طرف الزوج أو رجال العائلة. |
| | | |
− | لذلك لاتستطيع العديدات الحديث إطلاقًا خوفا من البقاء دون معيل ورغبة منهن أيضا في حماية أطفالهم أو استقرارهم المادي والذين بدورهم قد يتعرضون للتعنيف من قبل رب الأسرة. | + | لذلك لا تستطيع العديدات الحديث إطلاقًا خوفا من البقاء دون معيل ورغبة منهن أيضا في حماية أطفالهم أو استقرارهم المادي والذين بدورهم قد يتعرضون للتعنيف من قبل رب الأسرة. |
| | | |
− | على الرغم من أن قدرًا لايستهان به من النساء العاملات هن من يحملن مسؤولية بيوتهن ولكن دائما مايعتبر عمل المرأة أقل أهمية من عمل الرجل وفي الغالب لايغير من شكل العلاقة الهرمية داخل المنزل، فنسب كبيرة من النساء العاملات يعدن للبيت لنفس الدور الجندري الذي لحق بهن قسرا وهو الأعمال المنزلية والتربية وفي أوقات كثيرة يمكن أن تمنع من أبسط الحقوق وتتعرض للعنف ولاتجد مخرجا منه. | + | على الرغم من أن قدرًا لايستهان به من النساء العاملات هن من يحملن مسؤولية بيوتهن ولكن دائما ما يعتبر عمل المرأة أقل أهمية من عمل الرجل وفي الغالب لا يغير من شكل العلاقة الهرمية داخل المنزل، فنسب كبيرة من النساء العاملات يعدن للبيت لنفس الدور الجندري الذي لحق بهن قسرا وهو الأعمال المنزلية والتربية وفي أوقات كثيرة يمكن أن تمنع من أبسط الحقوق وتتعرض للعنف ولاتجد مخرجا منه. |
| | | |
| وتشكل أيضا عدم مقدرة العديد من الفتيات على استكمال تعليمهن لأسباب اقتصادية أو دينية عقبة اضافية تضع المرأة في حلقة مستمرة من التهميش والقمع. | | وتشكل أيضا عدم مقدرة العديد من الفتيات على استكمال تعليمهن لأسباب اقتصادية أو دينية عقبة اضافية تضع المرأة في حلقة مستمرة من التهميش والقمع. |
| | | |
− | هذه بعض من العوامل التي تساعدنا في محاولة فهم مايدفع ضحية العنف الأسري إلى التغاضي عن تصرفات المجرم أو عدم اللجوء إلى الشرطة نتيجة لغياب القوانين الرادعة أو عدم وجود نظام حماية متكامل يؤمن وضع المرأة من جميع النواحي في حال استقلالها عن المعنف . | + | هذه بعض من العوامل التي تساعدنا في محاولة فهم ما يدفع ضحية العنف الأسري إلى التغاضي عن تصرفات المجرم أو عدم اللجوء إلى الشرطة نتيجة لغياب القوانين الرادعة أو عدم وجود نظام حماية متكامل يؤمن وضع المرأة من جميع النواحي في حال استقلالها عن المعنف . |
| | | |
| ومن المتوقع أن تزداد حالات العنف المنزلي في أوضاع اعتيادية مثل الفقر، أو أوضاع استثنائية مثل الحجر الصحي الإلزامي أو في معسكرات النازحين، حيث تكون الضحية مجبرة على قضاء أوقات طويلة مع معنفها مستقبلة تقلباته وأزماته النفسية على شكل زجر وتهديد وأحياناً بعض اللكمات والضربات. | | ومن المتوقع أن تزداد حالات العنف المنزلي في أوضاع اعتيادية مثل الفقر، أو أوضاع استثنائية مثل الحجر الصحي الإلزامي أو في معسكرات النازحين، حيث تكون الضحية مجبرة على قضاء أوقات طويلة مع معنفها مستقبلة تقلباته وأزماته النفسية على شكل زجر وتهديد وأحياناً بعض اللكمات والضربات. |