تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إضافة روابط داخلية
سطر 33: سطر 33:  
أجد صعوبةً، حتّى اليوم، في فهم سياقات الحراك، خصوصاً في تحديد نوع الخلافات الناشئة ضمنه. كما أجد صعوبة أكبر في طريقة طرح تلك الخلافات دون أن يُفهَم ذلك كهجوم أو خلق شقاق.
 
أجد صعوبةً، حتّى اليوم، في فهم سياقات الحراك، خصوصاً في تحديد نوع الخلافات الناشئة ضمنه. كما أجد صعوبة أكبر في طريقة طرح تلك الخلافات دون أن يُفهَم ذلك كهجوم أو خلق شقاق.
   −
يشغلني سؤال تموضعي وتموضع رفيقات الحراك من السياق النسوي / النسائي العام. أدخلُ، منذ عدّة سنوات في نقاشات مباشرة مع بعض الصديقات وأتحايل، ونتحايل، على هامش بعض المؤتمرات واللقاءات التي أُدعى إليها، كمديرة لـ "شبكة الصحفيات السوريات" و / أو كصحفية، لطرح أسئلة تتعلّق بنا نحن. من نحن كنسويّات؟ هل نحن قادرات على التمايز بإيديولوجياتنا والمدارس التّي ننتمي إليها؟ هل نحن موجة تضمّ مجموعة كبيرة من المؤمنات بقضيّة ما، لا يجمعهنّ سوى هذه القضية ويتحرّكن بطريقة منظّمة لكن لامركزية؟ أم نحن حركة تعتمد تنظيم المنضمّات إليها ويتمّ التحرّك بناءً على أجندة محدّدة؟ أم نحن حراك أكثر عفوية تنظيمياً، متعدّد ومتنوّع، مرتبط تحت ثيمة عريضة لكن من دون اتفاق بين المنشغلات بهذه القضية على تنظيم أنفسهن؟ هل نحن حراك، نحاول من خلاله الالتفاف تنظيمياً إلى شكل أقلّ إرهاقاً إدارياً وأكثر حرّية من الانتظام في شبكات أو منظّمات، ونبتعد بوعي عن استخدام مصطلح "حركة" أو وسم عملنا ونضالنا ونشاطنا به لتبعاته التنظيمية؟
+
يشغلني سؤال تموضعي وتموضع رفيقات الحراك من السياق [[نسوي|النسوي]] / النسائي العام. أدخلُ، منذ عدّة سنوات في نقاشات مباشرة مع بعض الصديقات وأتحايل، ونتحايل، على هامش بعض المؤتمرات واللقاءات التي أُدعى إليها، كمديرة لـ "شبكة الصحفيات السوريات" و / أو كصحفية، لطرح أسئلة تتعلّق بنا نحن. من نحن كنسويّات؟ هل نحن قادرات على التمايز بإيديولوجياتنا والمدارس التّي ننتمي إليها؟ هل نحن موجة تضمّ مجموعة كبيرة من المؤمنات بقضيّة ما، لا يجمعهنّ سوى هذه القضية ويتحرّكن بطريقة منظّمة لكن لامركزية؟ أم نحن حركة تعتمد تنظيم المنضمّات إليها ويتمّ التحرّك بناءً على أجندة محدّدة؟ أم نحن حراك أكثر عفوية تنظيمياً، متعدّد ومتنوّع، مرتبط تحت ثيمة عريضة لكن من دون اتفاق بين المنشغلات بهذه القضية على تنظيم أنفسهن؟ هل نحن حراك، نحاول من خلاله الالتفاف تنظيمياً إلى شكل أقلّ إرهاقاً إدارياً وأكثر حرّية من الانتظام في شبكات أو منظّمات، ونبتعد بوعي عن استخدام مصطلح "حركة" أو وسم عملنا ونضالنا ونشاطنا به لتبعاته التنظيمية؟
    
   
 
   
سطر 89: سطر 89:  
المشكلة الحقيقية مع المجلس تكمن في أن المعلَن يختلف عن الواقع، إذ ما أُعلن في أوّل مؤتمر صحفي من جنيف عام ٢٠١٦ عن أن تشكيل "المجلس الاستشاري النسائي" جاء "استجابة لمطالبات النساء السوريّات من أجل أن يكون لهنّ دور فاعل في العملية السياسيّة ورسم ملامح سوريا المستقبل"، يناقض ما تقوله أغلب الناشطات عن أن تأسيس المجلس قام من دون دعوة مفتوحة بل وبشكل اقتصر على المعنيّات والجهات الدولية الداعمة حينها. وهذا الأمر لا يقتصر فقط على المجلس بل ينسحب على تجارب سوريّة معارضة كثيرة قامت بخلق تنظيمات جديدة تحمل بداخلها التنظيمات القديمة، أو تقوم على أنقاضها أو تلغيها.
 
المشكلة الحقيقية مع المجلس تكمن في أن المعلَن يختلف عن الواقع، إذ ما أُعلن في أوّل مؤتمر صحفي من جنيف عام ٢٠١٦ عن أن تشكيل "المجلس الاستشاري النسائي" جاء "استجابة لمطالبات النساء السوريّات من أجل أن يكون لهنّ دور فاعل في العملية السياسيّة ورسم ملامح سوريا المستقبل"، يناقض ما تقوله أغلب الناشطات عن أن تأسيس المجلس قام من دون دعوة مفتوحة بل وبشكل اقتصر على المعنيّات والجهات الدولية الداعمة حينها. وهذا الأمر لا يقتصر فقط على المجلس بل ينسحب على تجارب سوريّة معارضة كثيرة قامت بخلق تنظيمات جديدة تحمل بداخلها التنظيمات القديمة، أو تقوم على أنقاضها أو تلغيها.
   −
نمطيّة تشكيل "المجلس الاستشاري النسائي" والدور الذي سُمح له بلعبه بتوجيهٍ من منظمة الأمم المتحدة تكمن أيضاً في قيامه بجمع عدد من النساء لكونهنّ نساء فقط، يقمن بتقديم الاستشارة للمبعوث الأممي ويتمّ تقديمهنّ كـ "داعيات للسلام" بغض النظر عن التجاذبات السياسية الموجودة وعن ميلهن للحياد وتجريدهن من خلفياتهن ومواقفهن وآرائهن السياسية، كما ورد في بيان اللوبي النسوي وقتها،4 وفي ما كتبته ريم تركماني إحدى عضوات المجلس، في منشور على صفحتها على "فيسبوك" عام ٢٠١٦ جاء فيه: "إنّ هذا المجلس ليس طرفاً مفاوضاً ولا يحمل أيّ صفة تمثيليّة وعمله تطوّعي ولا تتلقّى عضواته أي مقابل مادّي على عملهن فيه"، هذا بحدّ ذاته كافٍ لتفسير نظرة "الأمم المتحدة" ومن ورائها الحكومات "البيضاء" للدور الذي يمكن للنساء المحلّيات، في أوقات الصراع وما بعده، من لعبه في سوريا. إذ إن تنميط النساء، رغم كل الجهود التي تبذلها الناشطات على المستوى المحلّي، يُقابَل بجهود دولية لتعميقه تحت حجّة دعم المشاركة السياسية. تلك المشاركة التي تكون غالباً تحت سقف المتاح الذي تفرضه بقايا الديكتاتوريات وحمَلة السلاح في الاجتماعات التي تحمل مسمّيات كـ "مفاوضات سلام".
+
نمطيّة تشكيل "المجلس الاستشاري النسائي" والدور الذي سُمح له بلعبه بتوجيهٍ من منظمة الأمم المتحدة تكمن أيضاً في قيامه بجمع عدد من النساء لكونهنّ نساء فقط، يقمن بتقديم الاستشارة للمبعوث الأممي ويتمّ تقديمهنّ كـ "داعيات للسلام" بغض النظر عن التجاذبات السياسية الموجودة وعن ميلهن للحياد وتجريدهن من خلفياتهن ومواقفهن وآرائهن السياسية، كما ورد في بيان اللوبي النسوي وقتها،4 وفي ما كتبته ريم تركماني إحدى عضوات المجلس، في منشور على صفحتها على "فيسبوك" عام ٢٠١٦ جاء فيه: "إنّ هذا المجلس ليس طرفاً مفاوضاً ولا يحمل أيّ صفة تمثيليّة وعمله تطوّعي ولا تتلقّى عضواته أي مقابل مادّي على عملهن فيه"، هذا بحدّ ذاته كافٍ لتفسير نظرة "الأمم المتحدة" ومن ورائها الحكومات "البيضاء" للدور الذي يمكن للنساء المحلّيات، في أوقات الصراع وما بعده، من لعبه في سوريا. إذ إن [[صورة نمطية|تنميط النساء]]، رغم كل الجهود التي تبذلها الناشطات على المستوى المحلّي، يُقابَل بجهود دولية لتعميقه تحت حجّة دعم المشاركة السياسية. تلك المشاركة التي تكون غالباً تحت سقف المتاح الذي تفرضه بقايا الديكتاتوريات وحمَلة السلاح في الاجتماعات التي تحمل مسمّيات كـ "مفاوضات سلام".
    
'''قضايا لم يتسنّ بعد الوقت للتفكير فيها'''
 
'''قضايا لم يتسنّ بعد الوقت للتفكير فيها'''
staff
2٬190

تعديل

قائمة التصفح