تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 81: سطر 81:  
في أول مؤتمر صحفي للمجلس عقد في جنيف 2016، طالبت العضوات الممثّلات للمجلس بـ"رفعٍ فوريٍّ للعقوبات الاقتصاديّة عن الشعب السوري التي تعيق وصول الغذاء والدواء والأجهزة الطبيّة"، الأمر الذي أثار غضب واعتراض عدد كبير من المجموعات النسائيّة إذ فُسّر المطلب كدعوة لتخفيف العقوبات عن نظام بشار الأسد، وهذا المطبّ الأوّل والقاتل الذي وقع فيه المجلس. طبعاً، كلّ حملات "نساء المجلس الاستشاري لا يمثّلنني" خاصة تلك التي تخصّصت بالتشهير بعضوات المجلس، ليست مقبولة إطلاقاً وغير مبرَّرة، كما محاولات بعض مطلقي حملات الذمّ والتشهير حشد الجماهير للتشكيك في نضال ووطنية العديد من عضوات المجلس. هكذا، دفعت العضوات منذ اليوم الأوّل لعملهنّ ثمناً كبيراً أثّر على سمعة المجلس منذ الإعلان عنه.
 
في أول مؤتمر صحفي للمجلس عقد في جنيف 2016، طالبت العضوات الممثّلات للمجلس بـ"رفعٍ فوريٍّ للعقوبات الاقتصاديّة عن الشعب السوري التي تعيق وصول الغذاء والدواء والأجهزة الطبيّة"، الأمر الذي أثار غضب واعتراض عدد كبير من المجموعات النسائيّة إذ فُسّر المطلب كدعوة لتخفيف العقوبات عن نظام بشار الأسد، وهذا المطبّ الأوّل والقاتل الذي وقع فيه المجلس. طبعاً، كلّ حملات "نساء المجلس الاستشاري لا يمثّلنني" خاصة تلك التي تخصّصت بالتشهير بعضوات المجلس، ليست مقبولة إطلاقاً وغير مبرَّرة، كما محاولات بعض مطلقي حملات الذمّ والتشهير حشد الجماهير للتشكيك في نضال ووطنية العديد من عضوات المجلس. هكذا، دفعت العضوات منذ اليوم الأوّل لعملهنّ ثمناً كبيراً أثّر على سمعة المجلس منذ الإعلان عنه.
   −
بتأسيس "المجلس الاستشاري النسائي" تمّ الاستيلاء على كدح المجموعات النسائيّة السوريّة حيث اختُصر نضالها بجسم شبه سياسي تقليدي وأصبح المجلس المرجع الأوّل والنهائي لأي قضية متعلّقة بالحراك النسوي السوري. يتمثّل اختلافي الرئيسي مع المجلس في طريقة تشكيله وفي الدور الذي رُسم له وأغراه بتحصيل شرعيّة بعد تأسيسه والعمل على إظهاره كـ"إنجاز". ففي الوقت الذي لم تنجح فيه منظمة الأمم المتحدة في إرغام الأطراف المفاوضة على مصالحات وهدن وتبادل أسرى... لم تستطع كذلك فرض نسبة تمثيل للنساء بالحد الأدنى المتعارف عليه ضمن مطالب الحركات النسوية في المنطقة وهو 30%<ref>[https://www.unescwa.org/sites/www.unescwa.org/files/publications/files/women-political-representation-arab-region-arabic.pdf https://www.unescwa.org/sites/www.unescwa.org/files/publications/files/women-political-representation-arab-region-arabic.pdf</ref]> على طاولة المفاوضات، فقامت بدلاً من ذلك بتشكيل مجلس على هامشها، تنحصر مهامه بتقديم استشارات لمكتب المبعوث الأممي الخاص.
+
بتأسيس "المجلس الاستشاري النسائي" تمّ الاستيلاء على كدح المجموعات النسائيّة السوريّة حيث اختُصر نضالها بجسم شبه سياسي تقليدي وأصبح المجلس المرجع الأوّل والنهائي لأي قضية متعلّقة بالحراك النسوي السوري. يتمثّل اختلافي الرئيسي مع المجلس في طريقة تشكيله وفي الدور الذي رُسم له وأغراه بتحصيل شرعيّة بعد تأسيسه والعمل على إظهاره كـ"إنجاز". ففي الوقت الذي لم تنجح فيه منظمة الأمم المتحدة في إرغام الأطراف المفاوضة على مصالحات وهدن وتبادل أسرى... لم تستطع كذلك فرض نسبة تمثيل للنساء بالحد الأدنى المتعارف عليه ضمن مطالب الحركات النسوية في المنطقة وهو 30%<ref>https://www.unescwa.org/sites/www.unescwa.org/files/publications/files/women-political-representation-arab-region-arabic.pdf</ref> على طاولة المفاوضات، فقامت بدلاً من ذلك بتشكيل مجلس على هامشها، تنحصر مهامه بتقديم استشارات لمكتب المبعوث الأممي الخاص.
    
وقعت عضوات المجلس، وهنّ مناضلات نسويات ومدافعات عن حقوق الإنسان والنساء لعقود، في فخّ التمثيل والتصديق. إذ قبلن بالتمثيل بدلاً من أن يكون خطابهنّ مبنيّاً على أنّ مسألة التمثيل مستحيلة في الوضع السوري الراهن، كما وقعن في فخ الدفاع عن المجلس ومحاولة إضفاء شرعية عليه لكونه حرص على أن يضمّ نساءً من خلفيات سياسيّة ودينيّة ومناطقيّة متنوّعة مع ادّعاء تمثيل النساء في الداخل والخارج، استناداً لانخراطهن في تكتّلات وتحالفات وشبكات ومنظمات نسائية متعدّدة. ولكن ذلك لم يفلح مع الجماهير العطشة لتفريغ غضبها، خصوصاً أنّ مسألة التمثيل لاتزال قضية شائكة لدى السوريين والسوريات بعد سنوات التغييب والشمولية والإقصاء في ظل حكم "البعث". إلّا أنّ المجلس، ومع الوقت، تجاوز هذه العثرة من خلال الإصرار على أنّ عضواته يمثّلن أنفسهنّ والتجمّعات التي يأتين منها وليس الحراك النسوي السوري ككلّ، على اعتبار أن هذا الحراك غير محدّد البنية ولا الشكل التنظيمي ولا الأولويّات بعد.
 
وقعت عضوات المجلس، وهنّ مناضلات نسويات ومدافعات عن حقوق الإنسان والنساء لعقود، في فخّ التمثيل والتصديق. إذ قبلن بالتمثيل بدلاً من أن يكون خطابهنّ مبنيّاً على أنّ مسألة التمثيل مستحيلة في الوضع السوري الراهن، كما وقعن في فخ الدفاع عن المجلس ومحاولة إضفاء شرعية عليه لكونه حرص على أن يضمّ نساءً من خلفيات سياسيّة ودينيّة ومناطقيّة متنوّعة مع ادّعاء تمثيل النساء في الداخل والخارج، استناداً لانخراطهن في تكتّلات وتحالفات وشبكات ومنظمات نسائية متعدّدة. ولكن ذلك لم يفلح مع الجماهير العطشة لتفريغ غضبها، خصوصاً أنّ مسألة التمثيل لاتزال قضية شائكة لدى السوريين والسوريات بعد سنوات التغييب والشمولية والإقصاء في ظل حكم "البعث". إلّا أنّ المجلس، ومع الوقت، تجاوز هذه العثرة من خلال الإصرار على أنّ عضواته يمثّلن أنفسهنّ والتجمّعات التي يأتين منها وليس الحراك النسوي السوري ككلّ، على اعتبار أن هذا الحراك غير محدّد البنية ولا الشكل التنظيمي ولا الأولويّات بعد.
staff
2٬190

تعديل

قائمة التصفح