سطر 33: |
سطر 33: |
| المشكلة أن المرأة في حالات كثیرة لا تستطیع التعبیر عن رفضها للجنس مع رجل معین، إما لخوفها من رد فعله، أو لسلطته علیها، أو بدافع الواجب الاجتماعي، أي أنه افتراض ضمني یعمل لصالح الرجل في معظم الأحیان. معیار «نعم یعني نعم» ینفي هذا الافتراض الضمني إلى عكسه تمامًا، ویُرغم الرجل على الاطلاع على رغبة المرأة الحقیقیة. | | المشكلة أن المرأة في حالات كثیرة لا تستطیع التعبیر عن رفضها للجنس مع رجل معین، إما لخوفها من رد فعله، أو لسلطته علیها، أو بدافع الواجب الاجتماعي، أي أنه افتراض ضمني یعمل لصالح الرجل في معظم الأحیان. معیار «نعم یعني نعم» ینفي هذا الافتراض الضمني إلى عكسه تمامًا، ویُرغم الرجل على الاطلاع على رغبة المرأة الحقیقیة. |
| | | |
− | حین یصف الرجل روایات النساء عن التحرش الجنسي، الذي فتحت حملة «#MeToo» بابًا له، على أنه هستیریا جماعیة، فقد یكون ذلك تعبیرًا عن هستیریا مضادة عن طریق الإسقاط، وكأنه یقول: «أنا هسترت حقًّا، هسترت لأني لا أرى في هذه الروایات ما یضیر، ما هو طبیعي لي أن أصبح مساءَلًا اجتماعیًّا وعقابیًّا. یا إلهي، كیف سأكون رجلًا بعد الیوم؟». | + | حین یصف الرجل روایات النساء عن التحرش الجنسي، الذي فتحت [[حملة MeToo|حملة «#MeToo»]] بابًا له، على أنه هستیریا جماعیة، فقد یكون ذلك تعبیرًا عن هستیریا مضادة عن طریق الإسقاط، وكأنه یقول: «أنا هسترت حقًّا، هسترت لأني لا أرى في هذه الروایات ما یضیر، ما هو طبیعي لي أن أصبح مساءَلًا اجتماعیًّا وعقابیًّا. یا إلهي، كیف سأكون رجلًا بعد الیوم؟». |
| | | |
| یقولون إن رحم المرأة یجعلها هستیریة، أما ما لا یقولونه فهو أن «إخصاء» أحقیة الرجل الجنسیة تجعله هستیریًّا كذلك. | | یقولون إن رحم المرأة یجعلها هستیریة، أما ما لا یقولونه فهو أن «إخصاء» أحقیة الرجل الجنسیة تجعله هستیریًّا كذلك. |
سطر 39: |
سطر 39: |
| یستغرب الرجل كل شكاوى التحرش: أین كانت؟ لماذا صمتت النساء عن حقهن، بافتراض وجوده؟ | | یستغرب الرجل كل شكاوى التحرش: أین كانت؟ لماذا صمتت النساء عن حقهن، بافتراض وجوده؟ |
| | | |
− | ویغیب عن الرجل الماركسي أن لروایات النساء عن التحرش بِنیَة متشابهة: «كتمتُ الأمر سرًّا لفترة طویلة لأني خفت أن أحدًا لن یصدقني»، «أقنعت نفسي أن ما حصل ناجم عن سلوك مشین مني، ما حصل كان مسؤولیتي»، «حولت عدائي للمعتدي عليَّ إلى عداء نحو نفسي، فأصَبت بالاكتئاب»، «[[حملة #MeToo]] أعطتني الشجاعة لأصرح بما حدث. ما حدث سمم حیاتي، لن أسكت بعد الیوم، أشعر بالارتیاح». یغیب عن الرجل تواتر «كتمت الأمر سرًّا لمدة طویلة»، لیكتب وكأن النساء مسارعات للشكوى مخترعات للأذى، متمادیات في اتهام أي أحد بالتحرش. | + | ویغیب عن الرجل الماركسي أن لروایات النساء عن التحرش بِنیَة متشابهة: «كتمتُ الأمر سرًّا لفترة طویلة لأني خفت أن أحدًا لن یصدقني»، «أقنعت نفسي أن ما حصل ناجم عن سلوك مشین مني، ما حصل كان مسؤولیتي»، «حولت عدائي للمعتدي عليَّ إلى عداء نحو نفسي، فأصَبت بالاكتئاب»، «حملة #MeToo» أعطتني الشجاعة لأصرح بما حدث. ما حدث سمم حیاتي، لن أسكت بعد الیوم، أشعر بالارتیاح». یغیب عن الرجل تواتر «كتمت الأمر سرًّا لمدة طویلة»، لیكتب وكأن النساء مسارعات للشكوى مخترعات للأذى، متمادیات في اتهام أي أحد بالتحرش. |
| | | |
| أيُّ معرفةٍ بمجتمع النساء، ولو بسیطة، تشیر إلى أنهم یخفن الشكوى، مثلما شرحت كثيرات، إذا أجبر الرجل نفسه على الاستماع إلیهن. | | أيُّ معرفةٍ بمجتمع النساء، ولو بسیطة، تشیر إلى أنهم یخفن الشكوى، مثلما شرحت كثيرات، إذا أجبر الرجل نفسه على الاستماع إلیهن. |
سطر 49: |
سطر 49: |
| یغیب عن الرجل أن رغبة النساء في تغییر القواعد القانونیة، أو في الاحتكام إلى «الناس» ووصم المتحرش، قد یكون ردًّا على فشل القواعد القانونیة الحالیة، التي كشفتها حملة «#MeToo»، وقبلها حملة الطالبات في الجامعات. | | یغیب عن الرجل أن رغبة النساء في تغییر القواعد القانونیة، أو في الاحتكام إلى «الناس» ووصم المتحرش، قد یكون ردًّا على فشل القواعد القانونیة الحالیة، التي كشفتها حملة «#MeToo»، وقبلها حملة الطالبات في الجامعات. |
| | | |
− | شهدت عدة جامعات أمریكیة حملات نسویة طلابیة تعترض على الإهمال المزمن من الإدارة في التحقیق في حوادث الاعتداء الجنسي على الطالبات من الطلاب، أو التحرش الجنسي من أعضاء هیئة التدریس. | + | شهدت عدة جامعات أمریكیة حملات نسویة طلابیة تعترض على الإهمال المزمن من الإدارة في التحقیق في حوادث [[اعتداء جنسي|الاعتداء الجنسي]] على الطالبات من الطلاب، أو التحرش الجنسي من أعضاء هیئة التدریس. |
| | | |
| أیدت إدارة باراك أوباما الحملة النسویة، بتهدید الجامعات المعنیة بسحب التمویل الفیدرالي منها إن لم تنظر إلى هذه الشكاوى بجدية وتغیر قواعد التحقیق فيها، في اتجاه لتحویل عبء الإثبات من المتهِمة إلى المتهَم. أما إدارة ترامب فسحبت هذا التهدید، وأعفت الجامعات من شرط التمویل. | | أیدت إدارة باراك أوباما الحملة النسویة، بتهدید الجامعات المعنیة بسحب التمویل الفیدرالي منها إن لم تنظر إلى هذه الشكاوى بجدية وتغیر قواعد التحقیق فيها، في اتجاه لتحویل عبء الإثبات من المتهِمة إلى المتهَم. أما إدارة ترامب فسحبت هذا التهدید، وأعفت الجامعات من شرط التمویل. |