لواط
لواط (أيضا: لوطية) مسمّى أو مصطلح تراثي وشعبي يعبر عن المثلية الجنسية بين الرجال، ويظهر كثيرًا في الأدبيات العربية التراثية والدينية. (بالإنجليزية: Sodomy)
لفظ مشتقٌ من قصّة النبي لوط وأبناء قومه الذين كان رجالهم يمارسون الجنس مع بعضهم البعض. من هنا يُدعى الرجل مثلي الجنس في الأدبيات التراثية والدينية "لوطيًا"، ثم غدا مسمى لوطي بمثابة مسبة وشتيمة في الرجال مثليي الجنس كما هي كلمة شاذ. مع الحداثة وفي الأدبيات المعاصرة أصبح وجود كلمة لواط نادرًا بعض الشيء إلا أنه ما يزال يستخدم في الأدبيات الدينية وكتب ومواقع الفتوى الإسلامية، ويستخدم شعبيًا كمصطلح ذي دلالة مسيئة كما هو الاستخدام المسيء لكلمة شذوذ جنسي.
تشكل المصطلح واشتقاقه المعجمي
انطلاقًا من قصة النبي لوط، اتخذ فعل الجنس بين الرجال في البداية مسمى "عمل قوم لوط"، ويرد ذلك في حديث رواه الترمذي في صحيحه عن الرسول محمد يقول: "مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ"[1]. تطور بعدها المصطلح المعروف الآن باللواط عبر تجذيره في اللغة العربية فغدا كلمة مشتقة من جذر لَاطَ. وظهرت مشتقاته بعدها في المعاجم العربية على النحو التالي: لَاطَ، يَلوْطُ، لواطًا فهو لائط، وهو إدخال الرجل لقضيبه في مؤخرة أو دبر رجلٍ آخر[2]. وفي المعجم الوسيط يُعرف اللواط علانية على أنه "ضرب من الشذوذ الجنسي".
اللواط في الدين الإسلامي
كما يظهر من الحديث المذكور أعلاه، فإن الدين الإسلامي حرّم المثلية الجنسية بين الرجال واعتبره جريمة ترتب عنها عقاب الله لقوم لوط بدمار قريتهم عليهم حيث أنهم يأتون الرجال شهوة من دون النساء. ويرد ذكر قوم لوط في عدة آيات قرآنية منها {أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين} (الأعراف:80)، {أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون} (النمل:54)، {أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر} (العنكبوت:29). ثم تذكر العقوبة التي أوقعها الله بهم في سورة الأعراف: {وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون (82) فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين (83) وأمطرنا عليهم مطرًا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين (84)}.