ترجمة:النسوية الماركسية كنقد للتقاطعية

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Tango Globe of Letters.svg

محتوى متن هذه الصفحة مترجم من لغة غير العربية أنجزته المساهموت في ويكي الجندر وفق سياسة الترجمة.

شعار ويكي الجندر.svg
مقالة رأي
ترجمة مارينا سمير من الإنجليزية
تحرير
بيانات الأصل:
العنوان الأصلي Marxist feminism as a critique of intersectionality
المصدر neo-colonial thoughts
تأليف سارة سالم
تاريخ النشر 2013-12-07
تاريخ الاسترجاع 2019-06-13
مسار الأصل https:// https://neocolonialthoughts.wordpress.com/2013/12/07/marxist-feminism-as-a-critique-of-intersectionality/?blogsub=confirming#blog_subscription-2


قد توجد وثائق أخرى من نفس المصدر مصنّفة على تصنيف:وثائق مصدرها neo-colonial thoughts

{{#createpageifnotex:تصنيف:مقالات رأي|{{صفحة_تصنيف_نوع_وثائق}}}} {{#createpageifnotex:تصنيف:وثائق مصدرها neo-colonial thoughts |{{صفحة_تصنيف_مصدر_وثائق}}}}




لقد انتهيت للتو من قراءة نقد رائع لنظرية التقاطعية بقلم إيف ميتشيل، يمكنكن/م إيجاده هنا. في البدء أريد أن ألخص النقاط التي ناقشتها، ثم أخوض في الحل الذي اقتَرَحَتُه (النسوية الماركسية)، ثم أشرح لماذا أرى أن إستخدام نهج جرامشي قد يكون أكثر فائدة.


النقطة الرئيسية التي ناقشتها إيف ميتشيل في المقال هي أن التقاطعية تعتمد بالأساس على سياسات الهوية، والتي تعتبر نهجاً برجوازياً وفردياً للنضال، حيثُ أنه يتجاهل المادية التي يقوم عليها الجندر والعلاقات الجندرية. لفهم "الهوية" و "التقاطعية" يجب علينا أن نفهم حركة رأس المال (بمعنى مجموع العلاقات الإجتماعية للإنتاج في إطار النمط الحالي للإنتاج)، والتي أدت لتطور تلك العلاقات في السيتينات والسبعينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية. في ظل الرأسمالية، تطورت علاقات جندرية جديدة (علاقات بين النوعين/ بين الجنسين)، بما يتضمن: - تطور مفهوم الأجر (يتم التنظير له كأداة للقمع) - الفصل ما بين مفهومي الإنتاج وإعادة الإنتاج/ الإنجاب (المقصود بإعادة الإنتاج هو أبعد من مجرد إنجاب الأطفال، ولكنه يشمل أيضاً العمل المنزلي ورعاية أفراد الأسرة ...إلخ)، فالعمل الإنجابي كان حراً، بينما العمل المُنتج كان يتلقى أجراً في المقابل. هذا ما تم تسميته ب "بطريركية الأجر"، حيثُ تم حصر النساء في الدور الإنجابي. - التطور المتناقض للأسرة النووية، فمن ناحية تمت تقوية الأسرة النووية من خلال التقسيم الجندري للعمل، بينما من الناحية الأخرى، تم إضعافها من خلال فصل الرجال عن النساء طوال يوم العمل. - تطور الهوية والعزلة (الإغتراب)- "النساء والأشخاص الملونات/ين يختبرون شيئاً متشابهاً في إطار التطور الرأسمالي؛ وذلك من خلال التحول من الإنخراط في بعض الأعمال إلى الإنخراط في بعض الأعمال النسائية أو المقتصرة فقط على عرق معين في مرتبة أدني. بكلماتِ أخرى، في ظل الرأسمالية، نحن مجبرات/ون على وضع أنفسنا في صندوق: فنصبح إما سائقي حافلات، أو مصففات شعر، أو امرأة. تلك الأشكال المختلفة من العمل، أو تعبيراتنا المختلفة عن أنشطتنا الحياتية (أي الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم من حولنا) تحد من قدرتنا على أن نصبح أُناس ذوات جوانب متعددة.


يدور نقد إيف ميتشيل حول مفهوم الهوية والإغتراب (العزلة) الذي يصحبه. فتشير إيف، مصيبةَ، إلى أن التقاطعية جاءت في الولايات المتحدة الأمريكية كرد فعل على التقسيم الجندري والعرقي للعمل: "أن تكون اسود يعني أن تكون موضع المُلاحظة (مُشيّأ)، وأن يتم تكريسك لنوع واحد من العمل: إنتاج وإعادة إنتاج السود/ السواد. لذلك كانت القوة السوداء تكمن في النضال ضد الاغتراب وضد تصدير جانب واحد للسود/ للسواد، كان نضال لتحرير العمالة، وإطلاق أوجهها المتعددة، وتوحيد العمالة بإرادتها الواعية." تجادل بالقول أن النساء قد تنظمن حتى يتحررن من إغتراب "الأنوثة"/ "النسائية". فاستخدام النساء لأجسادهن يعتبر شكل فريد لعمل النساء المغتربات في ظل الرأسمالية، فلذلك يُعد بمثابة ساحة تاريخية للنضال من أجل التحرر. يأتي هذا بالتعارض مع الميل العام في الموجة النسوية الثانية (وأضيف أنه في الموجة النسوية الأولى) بالتركيز على إصلاح الرأسمالية كوسيلة للتحرر: "أجور متساوية، في مقابل عمل متساوي". إستخدم هذا النهجان سياسات الهوية كوسيلة لتحدي أنظمة القهر المختلفة. بكلمات أخرى، فالنساء تنظمن على أساس أنوثتهن/ نسائيتهن. استمر هذا مع نظرية التقاطعية. فكان من المفترض أن التجارب المشتركة تمثل رابطة بين أنواع مختلفة من النساء/ نساء قادمات من خلفيات مختلفة - "يتم التفريق بين الأفراد أو المجموعات المختلفة على أساس تجاربهم. ويمكن قطع ذلك على طوال خطوط هوياتية مختلفة"


بالإضافة لذلك، كونك مقهوراً يضعك في موقع أكثر امتيازاً في خضم النضال ذاته – مما يتشابه مع فكرة نظرية الموقعية، والتي تجادل بأن الإناس الأكثر تهميشاً هم الذين يمتلكون نظرة أكثر واقعية عن الحقائق الإجتماعية، حيثُ أنهم يرون كلاً من أساليب/ طرق عمل السلطة و تأثيراتها (على المهمشين). هذا يعني أن المهمشات/ين وحدهن/م القادرات/ين على الكتابة عن تجاربهن/م الخاصة. نقد إيف الرئيسي أن التقاطعية غير قادرة على تخطي سياسات الهوية، وأنها نابعة من أيديولوجية بورجوازية. تتفق إيف مع ضرورة تعريف الفرد لنفسه/ا كامرأة أو كأسود أو ككوير، ولكن بالنسبة لها هذا ليس كافياً. سياسات الهوية تجادل، "أنا رجل إسود" أو "أنا امرأة سوداء"، من دون اكمال الجانب الآخر من التناقض .. وأنا أيضاً إنسان. تفترض سياسات الهوية أن القاعدة للنضال هي توزيع متساوي للفردانية. "هذه أيديولوجية بورجوازية حيثُ أنها تعيد إنتاج الفرد المُغترب الذي اخترعه ودافع عن بقاؤه المنظرون والعلماء البورجوازيون (بل وتم فرضه مادياً) منذ ولادة الرأسمالية" . بكلمات أخرى، تُعلن الفردية المتزايدة الناتجة عن الأزمات الرأسمالية، عن نفسها من خلال سياسات الهوية – حتى من خلال أولئك وهؤلاء اللائي واللذين يصنفون أنفسهن/م كمناهضات/ين للرأسمالية. تقول إيف إن نظريات "مصفوفات القهر المتشابكة" تخلق ببساطة مجموعة من الهويات التي يتم تطبيعها، وعزلها عن سياقها المادي والتاريخي.


إيف ليست أول من يقوم بهذا النقد للتقاطعية. فلقد جادلت جوديث باتلر أن استخدام عبارة "...إلخ" التي دائماً ما تُلحق بنهايات قوائم الفئات الإجتماعية تشير إلى "إعتراف مُحرج بالإرهاق" وأيضاً "عملية لا متناهية من التدليل". تختلف نينا إيفال-ديفيس مع جوديث باتلر، مجادلة بأنه لا يسري نقد كهذا إلا في إطار خطاب مبني على سياسات الهوية، بينما ، في إطار البحث التقاطعي، من الضروري الفصل مابين مستويات التحليل المختلفة التي يتم رؤية الإنقسامات الاجتماعية من خلالها، وما بين الطرق المختلفة التي بُنيت/ شُكلت بها هذه الإنقسامات، وتداخلت فيما بينها، كل منها في سياقها التاريخي الخاص. تتساءل نينا إيفال- ديفيس أيضاً حول عدم محدودية عملية التفكيك، قائلة أنه في مواقف معينة قد تكون بعض الإنقسامات الإجتماعية أكثر أهمية من الأخرى. وعلاوة على ذلك، إن العلاقات ما بين الموقعيات المختلفة مركزية ولا يمكن إختزالها في نفس المستوى الأنطولوجي. دعوة نينا للتركيز على الظروف التاريخية التي بَنَت االإنقسامات الاجتماعية ربما هي طريقة لدمج التقاطعية السائدة مع دعوة إيف ميتشيل لمنظور مبني بشكل أعمق على الطبقة. سوف أعود لتلك النقطة لاحقاً. الحل الذي تقدمه إيف ميتشيل لهذه المشكلة هو شكل من النسوية الماركسية.

"أن تكوني امرأة في ظل الرأسمالية يعني شيئاً محدداً جداً، بل إنه مُحدداً جداً إذا تحدثنا عن النساء في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2013، بل إنه أكثر تحديداً وخصوصية إذا تحدثنا عن نساء سوداوات ومثليات في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2013، بل إنه أكثر خصوصية إذا تحدثنا عن النساء الفرادى. ولكن، بالمعنى العالمي، أن تكوني "امرأة" يعني أن تنتجي وتعيدي إنتاج مجموعة من العلاقات الإجتماعية من خلال عملك أو نشاطك الذاتي. " في جوهر طرحها، تؤسس إيف ميتشيل للهويات ولكن في إطار عملية العمل ذاتها وعلى الأسس المادية للإنتاج. فنقدها لا يقول بأن التقاطعية في مجملها خاطئة، ولكنها تفي بأنها ليست كاملة. إنها تشير لحقيقة وواقعية العلاقات الجندرية – وتنتقد بشكل غير مباشر وجهات النظر البنيوية التي تميل للهيمنة على العمل النسوي التقاطعي، وبالتحديد وجهات النظر الما بعد حداثية وما بعد بنيوية. هناك مادية ترتكز عليها العلاقات الجندرية، وغالباً ما تجاهلت الكثير من النسويات التقاطعيات تلك المادية. علاوة على ذلك، إن النهج التقاطعي الذي يعتمد بالأساس على سياسات الهوية يؤدي إلى إضفاء الفردية على النضالـ مما ينتزع من أممية/ عالمية النضال الطبقي :"سياسات الهوية تعيد إنتاج الفرد المغترب في ظل الرأسمالية، وبالتالي يأخذ النضال شكل المطالبة بالمساواة بين المجموعات المختلفة، في أفضل الحالات، بينما في أسوأ الحالات يأخذ النضال شكلاً فردياً." إختزال النضال ل "مساواة في الحقوق" أو "تمثيل متساوي لبعض الفئات" يعزز الهوية كفئة ثابتة تاريخياً.


هذا نقد مهم، أعتقد أن تلك الصعوبة ناتجة عن استحالة بحث الهويات بطريقة أكثر سلاسة (مرونة)، فالكثير من المنظرات/ين التقاطعيات/ين يكافحن/ون من أجل هذا ، خاصةً في سياق أكاديمي مازال مهيمن عليه من قبل الموقعية. أفضل أن أقترح أن مقاربة جرامشي للنسوية قد تكون أكثر إفادة من التنويعات الماركسية التي اقترحتها إيف. إقتراح نينا إيفال-ديفيس باستخدام الظروف التاريخية التي بَنَت الإنقسامات الإجتماعية، ذكرني بميل جرامشي للتركيز على العمليات /التفاعلات التاريخية في أي تحليل. جرامشي يفترض أن الإنتاج يخلق الأساس المادي لكل أشكال الوجود الاجتماعي، وهذا الافتراض يعمل كوسيلة للتركيز على المادية. ما أجده فريداً في جرامشي، هو اصراره على النظر لكل من المادية والأفكار في آنِ واحد- "الأفكار والمادية دائماً مرتبطان بعضهما بالآخر، يقوي أحدهما الآخر، ولا يمكن إختزال أحدهما بالآخر". بكلمات أخرى، فهم الجندر يعني تفكيك الطرق التي نتج عنها الجندر كأيديولوجية ناتجة من القوى المادية للإنتاج، التي بدورها تنتجه ويتم إنتاجها من خلاله كمجموعة من الأفكار التي يتم بناؤها. وهذا بالضرورة بتطلب مقاربة تاريخية. فالسياق مهم، كما هو واضح من تركيزه على الخصوصية التاريخية. مقاربة جرامشي يمكنها أيضاً أن تحلل "الهيمنة" في البُنا الاجتماعية، بما يتضمن الاقتصاد والثقافة والجندر والعرق والطبقة والأيديولوجية. هذا النوع من المقاربة هو بالفعل تقاطعي، بالمعنى الذي يفي بأن "الهيمنة" هي حقيقة مفروضة، مبنية على أسس مادية محددة بأنماط الإنتاج، وأنها تعمل في إطار البُنا الاجتماعية المختلفة، والجندر هو أحد هذه البُنا.

بمعنى ما، فلقد تحدث جرامشي بالفعل عن فهم للجندر يتخطى حصره في الرجولة والأنوثة، ويصل لكونه واحد من البُنا الإجتماعية الكثيرة. هذه فلسفة التطبيق العملي، وهي أمر شائع ما بين الجرامشيين/ات، والتي تفضل الإنعكاسات والتنظير الذي يبدأ من التجربة الواقعية – هذا وجه آخر للتشابه مع التقاطعية. بالإضافة لذلك، مفهوم جرامشي لل "هيمنة" قد أثر على الكثير من الأعمال النسوية التي تحلل الأبوية والطرق التي تعمل من خلالها للحصول على الرضائية (من جانب من هم مهمشات/ين من قبل الأبوية). الكثير من النسويات اللائي استخدمن مفهوم "الهيمنة" لا يرين أنها شكل من أشكال السلطة الطبقية، ومع ذلك إن هذا يأخذنا لنقد إيف ميتشيل: النقطة هي رؤية النضال النسوي في إطار الصراع الطبقي الأشمل.


إن مفهوم الهيمنة يمكنه أن يمد النسويات بطريقة لتأسيس هيمنة مضادة :" تعبئة شعبية قادرة على إبراز الطبيعة المتناقضة والاستغلالية للأفكار والترتيبات المهيمنة، وتوفير نمط بديل للتنظيم الإجتماعي يكون أكثر أخلاقية وشمولية" (بيث هويسون) التركيز على الهيمنة يمكنه أيضاً معالجة مشكلة سياسات الهوية. ربما ناقشت مارجرت ليدويث هذا بشكل أفضل، عندما أشارت لأن السرديات الصغيرة قد أزاحت السرديات الكلية/ الشمولية، وهذا كان إيجابياً بطريقة ما، ولكنه بطريقة أخرى قد ساهم في تعزيز "فردية" النضالات – هذا هو النقد الذي قامت به إيف ميتشيل.


رؤية جرامشي للدولة على أنها تشمل المجتمع المدني والسياسي قد تكون مفيدة أيضاً للنسويات، حيث أنه أشار أن التفريق ما بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي إنما هو مُصطنع. وهذا أيضاً منعكس في الزعم النسوي القائل بأن "الشخصي هو سياسي". في النهاية، مقاربة جرامشي قد تساعد في الرد على إنتقادات الماركسية التي تزعم أن الماركسيات/ين يتجاهلن/ون الجندر ويركزن/ون على الطبقة بشكل مبالغ فيه. فمقاربة جرامشي تسعى أن تكون أقل إقتصادوية أكثر من مقاربات ماركس، وتركيزه على كل من المادية والأفكار معاً هو دليل على ذلك. علاوة على ذلك، فعندما يتحدث عن "الإنتاج" فهو يقصده بأشمل/ أوسع معنى ممكن: فهو يتضمن الإنتاج وإعادة إنتاج المعرفة والعلاقات الاجتماعية، والأخلاقيات والمؤسسات التي بمقتضاها يتم إنتاج السلع المادية (تم تطوير المفهوم من قبل الجرامشيات/يين الجدد، من بينهم روبرت كوكس)


بالطبع، من المهم أن نلاحظ أن جرامشي نفسه لم يركز على الجندر، ولا معظم الباحثات/ين اللائي/الذين يستخدمن/ون هذه المقاربة. بالإضافة لذلك إن المركزية الأوروبية التي تنطوي عليها الكثير من تحليلاته وأعماله إشكالية جداً. ومع ذلك، أعتقد أن مقاربة نسوية تدمج ما بين أفكار جرامشي ونسوية ما بعد الاستعمار ستكون مفيدة بشدة وستدفعنا للأمام. في الختام، يمكن معالجة محدودية سياسات الهوية الحاضرة في النهج التقاطعي من خلال تبني مقاربة جرامشي للنسوية، حيثُ أنه يجعل المادية والرأسمالية مركزيين من ناحية، ومن الناحية الأخرى يعطي أهمية للإنتاج المعرفي والعلاقات الإجتماعية والأخلاقيات ويرى كيف تتقاطع مع البُنا الاجتماعية المختلفة مثل الجندر.