تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 1٬010 بايت ،  قبل 5 سنوات
←‏نقد النظرية: تحرير وصياغة
سطر 83: سطر 83:  
* نشأة الأجور (والذي تسميه الكاتبة بنموذج القسر الرأسمالي):  
 
* نشأة الأجور (والذي تسميه الكاتبة بنموذج القسر الرأسمالي):  
   −
مع تملّك الرأسماليين لوسائل الإنتاج، أصبحت العاملة مجبرة على بيع قوة عملها للرأسمالي، لتأخذ في المقابل أجرًا لا يتساوى مع قيمة العمل الحقيقي الذي تبذله، ولكنه يتساوى مع حاجتها لإعادة إنتاج قوة عملها، أي ما يُمكنها من توفير المأكل والملبس والمسكن، حيث أدى فصل العمال عن وسائل الإنتاج إلى جعل اغتراب العمال عن عملهنهو السمة الأساسية الغالبة على طابع الإنتاج.  
+
مع تملّك الرأسماليين لوسائل الإنتاج، أصبحت العاملة مجبرة على بيع قوة عملها للرأسمالي، لتأخذ في المقابل أجرًا لا يتساوى مع قيمة العمل الحقيقي الذي تبذله، ولكنه يتساوى مع حاجتها لإعادة إنتاج قوة عملها، أي ما يُمكنها من توفير المأكل والملبس والمسكن، حيث أدى فصل العمال عن وسائل الإنتاج إلى جعل اغتراب العاملات عن عملهن هو السمة الأساسية الغالبة على طابع الإنتاج.  
وتوحي فكرة الأجر بأن العامل يتقاضى مقابل ما يقوم به من عمل، ولكنه في الواقع لا يأخذ قيمة عمله المحسوس، ولكنه يأخذ قيمة قدرته على العمل (قوة عمله). وبالتالي أصبح يوم العمل مقسمًا إلى قسمين: وقت العمل الضروري؛ وهو الوقت اللازم للعمل حتى يستطيع العامل أن يشتري كل سلعة تمكنه من إعادة إنتاج نفسه، وفائض وقت العمل؛ هو كل الوقت الذي يعمله العامل ما بعد وقت العمل الإضافي. وبما أن متوسط أجور القوة العاملة هو متوسط أسعار السلع الذي يحتاجها العامل لإعادة إنتاج نفسه، فإن القيمة التي يضيفها عمل العامل في فائض وقت العمل تذهب مباشرة لجيوب الرأسماليين.  
+
وقد توحي فكرة الأجر بأن العامل يتقاضى مقابل ما يقوم به من عمل، ولكنه في الواقع لا يأخذ قيمة عمله المحسوس، ولكنه يأخذ قيمة قدرته على العمل (قوة عمله). وبالتالي أصبح يوم العمل مقسمًا إلى قسمين: وقت العمل الضروري؛ وهو الوقت اللازم للعمل حتى يستطيع العامل أن يشتري كل سلعة تمكنه من إعادة إنتاج نفسه (وقد يكون ساعةً واحدةً فقط)، وفائض وقت العمل؛ هو كل الوقت الذي يعمله العامل ما بعد وقت العمل الضروري (وقد يكون هذا باقي يوم العمل الرسمي). ومن هنا تتقاضى العاملة أجرًا يعادل قيمة العمل الضروري، أي ما تحتاجه لإعادة إنتاج قوتها على العمل، بينما تذهب القيمة التي تنتجها في فائض وقت العمل دون حساب، وينتفع بها فقط صاحب العمل الرأسمالي. وهذه النشأة للأجر، فرضت تقسيم العمل جندريًا بحسب الأعمال والتصورات عن القدرة على العمل
    
* الفصل ما بين الإنتاج وإعادة الإنتاج:  
 
* الفصل ما بين الإنتاج وإعادة الإنتاج:  
   −
مفهوم إعادة الإنتاج لا ينحصر فقط في إنجاب الأطفال ولكنه يشمل أيضًا كل الأعمال المنزلية وأعمال الرعاية التي يتطلبها أفراد الأسرة، ففي إطار نمط الإنتاج الرأسمالي أصبحت أعمال إعادة الإنتاج حرة، بينما الأعمال الإنتاجية تحصل على أجر في مقابلها، وهذا ما تم تسميته بـ "بطريركية الأجر"، أي عدم حصول النساء على أجر في مقابل أعمال إعادة الإنتاج وحصرهن في الأدوار المنزلية والإنجابية فقط.
+
وتوضح إيف ميتشيل أن مفهوم إعادة الإنتاج لا ينحصر فقط في إنجاب الأطفال ولكنه يشمل أيضًا كل الأعمال المنزلية وأعمال الرعاية والدعم التي يتطلبها أفراد الأسرة من أطفال وزوج وعجائز أيضًا، ففي إطار نمط الإنتاج الرأسمالي أصبحت أعمال إعادة الإنتاج دون قيمة لأنها لا تعود على الرأسماليين بقيمة فائض وقت العمل، بينما الأعمال المُنتجة للقيمة من وجهة نظر الرأسمالي تحصل على أجر في مقابلها، ما دفع بالنساء خارج سوق العمل المدفوع ومنح سلطةً أعلى للرجال عليهن من هذا المنطلق، وهذا ما تم تسميته بـ "بطريركية الأجر"، أي عدم حصول النساء على أجر في مقابل أعمال إعادة الإنتاج وحصرهن في الأدوار المنزلية والإنجابية فقط.
    
* التطور المتناقض للأسرة النووية:  
 
* التطور المتناقض للأسرة النووية:  
   −
فمن ناحية تمت تقوية الأسرة النووية من خلال تقسيم العمل والفصل الجندري ما بين الإنتاج وإعادة الإنتاج، فأصبح كل أفراد الأسرة معتمدين على الأجور التي يتلقاها الرجال لإعادة إنتاج أنفسهم، ومن ناحية أخرى تم إضعاف الأسرة النووية من خلال فصل الرجال عن النساء طوال فترة يوم العمل.  
+
فمن ناحية تمت تقوية الأسرة النووية من خلال تقسيم العمل والفصل الجندري ما بين الإنتاج وإعادة الإنتاج، فأصبح كل أفراد الأسرة (النساء والأطفال) معتمدين على الأجور التي يتلقاها الرجال، بينما يحتاج الرجال لدعم النساء والأطفال لإعادة إنتاج قدرتهم على العمل. ومن ناحية أخرى تم إضعاف الأسرة النووية من خلال فصل الرجال عن النساء طوال فترة يوم العمل، الأمر الذي أعطى قيمة أعلى للميول الجنسية المغايرة ورسخها على أنها السائدة.
    
* تطور الهوية والاغتراب:
 
* تطور الهوية والاغتراب:
   −
تستشهد الكاتبة بدعوة جون دي إميليو إلى الفصل ما بين السلوك المثلي والهوية المثلية، حيث يحلل دي إيميليو نشأة الهوية [[مثلية جنسية|المثلية]] كنتيجة للحركة المتناقضة للعائلة النووية؛ فلم يوجد فضاء اجتماعي يسمح للرجال والنساء أن يكونوا مثليين ومثليات في المجتمعات الاستعمارية، ما جعل السعي للبقاء على قيد الحياة مبنيًا حول المساهمة في العائلة النووية، لكن هذا لا يلغي حقيقة وجود ممارسات مثلية في القدم.
+
تستشهد إيف ميتشيل بدعوة جون دي إميليو إلى الفصل ما بين السلوك المثلي والهوية المثلية، حيث يحلل دي إيميليو نشأة الهوية [[مثلية جنسية|المثلية]] كنتيجة للحركة المتناقضة للعائلة النووية؛ فلم يوجد فضاء اجتماعي يسمح للرجال والنساء أن يكونوا مثليين ومثليات في المجتمعات الاستعمارية، ما جعل السعي للبقاء على قيد الحياة مبنيًا حول المساهمة في العائلة النووية، لكن هذا لا يلغي حقيقة وجود ممارسات مثلية في المجتمع على مر الوقت.
   −
وفي منتصف القرن التاسع عشر، ومع استحكام الرأسمالية، أصبح العمل حرًا، وأصبح باستطاعة الأفراد أن يكسبوا معيشتهم من خلال العمل مقابل أجر بدلاً من أن يصبحوا جزءًا من عائلة يعتمد أفرادها على بعضهم البعض. وعندها بدأت الرغبة والسلوكيات المثلية بالاتساق مع الشخصية للفرد، وأصبحت هناك هوية مثلية قائمة على القدرة على البقاء خارج اطار الأسرة المغايرة وبناء حياة شخصية قائمة على استهواء الجنس المماثل.
+
وفي منتصف القرن التاسع عشر، ومع استحكام الرأسمالية، أصبح العمل حرًا، وأصبح باستطاعة الأفراد أن يكسبوا معيشتهم من خلال العمل مقابل أجر بدلاً من أن يصبحوا جزءًا من عائلة يعتمد أفرادها على بعضهم البعض. عندها بدأت الرغبة والسلوكيات المثلية بالاتساق مع الشخصية للفرد، وأصبحت هناك هوية مثلية قائمة على القدرة على البقاء خارج اطار الأسرة المغايرة وبناء حياة شخصية قائمة على استهواء الجنس المماثل.
   −
شبهت الكاتبة فصل دي إيميليو ما بين "السلوك" و"الهوية" بالتصنيفين الماركسيين "العمل" و"الاغتراب"؛ فشرح ماركس للعمل على أنه "نشاط الحياة الإنتاجية ذاتها، ولكنه في ظل النظام الرأسمالي يبدو للإنسان أنه مجرد وسيلة لإشباع حاجته في الوجود الجسدي، ويستطرد قائلاً في نصه '''العمل المغترب''' "أن الحياة الإنتاجية هي حياة النّوع (species)، إنها حياة تولد حياة، وطبع أيّ نوع – بطبع كونِهِ نوع – يحويه طابعُ نشاط حياته، والنّشاط الحُر الواعي هو طبع نوع الإنسان. والحياة نفسها لا تظهر إلا كوسيلة للحياة."
+
شبهت إيف ميتشل فصل دي إيميليو ما بين "السلوك" و"الهوية" بالتصنيفين الماركسيين "العمل" و"الاغتراب"؛ ويشرح ماركس العمل على أنه "نشاط الحياة الإنتاجية ذاتها، ولكنه في ظل النظام الرأسمالي يبدو للإنسان أنه مجرد وسيلة لإشباع حاجته في الوجود الجسدي، ويستطرد قائلاً في نصه '''العمل المغترب''' "أن الحياة الإنتاجية هي حياة النّوع (species)، إنها حياة تولد حياة، وطبع أي نوع – بطبع كونِهِ نوعًا – يحويه طابعُ نشاط حياته، والنّشاط الحُر الواعي هو طبع نوع الإنسان. والحياة نفسها لا تظهر إلا كوسيلة للحياة".
 
تشرح الكاتبة تعريف ماركس للعمل قائلة أن العمل هو تجريد أكبر وأشمل من نماذجه المحددة أو نمط الانتاج الذي يقع تحته، ولكننا لا نستطيع أن نفهمه إلا في سياق نمط إنتاج محدد (قبلية، إقطاعية، رأسمالية ..إلخ)، فالعمل يشمل كل تعبيرات الإنسان عن نشاطه الذاتي ومن خلال نماذجه العديدة ينخرط الإنسان في العالم المحيط به.  
 
تشرح الكاتبة تعريف ماركس للعمل قائلة أن العمل هو تجريد أكبر وأشمل من نماذجه المحددة أو نمط الانتاج الذي يقع تحته، ولكننا لا نستطيع أن نفهمه إلا في سياق نمط إنتاج محدد (قبلية، إقطاعية، رأسمالية ..إلخ)، فالعمل يشمل كل تعبيرات الإنسان عن نشاطه الذاتي ومن خلال نماذجه العديدة ينخرط الإنسان في العالم المحيط به.  
  
1٬327

تعديل

قائمة التصفح