بالرغم من أن تحليلات فرويد للتنشئة السايكوجنسية (Psycho-sexual development) بالإضافة لعلاجاته النفسية قد ساهما في الحفاظ على البنية الأبوية القائمة والدفاع عن مكوناتها الأيديولوجية ومبادئها، إلا أنه قد سلط الضوء على تاريخ حياة الفرد كوحدة التحليل الأساسية لسلوكه.
+
كما قدم الكثير من المعلومات والتحليلات المعقدة لشرح تكوينات الأنوثة والرجولة كتكوينات نفسية مبنية على عملية إجتماعية.
+
+
ففي مقالاته "ثلاثة أوراق حول نظرية الجنسانية" (three essays on the theory of sexuality)، في عام 1905، طرح فرويد مفهوم "فطرية ثنائية الميل الجنسي" (the innate bisexuality) كمدخل لفهم المثلية الجنسية. كان فرويد يعني بفطرية ثنائية الميل الجنسي أن جميع البشر يولدون بميل جنسي ثنائي وأن ذلك الميل الثنائي يتحول لميل أحادي في إطار مراحل تنشئة الفرد، بينما يتحول الميل الجنسي الثنائي لحالة كامنة بداخله. وينتج ذلك التحول عن العوامل الداخلية (أي البيولوجية) والعوامل الخارجية (أي السياق الاجتماعي والتجارب الحياتية للفرد).
+
+
ينطلق فرويد من أطروحة فطرية ثنائية الميل الجنسي إلى إمكانية ميل البشر إلى كلا الجنسين في آنِ واحد، ولكنه يقول أنه هناك ميل جنسي مشترك وطبيعي لدى كل جنس للجنس المقابل، كما يضيف في أطروحته أن الميل الجنسي المثلي ينتج عن صدمات نفسية قد يتعرض لها الفرد تعيق نموه الجنسي الأحادي المغاير الطبيعي وتؤدي لعدم انجذابه للجنس المقابل.
+
+
بالرغم من وصف فرويد للميل الجنسي المغاير كميل طبيعي، وشرحه للميل الجنسي المثلي كنتيجة للصدمات النفسية التي قد يمر بها الفرد، إلا أن أطروحته تلك قد أدت إلى إدراك عدم وجود نمط ثابت وواحد للشخصية الجنسية للفرد. كما أظهر تحليله ل"عُقدة أوديب" (Oedipus complex) أن أنماط المشاعر لدى البالغين هي نتيجة لنشأتهم، وأن تجارب الطفولة المختلفة لدى الأشخاص المختلفين تُطور وتعيد تشكيل كل جانب من جوانب الحياة العاطفية والجنسية للفرد.