مع حرصي على الابتعاد عن الوصايا والوصايا النضالية على الخصوص، وفهمي أن الاجتماع والواقع المعقدين لا يتغيران برغبويات وطفرات نضالية طارئة، إلا أني أعتقد أن من أهم ما يمكن فعله في مجال النضال النسوي اللغوي هو السعي إلى تشجيع انخراط النساء في الخرق والإخلال بالسلطات الأدائية اللغوية. والإخلالُ هنا يعني الاقتراب والتمكّن من السلطات الأدائية، دون أن يبدو ذلك محاكاة ساخرة «باروديا» سلطوية (أو ربما ليبدو «كباروديا»). حثّهنَّ على الإمامة والفتوى والاجتهاد الديني والقضاء وكتابة وروي التاريخ باللغة العاميّة الحميمة التي من المفترض أن تبقى مقتصرة على المنازل، وعلى السخرية والسخرية السوداء والأدبيات البوليسية، وكل ما لا يخطر على بال «النائبات» فعله. أن يهزأن بوصية الفرزدق القائلة بذبح الدجاجات المتجرّئة على الصياح تشبُّهاً بالديوك، وأن يصحنَ شِعراً ورغبات ونصوصاً تعبّر عن أجسادٍ تستبدنُ معنى السلطة والقمع لحماً وشحماً. | مع حرصي على الابتعاد عن الوصايا والوصايا النضالية على الخصوص، وفهمي أن الاجتماع والواقع المعقدين لا يتغيران برغبويات وطفرات نضالية طارئة، إلا أني أعتقد أن من أهم ما يمكن فعله في مجال النضال النسوي اللغوي هو السعي إلى تشجيع انخراط النساء في الخرق والإخلال بالسلطات الأدائية اللغوية. والإخلالُ هنا يعني الاقتراب والتمكّن من السلطات الأدائية، دون أن يبدو ذلك محاكاة ساخرة «باروديا» سلطوية (أو ربما ليبدو «كباروديا»). حثّهنَّ على الإمامة والفتوى والاجتهاد الديني والقضاء وكتابة وروي التاريخ باللغة العاميّة الحميمة التي من المفترض أن تبقى مقتصرة على المنازل، وعلى السخرية والسخرية السوداء والأدبيات البوليسية، وكل ما لا يخطر على بال «النائبات» فعله. أن يهزأن بوصية الفرزدق القائلة بذبح الدجاجات المتجرّئة على الصياح تشبُّهاً بالديوك، وأن يصحنَ شِعراً ورغبات ونصوصاً تعبّر عن أجسادٍ تستبدنُ معنى السلطة والقمع لحماً وشحماً. |