تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 522 بايت ،  قبل 5 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 22: سطر 22:  
هويات جديدة متجذرة في الشعور بنفس الظلم والنضال فكان شعار المظاهرات النسوية بالشوارع سنة 1968 "إن الأختية هي القوة"
 
هويات جديدة متجذرة في الشعور بنفس الظلم والنضال فكان شعار المظاهرات النسوية بالشوارع سنة 1968 "إن الأختية هي القوة"
 
(Sisterhood is powerful). بمعنى آخر، تملكت النساء من خلال الأختية شعورًا بالقوة وعمقت معرفتهن بأنفسهن كنساء، ك"شعب" من
 
(Sisterhood is powerful). بمعنى آخر، تملكت النساء من خلال الأختية شعورًا بالقوة وعمقت معرفتهن بأنفسهن كنساء، ك"شعب" من
النساء.
+
النساء<ref>https://www.academia.edu/10029036/Et_de_nos_soeurs_s%C3%A9par%C3%A9es_Lectures_de_la_sororit%C3%A9_Lussaud_2012._Pr%C3%A9face_de_Genevi%C3%A8ve_Fraisse</ref>.
    
تفترض الأختية تحفيز وعي جماعي بمعاناة المشتركة لدى النساء و تقوم  على علاقات المحبة والتضامن والرعاية المتبادلة بينهن كماتتطلب الفصل مع النماذج والمرجعيات الذكورية التي تؤدي إلى "احتقار" النساء لأنفسهن لتغيير النظرة السائدة بأن النساء منقسمات ومتنافسات. تأخذ الأختية بعين الإعتبار أن هذا القمع يرتكز ويتغذى من الإنقسام، العزلة والتنافس بين النساءوأنهم ليسوا إلا بنيات اجتماعية ذكورية تكرست من  خلال التربية والعادات الاجتماعية، لحساب امتيازات اجتماعية أو سياسية ذكورية. بالتالي فإن الأختية تتناقض مع فكرة هذا الإنقسام.
 
تفترض الأختية تحفيز وعي جماعي بمعاناة المشتركة لدى النساء و تقوم  على علاقات المحبة والتضامن والرعاية المتبادلة بينهن كماتتطلب الفصل مع النماذج والمرجعيات الذكورية التي تؤدي إلى "احتقار" النساء لأنفسهن لتغيير النظرة السائدة بأن النساء منقسمات ومتنافسات. تأخذ الأختية بعين الإعتبار أن هذا القمع يرتكز ويتغذى من الإنقسام، العزلة والتنافس بين النساءوأنهم ليسوا إلا بنيات اجتماعية ذكورية تكرست من  خلال التربية والعادات الاجتماعية، لحساب امتيازات اجتماعية أو سياسية ذكورية. بالتالي فإن الأختية تتناقض مع فكرة هذا الإنقسام.
    
==حدود الأختية==
 
==حدود الأختية==
لكن مشروع الأختية واجه عراقيل بسبب تضارب [[امتياز|الامتيازات]] الطبقية والاثنية وتعدد الانتماءات  فبحلول نهاية السبعينيات، بدأت بعض
+
لكن مشروع الأختية واجه عراقيل بسبب تضارب [[امتياز|الامتيازات]] الطبقية والاثنية وتعدد الانتماءات  فبحلول نهاية السبعينيات، بدأت بعض الخلافات الأيديولوجية والسياسية  تظهر تدريجياً في الموجة النسوية الثانية بين [[نسوية راديكالية|النسويات الراديكاليات]] والاشتراكيات و[[مغايرة جنسية|المغايرات
الخلافات الأيديولوجية والسياسية  تظهر تدريجياً في الموجة النسوية الثانية بين [[نسوية راديكالية|النسويات الراديكاليات]] والاشتراكيات و[[مغايرة جنسية|المغايرات
   
جنسياً]] و[[مثلية جنسية|المثليات]]، النسويات السوداوات والنسويات البيض، نساء الطبقة الوسطى ونساء الطبقة العاملة، إلخ.
 
جنسياً]] و[[مثلية جنسية|المثليات]]، النسويات السوداوات والنسويات البيض، نساء الطبقة الوسطى ونساء الطبقة العاملة، إلخ.
خلال الثمانيات ومع صعود اليسار، انضمت شخصيات نسوية رمزية للجماعات النسائية إلى هيئات ونقابات ومن ثم إلى السلطة القائمة
+
خلال الثمانيات ومع صعود اليسار، انضمت شخصيات نسوية رمزية للجماعات النسائية إلى هيئات ونقابات ومن ثم إلى السلطة القائمةإيجاد مراكز مؤسسية وسياسية وإعلاميةإذ لم يعد الإنتماء إلى العصيان أو الثورة وسيلة لمسائلةالواقع الحقيقي للهيمنة الذكورية.
لإيجاد مراكز مؤسسية وسياسية وإعلاميةإذ لم يعد الإنتماء إلى العصيان أو الثورة وسيلة لمسائلةالواقع الحقيقي للهيمنة الذكورية.
   
وقد تعالت أصوات مناضلات الحركة النسوية السوداء والنسوية ما بعد الاستعمارية للتصدي لهذه الرؤية الجوهرية لل"المرأة"
 
وقد تعالت أصوات مناضلات الحركة النسوية السوداء والنسوية ما بعد الاستعمارية للتصدي لهذه الرؤية الجوهرية لل"المرأة"
 
وللتضامن النسوي الكوني، داعيات  إلى الاعتراف بإختلافات النساء وإختلاف أشكال الهيمنة و[[نظرية التقاطعية|تقاطعات]] مختلف العلاقات الاجتماعية كالطبقة والعرق و الجندر.  
 
وللتضامن النسوي الكوني، داعيات  إلى الاعتراف بإختلافات النساء وإختلاف أشكال الهيمنة و[[نظرية التقاطعية|تقاطعات]] مختلف العلاقات الاجتماعية كالطبقة والعرق و الجندر.  
 
في عام 1984، إنتقدت النسوية أدريان ريتش (Adrienne Rich) تمركز نسوية نضرية بيضاء في الولايات المتحدة في مقال عن "سياسة
 
في عام 1984، إنتقدت النسوية أدريان ريتش (Adrienne Rich) تمركز نسوية نضرية بيضاء في الولايات المتحدة في مقال عن "سياسة
الموضع"(Politics of Location) مشيرة إلى مخاطر تحديد موضعنا في المركز.
+
الموضع"(Politics of Location)<ref>https://ruor.uottawa.ca/bitstream/10393/31877/1/Des_Rochers_Arianne_2015_these.pdf</ref> مشيرة إلى مخاطر تحديد موضعنا في المركز.
 
   
 
   
 
===الأختية والنسوية التقاطعية===
 
===الأختية والنسوية التقاطعية===
 
إنتقدت النسوية السوداء فكرة وجود قمع مشترك و "أبوية" واحدة تؤثر بشكل مماثل على جميع النساء.إذ تعتبر المفكرة و الناشطة
 
إنتقدت النسوية السوداء فكرة وجود قمع مشترك و "أبوية" واحدة تؤثر بشكل مماثل على جميع النساء.إذ تعتبر المفكرة و الناشطة
 
النسوية بال هوكس bell hooks أن الإلزامات على الأختية قد ساهمت في إخفاء مختلف أشكال الاضطهاد التي تواجهها النساء السود، المثليات أو نساء الطبقة العاملة.
 
النسوية بال هوكس bell hooks أن الإلزامات على الأختية قد ساهمت في إخفاء مختلف أشكال الاضطهاد التي تواجهها النساء السود، المثليات أو نساء الطبقة العاملة.
كماإنتقدت  بال هوكس  بشدة التجربة النسوية المنقسمة: "إذا كانت الناشطات النسويات البيض غير مستعدات لمواجهة مسألة العنصرية، فذلك لأنهن كن مقتنعات  بأن دعوتهن إلى الأختية كانت حركة غير عنصرية".
+
كماإنتقدت  بال هوكس  بشدة التجربة النسوية المنقسمة: "إذا كانت الناشطات النسويات البيض غير مستعدات لمواجهة مسألة العنصرية، فذلك لأنهن كن مقتنعات  بأن دعوتهن إلى الأختية كانت حركة غير عنصرية"<ref>https://infokiosques.net/spip.php?auteur569</ref>.
 
وفي كتابها '''"الأختية: التضامن السياسي بين النساء"''' (1984)إعتبرت بيل هوكس أن لا يمكن للأختية أن تتحقق من خلال تبني مفاهيم نابعة من الثقافة السائدة ودعت النسويات إلى محاربة أشكال القمع التي لا تعنينا بالضرورة كأفراد و إلى التجمع حول الالتزام السياسي في حركة نسوية تهدف إلى القضاء على القمع الأبوي. لتحقق تجربة الأختية الحقيقية، يجب على النساء الكفاح ضد  
 
وفي كتابها '''"الأختية: التضامن السياسي بين النساء"''' (1984)إعتبرت بيل هوكس أن لا يمكن للأختية أن تتحقق من خلال تبني مفاهيم نابعة من الثقافة السائدة ودعت النسويات إلى محاربة أشكال القمع التي لا تعنينا بالضرورة كأفراد و إلى التجمع حول الالتزام السياسي في حركة نسوية تهدف إلى القضاء على القمع الأبوي. لتحقق تجربة الأختية الحقيقية، يجب على النساء الكفاح ضد  
 
العنصرية، والطبقية، و[[تمييز جنسي|التمييز الجنسي]].
 
العنصرية، والطبقية، و[[تمييز جنسي|التمييز الجنسي]].
    
===الأختية والنسوية الما بعد إستعمارية===
 
===الأختية والنسوية الما بعد إستعمارية===
دعت نسويات ما بعد الاستعمارية متأثرات بفكر ريتش، مثل شاندرا موهانتي و[[سارة أحمد]] وغاياتري سبيفاك (من بين آخريات)إلى نفي
+
دعت نسويات ما بعد الاستعمارية متأثرات بفكر ريتش، مثل شاندرا موهانتي و[[سارة أحمد]] وغاياتري سبيفاك (من بين آخريات)إلى نفي المفهوم الطوباوي ل"الأختية الكونية" وأعادت مسائلة ال"نحن" ومن يتحدث باسم "نحن" في محاولة للا مركزةالنساء البيض الغربيات وذلك من خلال خطاب واعي بإرتباط عميق بين القمع القائم على الجنس والقمع القائم على الطبقة الإجتماعية، الطائفة،أوالعرق،ولكن أيضًا القمع الجغرافي والتاريخي الناتج عن الخطاب الإمبريالي أو الإستشراقي. في حين ترفض موهانتي Mohanty فكرة الأختية في مشروع التضامن النسائي، لأنها تمحو التاريخ والآثار الإمبريالية قصد تحديد جميع النساء في موقع خارج عن تاريخ العالم المعاصر.
المفهوم الطوباوي ل"الأختية الكونية" وأعادت مسائلة ال"نحن" ومن يتحدث باسم "نحن" في محاولة للا مركزةالنساء البيض الغربيات
  −
وذلك من خلال خطاب واعي بإرتباط عميق بين القمع القائم على الجنس والقمع القائم على الطبقة الإجتماعية، الطائفة،أوالعرق،
  −
ولكن أيضًا القمع الجغرافي والتاريخي الناتج عن الخطاب الإمبريالي أو الإستشراقي. في حين ترفض موهانتي Mohanty فكرة الأختية
  −
في مشروع التضامن النسائي، لأنها تمحو التاريخ والآثار الإمبريالية قصد تحديد جميع النساء في موقع خارج عن تاريخ العالم المعاصر.
         
===الأختية والترانس نسوية===   
 
===الأختية والترانس نسوية===   
   −
على الرغم من مشاركة النساء [[تحول جنسي|المتحولات جنسيًا]] في الحركات النسوية، فقد مثلت مسألة هوية ومكانة النساء المتحولات جنسيًا خلافًا وانقسامًا داخل الحركة النسوية التقليدية على مدى عقود حيث انتقدت مثلا جيرمين جرير(Germaine Greer)القوالب النمطية الجنسية المعتمدة من قبل النساء المتحولات، وأيضًا جانيس ريموند (Janice Raymond)التي انتقدت  في كتاب "إمبراطورية التحول الجنسي" (1979)(The Transsexual Empire: The Making of the She-Male) خضوع الترانس إلى عمليات جراحية معتبرة أن إمبراطورية التحول الجنسي هي "إمبراطورية طبية  قائمة على  نموذج بطرياركي". وفي كتاب '''"الأختية المقسمة"''' (Divided Sisterhood)(1980) انتقدت النسوية كارول ريدل(Carol Riddell)، وهي متحولة جنسية وأستاذة، موقف جانيس ريموند وأشارت إلى هشاشة  مفهوم الأختية الذي يتطلب الالتزام بالمسائل البنيوية والخروج عن المركزة.  
+
على الرغم من مشاركة النساء [[تحول جنسي|المتحولات جنسيًا]] في الحركات النسوية، فقد مثلت مسألة هوية ومكانة النساء المتحولات جنسيًا خلافًا وانقسامًا داخل الحركة النسوية التقليدية على مدى عقود حيث انتقدت مثلا جيرمين جرير(Germaine Greer)القوالب النمطية الجنسية المعتمدة من قبل النساء المتحولات، وأيضًا جانيس ريموند (Janice Raymond)التي انتقدت  في كتاب "إمبراطورية التحول الجنسي" (1979)(The Transsexual Empire: The Making of the She-Male) خضوع الترانس إلى عمليات جراحية معتبرة أن إمبراطورية التحول الجنسي هي "إمبراطورية طبية  قائمة على  نموذج بطرياركي". وفي كتاب '''"الأختية المقسمة"''' (Divided Sisterhood)(1980) انتقدت النسوية كارول ريدل(Carol Riddell)، وهي متحولة جنسية وأستاذة، موقف جانيس ريموند وأشارت إلى هشاشة  مفهوم الأختية الذي يتطلب الالتزام بالمسائل البنيوية والخروج عن المركزة<ref>https://www.newstatesman.com/juliet-jacques/2014/08/dispute-between-radical-feminism-and-trans-people</ref>.  
   −
لا تزال الخلافات حول حضور النساء المتحولات جنسيًا في الفضاءات النسائية موضع صراع هام بين النسويات الراديكليات والمتحولات جنسياً. فمن بين الراديكيات من ٱطلق عليهن إسم  T.E.R.F (نسويات راديكاليات قاصيات للمتحولييت (trans-exclusionary radical feminist) ومن تعتقدن أن النساء المتحولات جنسيًا لسن بنساء وأن تعريف أنفسهن كنساء من خلال صور نمطية للأنوثة يعزز النظام الأبوي، فيما إنتقدت الترانس نسوية أيضًا، مثل الحركة النسوية السوداء، فكرة "تجربة أنثوية عالمية" وسعت لتجديد مفهوم الأختية من خلال إطلاق شعارات مثل "الأختية ليست السيجندرية " (Sisterhood not Cisterhood). وإتهمت الراديكليات بالترانس فوبيا.  
+
لا تزال الخلافات حول حضور النساء المتحولات جنسيًا في الفضاءات النسائية موضع صراع هام بين النسويات الراديكليات والمتحولات جنسياً. فمن بين الراديكيات من ٱطلق عليهن إسم  T.E.R.F <ref>https://en.wiktionary.org/wiki/TERF</ref>(نسويات راديكاليات قاصيات للمتحولييت (trans-exclusionary radical feminist) ومن تعتقدن أن النساء المتحولات جنسيًا لسن بنساء وأن تعريف أنفسهن كنساء من خلال صور نمطية للأنوثة يعزز النظام الأبوي، فيما إنتقدت الترانس نسوية أيضًا، مثل الحركة النسوية السوداء، فكرة "تجربة أنثوية عالمية" وسعت لتجديد مفهوم الأختية من خلال إطلاق شعارات مثل "الأختية ليست السيجندرية " (Sisterhood not Cisterhood). وإتهمت الراديكليات بالترانس فوبيا.  
   −
ولعل أهم حادثة مثلت في السنوات الأخيرة هذا الخلاف هي حادثة النسوية والصحفية المستقلة الكندية ميغان مورفي(Megan Murphy) والتي عرفت برفضها اعتبار المتحولات جنسيًا نساء من خلال كتاباتها وقد آ ثارت منشوراتها على التويتر جدل واسع بين جميع النسويات وغضب مجتمع المتحولييت  مما دفع تويتر إلى حجبها سنة 2018.
+
ولعل أهم حادثة مثلت في السنوات الأخيرة هذا الخلاف هي حادثة النسوية والصحفية المستقلة الكندية ميغان مورفي<ref>https://spectator.us/twitter-trans-meghan-murphy</ref>(Megan Murphy) والتي عرفت برفضها اعتبار المتحولات جنسيًا نساء من خلال كتاباتها وقد آ ثارت منشوراتها على التويتر جدل واسع بين جميع النسويات وغضب مجتمع المتحولييت  مما دفع تويتر إلى حجبها سنة 2018.
    
==مراجع ==
 
==مراجع ==
129

تعديل

قائمة التصفح