كان قد مر عقد كامل من الزمان على حادثة "كوين بوت". عقد شهد تحولات ومفاوضات كثيرة فيما يخص وجودنا وتواجد أجسادنا بشكل مرئي في الشارع المصري. أما الثورة فكانت اللحظة التي تبلور فيها ذلك التواجد، فانخرطنا بين الجموع التي حلمت بالتغيير وتصورنا أن لنا في الثورة حق مثل الجميع. خرجنا إلى الشوارع وانضمت أصواتنا لأصوات الثائرين والثائرات ضد الظلم. والحق أن الثورة كانت بدت في البداية وكأنها منحازة لنا ولنضالنا، ولذا إذا عدنا بالذاكرة إلى عام 2011 وعام 2012، سنرى تواجداً استثنائياً للمثليين والمثليات والعابرين والعابرات ليس فقط في الشوارع وإنما أيضاً في التحركات والتظاهرات السياسية والاجتماعية التقدمية. بحلول عام 2013 وبالتحديد سبتمبر 2013، لم يعد لنا مكان في الشوارع التي كنا قد اعتدنا عليها، مثلنا مثل المجموعات السياسية التي لم يعد النظام السياسي مرحباً بها. وإن كان الوضع في حالتنا أسوأ، حيث اتحد الرفض السياسي لنا مع الوصم المجتمعي ضدنا، لتكون نتيجة ذلك الاتحاد حملة أمنية شرسة بدأت منذ نهايات 2013 واستمرت حتى الان. تلك الحملة التي شهدت لحظات من الظلام الحالك كواقعة "حمام باب البحر" أو "المركب/ فيديو زواج المثليين" ووصولاً إلى الحملة الأمنية التي تلت حفل "مشروع ليلى". ومع ذلك، لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نعتبر أن ال 17 عاماً التي مضت على "كوين بوت" لم تغير أي شيء، أو أن الثورة لم تدفع نضالنا إلى الأمام. بل أنه يمكننا أن نقول أن الواقع الذي نعيشه كمجتمعات الميم في مصر أصبح به معطيات مختلفة عما شهده جيلي على الأقل. أبرز تلك المعطيات المختلفة هو ظهور أجيال جديدة تفتح وعيها على حراك مرتبط بقضايا المثليين والمثليات ولديها إصرار على العودة إلى الشارع والنضال لأجل هوياتها مهما كان الثمن. أجيال لديها تصميم على أن تحفظ أسامي من خرج منهم ومن أجيال سبقتهم/ن إلى شوارع الحراك في مصر "صم"، ومهما كان الثمن. | كان قد مر عقد كامل من الزمان على حادثة "كوين بوت". عقد شهد تحولات ومفاوضات كثيرة فيما يخص وجودنا وتواجد أجسادنا بشكل مرئي في الشارع المصري. أما الثورة فكانت اللحظة التي تبلور فيها ذلك التواجد، فانخرطنا بين الجموع التي حلمت بالتغيير وتصورنا أن لنا في الثورة حق مثل الجميع. خرجنا إلى الشوارع وانضمت أصواتنا لأصوات الثائرين والثائرات ضد الظلم. والحق أن الثورة كانت بدت في البداية وكأنها منحازة لنا ولنضالنا، ولذا إذا عدنا بالذاكرة إلى عام 2011 وعام 2012، سنرى تواجداً استثنائياً للمثليين والمثليات والعابرين والعابرات ليس فقط في الشوارع وإنما أيضاً في التحركات والتظاهرات السياسية والاجتماعية التقدمية. بحلول عام 2013 وبالتحديد سبتمبر 2013، لم يعد لنا مكان في الشوارع التي كنا قد اعتدنا عليها، مثلنا مثل المجموعات السياسية التي لم يعد النظام السياسي مرحباً بها. وإن كان الوضع في حالتنا أسوأ، حيث اتحد الرفض السياسي لنا مع الوصم المجتمعي ضدنا، لتكون نتيجة ذلك الاتحاد حملة أمنية شرسة بدأت منذ نهايات 2013 واستمرت حتى الان. تلك الحملة التي شهدت لحظات من الظلام الحالك كواقعة "حمام باب البحر" أو "المركب/ فيديو زواج المثليين" ووصولاً إلى الحملة الأمنية التي تلت حفل "مشروع ليلى". ومع ذلك، لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نعتبر أن ال 17 عاماً التي مضت على "كوين بوت" لم تغير أي شيء، أو أن الثورة لم تدفع نضالنا إلى الأمام. بل أنه يمكننا أن نقول أن الواقع الذي نعيشه كمجتمعات الميم في مصر أصبح به معطيات مختلفة عما شهده جيلي على الأقل. أبرز تلك المعطيات المختلفة هو ظهور أجيال جديدة تفتح وعيها على حراك مرتبط بقضايا المثليين والمثليات ولديها إصرار على العودة إلى الشارع والنضال لأجل هوياتها مهما كان الثمن. أجيال لديها تصميم على أن تحفظ أسامي من خرج منهم ومن أجيال سبقتهم/ن إلى شوارع الحراك في مصر "صم"، ومهما كان الثمن. |