تغييرات

سطر 34: سطر 34:  
==أساليب البحث==
 
==أساليب البحث==
   −
ينطلق البحث النسوي من الفرضية بأن المرتبة المتدنية للنساء هي حصيلة الصيغ والقيم المجتمعية المتصلة بالبطريركية والامتيازات الذكورية، وليست بسبب الاختلافات البيولوجية انما بالتفسيرات المبنية على ذلك.  
+
ينطلق البحث النسوي من الفرضية بأن المرتبة المتدنية للنساء هي حصيلة الصيغ والقيم المجتمعية المتصلة بالبطريركية والامتيازات الذكورية، وليست بسبب الاختلافات البيولوجية انما بالتفسيرات المبنية على ذلك. ويوجّه نقدًا للأبحاث التقليدية في علم النفس التي تحتكر مصادر المعرفة وتحلل المشاركين والمشاركات من وجهة نظر ذكورية. المهم أيضًا هنا ملاحظة أن جميع منهجيات البحث الحالية المطبقة في مجالات البحث النفسي، الاجتماعي والادبي تتمحور حول الهيمنة الذكورية.
 
الأبحاث التقليدية في علم النفس على وجه التحديد تقوم بتخطيط الأبحاث وتحليل النتائج بناء على هذه النظرية. وتقوم بتفسير النتائج من اجل الحفاظ على منظومة علاقات القوة والامتيازات الممنوحة للرجل.  
 
الأبحاث التقليدية في علم النفس على وجه التحديد تقوم بتخطيط الأبحاث وتحليل النتائج بناء على هذه النظرية. وتقوم بتفسير النتائج من اجل الحفاظ على منظومة علاقات القوة والامتيازات الممنوحة للرجل.  
الدراسة القائمة على علم النفس النسوي تفحص القيم المجتمعية وكيفية تطبيقها. تفحص بشكل ادق هل الاختلافات الجندرية هي مفهومة ضمنًا او انها نتاج لهذه القيم المجتمعية.  
+
الدراسة القائمة على علم النفس النسوي تفحص القيم المجتمعية وكيفية تطبيقها. تفحص بشكل ادق هل الاختلافات الجندرية هي مفهومة ضمنًا او انها نتاج لهذه القيم المجتمعية. يحاول علم النفس النسوي تقديم تعريفات بديلة للقيم الاجتماعية والادوار الجندرية من اجل ادراج النساء وتجاربهن، مبادئهن ورأيهن في الهيكلة المجتمعية للأدوار الجندرية في تحليل نتائج الأبحاث وعدم اخذها كمفهومة ضمنًا.  
يحاول علم النفس النسوي تقديم تعريفات بديلة للقيم الاجتماعية والادوار الجندرية من اجل ادراج النساء وتجاربهن في تحليل نتائج الأبحاث وعدم اخذها كمفهومة ضمنًا.  
   
لهذه الأبحاث دور مهم من اجل تحريك الجمهور نحو التشكيك بالوضع القائم والتحفيز لإيجاد بديل.
 
لهذه الأبحاث دور مهم من اجل تحريك الجمهور نحو التشكيك بالوضع القائم والتحفيز لإيجاد بديل.
   −
في علم النفس النسوي، تكون الباحثة واعية للتحيزات الجندرية التي تعاني منها المشاركات. وتكون ايضًا واعية للمكانة المتدنية للمرأة. بناءً على ذلك، عند تخطيط البحث، تأخذ بعين الاعتبار علاقات القوة القائمة بينها –كباحثة لها كامل السيطرة على سيرورة البحث-وبين المشاركات اللاتي يعانين من التحيز ضدهن بشكل يومي بسبب التوزيع الغير متكافئ للقوى. وتحاول الباحثة قدر الإمكان ان تلغي علاقات القوى الغير متكافئة التي تنتج بينها وبين المشاركات من خلال خلق بيئة بحث حاضنة ومستقبلة تشعر فيها المشاركة بأمان حين مشاركتها المعلومات دون وجود أي تهديد من استغلال المعلومات ضدها. ومن جهة أخرى، تكون المشاركة أيضا على دراية بماهية البحث، وتكون في موضع المعلم لها.
+
النقلة النوعية في  ابحاث علم النفس النسوي هي انها أُنجزت من قِبَل ومن اجل النساء، وتعمل على بحث نظام حياة النساء بعمق في حين أن باقي الابحاث كانت تعالجه بشكل سطحي بإدعاء انها لا ترقى لأخذ الاهتمام، و تدّعي ابحاث اخرى ان النساء راضيات بالتقسيم المجتمعي للأدوار الجندرية، بينما توصلت ابحاث في علم النفس النسوي ان النساء يعانين من مستويات اعلى من القلق والارهاق نتيجة للأعباء الكثيرة الملقاه عليهن.
 +
 
 +
ابحاث علم النفس النسوي لها اهداف مزدوجة- فمن جهة تعمل على تطوير معرفة جديدة تُدرج فيها تجارب النساء، ومن جهة اخرى تسعى الى التغيير الاجتماعي. وهذا هو الاختلاف الجوهري بينها وبين الابحاث التقليدية في علم النفس والتي سعت دائمًا فقط على ايجاد تفسيرات علمية وأحيانًا ثابتة لتصرفات الافراد. اضافة الى ذلك، البحث النسوي يُدار من قبل المبادئ والافكار للتيارات النسوية المختلفة، ويسعى بالاساس الى اضافة الطابع العملي للنظريات النسوية.
 +
لا تدعي الباحثات في علم النفس النسوي بأن نتائج ابحاثهن هي حقيقة مطلقة ولسن مخوّلات بالحديث باسم كل النساء- الهدف الاساسي من تخطيط البحث هو فتح مجال للنقاش وللتشكيك في البنية المجتمعية والتفسيرات الجندرية المتفق عليها. النساء التي تعمل في مجال البحث النسوي يأخذن بعين الاعتبار تعدد وجهات النظر لنساء متعددات ومختلفات، وهن ملتزمات بإحضار وإسماع هذه الاصوات المتعددة. وهذه نقطة اختلاف اضافية بينها وبين الابحاث التقليدية في علم النفس.
 +
 
 +
Judith Cook and Mary Margaret Fonow (1986)  اسسن خمس اتفاقيات معرفية اساسية في اساليب البحث في علم النفس النسوي: وتشمل وضع المرأة والفروقات الجندرية في اساس تنظيم البحث وتحليل نتائجه، وتؤكد اهمية رفع الوعي في هذه القضايا، وتعيد برمجة المصطلحات البحثية مثل "البحث الموضوعي"و"اخلاقيات البحث" وتكون نيّتها تمكين المرأة وتغيير علاقات القوة وعدم المساواة
 +
 
 +
في علم النفس النسوي، تكون الباحثة واعية للتحيزات الجندرية التي تعاني منها المشاركات. وتعترف بأن الأبحاث احيانًا والمشاركات آتية من مؤسسات لا تزال تتسم بالبطريركية، وتكون ايضًا واعية للمكانة المتدنية للمرأة. بناءً على ذلك، عند تخطيط البحث، تأخذ بعين الاعتبار علاقات القوة القائمة بينها –كباحثة لها كامل السيطرة على سيرورة البحث-وبين المشاركات اللاتي يعانين من التحيز ضدهن بشكل يومي بسبب التوزيع الغير متكافئ للقوى. وتحاول الباحثة قدر الإمكان ان تلغي علاقات القوى الغير متكافئة التي تنتج بينها وبين المشاركات من خلال خلق بيئة بحث حاضنة ومستقبلة تشعر فيها المشاركة بأمان حين مشاركتها المعلومات دون وجود أي تهديد من استغلال المعلومات ضدها. ومن جهة أخرى، تكون المشاركة أيضا على دراية بماهية البحث، وتكون في موضع المعلم لها.
 +
 
 +
في ابحاث علم النفس النسوي تتوفر مجموعة واسعة من الأساليب-النوعية والكمية- للباحثات النسويات. بدلاً من التركيز على نوع البحث الأفضل، يتم خلال تخطيط البحث السماح لسياق البحث والهدف منه بتوجيه اختيار أدوات وتقنيات البحث. لا توجد طريقة أو استراتيجية واحدة للبحث النسوي. يجب أن يوجه الموقف أو السياق المعين الخيارات المنهجية ، بدلاً من الثقة في الطريقة المناسبة لكل سياق وموقف.
    
==الأدب والتحليل النفسي==
 
==الأدب والتحليل النفسي==
64

تعديل