الأغنية هي رسالة لمحاربة التمييز ضد المرأة والتأكيد على أن أدوار النساء والرجال مكملة لبعضها البعض ولا يمكن للمجتمع الاستغناء عن مشاركة المرأة لأن المرأة فرد في المجتمع ولها دور في النهوض بمجتمعها ووطنها. كما تبين الأغنية أن المرأة قوية وقادرة على مواجهة كل الصعاب مثلها مثل الرجل، خاصة إذا وضعت في نفس الظروف وتمتعت بنفس الفرص.
+
الأغنية هي رسالة لمحاربة التمييز ضد المرأة والتأكيد على أن أدوار النساء والرجال مكملة لبعضها البعض ولا يمكن للمجتمع الاستغناء عن مشاركة المرأة لأن المرأة فرد في المجتمع ولها دور في النهوض بمجتمعها ووطنها. كما تبين الأغنية أن المرأة قوية وقادرة على مواجهة كل الصعاب مثلها مثل الرجل، خاصة إذا وضعت في نفس الظروف وتمتعت بنفس الفر
−
−
== كلمات الأغنية ==
== كلمات الأغنية ==
سطر 148:
سطر 146:
ودور هو لا يمكن يوم هيكمل غير بدور هي
ودور هو لا يمكن يوم هيكمل غير بدور هي
+
== نقد الأغنية ==
+
تتحدث الأغنية بشكل أساسي عن التمييز ضد النساء في العمل، وتحديداً عن إتاحة فرص عمل متساوية أمام النساء والرجال على حد سواء، من دون تأثير عنصر النوع الإجتماعي على اختيار وقبول المتقدم/ة للوظيفة، وأن تكون مهاراته/ا المهنية هي المحدد الأساسي لقبول أو رفض المتقدم/ة.
+
+
وهو ما ناقضته الأغنية بشكل كامل في حبكة قصتها الدرامية، حيثُ أرجعت كلمات الأغنية السبب في قبول "نور" المتقدمة للوظيفة هو اضطلاع مدير الشركة على الكثير مما يتعلق بحياتها الشخصية والظروف الصعبة التي واجهتها والمسئوليات الكثيرة التي تحملتها، من خلال عثوره على ورقة بها مذكرات "نور". اتخذ مدير الشركة قراراً بتعيين نور في الوظيفة بناءً على ما إضطلع عليه من معلومات لم ولن تكن متاحة لولا الصدفة.
+
+
إلى جانب ذلك، كتابة الأغنية من وجهة نظر رجل جعل محتواها ضعيف، فكل كلمات الأغنية متمحورة حول شخص الرجل مدير الشركة وهو هنا صاحب القوة الأكبر في ميزان القوى بين الشخصيات المنخرطة في القصة، كلمات الأغنية تعكس تأثره وانبهاره ومفاجأته وتردده وقراره، نرى هنا جميع مشاعره وأفكاره واضحة ومحددة ومتسلسلة وفقاً للتصاعد الدرامي للقصة، ولكننا لا نستطيع أن نجد مثلها عن نور، التي من المفترض أن تكون هي بطلة القصة، فلم يعطنا المؤلف أى لمحة عن أى من مكونات شخصية نور، سوى أنها هي المرأة القوية القادرة على تحمل المسئولية ووصف ذلك أيضاً ب الرجولة في جملته "ازاى كانت رجولة دي بنت أصلاً مش ولد؟"، مما يربط في ذهن المستمع تلقائياً أن صفات مثل تَحَمُل المسئولية والجدعنة مقتصرة على الرجال، وأن الأصل في القياس هو الرجل ورجوليته.
+
+
بالإضافة لذلك، نرى في قرار الأغنية، الذي تؤديه أمينة خليل، خللاً كبيراً بين محتواه ودور أمينة خليل ك "مرأة" في الأغنية، فيتحدث القرار عن رفض المرأة لتهميش دورها في المجتمع و في الإنتاج بينما دور أمينة خليل ذاتها في الأغنية هو دور شديد الهامشية. فإنه لا يضيف شيئاً للأغنية سوى "الاستنتاج" الذي يراه المنتجون هو الاستنتاج الصائب، فالقرار في تلك الأغنية لا يعطي للمستمع/ة أى فرصة لرؤية الأغنية أو القصة من منظوره، فتلك طريقة شديدة الأبوية والوصائية في إخراج منتج فني يصر فيه المنتجون على إقحام الدرس المستفاد من القصة والأغنية في أذهان المستمعين/ات
+
+
ونرى أيضاً في آخر جملة في القرار، إصراراً على التقسيم الثنائي للنوع الإجتماعي، فتقول أمينة خليل "ودور هو لا يمكن يوم هيكمل غير بدور هي"، فهنا أصبحنا محصورين بين هويتين جندريتين وهما الرجل في مقابل المرأة وفقط، لم تتح الجملة أى تطرق لطيف واسع من الأنواع الإجتماعية المختلفة، ولم تتجاهل هذا الموضوع بالمرة، بل أصرت على توضيح أن القائمون على هذا العمل يرون ثنائية للنوع الإجتماعي، فيها الدورين الإجتماعيين الحصريين مكملين لبعضهما البعض.
+
+
تطرقت الأغنية بشكل عابر وشديد السطحية لفكرة الامتيازات الإجتماعية التي يحظى بها الرجال بسبب نوعهم الإجتماعي في جملة "أنا بسبق بتحدى ظروف أنت مبتعشهاش"، ولكن لم يتطرق الكاتب لشرح فكرته أو توضيحها أو تفكيك الأسباب وراء خوض النساء في المجتمع المصري لصراعات وظروف لم ولن يعيشها الرجال بسبب الحماية الملحقة بامتيازاتهم، بل فضل ترك تلك الجملة المبهمة والتي في النهاية غير كافية لتوضيح أى جزء متعلق بالامتيازات الذكورية وكيفية تأثيرها على حيوات الرجال/ وكيفية تأثير غيابها على حيوات النساء وصراعاتهن الشخصية.