نور
تأليف | زاب ثروت و الشاعر محمد أبراهيم |
---|---|
تلحين | ساري هاني |
مؤدية | زاب ثروت و أمينة خليل
|
اللغة | العربية |
الدولة | مصر
|
نور أغنية مصرية أطلقها المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة لشؤون المرأة وسفارة اليابان في 2016 ضمن حملة التاء المربوطة، سر قوتك وبالتزامن مع حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة.
طاقم العمل
غناء: زاب ثروت وأمينة خليل
توزيع موسيقي: ساري هاني
إخراج: أنس طلبة
رسالة الأغنية
الأغنية هي رسالة لمحاربة التمييز ضد المرأة والتأكيد على أن أدوار جندريةّأدوار النساء والرجال مكملة لبعضها البعض ولا يمكن للمجتمع الاستغناء عن مشاركة المرأة لأن المرأة فرد في المجتمع ولها دور في النهوض بمجتمعها ووطنها. كما تبين الأغنية أن المرأة قوية وقادرة على مواجهة كل الصعاب مثلها مثل الرجل، خاصة إذا وضعت في نفس الظروف وتمتعت بنفس الفرص.
كلمات الأغنية
منبه صوته عالي فوق عقلي وترتيباتي
يوم المقابلة فكرني بأول شغل في حياتي
مهندسين كتير جدعان وبيسعوا للوظيفة
خبرتهم في الحياة مفيش زي الورقة النضيفة
آخر CV في ايدي باسم نور عبد الكريم
ورقة مذكرات من نصه وقعت بتاريخ قديم
نور كان الكبير على بنتين اتنين
من المسئولية عمره ما اشتكى طول السنين
صحابه دايماً بيلوموه وضغوط كتير عليه
يا ابني هتعمل ايه بالعلم وبالدراسة هتبقى ايه؟
سؤال عارف إجابته فعمره في يوم ما حيره
أمه دايماً في ظهره بتسنده وتصبره
بس فجأة مرض أبوه بقى ياكل فيه ويكسره
لازم يلحق أخواته وبيته قبل ما يخسره
نزل ورشة أبوه وقال للناس هنسى العلام
شهور واتقال عليه أسطى زي أبوه تمام
في السر كان بيذاكر والدكاترة قدروه
عرفوا ظروفه ومشاكله وفي الغياب استحملوه
يوم ما استلم الشهادة كان طاير فوق السما
مهندس ميكانيكا قد الدنيا إنما
خبر وفاة أبوه كان رصاصة هتقتله
كتر الهموم من صغره قدرت يومها تصبره
الورقة قلبتها وفي عقلي بقول ده مش هيقع
وللوظيفة خلاص اخترته لأنه جدع
لا أنا هتحط على الهامش
ولا هقبل أكون عالرف
دي الدنيا بتمشي عشان احنا في نفس الصف
أنا بسبق بتحدى ظروف أنت مبتعشهاش
ودور هو لا يمكن يوم هيكمل غير بدور هي
معاد المقابلة جه ومتحمس إني أشوفه
أسمع منه أكتر عن حياته وأحلامه وظروفه
بس المفاجأة كانت أن نور مطلعش راجل
في بنت قدامي بتقولي أهلا مبقتش فاهم
سألت بإستغراب: اسمك نور عبد الكريم؟
ردت عليا بابتسامة أهلاً، وأنت مين؟
سألت تاني ليكي اخوات؟ ردت ايوه بنات
وأنا المسئولة عنهم من يوم ما ابويا مات
اتصدمت من الإجابة نفس كلام السطور
وجوا عقلي ألف صوت بيقولي مش معقول
إزاي كانت في ورشة؟ إزاي كانت سند؟
إزاي كانت رجولة دي بنت أصلاً مش ولد؟
إزاي عُمال رجال يقول ليها يا ريسة؟
إزاي هقول اخترت ست اخترت مهندسة؟
جوايا صوت بينكر السؤال قبل الإجابة
بينكر التردد وبيأمر بالاستجابة
لصوت العدل فيا ويفكرني باختياري
عشان قدامي بنت يبقى هغير قراري؟
عيب وعار عليا وليها لازم اعتذر
إزاي ما بين أفكار مريضة قديمة بتأسِر؟
عقلت واديت لنور ورقة مذكراتها
قلتلها إني عارف كتير قوي عن حياتها
مبروك عليكي الشغل ومتأكد هتنجحي
وأتمنى نكون صفحة في حياتك فيها تفرحي
لا أنا هتحط على الهامش
ولا هقبل أكون عالرف
دي الدنيا بتمشي عشان احنا في نفس الصف
أنا بسبق بتحدى ظروف أنت مبتعشهاش
ودور هو لا يمكن يوم هيكمل غير بدور هي
نقد الأغنية
تتحدث الأغنية بشكل أساسي عن التمييز ضد النساء في العمل، وتحديداً عن إتاحة فرص عمل متساوية أمام النساء والرجال على حد سواء، من دون تأثير عنصر النوع الإجتماعي على اختيار وقبول المتقدم/ة للوظيفة، وأن تكون مهاراته/ا المهنية هي المحدد الأساسي لقبول أو رفض المتقدم/ة.
وبينما احتفى/ت بها العديد من المستمعين والمستمعات لمناقشتها قضية التمييز الجنسي في مجال العمل، رأى البعض أن الأغنية ناقضت هدفها بشكل كامل في حبكة قصتها الدرامية، حيثُ أرجعت كلمات الأغنية السبب في قبول "نور"، المتقدمة للوظيفة، هو اضطلاع مدير الشركة على الكثير مما يتعلق بحياتها الشخصية والظروف الصعبة التي واجهتها والمسئوليات الكثيرة التي تحملتها، من خلال عثوره على ورقة بها مذكرات "نور". اتخذ مدير الشركة قراراً بتعيين نور في الوظيفة بناءً على ما إضطلع عليه من معلومات لم ولن تكن متاحة لولا الصدفة.
إلى جانب ذلك، كتابة الأغنية من وجهة نظر رجل جعل محتواها ضعيف، فكل كلمات الأغنية متمحورة حول شخص الرجل مدير الشركة وهو هنا صاحب القوة الأكبر في ميزان القوى بين الشخصيات المنخرطة في القصة، كلمات الأغنية تعكس تأثره وانبهاره ومفاجأته وتردده وقراره، نرى هنا جميع مشاعره وأفكاره واضحة ومحددة ومتسلسلة وفقاً للتصاعد الدرامي للقصة، ولكننا لا نستطيع أن نجد مثلها عن نور، التي من المفترض أن تكون هي بطلة القصة، فلم يعطنا المؤلف أى لمحة عن أى من مكونات شخصية نور، سوى أنها هي المرأة القوية القادرة على تحمل المسئولية ووصف ذلك أيضاً ب الرجولة في جملته "ازاى كانت رجولة دي بنت أصلاً مش ولد؟"، مما يربط في ذهن المستمع تلقائياً أن صفات مثل تَحَمُل المسئولية والجدعنة مقتصرة على الرجال، وأن الأصل في القياس هو الرجل ورجوليته.
بالإضافة لذلك، نرى في قرار الأغنية، الذي تؤديه أمينة خليل، خللاً كبيراً بين محتواه ودور أمينة خليل ك "مرأة" في الأغنية، فيتحدث القرار عن رفض المرأة لتهميش دورها في المجتمع و في الإنتاج بينما دور أمينة خليل ذاتها في الأغنية هو دور شديد الهامشية. فإنه لا يضيف شيئاً للأغنية سوى "الاستنتاج" الذي يراه المنتجون هو الاستنتاج الصائب، فالقرار في تلك الأغنية لا يعطي للمستمع/ة أى فرصة لرؤية الأغنية أو القصة من منظوره/ا، فتلك طريقة شديدة الأبوية والوصائية في إخراج منتج فني يصر فيه المنتجون على إقحام الدرس المستفاد من القصة والأغنية في أذهان المستمعين/ات.
ونرى أيضاً في آخر جملة في القرار، إصراراً على التقسيم الثنائي للنوع الإجتماعي، فتقول أمينة خليل "ودور هو لا يمكن يوم هيكمل غير بدور هي"، فهنا أصبحنا محصورين بين هويتين جندريتين وهما الرجل في مقابل المرأة وفقط، لم تتح الجملة أى تطرق لطيف واسع من الأنواع الإجتماعية المختلفة، ولم تتجاهل هذا الموضوع بالمرة، بل أصرت على توضيح أن القائمون على هذا العمل يرون ثنائية للنوع الإجتماعي، فيها الدورين الإجتماعيين الحصريين مكملين لبعضهما البعض.
تطرقت الأغنية بشكل عابر وشديد السطحية لفكرة الامتيازات الاجتماعية التي يحظى بها الرجال بسبب نوعهم الإجتماعي في جملة "أنا بسبق بتحدى ظروف أنت مبتعشهاش"، ولكن لم يتطرق الكاتب لشرح فكرته أو توضيحها أو تفكيك الأسباب وراء خوض النساء في المجتمع المصري والعربي والعالمي أيضاً لصراعات وظروف لم ولن يعيشها الرجال بسبب الحماية الملحقة بامتيازاتهم، بل فضل ترك تلك الجملة المبهمة والتي في النهاية غير كافية لتوضيح أى جزء متعلق الامتيازات الإجتماعية وكيفية تأثيرها على حيوات الرجال/ وكيفية تأثير غيابها على حيوات النساء وصراعاتهن الشخصية.