وثيقة:التاريخ الشفوي للنساء في الحركة البيئية في لبنان

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

ورشة المعارف.png
مقالة رأي
العنوان مقدّمة: التاريخ الشفوي للنساء في الحركة البيئية في لبنان
تأليف ورشة المعارف
تحرير غير معيّن
المصدر ورشة المعارف
اللغة العربية
تاريخ النشر 2018-05-29
مسار الاسترجاع https://alwarsha.org/2018/05/29/نساء-في-الحركة-البيئية/
تاريخ الاسترجاع 2020-06-02
نسخة أرشيفية http://archive.is/UK8sL


هذا النص مقدمة لمجموعة مقابلات التاريخ الشفوي للحركة البيئية في لبنان ضمن مشروع الحكواتيات في ورشة المعارف.



قد توجد وثائق أخرى مصدرها ورشة المعارف



حين بدأنا مشروع الحكواتيات في ورشة المعارف، كان همّنا أن نوثّق ونؤرشف تجارب النساء في الحركات الاجتماعية المختلفة. وكان لدينا اندفاع لنعرف أكثر عن النساء في الحركة البيئية، لأنها في صميمها، حركة للدفاع عن الأرض وكل من يسكنها، للدفاع عن صحتنا جميعاً، والنضال ضد سياسات ومشاريع غايتها الربح المالي فقط، وتكشف كميّة الفساد والاستهتار التي ترافق هذه المشاريع.

ومن بعض الأسئلة التي كانت في بالنا: ماذا يحدث حين نضعْ أصوات النساء في قلب سردنا للحركة البيئية؟ ماذا يتغيّر حين تكون قصص النساء ومنظورهن القالب الأساسي لتكوين الخطاب والمعرفة عن البيئة والطبيعة، وكل من يعيش في هذه البيئة من أشخاص ونبات وحيوانات؟ ما هي قصص أراضينا وشواطئنا، خصوصاً بعد أن تغيّرت معالمها بشكل جذري.

ماذا تستطيع ان تعطي الحركة النسوية، التي نحن جزء منها، للحركة البيئية، وبالعكس، بماذا تساهم الحركة البيئية في الخطاب والممارسات النسوية؟ نحن نفتح باب الأجوبة على هذه الأسئلة من خلال التاريخ الشفوي، مع العلم أن الحكواتيات اللواتي سجّلنا تاريخهن قد لا يعرّفن عن أنفسهن كنسويات، وقد لا يشعرن حتّى بالانتماء الفعلي للحركة البيئية السائدة.

لكننا نقدّم بعض النقاط التالية: من خصائص النسوية أنها تهتم بالبنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ككلّ، لكنها تعطي اعتباراً أساسياً أيضاً للتجارب اليوميّة والممارسات الشخصية. تهتم النسوية بالصحة الجسدية والنفسية للأشخاص، كما تهتم بالتشريعات والسياسات العامّة.

تستجوب النسوية مواقع السلطة والقوة: من يأخذ القرار، من هم المهمّشات والمهمّشين، هل الأشخاص الذين يؤثّر عليهم/ن مشروع او سياسة ما قادرين/ات أن يوصِلوا أصواتهم/ت ويشاركوا في الحلول؟ النسوية أعمق من قضية حقوق النساء بشكل مبسّط، فقد تكون هناك نساء ممثِّلات للسلطة تقفن في وجه أشخاص يتم تهديد بيئتهم/ن. لكن على الأرجح أيضاً أن النساء المعيلات لأسرهن أو اللواتي يتمّ تهديد أرضهن او اللواتي يقفن بمفردهن في المواجهة هنّ في وضع أكثر هشاشة، ويتعرّضن لتحدّيات عادة ما يكون لها علاقة بكونهن نساء.

ليس غريباً ان تهتم النسوية بما يُسمّى ب “العنصرية البيئية” و”الطبقية البيئية”، حيث يتم تلويث الأماكن التي يعيش فيها فقراء وأشخاص من فئات مهمشّة اقتصادياً/اجتماعياً، استهتاراً او عمداً، بينما يتم الاهتمام بالمناطق التي يعيش بها أشخاص أثرياء. هذا بالإضافة مثلاً الى إلحاق سبب التلوّث باللاجئين. وهذه الأنماط من الممارسات نراها حول العالم. ونشمل في هذا النمط أيضاً ممارسات تقلّص أو تقضي على المساحات العامة ، لتحوّلها غالباً الى منتجعات خاصة لا يستطيع أن يقصدها معظم السكان، وسياسات تُسبّب تهجير الناس من اراضيهم/ن.

هذا بالإضافة الى ثقل العيش في مدن لا أشجار فيها، ومياهها وهوائها ملوّثين، ونفاياتها قد تعمّ الشارع أو الشاطئ. حين نبدأ بالكلام عن التعدّيات على البيئة في لبنان، من الصعب أن ننتهي من تعداد هذه التعدّيات—من الخطر الكامن في المحاصيل الزراعية الى إشكالية بناء السدود الى المطامر والمحارق وغيرها. ويؤدي تورّط هذه المشاريع في ديناميات المشهد السياسي اللبناني الى خيار عدم المواجهة مع هذه القوى، بينما تنكّب أخريات على المجابهة.

حين ندخل في موضوع الحركة البيئية والنسوية، ندخل في صلب القرارات السياسية والاقتصادية والفساد والأبوية، والممارسات في الشركات وفي المنازل، والأعراف الاجتماعية ومن يقع عليه مسؤولية الاهتمام بالأشخاص حين يمرضون بسبب تلوّث بيئي؟ وماذا لو لم تكن النساء متزوجات وأمهات، وكيف تعيش النسوة خياراتهن الشخصية في وسط جو من تهديد دائم لأرضهن—خصوصاً حين لا يكون ورائهن حزب او جهّة تدعمهنّ؟ وما هي الأحداث التي تدفع النساء الى كسر القيود الشخصيّة والاجتماعيّة لتناضل من أجل البيئة والأرض والبحر؟ بعض الأجوبة على هذه الأسئلة نسمعها بشكل مباشر في هذه المقابلات، والبعض الآخر نلمسها من المقابلات ككلّ.

وكما في الكثير من مقابلاتنا، خصوصاً تلك التي نسجلها في منزل الحكواتية، تكون العاملة المنزلية المهاجرة موجودة، تدخل الغرفة فتدخل القصّة، لأنها جزء من حياة الحكواتية، سواء تكلّمت عنها الحكواتية أم لا. وكما هي سياسة التحرير لدينا، إن التاريخ الذي نسجّله ليس مصقولاً وملمّعاً، بل يحتفظ بقوّة القصة كما بضعف الذاكرة، بآراء نصفّق لها كما بالتي لا نتّفق معها.

هذه الجولة من مقابلات التاريخ الشفوي، التي سنصدرها تباعاً في الأسابيع القادمة، هي مبادرة لتعزيز جسور بنتها نسويات قبلنا بين الحركتين، وهي مسعى للمزيد من التواصل من خلالنا ومن بعدنا، لأن هناك العديد من التجلّيات والطيّات لتجارب النساء مع الحركة البيئية، والى المقاربة النسوية لها.

لنكتشف إذاً قصص بعض النساء في الحركة البيئية في لبنان، ونصغي الى حياتهنّ وطرق مقاومتهنّ المتعدّدة— ومن ضمنها سرد قصصهن للعالم.



طالعي كذلك

يمكن الإطلاع على القصص المختلفة للنساء الحكواتيات اللواتي قابلتهن ورشة المعارف: