وثيقة:شباك الجوازات
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
| تأليف | سميرة قنديل |
|---|---|
| تحرير | غير معيّن |
| المصدر | مجلة شباك |
| اللغة | العربية |
| تاريخ النشر | |
| مسار الاسترجاع | https://www.shubbakmag.com/articles/1
|
| تاريخ الاسترجاع |
|
نُشرت هذه المقالةعلى جزئين في العدد 1 من مجلة شباك والعدد 2 من مجلة شباك
قد توجد وثائق أخرى مصدرها مجلة شباك
الجزء الأول
حياتنا فيها حجات كتير مش من اختيارنا، زي حمضنا النووي، آباءنا، المكان اللي اتولدنا فيه، أو توجهنا الجنسي. و الصراحة شئ مؤسف جداً إننا أتولدنا في بلد ما، هي اللي بتحدد شكل حقوقنا في الحياة، و هناخد حقوقنا دي ولا لأ. العيشة كشخص مثلي متتوصفش غير إنها حرفياً مزرية في بلد مش بس الحكومة بتطاردك فيها، لأ ده كمان المجتمع نفسه. لحسن الحظ، في طاقة نور بسيطة موجودة اللي هي اللجوء.
إيه هو اللجوء؟ اللجوء ببساطة هو مفهوم في العدل قديم بيسمح للشخص المقموع في بلده إنه يتحمي في سلطة أو حكومة تانية أو أي قوة هتخليه آمن. كونك شخص ينتمي لمجتمع المثليين و اللي يخليك مهدد في بلدك و مجرم قانونياً و معرض للسجن و التهميش أو انهم يبعتوك مصحة نفسية أو عقلية أو دينية لمجرد إن ميولك الجنسي مختلف، ده في حد ذاته يديلك الحق انك تطلب اللجوء كواحد من "الفئات الاجتماعية الخاصة".
للأسف الموضوع ده محتاج اكتر من مقال لشرحه بكل تفاصيله، لكن هحاول أعمل أقصى مجهود إني أشرح على الأقل الحاجات اللي عشتها و أنا بعمل لجوء.
أولاً: الموضوع مش سهل.. تمامًا
إنك تاخد القرار ده حاجة كبيرة جدًا و مينفعش الرجوع فيها. عشان كدة أول نصيحة إنك تفكر كويس جداً و تدور على كل المعلومات اللي هتحتاجها و تخطط كويس قوي لكل خطوة هتعملها قبل ما تبدأ في تنفيذ أي حاجة أصلاَ.
ثانيًا: متفضلش قاعد مكسل و مستني الفرج.. ابدأ و انجز
تاني نصيحة هقولها إنك محتاج تشتغل على الإنجليزي بتاعك و تعمل كل جهدك إنك تاخد أي فيزا عشان تسافر برة البلد. مش لازم تقعد تنقي عايز تروح أي بلد عشان للأسف معندناش نعمة الاختيار دي متاحة قوي، ف من الآخر أول فيزا تعرف تاخدها و أول تذكرة طيران تحجزها متترددش و من هنا هتبدأ المسيرة.
ثالثاً: جاتلك الفيزا و مسافر خلاص؟ طب ها؟ إيه بقى؟
أنا عن نفسي شايف إن أحسن حاجة "الثقة". الثقة في نفسك و في قرارك هيلعبوا دور كبير في اللحظات الأولى من الموضوع. أكيد و بديهي إنك مش هتقول في مطار بلدك إنك مسافر تطلب لجوء (عشان متتفشخش)، انت هتقول نفس السبب اللي طلعت بيه الفيزا، سواء سياحة، أو مؤتمر، أو دراسة، أياً كان. أول بقى ما توصل للبلد اللي رايحها تقول لهم في المطار إنك جاي عندهم طالب لجوء.
رابعاً: عملية اللجوء
أول لما هتقول لهم في المطر إنك بتطلب لجوء أكيد هيسألوك إيه السبب، ف هتقول إنك بتنتمي لفئة اجتماعية خاصة اللي هي المثليين و إنك مُجرَّم في بلدك و مش حاسس إنك عايش في أمان كشخص مثلي في ظل حكومة، و قوانين، و شعب عاملين كده. العملية هتبدأ من هنا و هيطلبوا منك تسلم باسبورك و يفتشوا حاجتك و هتقعد تستني مقابلة التحري.
خامساً: مقابلة التحري
مقابلة التحري دي مقابلة عادية جداً بيسألوك أسئلة بدائية، أولها لو انت جاهز إنهم يبدأوا تحريات عنك، إيه هي اللغات اللي بتتكلمها، و إذا كنت محتاج مترجم. بعدها هيشرحولك إيه بالضبط هو الحق في طلب اللجوء و إنه غير قانوني إنك تطلبه بغير حق أو إنك تكذب في أي حاجة هاتقولها لهم. هنا بقى تبتدي الأسئلة عن البلد اللي انت سبتها، و معلومات عامة عنك زي اسمك، جنسيتك، دينك، الخ. بعدين هيسألوك عن حالتك الصحية و لو كنت بتعاني من أي مرض معين أو بتحتاج أدوية خاصة عشان تعيش، و هيسألوك عن رحلتك ليهم و إزاي وصلتلهم و هيعملوا شوية تحريات أمنية و إجرامية عنك. بعد ده كله هييجي أهم جزء في المقابلة و اللي هيسألوك فيه أسئلة تخص سبب لجوءك و المفروض ترد بإيجابات حقيقية و مختصرة. الأسئلة دي بتكون:
- السبب اللي خلاك تيجي البلد دي بالذات تطلب عندهم لجوء.
- شرح سريع لإيه اللي مخليك تحس انك مينفعش ترجع بلدك تاني خلاص.
- عمرك قدمت طلب لجوء في أي بلد تانية قبل كده ولا لأ.
- لو كنت فعلاً قدمت طلب لجوء في بلد تانية قبل ما تيجي بلدهم، ليه ماستنتش هناك لحد ما البحث في طلبك يخلص و سبتهم هما كمان.
آخر حاجة في المقابلة بتكون إنهم ياخدوا بصماتك و صورتك.
سادساً: حاجات مهمة لازم تحطها في دماغك ممكن تحصل بعد المقابلة
لازم تعمل حسابك إنك هتكون مسئول قانونياً إنك تكون محتجز، يعني ملكش الحق إنك تمشي جوه البلد عادي كده. هيحطوك في مركز للهجرة لحد ما ياخدوا قرار هيعملوا معاك إيه، زي مثلاً لو هيشوفوا لك مكان تقعد فيه لو معندكش حد تروح له، أو لو مش مصدقينك و بيدوروا وراك عشان متطلعش نصاب و بتحور. أهم حاجة متفقدش الأمل و تخلي عندك ثقة في نفسك و في قضيتك و خليك مؤمن إن الدنيا هتتغير للأحسن.
ثامناً: ها طيب و بعدين؟!
في مرحلة ما، غالبًا هتكون بعد التحريات عنك، هيبعتوك في مكان تقعد فيه و هيدولك مساعدات لحد ما يبلغوك إن ميعاد مقابلة اللجوء اتحدد. ليك حق ساعتها في المساعدة القانونية، يعني الحكومة هتعين لك محامي يساعدك في قضيتك و في الخطوات القانونية اللي بعد كده. بتكون غالبا انت اللي بتدور و بتجيب المحامي و الحكومة هى اللى هتدفع.
في النهاية عايز أقول إن رحلة اللجوء طويلة و مليانة تفاصيل، ف عشان المعلومات متطلخبطش و أنا مؤمن إنها كلها تفاصيل مهمة، هنوقف الموضوع لحد هنا المرة دي، و هنكمل في المقالات اللي الجاية.
الجزء الثاني
فيه حاجات كتير مش بيجيلنا فرصة اختيارها في الحياة، زي الحمض النووي أهلنا البيولوجيين وميولنا الجنسيّة والمكان اللي مُلزمِين نسمّيه بلدنا. شيء مخزي جداّ إنه بس لمجرّد ولادتك تحت جنسيّة معيّنة ممكن تحصل/ي على حقوقك أو لأ، إنك تكون/ي مثلي/ة في بلد مش بس الحكومة هي اللي بتتصيّدك فيها لكن كمان المجتمع بيشكّل حياة مريعة ليك/ي. لحسن الحظ دايماً فيه نور، شيء معروف لمواطني/ات البلاد الواقعة تحت حرب اسمه "اللّجوء".
اتكلّمنا عن معنى إنك تطلب/ي لجوء والخطوات اللي محتاجها/اها لو انت/ي من أفراد مجتمع الـ م.م.م.م. واتولدّت/ي في بلد بيعاملك باضطهاد وتمييز.
بعد التحرّي
استرجاعاً للي أنهينا المقالة السابقة بيه، بعد إنهاء مقابلة التحرّي بتاعتك هيدّوك/ي مكان تقيم/ي فيه إلا لو متوفّرلك مكان، وأقصد بإن يكون متوفّرلك مكان إن بيقى عندك صديق/ة مستعدّ/ة لاستضافتك معاهم لغاية ما تنهي عمليّة اللّجوء وتحصل/ي على وضعك القانوني كلاجئ/ة.
بعد إقامتك في سكن طالبي/ات اللّجوء أو عند أصدقائك، دلوقتي انت/ي محتاج/ة إنّك تلاقي مساعدة قانونيّة؛ أقصد بمساعدة قانونيّة محامي، وأسهل طريقة إنك تلاقيهم غير إنك تدوّر/ي أونلاين هو مجموعات دعم طالبي/ات اللّجوء من مجتمع الميم، غالباً بنسبة 100% هتلاقي مجموعات الدّعم دي في كل مدينة كُبرى حول أوروبا وكندا وأمريكا _واللي همّا غالباً بيبقوا وجهات طالبي/ات اللّجوء من مجتمع الميم_. وهمّا هيحوّلوك لمحاميين غالباً بيتعاملوا مع قضايا لجوء أفراد مجتمع الميم.
الوصول للمحامي
بعد التّواصل مع مكتب المحاماة المدني اللي بيقبل قضايا المساعدة القانونيّة، اللي هي القضايا اللي بتتولّى تكاليفها الحكومة، هيتعيّنلك معاد عشان تمضي على مستندات للمحامي اللي هيبقى مسؤول عن قضيّتك، وهتتقابلوا مقابلة شخصيّة تحكّي للمحامي عن قصّتك وإزاي وصلت/ي للبلد ده.
اللي بيحصل بعدين
قضايا اللّجوء مش مفروض تتخطّى 6 شهور من تاريخ طلبك للجوء؛ بعد تعيين محامي بيقوم المحامي بالتّواصل مع قسم الهجرة ويِعلمهم إنه هيستلم قضيّتك.
بعد فترة هيتعيّن معاد مقابلة اللّجوء الخاصّة بيك/ي، وهيتمّ إعلامك من قِبل المحامي وقسم الهجرة.
حاجات تتعمل وانت/ي مستنّي/ة المقابلة
أهم حاجة محتاج/ة تتعمل هو إنّك تكتب/ي بيانك، وتجمّع/ي بيانات ورسايل دعم ودلائل لتقديمها في قضيّتك.
بيانك
بيانك هو ببساطة قصّتك، من تاريخ ولادّتك لغاية ما سيبت/ي البلد ده وركبت/ي الطيّارة في اتّجاهك لطلب اللّجوء في وِجهتك.
مهمّ جداً إنك تحرص/ي على شرح مشاعرك، أيوة مشاعرك في كل مرحلة في حياتك، إزاي حسّيت/ي بالاختلاف؟ إزاي حسيت/ي إنك مثليّ/ة أو عابر/ة؟ إيه اللي حصل؟ عملت/ي إيه؟ عملت/ي إيه لما كبرت/ي؟ إيه العلاقات اللي دخلت/ي فيها؟ لازم تكون/ي واضح/ة وفعلاً تشرح/ي قصّتك مش قصّة حد تاني.
رسايل الدعم
اتواصل/ي مع أصدقائك وصديقاتك وأي شخص كنت/ي معاه في علاقة عاطفيّة، أي شخص كانت عارف ميولك الجنسيّة وعارف اللي بتمرّ/ي بيه، اطلب/ي منهم يكتبوا رسالة دعم لقضيّتك.
رسالة الدّعم لازم تحتوي على 3 حاجات:
1- اسم الشخص وبيشتغل أو بيدرس إيه.
2- إزاي اتقابلتوا ويعرفك إزاي.
3- إزاي عرف عن ميولك.
ببساطة، الرسايل دي لازم تكون من ناس عارفينك شخصيّاً ولازم يذكروا مش بس إزاي عرفوا إنك من أفراد الميم، لكن كمان لازم يذكروا إنهم عارفين قد إيه صعبة العيشة في البلد المضّطهد ده وأي أحداث كانت مشتركة بينكو.
الرسايل لازم تتوقّع بتواريخ كتابتها وتتضمّن صورة من بطاقة الرقم القومي لكاتبها.
كمان ممكن تحصل/ي على رسايل دعم من مجموعات لجوء أفراد الميم اللي اتواصلت/ي معاهم، بس في الحالة دي عادةً لازم تكون/ي كنت/ي فرد من أفراد المجموعة دي لمدة تتراوح بين الـ5 و6 شهور عشان يوافقوا يدّوك/ي رسالة دعم.
كمان ممكن تحصل/ي على رسايل من أفراد من الميم قابلتهم/يهم في البلد ده، وبقيتوا أصدقاء أو كنتوا في علاقة عاطفيّة.
أدلّة أخرى
صور ليك/ي في احتفالات البرايد، وفي اجتماعات المجموعات، وصور ليك/ي مع الأشخاص اللي واعدتهم/يهم سواءْ في البلد اللي سِبتها/يها أو في البلد الجديدة.
معاد مع المحامي قبل مقابلة اللّجوء
في المرحلة دي انت/ي كتبت/ي بيانك وقريته/يه كتير، لازم تبقى/ي متأكّد/ة إن قصّتك واصلة بوضوح ولازم تكون بالفعل قصّتك، قصّتك الفريدة. لو قصّتك عامة جدّاً إزاي هيعرفوا لو كنت/ي بتقول/ي الحقيقة ولا بتكدب/ي وبتتصنّع/ي قصص مثليّة نمطيّة عشان تحصل/ي على اللّجوء مش إنك فعلاً من أفراد الميم والرّجوع مش اختيار بالنسبالك.
المحامي هيقرا ويعدّل الصيغة ويقسّمها لفقرات مترقّمة ويطبعهالك، وهيراجع باقي الأدلّة ويقولّك المقابلة هتبقى عاملة إزاي.
المقابلة!!
قبل المقابلة اتأكد/ي إنك قريت/ي بيانك كتير، اتأكد/ي إنك فاكر/ة قصّتك صح، بتسلسل الأحداث والتّفاصيل.
المقابلة طويلة، هتتسأل/ي عن مشاعرك، هيعاملوك/ي إنك كدّاب/ة، الضّغط هو المطلوب، هيضغطوا عليك/ي عشان يعرفوا لو بتكدب/ي ولا بتقول/ي الحقيقة.
بعد المقابلة، انت/ي بس هتبقى/ي مستنّي/ة تسمع/ي الأخبار الرهيبة إنّك حصلت/ي على الوضع القانوني كلاجئ/ة لمدة 5 سنين.
الموصوع صعب، لازم تعرف/ي ده، لكنّه يستاهل! العمليّة كلها والقرار نفسه صعب، لكنّه أكيد الحاجة الصح إنها تتعمل، إنك تعيش/ي وتكون/ي نفسك! متشكّش/يش في نفسك ومتفقدش/يش الأمل، هي خطوة كبيرة لكن آمن/ي بنفسك، آمن/ي بميولك، آمن/ي بقصّتك! لو أنا كنت قادر أعملها، يبقى أنا متأكّد إن معظمنا يقدر.