وثيقة:علاج الشذوذ الجنسي

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

شعار مجلة شباك.png
مقالة رأي
تأليف شادي لاوندي
تحرير غير معيّن
المصدر مجلة شباك
اللغة العربية
تاريخ النشر 2018-05
مسار الاسترجاع https://www.shubbakmag.com/articles/19
تاريخ الاسترجاع 2018-27-10


نُشرت هذه المقالة في العدد 1 من مجلة شباك



قد توجد وثائق أخرى مصدرها مجلة شباك



إعلاناتٌ نصادفها كلّ يومٍ من حياتنا اليومية، تباغتُنا في الطرق والشاشات والمنشورات على أنواعِها... إعلانٌ عمّا سيعطيك أجنحة، وآخر عما سيضمن نظافةً لا مثيل لها لحمّامكَ أو لروحك، وآخرُ عن علاجٍ مضمونٍ وسريع للشذوذ الجنسي!! فنتساءل من منهم صحيحٌ ومن منهم خدّاع.


لا تخلو مجتمعاتنا أبداً من أولئك الأطبّاء الّذين يدّعون أن في يدهم الحل الأمثل، في يدهم المعجزة لشفاء المرض الأثيم، المثليّة، بعضُهم شهيرٌ وتزداد شهرتُه شيئاً فشيئاً، والأكثر غير معروفين ويمارسون شفاءاتِهم في الخفاء. وبما أن المثليّة في حد ذاتِها أُزيلت من قائمة الأمراض النفسية منذ عقود، نقف أمام هذه الممارسات متسائلين، ما الذي يحاولون شفاءه بالضبط؟ فهل يمكن شفاءُ ما ليس مرضاً؟

ما يقومون به هو ما يُسمّى "علاج التّحويل" أو "Conversion Therapy"، وهو يُعتبر علمٌ زائف يهدف إلى تحويل التوجُّه الجنسي للمثلي جنسياً ليصبح مغايرَ الجنس. بدأ اتّباعُه في بدايات القرن السابق، وقد اتّخذ صوراً متطرّفة وصلت إلى عملياتٍ جراحيةٍ في المخ وعمليات الإخصاء، وإحدى هذه الصور هو العلاج بالتبغيض الذي مازال متّبعاً إلى يومنا هذا، وهو يتضمن الصدم بالكهرباء أو إعطاء أدوية مثيرة للغثيان أو غيرها من الطرق أثناء عرض مقاطع أو صور مثيرة لأشخاصٍ من نفس الجنسِ معاً. أشهر وسائل علاج التحويل اليوم هو العلاج النفسي الاعتيادي مع نفحاتٍ من التدريب على المهارات اليومية، ومجموعات الدعم والصلاة أحياناً، حيث يربطون الانجذاب لنفس الجنس بأسبابٍ تربويةٍ وعائلية، مع أن العلماء لم يتّفقوا بعد على أسبابٍ واضحة لهذه الميول، ولكنّهم أكّدوا أنّها ليست "اختياراً".

ردّاً على هذه الممارسات وزيادة شعبيتها بدءاً من ستينات القرن السابق، أعلنت العديد من منظّمات الصحّة النفسية حول العالم أنّ المثليّة الجنسية ليست اضطراباً أو مرضاً نفسياً أو عقلياً، وأنها ليست شيئاً يمكن أو يجب الشفاء منه.

لاحقاً تمّ إصدار عدّة تصريحات من الكثير من هذه المنظمات حول العالم فيما يخصّ علاج التحويل، حيث أكّدوا أنهم في أشد المعارضة لممارسات هذا العلاج، حيث أثبتت الدراسات أن علاج التحويل لا ينتج تغييراً طويل الأمد في التوجُّه الجنسي لدى الأُناس الذين يتّخذونه، حيث وجدوا أن المشاركين في هذا العلاج يستمرّون في الانجذاب للجنس المماثل؛ إضافةً لهذا، نظراً لعدم وجود أسس علمية لهذا العلاج فليس هناك طرق واضحة ومحدّدة لممارسته، ولا معايير محدّدة لنجاحه.

وجدت بعض الدراسات أنّ هذه الممارسات قد تؤدّي لاضمحلال في الاستجابة للمثيرات الجنسيّة لنفس الجنس، ولكنها لا تغيِّر التوجُّه الجنسي؛ والأهم، أنه وُجد أن مخاطر هذه الممارسات كبيرة جداً ومدمّرة، منها الاكتئاب والتوتّر والقلق وسلوكيّات إيذاء النفس وحتّى الميل للانتحار، خاصةً أن ممارسات المعالِج تتماشى مع الميول المجتمعيّة والثقافيّة ضد المثليّة، مما يزيد كره النفس الذي يختبرهُ طالب العلاج. فقد وجدت العديد من الدّراسات والتقارير أنّ نسبة عالية جداً من طالبي العلاج يتركون هذه البرامج، ويعود انسحابهم هذا لكونِ أساليب العلاج مؤذية جداً لصحّتهم النفسية والعقليّة حتى لا يعود بإمكانهم الاستكمال!

ومن الجدير بالذّكر أنّ إحدى الدراسات الّتي تمّت عام 2009 في جامعة سان فرانسيسكو، أثبتت أن البالغين الشباب الذين يختبرون رفضاً من عائلاتهم بُناءً على ميولهم الجنسية هم أكثر عُرضةً لمحاولة الانتحار بثماني مرات وأكثرُ عرضةً للاكتئاب بستِّ مرات!

وبعد كلّ هذه الدراسات والإثباتات العلميَّة، وغيرها الكثير، وبعد آراء العلماء ومنظّمات الصحة حول العالم صارمة المعارَضة إزاءَ هذا العلاج وهذه الممارسات... نتساءلُ أيّ علمٍ يستخدمُ أولئكَ الّذين يدّعون العلاج؟ وأيّ علمٍ يؤمن به أولئكِ الّذين يطلبون العلاج أو يجبرون أبناءهم وبناتهم على المثول له؟ وإلى متى ستستمرُّ سيطرةُ الكرهِ والجهل على العقول والقلوب؟