تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وصلات
سطر 23: سطر 23:  
لتصبح عبقريًا، أو على الأقل شخصًا موهوبًا، تحتاج إلى المَلَكة وإلى خمسة أشياء أخرى:
 
لتصبح عبقريًا، أو على الأقل شخصًا موهوبًا، تحتاج إلى المَلَكة وإلى خمسة أشياء أخرى:
   −
صورة واضحة عن المستقبل
+
* صورة واضحة عن المستقبل
 
+
*تركيز
تركيز
+
*مستوى طموح عال
 
+
*نظرة إيجابية للنفس
مستوى طموح عال
+
*أمثولة<ref>ملاحظة الكاتبة في عام 1981: أستغرب أني نسيت أهم شيء: الوقت الحر، أي الوقت الذي تستطيعين العمل فيه من دون إزعاج أو أن تكوني متاحة لأحد. نظرًا لطبيعة تنظيم مجتمعنا، الرجل يحصل على هذا الوقت بسهولة أكبر مقارنة مع النساء.</ref>
 
  −
نظرة إيجابية للنفس
  −
 
  −
أمثولة<ref>ملاحظة الكاتبة في عام 1981: أستغرب أني نسيت أهم شيء: الوقت الحر، أي الوقت الذي تستطيعين العمل فيه من دون إزعاج أو أن تكوني متاحة لأحد. نظرًا لطبيعة تنظيم مجتمعنا، الرجل يحصل على هذا الوقت بسهولة أكبر مقارنة مع النساء.</ref>
      
كلما طُرِح موضوع تحرر المرأة للنقاش، تبادرت فورًا للذهن مسألة «الطبيعة» و«الثقافة» أو «الخلقي» و«المكتسب». إما عن طريق الإشارة إلى الصبيان لاعبي الكرة والبنات المتعلقات بالدمى، أو من خلال الملاحظة: إن كان فعلًا لافرق بين كيان المرأة والرجل، كيف لنا أن نفهم ندرة المؤلفات الموسيقيات ولاعبات الشطرنج المتميزات أو الفائزات بجائزة نوبل، باختصار قلة العبقريات؟ بعد جدل قصير نتوصل غالبًا إلى أحد الإستنتاجين التاليين. إما أن نقول: طالما يحق للنساء الإنتساب إلى المؤسسات التعليمية، لابد إذن أنهن كسولات ولا يُتعبن أنفسهن (ألا تتغيب السكرتيرات لأتفه الحجج؟)، أو أن نقول: المرأة عندها دماغ بكل تأكيد، ولكن دماغها لا يتفوق بشيء. تنقصها إذن الشخصية أو العقل. هاهي الطبيعة تكسب الجولة للمرة الألف.
 
كلما طُرِح موضوع تحرر المرأة للنقاش، تبادرت فورًا للذهن مسألة «الطبيعة» و«الثقافة» أو «الخلقي» و«المكتسب». إما عن طريق الإشارة إلى الصبيان لاعبي الكرة والبنات المتعلقات بالدمى، أو من خلال الملاحظة: إن كان فعلًا لافرق بين كيان المرأة والرجل، كيف لنا أن نفهم ندرة المؤلفات الموسيقيات ولاعبات الشطرنج المتميزات أو الفائزات بجائزة نوبل، باختصار قلة العبقريات؟ بعد جدل قصير نتوصل غالبًا إلى أحد الإستنتاجين التاليين. إما أن نقول: طالما يحق للنساء الإنتساب إلى المؤسسات التعليمية، لابد إذن أنهن كسولات ولا يُتعبن أنفسهن (ألا تتغيب السكرتيرات لأتفه الحجج؟)، أو أن نقول: المرأة عندها دماغ بكل تأكيد، ولكن دماغها لا يتفوق بشيء. تنقصها إذن الشخصية أو العقل. هاهي الطبيعة تكسب الجولة للمرة الألف.
   −
لإعادة الجدل إلى نطاق الثقافة، لابد من إثارة مفهوم مجتمعي قديم: الأقلية. من يرغب بالغوص في كل جوانب المسألة يحتاج إلى صفحات طويلة. والجدول في نهاية هذه المقالة ليس سوى دفعة أولى أقارن فيها بين النساء والسود على بعض الأصعدة. ولكن لمناقشة موضوع العبقريات يكفينا، على ما أظن، افتراض أن أبناء الأقليات معرّضون منذ صغرهم لعملية تلقين لا تنمّي فيهم سوى تلك الصفات التي تعتبرها ثقافتهم من الدرجة الثانية.
+
لإعادة الجدل إلى نطاق الثقافة، لابد من إثارة مفهوم مجتمعي قديم: ال[أقلية]]. من يرغب بالغوص في كل جوانب المسألة يحتاج إلى صفحات طويلة. والجدول في نهاية هذه المقالة ليس سوى دفعة أولى أقارن فيها بين النساء والسود على بعض الأصعدة. ولكن لمناقشة موضوع العبقريات يكفينا، على ما أظن، افتراض أن أبناء الأقليات معرّضون منذ صغرهم لعملية تلقين لا تنمّي فيهم سوى تلك الصفات التي تعتبرها ثقافتهم من الدرجة الثانية.
    
عندما تكون حيواتهم نتاج عملية التلقين هذه، يتم بُغضهم وازدرائهم (يحصل هذا بشكل مُقنّع) ولا يُؤخذون على محمل الجد. بمعنى آخر: لا ينظر معظم أبناء الثقافة السائدة إلى أبناء الأقليات على أنهم أعضاء مكتملي القيمة. وبما أنهم يشعرون بذلك، يتبنون سلوك غير مكتملي القيمة (أنظر إلى الجدول: سلوك التأقلم)، بحيث تتوطد فكرة «نقصهم» التي تؤدي بدورها إلى المزيد من السلوك السلبي، وهكذا دواليك.   
 
عندما تكون حيواتهم نتاج عملية التلقين هذه، يتم بُغضهم وازدرائهم (يحصل هذا بشكل مُقنّع) ولا يُؤخذون على محمل الجد. بمعنى آخر: لا ينظر معظم أبناء الثقافة السائدة إلى أبناء الأقليات على أنهم أعضاء مكتملي القيمة. وبما أنهم يشعرون بذلك، يتبنون سلوك غير مكتملي القيمة (أنظر إلى الجدول: سلوك التأقلم)، بحيث تتوطد فكرة «نقصهم» التي تؤدي بدورها إلى المزيد من السلوك السلبي، وهكذا دواليك.   
سطر 41: سطر 37:  
لاأعرف إن كانت الإضاءة  ممكنة على النقص عند جميع الأقليات من خلال ثنائية الروح والجسد. بيد أني أرى هذا ممكنًا بالنسبة لنا وللسود واليهود. اليهود عانوا، والنساء والسود يعانون تحت وطأة عجزهم على التواصل الكامل مع جسدهم أو روحهم، ومن النظرة إليهم على أنهم إما روح أو جسد. وبالتالي تضمر جوانب من شخصيتهم ويتم التركيز على أخرى: الثقافة تفرض على أبناء الأقليات نوعًا من التخصّص. وبهذه الطريقة يوصم (أو وُصِمَ؟) اليهود بوصمة روحية، والنساء والسود بوصمة جسدية. ومن هو روح بشكل أساسي، سيعتمد على التفكير. ومن هو جسد، لن يفكر.
 
لاأعرف إن كانت الإضاءة  ممكنة على النقص عند جميع الأقليات من خلال ثنائية الروح والجسد. بيد أني أرى هذا ممكنًا بالنسبة لنا وللسود واليهود. اليهود عانوا، والنساء والسود يعانون تحت وطأة عجزهم على التواصل الكامل مع جسدهم أو روحهم، ومن النظرة إليهم على أنهم إما روح أو جسد. وبالتالي تضمر جوانب من شخصيتهم ويتم التركيز على أخرى: الثقافة تفرض على أبناء الأقليات نوعًا من التخصّص. وبهذه الطريقة يوصم (أو وُصِمَ؟) اليهود بوصمة روحية، والنساء والسود بوصمة جسدية. ومن هو روح بشكل أساسي، سيعتمد على التفكير. ومن هو جسد، لن يفكر.
   −
لنشوء هذه الأقليات أسباب تاريخية. على سبيل المثال، كلّ أقلية منها ملاحقة بلعنة إنجيلية تختلف عن الأخرى<ref>كما ينطبق هذا على المثليين جنسيًا، الذين ينصحهم الإنجيل بالاختفاء عن ظهر البسيطة. وبالمناسبة: في هذه المقالة أتناول اليهود والسود كما لو أنهم جميعًا من جنس واحد. هذا ليس صحيحًا، ولكن حسب علمي لاتوجد كتابات عن الأقليات المضاعفة (كأن يكون الشخص امرأة وأسود في الوقت نفسه).</ref>. قد يكون من المجدي ربط طبيعة اللعنة بمصير هذه الأقليات والتأمل فيما إذا كانت ثمة مبادرة سحرية حديثة قادرة على إبطال سحر الزمن الغابر. لم يمض وقت طويل على إلغاء لعنة اليهود من قبل البابا، بيد أن حواء لم تتخلص بعد من هلاكها الأبدي. لم يحصل هذا ولا حتى ظاهريًا، إن أخذنا موقف البابا من  تحديد النسل بعين الإعتبار.
+
لنشوء هذه الأقليات أسباب تاريخية. على سبيل المثال، كلّ أقلية منها ملاحقة بلعنة إنجيلية تختلف عن الأخرى<ref>كما ينطبق هذا على [[مثلية جنسية |
 +
المثليين جنسيًا]]، الذين ينصحهم الإنجيل بالاختفاء عن ظهر البسيطة. وبالمناسبة: في هذه المقالة أتناول اليهود والسود كما لو أنهم جميعًا من جنس واحد. هذا ليس صحيحًا، ولكن حسب علمي لاتوجد كتابات عن الأقليات المضاعفة (كأن يكون الشخص امرأة وأسود في الوقت نفسه).</ref>. قد يكون من المجدي ربط طبيعة اللعنة بمصير هذه الأقليات والتأمل فيما إذا كانت ثمة مبادرة سحرية حديثة قادرة على إبطال سحر الزمن الغابر. لم يمض وقت طويل على إلغاء لعنة اليهود من قبل البابا، بيد أن حواء لم تتخلص بعد من هلاكها الأبدي. لم يحصل هذا ولا حتى ظاهريًا، إن أخذنا موقف البابا من  تحديد النسل بعين الإعتبار.
    
وهكذا تواصلُ الثقافة تشكيل هذه الكائنات «غير المتوازنة» والوظيفية، حيث أن تخصّص الأقليات يسهّل الكثير على الثقافة.
 
وهكذا تواصلُ الثقافة تشكيل هذه الكائنات «غير المتوازنة» والوظيفية، حيث أن تخصّص الأقليات يسهّل الكثير على الثقافة.
   −
نحن النساء، كما الإنسان الأسود، ملاحقات بوصمة الجسد و(كنّا؟) ننتمي إلى خانة الممتلكات. ولطالما تم ذكرنا في نفس الجملة مع الماشية: لا تشتهِ زوجة قريبك... ولا ثوره، ولا حماره. غير أن وظيفة الجسد عندنا تختلف عن وظيفتها عند الإنسان الأسود. السود يستخدمون جسدهم في المهن المنحطة، وأثناء مزاولة العنف (الملاكمة) وفي أشكال التعبير «البدائية». ومهما فعلوا، فهم يبرزون مباشرة من خلال هذه الصفات غير الناضجة. الزنوج الأمريكيون محقون إذن حين طالبوا بـ «بشَريتهِم»، فلقد آن الأوان كي تعاملهم الثقافة على أنهم بالغون. غير أن هناك الكثيرين ممن يعتقدون بأن رجولتهم تتحقق على الطريقة الكلاسيكية: من خلال الحطّ من قيمة النساء.
+
نحن النساء، كما الإنسان الأسود، ملاحقات بوصمة [[الجسد]] و(كنّا؟) ننتمي إلى خانة الممتلكات. ولطالما تم ذكرنا في نفس الجملة مع الماشية: لا تشتهِ زوجة قريبك... ولا ثوره، ولا حماره. غير أن وظيفة الجسد عندنا تختلف عن وظيفتها عند الإنسان الأسود. السود يستخدمون جسدهم في المهن المنحطة، وأثناء مزاولة العنف (الملاكمة) وفي أشكال التعبير «البدائية». ومهما فعلوا، فهم يبرزون مباشرة من خلال هذه الصفات غير الناضجة. الزنوج الأمريكيون محقون إذن حين طالبوا بـ «بشَريتهِم»، فلقد آن الأوان كي تعاملهم الثقافة على أنهم بالغون. غير أن هناك الكثيرين ممن يعتقدون بأن [[رجولة | رجولتهم]] تتحقق على الطريقة الكلاسيكية: من خلال الحطّ من قيمة النساء.
   −
الوضع بالنسبة لنا يختلف: جسدنا هو ملك الآخرين. يمكننا وصف هذا الأمر بسبل مختلفة. بالنسبة للعنصريين نحن شيء فيه فتحة. فتحة من أجل الإنجاب أو للقضيب، شق يمشي على ساقين حسب تعبير مجلة بورنو كاندي. العنصريون القدامى ينظرون إلينا كأمهات المستقبل الحقيقيات أو المعطوبات، وإلى الصغيرات كموضوع للشهوة. أعرف رجالًا حزنوا جراء موضة التخلي عن السوتيان، إذ ما عادوا يصابون بالإثارة أثناء التنزه في المدينة.
+
الوضع بالنسبة لنا يختلف: جسدنا هو ملك الآخرين. يمكننا وصف هذا الأمر بسبل مختلفة. بالنسبة للعنصريين نحن شيء فيه فتحة. فتحة من أجل الإنجاب أو لل[[قضيب]]، شق يمشي على ساقين حسب تعبير مجلة بورنو كاندي. العنصريون القدامى ينظرون إلينا كأمهات المستقبل الحقيقيات أو المعطوبات، وإلى الصغيرات كموضوع للشهوة. أعرف رجالًا حزنوا جراء موضة التخلي عن السوتيان، إذ ما عادوا يصابون بالإثارة أثناء التنزه في المدينة.
   −
بتعبير أبسط: التخصّص المفروض علينا هو الجمال والعناية بالآخر. جسدنا يعتني «من تلقاء نفسه» بجنينه أثناء الحمل. وبعد الوضع تستمر العناية وتطال أشخاصاً آخرين ماعدا الزوج والأطفال.
+
بتعبير أبسط: التخصّص المفروض علينا هو الجمال والعناية ب[[الآخر]]. جسدنا يعتني «من تلقاء نفسه» بجنينه أثناء الحمل. وبعد الوضع تستمر العناية وتطال أشخاصاً آخرين ماعدا الزوج والأطفال.
       
عندما يُفرض تخصّص ما على جماعة معينة، فمن الطبيعي أن تتحقق أهم المنجزات ضمن هذا التخصّص. السود والنساء عندهم عباقرتهم إذن، غير أنهم عباقرة الجسد. عباقرة الإنسان الأسود هم الملاكمون والموسيقيون (تعبير بدائي). وعباقرتنا هن عارضات الأزياء ونجمات الباليه ومغنيات الأوبرا صاحبات المقاسات المذهلة، واللواتي يقدمن نسخة فنية عن الجسد الجميل وسبل استنطاقه<ref>الباليه الكلاسيكي هو تعبير جسدي، لذا هو ممنوع على الرجال. كما أنه تعبير أقرب للتجريد، لذا هو ممنوع على الإنسان الأسود. وثمة فرق: أن يُمنع عن الرجال، هذا يعني أن عليهم ألا يصغّروا أنفسهم إلى جسد على مرأى الجميع. أما أن يكون الأمر ممنوعًا على الإنسان الأسود، فهذا يعني أن البدائيين لا يحق لهم مزاولة الدقة. من الطبيعي ألا تكون هذه الموانع طافية على السطح، ولكن تأثيرها فعّال. في نوادي الباليه يشتكون من عدم السماح للصبيان أو عدم رغبتهم بالمشاركة في الدروس. ولقد نشرت مجلة أفينيو مؤخرًا مقالة بعنوان: «هل يستطيع الأطفال السود تعلّم الباليه؟». في هذه المقالة نصف المتنورة تمت الإجابة بـ «نعم». ولكن اللافت هو طرح التساؤل أساسًا.</ref>. ولدينا أيضًا عباقرة العناية: كبيرات الأمهات وغيرهن ممن امتدت عنايتهن خارج حدود المنزل وقادتهن إلى فتح سلسلة من المؤسسات الخيرية. على سبيل المثال تريسا فان أفيلا، ومدام ده ماينتينون، وفلورانس نايتنجيل. بيد أن الثقافة لا تعترف بعبقرية هؤلاء العباقرة ولا تقدّر تخصّصهم. قد تسير الأمور بشكل مغاير أحيانًا، فيصبح تخصّص أقلية ما مع الوقت هو محطّ أسمى تقدير. حصل هذا مثلًا مع اليهود.
 
عندما يُفرض تخصّص ما على جماعة معينة، فمن الطبيعي أن تتحقق أهم المنجزات ضمن هذا التخصّص. السود والنساء عندهم عباقرتهم إذن، غير أنهم عباقرة الجسد. عباقرة الإنسان الأسود هم الملاكمون والموسيقيون (تعبير بدائي). وعباقرتنا هن عارضات الأزياء ونجمات الباليه ومغنيات الأوبرا صاحبات المقاسات المذهلة، واللواتي يقدمن نسخة فنية عن الجسد الجميل وسبل استنطاقه<ref>الباليه الكلاسيكي هو تعبير جسدي، لذا هو ممنوع على الرجال. كما أنه تعبير أقرب للتجريد، لذا هو ممنوع على الإنسان الأسود. وثمة فرق: أن يُمنع عن الرجال، هذا يعني أن عليهم ألا يصغّروا أنفسهم إلى جسد على مرأى الجميع. أما أن يكون الأمر ممنوعًا على الإنسان الأسود، فهذا يعني أن البدائيين لا يحق لهم مزاولة الدقة. من الطبيعي ألا تكون هذه الموانع طافية على السطح، ولكن تأثيرها فعّال. في نوادي الباليه يشتكون من عدم السماح للصبيان أو عدم رغبتهم بالمشاركة في الدروس. ولقد نشرت مجلة أفينيو مؤخرًا مقالة بعنوان: «هل يستطيع الأطفال السود تعلّم الباليه؟». في هذه المقالة نصف المتنورة تمت الإجابة بـ «نعم». ولكن اللافت هو طرح التساؤل أساسًا.</ref>. ولدينا أيضًا عباقرة العناية: كبيرات الأمهات وغيرهن ممن امتدت عنايتهن خارج حدود المنزل وقادتهن إلى فتح سلسلة من المؤسسات الخيرية. على سبيل المثال تريسا فان أفيلا، ومدام ده ماينتينون، وفلورانس نايتنجيل. بيد أن الثقافة لا تعترف بعبقرية هؤلاء العباقرة ولا تقدّر تخصّصهم. قد تسير الأمور بشكل مغاير أحيانًا، فيصبح تخصّص أقلية ما مع الوقت هو محطّ أسمى تقدير. حصل هذا مثلًا مع اليهود.
   −
النساء والسود يتولون وظيفة الخدمة، لذا من غير الممكن التخلي عنهم ولم يشك أحد بأهميتهم. أما بالنسبة لليهود، لم يسبق أن كان لهم مكانًا، ولقد نُبِذوا بشكل أبدي. من هنا يأتي التغاضي عن جسدهم والتركيز على الروح. التخصّص الذي تم فرضه على اليهود هو الروحانية والذكاء. ولم يتم إفساح المجال أمام هذا التخصّص في الثقافة السائدة وبين اليهود، إلا بعد أن انطلقت عملية العلمنة وتهشّمت صورة الرب الأب، على الأقل عند النخبة الفكرية. وهكذا تم تسليم دور السلطة الأبوية إلى «الإنسان الروحاني»: المفكر الكبير أو الفنان. ومنذ تلك اللحظة، حوالي نهاية القرن الثامن عشر، توافق التخصّص اليهودي مع مثاليات الثقافة وصار عندنا عباقرة يهود مشهورين.
+
النساء والسود يتولون وظيفة الخدمة، لذا من غير الممكن التخلي عنهم ولم يشك أحد بأهميتهم. أما بالنسبة لليهود، لم يسبق أن كان لهم مكانًا، ولقد نُبِذوا بشكل أبدي. من هنا يأتي التغاضي عن جسدهم والتركيز على الروح. التخصّص الذي تم فرضه على اليهود هو الروحانية والذكاء. ولم يتم إفساح المجال أمام هذا التخصّص في الثقافة السائدة وبين اليهود، إلا بعد أن انطلقت عملية العلمنة وتهشّمت صورة الرب الأب، على الأقل عند النخبة الفكرية. وهكذا تم تسليم دور [[نظام أبوي | السلطة الأبوية]] إلى «الإنسان الروحاني»: المفكر الكبير أو الفنان. ومنذ تلك اللحظة، حوالي نهاية القرن الثامن عشر، توافق التخصّص اليهودي مع مثاليات الثقافة وصار عندنا عباقرة يهود مشهورين.
    
بيد أن هذا لم يُضْفِ على اليهود سوى هيبة متناقضة عند النخبة. لم يتم الاعتراف باكتمال قيمتهم، بل وُصِموا بـ «العقلية» جراء تخصّصهم، وصاروا أعظم خطراً لشدة ذكائهم. لم يساعدهم عباقرتهم على استرداد جسدهم.
 
بيد أن هذا لم يُضْفِ على اليهود سوى هيبة متناقضة عند النخبة. لم يتم الاعتراف باكتمال قيمتهم، بل وُصِموا بـ «العقلية» جراء تخصّصهم، وصاروا أعظم خطراً لشدة ذكائهم. لم يساعدهم عباقرتهم على استرداد جسدهم.
سطر 70: سطر 67:  
أما إذا فعلنا مثلهم، فسنضع أنفسنا خارج سوق الزواج ونفقد جاذبيتنا الجنسية. ينظر الرجال إلى المرأة الموهوبة بأحاسيس متناقضة، فهي لا تولّد عندهم الإحترام فقط، بل تدسّ في قلوبهم الخوف. احتمال أن تبقى هذه المرأة وحيدة كبير. أضف إلى أننا مضطرات للاستعجال، كما يقول الناس. وبما أن الثقافة ميّالة إلى إعلان موت شهوتنا في وقت مبكر، لا نتجرأ على الانتظار. وحالما نتزوج، تصبح كل انشغالاتنا نوعًا من سدّ الفراغ ولا تؤخذ على محمل الجد. كلّ هذا لا يشجع أبدًا على بذل أقصى الجهد، ولا على التعرق بنسبة التسع والتسعين بالمائة التي تستجلب الواحد بالمائة من الإلهام. تابع الباحثان تيرمان وأودن<ref>ل.م. تيرمان وميليتا أودن. الطفل الموهوب ينمو: دار نشر جامعة ستاندفورد. 1947. والموهوبون في منتصف العمر: دار نشر جامعة ستانفورد. 1959. تم الاقتباس من إ. س. لويس: نمو إمكانيات المرأة. دار نشر جامعة ولاية إيوا. 1968.</ref> أطفالًا موهوبين حتى سن النضج، ولاحظا أن ذكاء النساء يتراجع وسطيًا، بينما يبقى ذكاء الرجال كما هو وقد يرتفع. عندما لا نستخدم موهبتنا، تموت.
 
أما إذا فعلنا مثلهم، فسنضع أنفسنا خارج سوق الزواج ونفقد جاذبيتنا الجنسية. ينظر الرجال إلى المرأة الموهوبة بأحاسيس متناقضة، فهي لا تولّد عندهم الإحترام فقط، بل تدسّ في قلوبهم الخوف. احتمال أن تبقى هذه المرأة وحيدة كبير. أضف إلى أننا مضطرات للاستعجال، كما يقول الناس. وبما أن الثقافة ميّالة إلى إعلان موت شهوتنا في وقت مبكر، لا نتجرأ على الانتظار. وحالما نتزوج، تصبح كل انشغالاتنا نوعًا من سدّ الفراغ ولا تؤخذ على محمل الجد. كلّ هذا لا يشجع أبدًا على بذل أقصى الجهد، ولا على التعرق بنسبة التسع والتسعين بالمائة التي تستجلب الواحد بالمائة من الإلهام. تابع الباحثان تيرمان وأودن<ref>ل.م. تيرمان وميليتا أودن. الطفل الموهوب ينمو: دار نشر جامعة ستاندفورد. 1947. والموهوبون في منتصف العمر: دار نشر جامعة ستانفورد. 1959. تم الاقتباس من إ. س. لويس: نمو إمكانيات المرأة. دار نشر جامعة ولاية إيوا. 1968.</ref> أطفالًا موهوبين حتى سن النضج، ولاحظا أن ذكاء النساء يتراجع وسطيًا، بينما يبقى ذكاء الرجال كما هو وقد يرتفع. عندما لا نستخدم موهبتنا، تموت.
   −
ثمة عامل يتعلق بما سبق: درجة الطموح. وهنا أيضاً تلعب مرحلة ما قبل الزواج دوراً هاماً. في حال رغب أحد استثمار موهبته، عليه فرض الشروط على نفسه ورفع مستوى تطلعاته. الصبيان يعرفون أن عليهم الاعتماد على أنفسهم قبل كل شيء، أما البنات غالباً ما يتم تصريف طموحهن عبر قنوات أخرى. هكذا نجد في إحدى استطلاعات الرأي بين التلاميذ الأمريكيين - المتشابهة في جميع أسئلتها – أن ثمة سؤالًا فرعيًا تم تقسيمه حسب الجنس. الذكور سُئلوا: ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟ والإناث سُئلن: ماذا تريدين أن يصبح زوجكِ؟ طرح هذا السؤال صحيح في حال كان هدفه قياس مستوى الطموح. فلقد كشف بحثٌ أن تلاميذ الثانويات الذكور الطموحين يركزون على مستقبل عمل لأنفسهم، والبنات يبحثن عن تحقيق طموحهن من خلال رجل المستقبل.<ref>ي. ف. بيرس. اختلاف الطموح بين الجنسين عند تلاميذ الثانوية المؤهلين. مشروع بحث تضامني 1097. جامعة شيكاغو. كانون الأول 1971.</ref>
+
ثمة عامل يتعلق بما سبق: درجة الطموح. وهنا أيضاً تلعب مرحلة ما قبل الزواج دوراً هاماً. في حال رغب أحد استثمار موهبته، عليه فرض الشروط على نفسه ورفع مستوى تطلعاته. الصبيان يعرفون أن عليهم الاعتماد على أنفسهم قبل كل شيء، أما البنات غالباً ما يتم تصريف طموحهن عبر قنوات أخرى. هكذا نجد في إحدى استطلاعات الرأي بين التلاميذ الأمريكيين - المتشابهة في جميع أسئلتها – أن ثمة سؤالًا فرعيًا تم تقسيمه حسب [[الجنس]]. الذكور سُئلوا: ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟ والإناث سُئلن: ماذا تريدين أن يصبح زوجكِ؟ طرح هذا السؤال صحيح في حال كان هدفه قياس مستوى الطموح. فلقد كشف بحثٌ أن تلاميذ الثانويات الذكور الطموحين يركزون على مستقبل عمل لأنفسهم، والبنات يبحثن عن تحقيق طموحهن من خلال رجل المستقبل.<ref>ي. ف. بيرس. اختلاف الطموح بين الجنسين عند تلاميذ الثانوية المؤهلين. مشروع بحث تضامني 1097. جامعة شيكاغو. كانون الأول 1971.</ref>
    
من أجل إنجاز أي شيء تحتاجين للشعور بأنكِ قادرة ومسموح لكِ. بمعنى آخر: تحتاجين لصورة إيجابية عن نفسكِ وعن جماعتكِ. وهذا ما لا نملكه، فنحن ميّالات إلى الحطّ من قيمة إنجازاتنا وإنجازات بنات جنسنا. أسوق على سبيل المثال ذلك البحث المبني على التشابه بين مقالتين. تمّ عرض المقالة نفسها على مجموعتين من الطلاب. قيل للمجموعة الأولى بأن الكاتب هو جون ماكي، وللمجموعة الثانية بأن الكاتبة هي جوان ماكي. تقييمهم لمقالة جون كان من جيد إلى ممتاز، بينما حازت مقالة جوان على علامة وسط. حتى الإناث من الطلاب كان رأيهن هكذا<ref>فيليب جولدبرغ، «هل عند المرأة أحكام مسبقة عن بنات جنسها؟» في: ترانس أكتيون، 1968، عدد 5، صفحة 28-30.</ref>. جميعنا يفكر: بما أن المقالة لامرأة، لن تكون ذات مستوى عال بكل الأحوال.
 
من أجل إنجاز أي شيء تحتاجين للشعور بأنكِ قادرة ومسموح لكِ. بمعنى آخر: تحتاجين لصورة إيجابية عن نفسكِ وعن جماعتكِ. وهذا ما لا نملكه، فنحن ميّالات إلى الحطّ من قيمة إنجازاتنا وإنجازات بنات جنسنا. أسوق على سبيل المثال ذلك البحث المبني على التشابه بين مقالتين. تمّ عرض المقالة نفسها على مجموعتين من الطلاب. قيل للمجموعة الأولى بأن الكاتب هو جون ماكي، وللمجموعة الثانية بأن الكاتبة هي جوان ماكي. تقييمهم لمقالة جون كان من جيد إلى ممتاز، بينما حازت مقالة جوان على علامة وسط. حتى الإناث من الطلاب كان رأيهن هكذا<ref>فيليب جولدبرغ، «هل عند المرأة أحكام مسبقة عن بنات جنسها؟» في: ترانس أكتيون، 1968، عدد 5، صفحة 28-30.</ref>. جميعنا يفكر: بما أن المقالة لامرأة، لن تكون ذات مستوى عال بكل الأحوال.
سطر 86: سطر 83:  
ماذا يتعين علينا فعله كي نتخلص من وضع الأقليات، ولنجد السبيل إلى الإكتمال النفسي؟ الحل الأكثر جذرية هو رفض تخصّصنا الجسدي، والنظر إلى أنفسنا وإلى بعضنا البعض على أننا أشخاص. كما علينا أن نعتاد القيام بالأشياء التي تهمّنا أولاً. علينا نفيَ ذلك الملاك الذي يملي علينا التفاني لسد احتياجات الآخرين قبل أن يأتي دورنا. لأن هذا الملاك يرى نفسه مسؤولًا عن عدد لا يحصى من الناس والحالات. هذا الملاك يمنع الموظفات من القبول بعمل أفضل كي لا يوقعن رئيس عملهن في مشاكل. هذا الملاك يجعلهن يعملن في أوقات غير مناسبة، خوفًا على رئيس عملهن المسكين من التلبك في عمله. هذا الملاك، والذي سميته سابقًا «القلب الطيب»، ليس ملاكًا على الإطلاق. هو عدم استقلاليتنا وعدم قدرتنا على استمداد حياتنا من أنفسنا. عندما نعتني بالآخر، نتأكد من حق وجودنا ولا نضطر لمواجهة واجبنا المخيف بتوجيه مستقبلنا الشخصي.
 
ماذا يتعين علينا فعله كي نتخلص من وضع الأقليات، ولنجد السبيل إلى الإكتمال النفسي؟ الحل الأكثر جذرية هو رفض تخصّصنا الجسدي، والنظر إلى أنفسنا وإلى بعضنا البعض على أننا أشخاص. كما علينا أن نعتاد القيام بالأشياء التي تهمّنا أولاً. علينا نفيَ ذلك الملاك الذي يملي علينا التفاني لسد احتياجات الآخرين قبل أن يأتي دورنا. لأن هذا الملاك يرى نفسه مسؤولًا عن عدد لا يحصى من الناس والحالات. هذا الملاك يمنع الموظفات من القبول بعمل أفضل كي لا يوقعن رئيس عملهن في مشاكل. هذا الملاك يجعلهن يعملن في أوقات غير مناسبة، خوفًا على رئيس عملهن المسكين من التلبك في عمله. هذا الملاك، والذي سميته سابقًا «القلب الطيب»، ليس ملاكًا على الإطلاق. هو عدم استقلاليتنا وعدم قدرتنا على استمداد حياتنا من أنفسنا. عندما نعتني بالآخر، نتأكد من حق وجودنا ولا نضطر لمواجهة واجبنا المخيف بتوجيه مستقبلنا الشخصي.
   −
هذا الأمر له علاقة بالنضوج، بيد أن الثقافة تزرع العراقيل أمامنا. الصبيان يدخلون سن الرشد حالما ينغرسون بشكل نهائي في سوق العمل بعد إنهائهم الخدمة الإلزامية. أما عندنا، فالرشد ينقسم إلى عدة تجارب: الحبيب الأول الحقيقي، الزواج، الأمومة، وفي بعض الحالات العشيق خارج مؤسسة الزواج<ref>يقال أنه تنقصنا طقوس لاستهلال البلوغ. في حال كان التخويف جزءًا منها، فلا زالت بعض الآثار موجودة حتى الآن: عند الصبيان يحصل ذلك أيام الخدمة العسكرية (يجعلون منهم رجالًا)، و بالنسبة للبنات يحصل ذلك قبل عملية الإنجاب الأولى، عندما تغتنم المطّلعات فرصة رواية قصص رعب الولادة.</ref>. طالما أنكِ لم تمري بكل هذه التجارب، لن تتعرفي على الحياة وستتخبطين في ضباب يمنع عنك رؤية أسرار المرحلة القادمة حتى ولو كنتِ محاطة يومياً بأناس تجاوزوها. الصبيان يزاولون دورهم الاجتماعي من خلال التعثر والوقوف من جديد ويصارعون دونما توازن من أجل هويتهم. في حين تبدو الفتيات بلا شخصية أو كيان ويختفين وراء ابتسامة بانتظار ما سيأتي.
+
هذا الأمر له علاقة بالنضوج، بيد أن الثقافة تزرع العراقيل أمامنا. الصبيان يدخلون سن الرشد حالما ينغرسون بشكل نهائي في سوق العمل بعد إنهائهم الخدمة الإلزامية. أما عندنا، فالرشد ينقسم إلى عدة تجارب: الحبيب الأول الحقيقي، الزواج، ال[[أمومة]]، وفي بعض الحالات العشيق خارج مؤسسة الزواج<ref>يقال أنه تنقصنا طقوس لاستهلال البلوغ. في حال كان التخويف جزءًا منها، فلا زالت بعض الآثار موجودة حتى الآن: عند الصبيان يحصل ذلك أيام الخدمة العسكرية (يجعلون منهم رجالًا)، و بالنسبة للبنات يحصل ذلك قبل عملية الإنجاب الأولى، عندما تغتنم المطّلعات فرصة رواية قصص رعب الولادة.</ref>. طالما أنكِ لم تمري بكل هذه التجارب، لن تتعرفي على الحياة وستتخبطين في ضباب يمنع عنك رؤية أسرار المرحلة القادمة حتى ولو كنتِ محاطة يومياً بأناس تجاوزوها. الصبيان يزاولون دورهم الاجتماعي من خلال التعثر والوقوف من جديد ويصارعون دونما توازن من أجل هويتهم. في حين تبدو الفتيات بلا شخصية أو كيان ويختفين وراء ابتسامة بانتظار ما سيأتي.
    
والنتيجة الثانية هي أن البنات يتطلعن بشدة إلى زيارة دار البلدية (للزواج). ثمة عوامل أخرى تلعب دورًا هنا: رغبتهن بالتخلص من منزل الأبوين أو الهروب من الوحدة. ولكن الأهم هو ذلك الدافع المشروع نحو اكتشاف حياة البالغين.
 
والنتيجة الثانية هي أن البنات يتطلعن بشدة إلى زيارة دار البلدية (للزواج). ثمة عوامل أخرى تلعب دورًا هنا: رغبتهن بالتخلص من منزل الأبوين أو الهروب من الوحدة. ولكن الأهم هو ذلك الدافع المشروع نحو اكتشاف حياة البالغين.
سطر 92: سطر 89:  
النتيجة الثالثة هي التقصير الدائم. فإن تزوجنا أم لا، ستعيش الكثيرات منا حتى سن الثلاثين في غابة من التوقعات التي تعيقنا عن رؤية مستقبل لشخص واحد. وفي حال صحونا أخيرًا، تكون اليقظة مرعبة، إذ لامجال للتحرك أو هكذا نعتقد.
 
النتيجة الثالثة هي التقصير الدائم. فإن تزوجنا أم لا، ستعيش الكثيرات منا حتى سن الثلاثين في غابة من التوقعات التي تعيقنا عن رؤية مستقبل لشخص واحد. وفي حال صحونا أخيرًا، تكون اليقظة مرعبة، إذ لامجال للتحرك أو هكذا نعتقد.
   −
في ختام كتابها نساء الغد تتساءل إيفيلين سوليروت<ref>باريس: لافونت-غونتير، 1965.</ref> فيما إذا كان من الممكن تغيير أنماط العمل للرجال والنساء على حد السواء. وهذا لأن نتائج البحوث تدلنا على أن الرجال يقدمون أحسن ما عندهم قبل سن الخامسة والثلاثين، بينما تبدع النساء في سن متأخر. لا عجب، تقول سيليروت، لأنهن في المرحلة الأولى من حياتهن منشغلات بالحب والأطفال، وكلاهما يستهلك الطاقة.
+
في ختام كتابها نساء الغد تتساءل [[إيفيلين سوليروت]]<ref>باريس: لافونت-غونتير، 1965.</ref> فيما إذا كان من الممكن تغيير أنماط العمل للرجال والنساء على حد السواء. وهذا لأن نتائج البحوث تدلنا على أن الرجال يقدمون أحسن ما عندهم قبل سن الخامسة والثلاثين، بينما تبدع النساء في سن متأخر. لا عجب، تقول سيليروت، لأنهن في المرحلة الأولى من حياتهن منشغلات بالحب والأطفال، وكلاهما يستهلك الطاقة.
    
أتساءل فيما إذا كانت سيلوروت محقة، حتى ولو كانت قياسات تلك البحوث صحيحة. هل هم الأطفال الصغار والحب، أم دور الحالمة الذي يجعلنا جميعًا نشبه الجميلة النائمة؟
 
أتساءل فيما إذا كانت سيلوروت محقة، حتى ولو كانت قياسات تلك البحوث صحيحة. هل هم الأطفال الصغار والحب، أم دور الحالمة الذي يجعلنا جميعًا نشبه الجميلة النائمة؟
سطر 179: سطر 176:  
*ذكاء أقل: حجم أصغر للدماغ، تلافيف أقل في قشرة المخ، ندرة العباقرة.
 
*ذكاء أقل: حجم أصغر للدماغ، تلافيف أقل في قشرة المخ، ندرة العباقرة.
 
*يملكون حرية كبيرة في تفريغ احتياجاتهم الغريزية، أشد عاطفية، «بدائيون»، طِفليون، قدرة جنسية كبيرة.
 
*يملكون حرية كبيرة في تفريغ احتياجاتهم الغريزية، أشد عاطفية، «بدائيون»، طِفليون، قدرة جنسية كبيرة.
*تنميط عام: أدنى مرتبة.
+
*[[تنميط]] عام: أدنى مرتبة.
 
النساء:
 
النساء:
 
*ذكاء أقل: حجم أصغر للدماغ، تلافيف أقل في قشرة المخ، ندرة العباقرة.
 
*ذكاء أقل: حجم أصغر للدماغ، تلافيف أقل في قشرة المخ، ندرة العباقرة.
7٬899

تعديل

قائمة التصفح