وثيقة:قوة التكنولوجيا الرقمية وتحدياتها أمام بناء الحركة النسوية

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

اختيار.png
مقالة رأي
تأليف فونجاي ماشيروري
تحرير غير معيّن
المصدر اختيار
اللغة العربية
تاريخ النشر 2017-12-06
مسار الاسترجاع https://www.ikhtyar.org/?page_id=21359
تاريخ الاسترجاع 2019-10-25
نسخة أرشيفية http://archive.is/Odtsj
ترجمة ندى قاسم
لغة الأصل الإنجليزية
العنوان الأصلي The Power and Challenges of Digital Technologies for Feminist Movement Building
تاريخ نشر الأصل 2016-04-08



قد توجد وثائق أخرى مصدرها اختيار



قوة التكنولوجيا الرقمية وتحدياتها أمام بناء الحركة النسوية[1]



سيُعقد المنتدى النسوي الأفريقي الرابع من اليوم العاشر وحتى الثاني عشر من أبريل 2016 في زيمبابوي، ويجمع بين خليط من الحكمة والخبرة والبصيرة النابعة من المنظمات النسوية والناشطات من مختلف أنحاء القارة.

ستلعب التكنولوجيا الرقمية، مما لا شك فيه، دورًا هامًا في فعاليات هذا الحدث، وبشكل أكبر مما شهدته المنتديات النسوية الأفريقية السابقة.وفي حين لم تلتقي العديد من الحاضرات ببعضهن البعض بشكل شخصي من قبل، خاصة أولئك اللاتي يحضرن المنتدى من خارج زيمبابوي، إلا أنهن على الأغلب قد تفاعلن مع بعضهن البعض على الإنترنت كنتيجة للوجود المتزايد للتكنولوجيا الرقمية، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي. لقد كتبت أوريولوا سومولو[2] في عام 2007 بحثًا عن تبادل قصص النساء الأفريقيات من أجل التغيير، وتحدثت في هذا البحث عن التدوين قائلة:

“… تكمن قوته الحقيقة في قدرته على إعطاء صوتًا لأولئك اللاتي لم يكن لهن صوتًا من قبل، وتقديم الأدوات لهن للتواصل مع الأخريات اللاتي يتشاركن في نفس المخاوف… مما يوفر لهن منصة يتمكن من خلالها من رسم استراتيجية لتحسين جودة حياة النساء في أفريقيا.”

لقد تعرفت العديد من المنظمات النسويات من دول الجنوب، ومن العالم، على بعضهن البعض وقدمن الرعاية لبعضهن البعض بالطرق الجديدة التي يوفرها عالم الإنترنت، خاصة بعد التجمع حول حملات وسائل التواصل الاجتماعي والهاشتاج مثل #BringBackOurGirls[3]و#AfriFem[4].

ولكن بينما يضفي ذلك قوة ثورية على القضية الجماعية الخاصة بالعدالة الاجتماعية، إلا أنه لا تزال هناك العديد من القضايا الهيكلية والاجتماعية-السياسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند بناء الحركة على الإنترنت.

وصفت مقدمة ‘تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجموعة أدوات النشطاء لبناء الحركة النسوية’ المقدَّمة بواسطة جاس (JASS )، و(APC)، وشبكة المرأة، استراتيجيات الاتصالات النسوية التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأنها ضرورية لبناء الحركات التي تتصف بأنها “… فعالة ومرنة وظاهرة وآمنة”. وأثناء قيامي بالتعمق في هذا الموضوع، فكرت بعمق أكبر في هذه الأفكار لكي أتخيل كيف ستبدو مثل هذه الحركات.

الفعالية

أولًا، لكي تكون الحركات فعالة، يجب أن يكون استخدامها للتكنولوجيا الرقمية عمليًا. بعبارة أخرى، يجب أن تلتقي بالنسويات عند نقاط حاجاتهن؛ وأن تكون قادرة على توفير شيء ذو معنى لمعاناتهن ولقضاياهن. إذا كيف يكون ذلك، بشكل عملي؟

لقد قمت بتأسيس منصة على الإنترنت في عام 2012 تدعى زيمبابوي الخاصة بها (Her Zimbabwe)، والتي جمعت الآراء والتحليلات من النسويات في زيمبابوي وأفريقيا.

فالفكرة هي إعطاء هؤلاء الشابات مساحة للتعبير عن أنفسهن، وتلبية ما يشار إليه عادة باسم الاحتياجات الاستراتيجية؛ الاحتياجات الراسخة في الحقوق والتعبير. ولكن في الوقت نفسه، احتياجاتهن العملية هي أمر نهتم به أيضًا. بعبارة أخرى، حقيقة احتياجهن لدفع المال من أجل إمكانية الوصول للإنترنت المجتمعة مع التحليل الهيكلي لمكانتهن الاجتماعية النسبية (غالبًا ما يشار لنسب التوظيف الرسمية في زيمبابوي بأنها أكثر من 10% بقليل، وفي الوقت نفسه، تظل النساء الشابات غير مرئيات تقريبًا كمنتجات للمعرفة في وسائل الإعلام الرئيسية) تعني أننا نقدر أن مشاركة العديد من النساء الشابات تنطوي على عوائق مادية.

ولهذا السبب نقدم لكاتباتنا، إلى جانب فريق الدعم التحريري النسوي التفاعلي، دفعة مالية متواضعة مقابل المحتوى الذي ننشره. ولقد شهدنا بشكل مباشر، على مدار الوقت، كيف مكَّن مثل هذا الدعم النساء الشابات من الاستثمار بشكل أكبر في تنمية وجودهن على الإنترنت (إما من خلال دفع تكاليف البيانات أو شراء الأجهزة مثل الكمبيوتر المحمول أو الهواتف الذكية).

يجب أن يكون بناء حركتنا النسوية على الإنترنت شاملاً لكي يكون فعالاً، وينطوي الشمول على التحليل المستمر لمن لديه إمكانية الوصول وبالتالي من يُستمع إليه. لنأخذ مثالاً آخر، إذا تخيلنا حركة متعددة الأجيال وشاملة، ما هي الحواجز والفرص (للاستماع والتفكر والتأريخ بين الأجيال) التي تقدمها التكنولوجيا الرقمية للنساء من مختلف العصور التكنولوجية؟ من المؤكد أن هناك حاجة أكبر لبناء قدرات ثقافة النساء الرقمية وثقتهن، ومعالجة مخاوفهن العملية لكي تصبح حركاتنا أكثر قوة وبالتالي أكثر فعالية.

الصمود والظهور

ثانيًا، كيف يمكن أن تجعل التكنولوجيا الرقمية حركاتنا أكثر صموداً؟

أعتقد أن الصمود هنا مثله مثل التعافي من مرض صعب؛ نوع المرض الانتهازي الذي يشعرك بأنك لن تكوني بخير مرة أخرى أبدًا. ومع ذلك، بمرور الوقت، يعيد الدواء الذي تأخذينه والرعاية الذاتية التي تقومين بها بناء أنظمة دفاع جسدك حتى يتمكن من شفاء نفسه. كيف يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تعمل كشفاء للألم والصدمة النفسية التي تصاحب عملنا في التنظيم؟ كيف يمكنها غرس المضادات التي تنشط مناعة حركتنا في مواجهة صراعاتنا؟

توجد طرقًا عديدة لتحقيق ذلك.

تتمثل أحد هذه الطرق في أوقات حظر التنظيم خارج الإنترنت أو أوقات الخطر، حيث تسمح لنا المساحات على الإنترنت بوجود نقطة التقاء للتنفيس والبكاء والاحتفال وإعادة شحن الطاقة. فتتشكل صلات جديدة وتُعزز الصلات القديمة. مثال حديث على ذلك هو مقتل الناشطة البيئية في هندوراس، بيرتا كاسيريس (ولا يزال الهاشتاج #BertaCaceres [5]مستخدمًا على تويتر حتى بعد مرور أكتر من شهر على اغتيالها)؛ لقد حرك نضالها من أجل حقوق الشعوب الأصلية في الأرض الكثير من المحادثات الهامة حول سلطة الدولة والشركات، وكيف أن أجساد النساء تعد مسارحًا لاستمرارها الوحشي.

تُبنى حالة الصمود، في كثير من الأحيان، من خلال معرفة أننا لسنا وحدنا في المعركة ومن خلال تقدير أولئك الذين قد تكون تضحياتهم في بعض الأحيان أكثر مما يمكننا استيعابه. إن مثل هذه التداخلات هي ما تجعلنا، وحركاتنا، أقوى وتجدد من طاقاتنا من أجل كفاحنا الطويل.

إن جعل حركاتنا أكثر ظهورًا هو على الأرجح أكثر الوظائف الواضحة للتكنولوجيا الرقمية.

فتصبح القضايا النسوية أقل محلية وأقل تمركزًا وأكثر عالمية وتنوعًا، حيث يتمكن الناس من التفاعل والمشاركة بطريقة لا مركزية وهو أكثر مما يسمح به التفاعل الجسدي ويمنعه. نحن نعمل على أن يكون العمل في حركاتنا أكثر جاهزية للأرشفة وأكثر قابلية للبحث وأكثر سهولة في الوصول إليه من خلال استخدامنا الجماعي لمقاطع الفيديو والصوت والنصوص من خلال المنصات المتنوعة مثل YouTube وFacebook وWhatsapp.

الأمان

القضية الأخيرة التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي كيف يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تجعل حركاتنا أكثر أمانًا.

وقد يبدو ذلك أمرًا متناقضًا ظاهريًا. فكما نعلم من التقارير، مثل ذلك الذي أصدرته مؤخرًا لجنة الأمم المتحدة للنطاق العريض – بعنوان ‘العنف الرقمي ضد السيدات والفتيات‘ – أن ما يقرب من 75% من السيدات قد تعرضن للعنف الرقمي وأن احتمال تعرض السيدات للمضايقات عبر الإنترنت يزيد عن الرجال بـ 27 مرة. كما نعلم أيضًا أنه في بعض السياقات، وكنتيجة للتنشئة الاجتماعية القائمة على الاختفاء المتأصل[6] أو كصورة أوسع للرقابة السياسية، تتمكن النسويات من استخدام شبكات الاتصال المغلقة فقط (مثال، الرسائل النصية القصيرة أو المحادثات الخاصة، مع التشفير في بعض الأحيان) مع الأشخاص الذين يعرفونهم ويثقون بهم حيث أن القنوات المفتوحة قد تعرضهن للنبذ والعنف.

ولكي نجعل حركاتنا أكثر أمانًا، علينا أن نجمع بين رغبتنا في الظهور واحتياجات النساء العملية. ويعني ذلك الحصول على أماكن عامة، عندما يكون ذلك منطقيًا، إلى جانب أماكن خاصة حيث تشعر النسويات بالأمان لكي يعبرن عن بعض القضايا.

كما يعني أيضًا دعم الحق في إخفاء الهوية والهويات المستعارة، خاصة في الظروف حيث تكون بعض الهويات (مثل، مجتمع الميم و/أو ذوي الاحتياجات الخاصة) والتجارب (مثل الاغتصاب و/أو الإجهاض) إما مؤذية أو مهمشة اجتماعيًا.

كما يعني أيضًا استثمار الوقت والجهد في السعي نحو جعل الأماكن العامة أكثر أمانًا ووضع استراتيجيات للتعامل بفعالية وتنسيق أكبر مع المتصيدين وغيرهم من مرتكبي العنف الشبكي.

تشير المبادئ النسوية للإنترنت إلى أن المراقبة، بطبيعتها، أداة للسيطرة الأبوية والتقييد، وأن حقنا في الخصوصية أمر ضروري للحصول على شبكة إنترنت أكثر انفتاحًا. وعلى هذا النحو، يعتبر التفاعل على مستوى سياسي استراتيجي مع ممثلي الدولة والمجتمع المدني وشركات التكنولوجيا الرقمية، جزءًا من عملنا نحو جعل حركاتنا أكثر أمانًا ولتأكيد حقنا في أماكن نسوية آمنة.

ومع ذلك، لا تزال توجد العديد من الأسئلة التي يجب مناقشتها والإجابة عليها.

من الذي يمتلك المنصات التي نستخدمها وكيف يعملون؟ من الذي يمتلك محتوانا وكيف يمكننا استخدام المساحات على الإنترنت بوعي أكبر؟ كيف يمكننا إحضار المناقشات التي لا تحدث على الإنترنت إلى المساحات الرقمية، وكيف يمكننا نقل المناقشات على الإنترنت للواقع مع الحفاظ على الوعي بالخط الدقيق بين علاقات التحالف وبين “التحدث نيابة عن”؟ من الذي يقوم بأرشفة مشاركاتنا على الإنترنت؟ من الذي يلاحظ كل هذا السحر الذي يحدث في وقت تضائل المسافات المادية أمام الفورية الرقمية؟ كيف نحول وجودنا على الإنترنت إلى معرفة؟ كيف نعلِّم هذه المعرفة ونشاركها؟

هناك خطر على تنظيمنا إذا لمن نتأمل نحن أيضًا في هذه الأسئلة وأكثر منها. وهناك خطر أيضًا إذا لم نتأمل في السلطة باستمرار، حيث يجب أن نواصل انتقادها داخليًا وخارجيًا. من الذي يملك المساحات التي نطالب بها؟ ومن منا يُسمح لها بالتحدث معهم؟

فلن نتمكن من بناء وجود “خاص بنا” على الإنترنت أكثر فعالية ومرونة وأمان ويكون متجاوبًا ومسؤول إلا من خلال التأمل المستمر والتجديد.

عن الكاتبة

فونجاي ماشيروري هي باحثة نسوية ومعلقة ومدونة من زيمبابوي. أسست في عام 2012 زيمبابوي الخاصة بها (Her Zimbabwe)وهي منصة نسوية على الإنترنت للنساء الشابات.


هوامش

  1. نُشر النص الأصلي على موقع مؤسسة AWID خلال الملتقى النسوي السادس عشر في عام 2016 كجزء من فعاليات دعم نقاش الإنترنت النسوي. المقال بالإنجليزية.
  2. سومولو أوريولوا (2007). “سرد حكاياتنا: نساء أفريقيات تدونن من أجل التغيير المجتمعي.”
  3. حملة تم اطلاقها على أثر خطف أكثر من 300 فتاة من مدرستهن في نيجيريا من قبل جماعة “بوكو حرام” المتطرفة في أبريل 2014.
  4. (#) للنسويات الأفارقة، تم اطلاقه للتغريد والمشاركة وتوثيق العمل النسوي والنساء النسويات الأفارقة.
  5. بيرتا كاسيريس هي ناشطة هندوراسية، ناضلت من أجل البيئة وحقوق الإنسان، وتم اغتيالها في مارس 2016 لوقوفها ضد تأسيس أكبر مشاريع السدود في بلادها
  6. Entrenched Invisibility