تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مراجعة وتنسيق
سطر 5: سطر 5:     
===هيستريا النساء===  
 
===هيستريا النساء===  
بدأ استخدام مصطلح هستيريا مع أبوقراط (الملقب بأب الطب) خلال القرنين الخامس و الرابع قبل الميلاد، و هو مصطلح مشتق من كلمة Hystera التي تعني حرفيًا الرحم. ربط أبوقراط الهستيريا بالرحم فأشار أن الرحم يسبب القلق والحزن عند وجود نقص عاطفي، فيَهيم الرحم في أنحاء الجسم مؤثراً على باقي الأعضاء. و بهذا أُلغي احتمالية إصابة الرجال بالهستيريا، إذ أنهم لا يمتلكون أرحاماً.<ref>[https://books.google.co.ma/books?id=LdxmV5J0pPkC&printsec=frontcover&dq=Freud&redir_esc=y&hl=en#v=onepage&q&f=false Hysteria Beyond Freud By Sander Lawrence Gilman, Sander L. Gilman, Helen King, Roy Porter, G. S. Rousseau, Elaine Showalter]</ref> فسميت [[هستيريا النساء]].
+
بدأ استخدام مصطلح هستيريا مع أبوقراط (الملقب بأب الطب) خلال القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، و هو مصطلح مشتق من كلمة Hystera التي تعني حرفيًا الرحم. ربط أبوقراط الهستيريا بالرحم فأشار أن الرحم يسبب القلق والحزن عند وجود نقص عاطفي، فيَهيم الرحم في أنحاء الجسم مؤثراً على باقي الأعضاء. و بهذا أُلغي احتمال إصابة الرجال بالهستيريا، إذ أنهم لا يمتلكون أرحامًا.<ref>[https://books.google.co.ma/books?id=LdxmV5J0pPkC&printsec=frontcover&dq=Freud&redir_esc=y&hl=en#v=onepage&q&f=false Hysteria Beyond Freud By Sander Lawrence Gilman, Sander L. Gilman, Helen King, Roy Porter, G. S. Rousseau, Elaine Showalter]</ref> فسميت [[هستيريا النساء]].
    
[[ملف:علاج الهتسيريا بالماء (1).jpg|تصغير|يسار|تدليك الرحم و البظر بالماء للعلاج من الهستيريا (سنة 1860)]]
 
[[ملف:علاج الهتسيريا بالماء (1).jpg|تصغير|يسار|تدليك الرحم و البظر بالماء للعلاج من الهستيريا (سنة 1860)]]
   −
جاء الأطباء بعد أبو قراط ليُتموا ما بدأه، فتوالت أساليب "علاج" الهستريا مثل مداعبة الطبيب لبظر المريضة<ref>Page 214 - [https://archive.org/details/bonkcuriouscoupl0000mary Bonk : the curious coupling of science and sex by Roach, Mary, author]</ref> إلى تدليك منطقة الرحم و المهبل بالماء وصولا الى عمليات جراحية على الأعضاء التناسلية و حتى استئصال الرحم باعتباره أصل المرض، إضافة إلى استخدام الإيحاء (أو التنويم المغناطيسي) الذي اكتسب شهرة واسعة خلال القرن السابع عشر على يد الطبيب جان مارتن شاركو و مريضته ماري ويتمان الملقبة بملكة الهستيريا والتي تعافت بعد سنتين من توقف العلاج.<ref>[http://www.whonamedit.com/doctor.cfm/19.html Biography of Jean-Martin Charcot]</ref>
+
جاء الأطباء بعد أبو قراط ليُتموا ما بدأه، فتوالت أساليب "علاج" الهستريا مثل مداعبة الطبيب لبظر المريضة<ref>Page 214 - [https://archive.org/details/bonkcuriouscoupl0000mary Bonk : the curious coupling of science and sex by Roach, Mary, author]</ref> إلى تدليك منطقة الرحم والمهبل بالماء وصولا إلى عمليات جراحية على الأعضاء التناسلية و حتى استئصال الرحم باعتباره أصل المرض، إضافة إلى استخدام الإيحاء (أو التنويم المغناطيسي) الذي اكتسب شهرة واسعة خلال القرن السابع عشر على يد الطبيب جان مارتن شاركو ومريضته ماري ويتمان الملقبة بملكة الهستيريا والتي تعافت بعد سنتين من توقف العلاج.<ref>[http://www.whonamedit.com/doctor.cfm/19.html Biography of Jean-Martin Charcot]</ref>
   −
ولسنوات عديدة كان يُزجّ بالنساء في مصحات عقلية بذريعة الهستيريا دون أدنى تشخيص طبي. فكان رفض المرأة معتقدات زوجها أو تعبيرها عن آراء أو أفكار تخالف المجتمع أو "تهدد استقراره" حتى يتم الإلقاء بها في مصحة ما. ليس هنالك رقم محدد أو إحصاء لأعداد النساء اللواتي تم وصمهن و حبسهن بذريعة الهستيريا أو الجنون؛ فالكثيرات لم تُعرف أسماؤهن ولا هوايتهن. على سبيل المثال، ناشطة [[نسوية ماركسية|نسوية اشتراكية]] و مدافعة عن حقوق العمالعلى سبيل المثال كانت ناشطة [[نسوية ماركسية|نسوية اشتراكية]] و مدافعة عن حقوق العمال تم وضعها سنة 1895 في مصحة عن طريق عائلتها رغما عنها، فقط لرغبتها آن ذاك بالعيش مع حبيبها الايرلندي، فكانت تهمتها أنها "متعلمة أكثر من اللازم".<ref>[https://doi.org/10.1093/ref:odnb/56471 Lanchester, Edithlocked (1871–1966) David Rubinstein]</ref>
+
ولسنوات عديدة كان يُزجّ بالنساء في مصحات عقلية بذريعة الهستيريا دون أدنى تشخيص طبي. فكان رفض المرأة معتقدات زوجها أو تعبيرها عن آراء أو أفكار تخالف المجتمع أو "تهدد استقراره" سببًا ليتم الإلقاء بها في مصحة ما. ليس هنالك رقم محدد أو إحصاء لأعداد النساء اللواتي تم وصمهن وحبسهن بذريعة الهستيريا أو الجنون؛ فالكثيرات لم تُعرف أسماؤهن ولا هوايتهن. على سبيل المثال، ناشطة [[نسوية ماركسية|نسوية اشتراكية]] ومدافعة عن حقوق العمال تم وضعها سنة 1895 في مصحة عن طريق عائلتها رغمًا عنها، فقط لرغبتها آن ذاك بالعيش مع حبيبها الايرلندي، فكانت تهمتها أنها "متعلمة أكثر من اللازم".<ref>[https://doi.org/10.1093/ref:odnb/56471 Lanchester, Edithlocked (1871–1966) David Rubinstein]</ref>
 
   
 
   
استمرت النساء في المعاناة ظلما، حتى بدأ الأطباء يصرّحون في أواخر القرن 19 بأنهم يلاحظون بعض أعراض [[هستيريا النساء]] على الرجال أيضا، ليبدأ آن ذاك فقط البحث الفعّال لإيجاد حلول و إجابات لهذه الأعراض ليتم ربطها لاحقا بأمراض نفسية مثل اكتئاب ما بعد الصدمات و غيرها. لكن لم ينتهي هذا الفصل من التاريخ الطبي حتى سنة 1980 حيث حُذفت الهستيريا أخيرا من الدليل التشخيصي و الإحصائي للإضطرابات النفسية.<ref>[https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3480686/ Women And Hysteria In The History Of Mental Health]</ref>
+
استمرت النساء في المعاناة ظلما، حتى بدأ الأطباء يصرّحون في أواخر القرن التاسع عشر بأنهم يلاحظون بعض أعراض [[هستيريا النساء]] على الرجال أيضًا، ليبدأ آن ذاك فقط البحث الفعّال لإيجاد حلول وعلاجات لهذه الأعراض ليتم ربطها لاحقًا بأمراض نفسية مثل اكتئاب ما بعد الصدمات وغيرها. لكن لم ينتهي هذا الفصل من التاريخ الطبي حتى سنة 1980 حيث حُذفت الهستيريا أخيرًا من الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات النفسية.<ref>[https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3480686/ Women And Hysteria In The History Of Mental Health]</ref>
    
===الجنون===  
 
===الجنون===  
 
[[ملف:عشرة أيام في مصحة المجانين (2).jpg|تصغير|يسار|غلاف كتاب نلي بلاي الذي يحكي عن تجربتها في مصحة الامراض العقلية في نيويورك سنة 1887]]
 
[[ملف:عشرة أيام في مصحة المجانين (2).jpg|تصغير|يسار|غلاف كتاب نلي بلاي الذي يحكي عن تجربتها في مصحة الامراض العقلية في نيويورك سنة 1887]]
لم يعر الناس اهتماما للنساء اللواتي زج بهنّ في المصحات العقلية و النفسية، حتى سلّطت [[نلي بلاي]] الصحفية الأمريكية الضوء على الحالة التي تعيشها النساء داخل تلك المصحات، حيث ادّعت الجنون سنة 1887 فتم ادخالها مصحة لمعالجة النساء من الأمراض النفسية في نيويورك و خرجت بعد ذلك بعشرة أيام فكتبت مجموعة من المقالات تحدثت فيها عن كيف كان يتم ربط النساء بحبال طوال اليوم، لا يُسمح لهن بالحديث أو التحرك. كنّ ممنوعات من القراءة أو حتى معرفة ما يجري في العالم الخارجي. أكدّت '''بلاي''' على أن المعاملة القاسية التي تلقتها النساء هناك و الطعام السيء كانا كافيين بأن يجعلا حالة إحداهن العقلية و الجسدية عبارة عن حطام خلال شهرين فقط.<ref>[https://digital.library.upenn.edu/women/bly/madhouse/madhouse.html Ten Days In a Mad-House.  BY NELLIE BLY.  NEW YORK: IAN L. MUNRO, PUBLISHE]</ref>
+
لم يعر الناس اهتمامًا للنساء اللواتي زج بهنّ في المصحات العقلية والنفسية، حتى سلّطت [[نلي بلاي]] الصحفية الأمريكية الضوء على الحالة التي تعيشها النساء داخل تلك المصحات، حيث ادّعت الجنون سنة 1887 فتم ادخالها مصحة لمعالجة النساء من الأمراض النفسية في نيويورك وخرجت بعد ذلك بعشرة أيام فكتبت مجموعة من المقالات تحدثت فيها عن كيف كان يتم ربط النساء بحبال طوال اليوم، لا يُسمح لهن بالحديث أو التحرك. كنّ ممنوعات من القراءة أو حتى معرفة ما يجري في العالم الخارجي. أكدّت '''بلاي''' أن المعاملة القاسية التي تلقتها النساء هناك والطعام السيء كانا كافيين لجعل حالة الشخص العقلية والجسدية عبارة عن حطام خلال شهرين فقط.<ref>[https://digital.library.upenn.edu/women/bly/madhouse/madhouse.html Ten Days In a Mad-House.  BY NELLIE BLY.  NEW YORK: IAN L. MUNRO, PUBLISHE]</ref>
   −
كان الطب النفسي و التحليل النفسي مجالا محتكراُ من طرف الرجل، لذا كان التحيّز بناء على النوع الإجتماعي واضحا في التشخيص النفسي للنساء، فقد أشارت دراسة بروفرمان<ref>[https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/00050067508256473?journalCode=rapy20 Sex role stereotypes and clinical psychologists: An australian study Margaret Anderson]</ref> إلى أن ما يفصل بين المرأة السليمة و الرجل السليم هو بأن تكون الأولى "أكثر خضوعاً، أقل استقلالية، أكثر تأثراً، أقل عنفاُ، أقل تنافسية، أكثر عاطفية، أكثر اهتماماً بالمظاهر، أقل حيادية، و أقل اهتماماً بالرياضيات و العلوم..." و هي معايير تنبع من قلب المنظومة الأبوية.  لذا كانت تُشخص بالجنون كل المرأة لم تتسم بتلك الصفات. بالمقابل نجد النظام الأبوي يسقط في ازدواجية المعايير، حيث توصم حتى النساء اللواتي توفرت فيهن جميع المعايير أعلاه. و بالتالي، فقد كانت كلمة "امرأة" تعتبر مرادفا للاضطراب و الجنون.<ref>[https://www.nytimes.com/1972/12/31/archives/women-and-madness-by-phyllis-chesler-illustrated-359-pp-new-york.html Women and Madness By Adrienne Rich] - Paragraph 3 & 4</ref>
+
كان الطب النفسي والتحليل النفسي مجالا محتكرًا من طرف الرجال، لذا كان التحيّز بناء على النوع الإجتماعي واضحًا في التشخيص النفسي للنساء، فقد أشارت دراسة بروفرمان<ref>[https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/00050067508256473?journalCode=rapy20 Sex role stereotypes and clinical psychologists: An australian study Margaret Anderson]</ref> إلى أن ما يفصل بين المرأة السليمة والرجل السليم هو بأن تكون الأولى "أكثر خضوعًا، أقل استقلالية، أكثر تأثرًا، أقل عنفًا، أقل تنافسية، أكثر عاطفية، أكثر اهتمامًا بالمظاهر، أقل حيادية، وأقل اهتمامًا بالرياضيات والعلوم..." و هي معايير تنبع من قلب المنظومة الأبوية.  لذا كانت تُشخص بالجنون كل امرأة لم تتسم بتلك الصفات. بالمقابل نجد النظام الأبوي يسقط في ازدواجية المعايير، حيث توصم حتى النساء اللواتي توفرت فيهن جميع المعايير أعلاه. و بالتالي، فقد كانت كلمة "امرأة" تعتبر مرادفًا للاضطراب والجنون.<ref>[https://www.nytimes.com/1972/12/31/archives/women-and-madness-by-phyllis-chesler-illustrated-359-pp-new-york.html Women and Madness By Adrienne Rich] - Paragraph 3 & 4</ref>
      سطر 27: سطر 27:  
بدأ علم النفس النسوي كمجال رسمي في دراسات النساء وعلم النفس خلال سبعينيات القرن العشرين. في 1975، دمجت سيكولوجية النساء كموضوع خاص في المجلة السنوية لعلم النفس وشكل قسم في سيكولوجيا النساء في جمعية علم النفس الأمريكية APA.<ref>Abigail J. Stewart & Andrea L. Dottolo, [https://www.researchgate.net/publication/279403900_Feminist_Psychology Feminist Psychology], 2006</ref>. وكانت أهداف علم النفس الرئيسية هي تطوير الأدوات والمنهجيات المستخدمة في علم النفس وتطوير عدستها لتضمن مجالات أخرى تجاهلها علم النفس لعقود طويلة وإتاحة مجال للتركيز على دراسة القضايا الجندرية وتجارب النساء.  
 
بدأ علم النفس النسوي كمجال رسمي في دراسات النساء وعلم النفس خلال سبعينيات القرن العشرين. في 1975، دمجت سيكولوجية النساء كموضوع خاص في المجلة السنوية لعلم النفس وشكل قسم في سيكولوجيا النساء في جمعية علم النفس الأمريكية APA.<ref>Abigail J. Stewart & Andrea L. Dottolo, [https://www.researchgate.net/publication/279403900_Feminist_Psychology Feminist Psychology], 2006</ref>. وكانت أهداف علم النفس الرئيسية هي تطوير الأدوات والمنهجيات المستخدمة في علم النفس وتطوير عدستها لتضمن مجالات أخرى تجاهلها علم النفس لعقود طويلة وإتاحة مجال للتركيز على دراسة القضايا الجندرية وتجارب النساء.  
   −
إلا أن نصوص نسوية علم النفس كانت تميل إلى تعميم مفهوم القمع الجندري من خلال عدسة المعرفة الغربية وتفضيل مصالح البيض والطبقة المتوسطة والعليا والأشخاص أصحاب [[هوية جندرية معيارية | الهويات الجندرية المعيارية]] والتعامل مع الأشخاص من الجنوب العالمي باعتبارهم كتلة واحدة عاجزة وجاهلة. وبالتالي تم تهميش العديد من الأعمال المتعلقة بالتنوع في علم النفس النسوي؛ وأنتج خطابات استعمارية وتهميشية للنساء خارج نطاق المنطقة الأوروبية والأمريكية والنساء من الهويات الجنسية والجندرية والطبقات المختلفة، مما يجعلها تعيد إنتاج خطابات  علم النفس السائدة والتي تدعي نقدها.
+
إلا أن نصوص نسوية علم النفس كانت تميل إلى تعميم مفهوم القمع الجندري من خلال عدسة المعرفة الغربية وتفضيل مصالح البيض والطبقة المتوسطة والعليا والأشخاص أصحاب [[هوية جندرية معيارية | الهويات الجندرية المعيارية]] والتعامل مع الأشخاص من الجنوب العالمي باعتبارهم كتلة واحدة عاجزة وجاهلة. وبالتالي تم تهميش العديد من الأعمال المتعلقة بالتنوع في علم النفس النسوي؛ وأنتج خطابات استعمارية وتهميشية للنساء خارج نطاق المنطقة الأوروبية والأمريكية والنساء من الهويات الجنسية والجندرية والطبقات المختلفة، مما يجعلها تعيد إنتاج خطابات  علم النفس السائدة والتي تدعي نقدها.<ref> شاندرا موهانتي؛ [[:ملف:تحت عيون الغرب - الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية.pdf | تحت عيون الغرب: الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية]]، 1988.</ref> <ref> Erica Burman, [https://uk.sagepub.com/en-gb/eur/deconstructing-feminist-psychology/book205096 Deconstructing Feminist Psychology], 1997, P.01.</ref>
<ref> شاندرا موهانتي؛ [[:ملف:تحت عيون الغرب - الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية.pdf | تحت عيون الغرب: الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية]]، 1988.</ref> <ref> Erica Burman, [https://uk.sagepub.com/en-gb/eur/deconstructing-feminist-psychology/book205096 Deconstructing Feminist Psychology], 1997, P.01.</ref>على سبيل المثال، في مؤتمر جمعية علم النفس الأمريكية APA الأول عن النساء وعلم النفس في 1979، رفض المنظمون اقتراح عمل عرض تقديمي عن قضايا النساء المنتميات إلى أقليات عرقية، مما أثار الجدل ونتج عنه إضافة فصل عن النساء المنتميات إلى أقليات عرقية في الكتاب الذي أصدرته الجمعية بعد المؤتمر.  
+
على سبيل المثال، في مؤتمر جمعية علم النفس الأمريكية APA الأول عن النساء وعلم النفس في 1979، رفض المنظمون اقتراح عمل عرض تقديمي عن قضايا النساء المنتميات إلى أقليات عرقية، مما أثار الجدل ونتج عنه إضافة فصل عن النساء المنتميات إلى أقليات عرقية في الكتاب الذي أصدرته الجمعية بعد المؤتمر.  
      −
زاد خلال ثمانينيات القرن العشرين الاهتمام بتنوع تجارب النساء وتقاطع قضاياهم. فصرحت لجنة الرئيس المعنية بالصحة العقلية PCMH أن الآثار المترتبة للتمييز الجنسي على الصحة العقلية تؤثر على النساء من جميع الأعمار والمجموعات المنتمية إلى أفليّات إثنية وعرقية وظروف اجتماعية واقتصادية مختلفة، وبالتالي يجب أن تكون سياقاتهم أولوية عند وضع السياسات والبرامج التنفيذية. وفي 1984، دعم اللجنة مؤتمرًا طور فيه مجموعة من النساء المتنوعة خطة لصحة النساء العقلية تركز على الحاجة لتحليل الاختلافات التفاعلية في سياقات واحتياجات النساء باختلافاتهن، والتي تشمل على النساء المنتميات للأقليات الإثنية والنساء الأكبر سنًا والمثليات جنسيًا والنساء المصابة بأمراض عقلية مزمنة. وبالرغم من ازدياد أبحاث وكتابات النساء المنتمية إلى أقليات إثنية ومطالبتهم بإدماجها في التيار الرئيسي في تلك الفترة، إلا أن أغلب الكتب الدراسية المعنية بسيكولوجية النساء في تلك الفترة استمرت في التركيز على النساء البيض والمنتميات للطبقة الوسطى.<ref>Brown, Goodwin, Hall, & Jackson-Lowman, [https://psycnet.apa.org/record/1986-15632-001 A review of psychology of women textbooks: Focus on the Afro-American woman.], 1985 </ref>
+
زاد خلال ثمانينيات القرن العشرين الاهتمام بتنوع تجارب النساء وتقاطع قضاياهن. فصرحت لجنة الرئيس المعنية بالصحة العقلية PCMH أن الآثار المترتبة عن التمييز الجنسي على الصحة العقلية تؤثر على النساء من جميع الأعمار والمجموعات المنتمية إلى أقليّات إثنية وعرقية وظروف اجتماعية واقتصادية مختلفة، وبالتالي يجب أن تكون سياقاتهم أولوية عند وضع السياسات والبرامج التنفيذية. وفي 1984، دعم اللجنة مؤتمرًا طور فيه مجموعة من النساء المتنوعة خطة لصحة النساء العقلية تركز على الحاجة لتحليل الاختلافات التفاعلية في سياقات واحتياجات النساء باختلافاتهن، والتي تشمل على النساء المنتميات للأقليات الإثنية والنساء الأكبر سنًا والمثليات جنسيًا والنساء المصابة بأمراض عقلية مزمنة. وبالرغم من ازدياد أبحاث وكتابات النساء المنتمية إلى أقليات إثنية ومطالبتهم بإدماجها في التيار الرئيسي في تلك الفترة، إلا أن أغلب الكتب الدراسية المعنية بسيكولوجية النساء في تلك الفترة استمرت في التركيز على النساء البيض والمنتميات للطبقة الوسطى.<ref>Brown, Goodwin, Hall, & Jackson-Lowman, [https://psycnet.apa.org/record/1986-15632-001 A review of psychology of women textbooks: Focus on the Afro-American woman.], 1985 </ref>
    
==أساليب البحث==
 
==أساليب البحث==
   −
ينطلق البحث النسوي من الفرضية بأن المرتبة المتدنية للنساء هي حصيلة الصيغ والقيم المجتمعية المتصلة بالبطريركية والامتيازات الذكورية، وليست بسبب الاختلافات البيولوجية انما بالتفسيرات المبنية على ذلك. ويوجّه نقدًا للأبحاث التقليدية في علم النفس التي تحتكر مصادر المعرفة وتحلل المشاركين والمشاركات من وجهة نظر ذكورية. المهم أيضًا هنا ملاحظة أن جميع منهجيات البحث الحالية المطبقة في مجالات البحث النفسي، الاجتماعي والادبي تتمحور حول الهيمنة الذكورية.
+
ينطلق البحث النسوي من الفرضية بأن المرتبة المتدنية للنساء هي حصيلة الصيغ والقيم المجتمعية المتصلة بالبطريركية والامتيازات الذكورية، وليست بسبب الاختلافات البيولوجية انما بالتفسيرات المبنية على ذلك. ويوجّه نقدًا للأبحاث التقليدية في علم النفس التي تحتكر مصادر المعرفة وتحلل المشاركين والمشاركات من وجهة نظر ذكورية. المهم أيضًا هنا ملاحظة أن جميع منهجيات البحث الحالية المطبقة في مجالات البحث النفسي، الاجتماعي والأدبي تتمحور حول الهيمنة الذكورية.
   −
الأبحاث التقليدية في علم النفس على وجه التحديد تقوم بتخطيط الأبحاث وتحليل النتائج بناء على هذه النظرية. وتقوم بتفسير النتائج من اجل الحفاظ على منظومة علاقات القوة والامتيازات الممنوحة للرجل.  
+
الأبحاث التقليدية في علم النفس على وجه التحديد تقوم بتخطيط الأبحاث وتحليل النتائج بناء على هذه النظرية. وتقوم بتفسير النتائج من أجل الحفاظ على منظومة علاقات القوة والامتيازات الممنوحة للرجال.  
الدراسة القائمة على علم النفس النسوي تفحص القيم المجتمعية وكيفية تطبيقها. تفحص بشكل ادق هل الاختلافات الجندرية هي مفهومة ضمنًا او انها نتاج لهذه القيم المجتمعية. يحاول علم النفس النسوي تقديم تعريفات بديلة للقيم الاجتماعية والادوار الجندرية من اجل ادراج النساء وتجاربهن، مبادئهن ورأيهن في الهيكلة المجتمعية للأدوار الجندرية في تحليل نتائج الأبحاث وعدم اخذها كمفهومة ضمنًا.  
+
الدراسة القائمة على علم النفس النسوي تفحص القيم المجتمعية وكيفية تطبيقها. تفحص بشكل أدق هل الاختلافات الجندرية هي مفهومة ضمنًا أو أنها نتاج لهذه القيم المجتمعية. يحاول علم النفس النسوي تقديم تعريفات بديلة للقيم الاجتماعية والأدوار الجندرية من أجل ادراج النساء وتجاربهن، مبادئهن ورأيهن في الهيكلة المجتمعية للأدوار الجندرية في تحليل نتائج الأبحاث وعدم أخذها كمفهومة ضمنًا.  
لهذه الأبحاث دور مهم من اجل تحريك الجمهور نحو التشكيك بالوضع القائم والتحفيز لإيجاد بديل.
+
لهذه الأبحاث دور مهم في تحريك الجمهور نحو التشكيك بالوضع القائم والتحفيز لإيجاد بديل.
   −
النقلة النوعية في  ابحاث علم النفس النسوي هي انها أُنجزت من قِبَل ومن اجل النساء، وتعمل على بحث نظام حياة النساء بعمق في حين أن باقي الابحاث كانت تعالجه بشكل سطحي بإدعاء انها لا ترقى لأخذ الاهتمام، و تدّعي ابحاث اخرى ان النساء راضيات بالتقسيم المجتمعي للأدوار الجندرية، بينما توصلت ابحاث في علم النفس النسوي ان النساء يعانين من مستويات اعلى من القلق والارهاق نتيجة للأعباء الكثيرة الملقاه عليهن.  
+
النقلة النوعية في  أبحاث علم النفس النسوي هي أنها أُنجزت من قِبَل ومن أجل النساء، وتعمل على البحث في نظام حياة النساء بعمق في حين أن باقي الأبحاث كانت تعالجه بشكل سطحي مع التقليل من قيمة الإهتمام الذي يستحقه، و تدّعي أبحاث اخرى أن النساء راضيات بالتقسيم المجتمعي للأدوار الجندرية. في حين توصلت أبحاث في علم النفس النسوي إلى أن النساء يعانين من مستويات أعلى من القلق والارهاق نتيجة للأعباء الكثيرة الملقاة عليهن.  
   −
ابحاث علم النفس النسوي لها اهداف مزدوجة- فمن جهة تعمل على تطوير معرفة جديدة تُدرج فيها تجارب النساء، ومن جهة اخرى تسعى الى التغيير الاجتماعي. وهذا هو الاختلاف الجوهري بينها وبين الابحاث التقليدية في علم النفس والتي سعت دائمًا فقط على ايجاد تفسيرات علمية وأحيانًا ثابتة لتصرفات الافراد. اضافة الى ذلك، البحث النسوي يُدار من قبل المبادئ والافكار للتيارات النسوية المختلفة، ويسعى بالاساس الى اضافة الطابع العملي للنظريات النسوية.
+
أبحاث علم النفس النسوي لها أهداف مزدوجة- فمن جهة تعمل على تطوير معرفة جديدة تُدرج فيها تجارب النساء، ومن جهة أخرى تسعى إلى التغيير الاجتماعي. وهذا هو الاختلاف الجوهري بينها وبين الأبحاث التقليدية في علم النفس والتي سعت فقط إلى ايجاد تفسيرات علمية وأحيانًا ثابتة لتصرفات الأفراد. إضافة إلى ذلك، البحث النسوي يُدار ضمن أطر مبادئ وأفكار للتيارات النسوية المختلفة، ويسعى بالأساس إلى إضافة الطابع العملي للنظريات النسوية.
لا تدعي الباحثات في علم النفس النسوي بأن نتائج ابحاثهن هي حقيقة مطلقة ولسن مخوّلات بالحديث باسم كل النساء- الهدف الاساسي من تخطيط البحث هو فتح مجال للنقاش وللتشكيك في البنية المجتمعية والتفسيرات الجندرية المتفق عليها. النساء التي تعمل في مجال البحث النسوي يأخذن بعين الاعتبار تعدد وجهات النظر لنساء متعددات ومختلفات، وهن ملتزمات بإحضار وإسماع هذه الاصوات المتعددة. وهذه نقطة اختلاف اضافية بينها وبين الابحاث التقليدية في علم النفس.
+
لا تدعي الباحثات في علم النفس النسوي بأن نتائج أبحاثهن هي حقيقة مطلقة ولسن مخوّلات بالحديث باسم كل النساء- الهدف الاساسي من تخطيط البحث هو فتح مجال للنقاش وللتشكيك في البنية المجتمعية والتفسيرات الجندرية المتفق عليها. النساء اللواتي يعملن في مجال البحث النسوي يأخذن بعين الاعتبار تعدد وجهات النظر النساء وتعدديتهن واختلافاتهن، وهن ملتزمات بإحضار وإسماع هذه الاصوات المتعددة. وهذه نقطة اختلاف اضافية بينها وبين الأبحاث التقليدية في علم النفس.
   −
Judith Cook and Mary Margaret Fonow (1986)  اسسن خمس اتفاقيات معرفية اساسية في اساليب البحث في علم النفس النسوي: وتشمل وضع المرأة والفروقات الجندرية في اساس تنظيم البحث وتحليل نتائجه، وتؤكد اهمية رفع الوعي في هذه القضايا، وتعيد برمجة المصطلحات البحثية مثل "البحث الموضوعي"و"اخلاقيات البحث" وتكون نيّتها تمكين المرأة وتغيير علاقات القوة وعدم المساواة
+
Judith Cook and Mary Margaret Fonow (1986)  أسسن خمس اتفاقيات معرفية أساسية في أساليب البحث في علم النفس النسوي: وتشمل أوضاع النساء والفروقات الجندرية في أساس تنظيم البحث وتحليل نتائجه، وتؤكد أهمية رفع الوعي في هذه القضايا، وتعيد برمجة المصطلحات البحثية مثل "البحث الموضوعي" و"أخلاقيات البحث" وتكون نيّتها تمكين النساء وتغيير علاقات القوة وعدم المساواة.
   −
في علم النفس النسوي، تكون الباحثة واعية للتحيزات الجندرية التي تعاني منها المشاركات. وتعترف بأن الأبحاث احيانًا والمشاركات آتية من مؤسسات لا تزال تتسم بالبطريركية، وتكون ايضًا واعية للمكانة المتدنية للمرأة. بناءً على ذلك، عند تخطيط البحث، تأخذ بعين الاعتبار علاقات القوة القائمة بينها –كباحثة لها كامل السيطرة على سيرورة البحث-وبين المشاركات اللاتي يعانين من التحيز ضدهن بشكل يومي بسبب التوزيع الغير متكافئ للقوى. وتحاول الباحثة قدر الإمكان ان تلغي علاقات القوى الغير متكافئة التي تنتج بينها وبين المشاركات من خلال خلق بيئة بحث حاضنة ومستقبلة تشعر فيها المشاركة بأمان حين مشاركتها المعلومات دون وجود أي تهديد من استغلال المعلومات ضدها. ومن جهة أخرى، تكون المشاركة أيضا على دراية بماهية البحث، وتكون في موضع المعلم لها.
+
في علم النفس النسوي، تكون الباحثة واعية للتحيزات الجندرية التي تعاني منها المشاركات. وتعترف بأن الأبحاث احيانًا والمشاركات آتيات من مؤسسات لا تزال تتسم بالبطريركية، وتكون أيضًا واعية للمكانة المتدنية للنساء. بناءً على ذلك، عند تخطيط البحث، تأخذ بعين الاعتبار علاقات القوة القائمة بينها –كباحثة لها كامل السيطرة على سيرورة البحث- وبين المشاركات اللاتي يعانين من التحيز ضدهن بشكل يومي بسبب التوزيع الغير متكافئ للقوى. وتحاول الباحثة قدر الإمكان أن تلغي علاقات القوى الغير متكافئة التي تنتج بينها وبين المشاركات من خلال خلق بيئة بحث حاضنة ومستقبلة تشعر فيها المشاركة بأمان حين مشاركتها المعلومات دون وجود أي تهديد من استغلال المعلومات ضدها. ومن جهة أخرى، تكون المشاركة أيضًا على دراية بماهية البحث، وتكون في موضع المعلم لها.
   −
في ابحاث علم النفس النسوي تتوفر مجموعة واسعة من الأساليب-النوعية والكمية- للباحثات النسويات. بدلاً من التركيز على نوع البحث الأفضل، يتم خلال تخطيط البحث السماح لسياق البحث والهدف منه بتوجيه اختيار أدوات وتقنيات البحث. لا توجد طريقة أو استراتيجية واحدة للبحث النسوي. يجب أن يوجه الموقف أو السياق المعين الخيارات المنهجية ، بدلاً من الثقة في الطريقة المناسبة لكل سياق وموقف.
+
في أبحاث علم النفس النسوي تتوفر مجموعة واسعة من الأساليب -النوعية والكمية- للباحثات النسويات. بدلاً من التركيز على نوع البحث الأفضل، يتم خلال تخطيط البحث السماح لسياق البحث والهدف منه بتوجيه اختيار أدوات وتقنيات البحث. لا توجد طريقة أو استراتيجية واحدة للبحث النسوي. يجب أن يوجه الموقف أو السياق المعين الخيارات المنهجية، بدلاً من الثقة في الطريقة المناسبة لكل سياق وموقف.
    
==الأدب والتحليل النفسي==
 
==الأدب والتحليل النفسي==
 
عرضت أعمال أدبية عدة تواطؤ ومشاركة الطب النفسي السائد في تأديب النساء ووضع قيود على ما كان يعتبر نشاطًا عاطفيًا وجنسًا وفنيًا غير مقيد. سلطت [[سيلفيا بلاث]]، في روايتها The Bell Jar، التي نُشرت في الولايات المتحدة في عام 1971، بالإضافة إلى يوميات [[فرجينيا وولف]] المكونة من خمسة مجلدات (1977-1984)، الضوء على تجارب النساء مع المرض النفسي ورفع مستوى الوعي بالمخاطر التي تواجهها النساء بسبب الأبوية الطبية.  
 
عرضت أعمال أدبية عدة تواطؤ ومشاركة الطب النفسي السائد في تأديب النساء ووضع قيود على ما كان يعتبر نشاطًا عاطفيًا وجنسًا وفنيًا غير مقيد. سلطت [[سيلفيا بلاث]]، في روايتها The Bell Jar، التي نُشرت في الولايات المتحدة في عام 1971، بالإضافة إلى يوميات [[فرجينيا وولف]] المكونة من خمسة مجلدات (1977-1984)، الضوء على تجارب النساء مع المرض النفسي ورفع مستوى الوعي بالمخاطر التي تواجهها النساء بسبب الأبوية الطبية.  
 
[[ملف:غلاف السيدة دالواي.jpg|تصغير|غلاف رواية "السيدة دالواي" لـ فيرجينيا وولف، فينتاج بوكس، ٢٠٢٠]]
 
[[ملف:غلاف السيدة دالواي.jpg|تصغير|غلاف رواية "السيدة دالواي" لـ فيرجينيا وولف، فينتاج بوكس، ٢٠٢٠]]
كما تتطرق فيرجينيا وولف إلى الطبيب النفسي القمعي في رواياتها. وتحديدًا، في السيدة دالواي، حيث أن "الشرير" هو السير ويليام برادشو، وهو طبيب نفسي يرى كل الأمراض الباطنية على أنها مجرد "نقص في التناسب" ويسيء التعامل مع انهيار احد شخصيات الرواية، السيدة سبتيموس وارين سميث. العلاج الوحيد الذي يطرحه برادشو هو حبس الناس، وبالتالي سلبهم من حقوقهم السياسية والوجودية. وتصوره وولف في كتاباتها كنوع من المحارب العسكري وتجسيد للاسبتداد.  
+
كما تتطرق فيرجينيا وولف إلى الطبيب النفسي القمعي في رواياتها. وتحديدًا، في السيدة دالواي، حيث أن "الشرير" هو السير ويليام برادشو، وهو طبيب نفسي يرى كل الأمراض الباطنية على أنها مجرد "نقص في التناسب" ويسيء التعامل مع انهيار إحدى شخصيات الرواية، السيدة سبتيموس وارين سميث. العلاج الوحيد الذي يطرحه برادشو هو حبس الناس، وبالتالي سلبهم من حقوقهم السياسية والوجودية. وتصوره وولف في كتاباتها كنوع من المحارب العسكري وتجسيد للاسبتداد.  
 
ونجد نظير برادشو في رواية "المدينة ذات الأربع أبواب" لـ [[دوريس ليسنغ]]، وهي روائية نسوية يسارية. وفي روايتها، تتحدث ليسنغ عن دكتور لامب، والذي يمثل نفس "الشر" الذي مثلته وولف في برادشو، وتضع ليسنغ انسانية دكتور لامب موضع التساؤل.
 
ونجد نظير برادشو في رواية "المدينة ذات الأربع أبواب" لـ [[دوريس ليسنغ]]، وهي روائية نسوية يسارية. وفي روايتها، تتحدث ليسنغ عن دكتور لامب، والذي يمثل نفس "الشر" الذي مثلته وولف في برادشو، وتضع ليسنغ انسانية دكتور لامب موضع التساؤل.
 
وفي رواية "جين اير" لشارلوت برونت، يلعب الراهب دور "طبيب نفساني" بديل. أما في روايات [[مارغريت اتوود]]، فنجد أن قوة الذكور، وتحديدًا أصحاب القوة، غير شخصية تمامًا، تتسجد في مجموعة من القمعيين تطلق عليها اتوود تسمية "الأمريكان".
 
وفي رواية "جين اير" لشارلوت برونت، يلعب الراهب دور "طبيب نفساني" بديل. أما في روايات [[مارغريت اتوود]]، فنجد أن قوة الذكور، وتحديدًا أصحاب القوة، غير شخصية تمامًا، تتسجد في مجموعة من القمعيين تطلق عليها اتوود تسمية "الأمريكان".
سطر 64: سطر 64:  
'''
 
'''
   −
[[ملف:مي زيادة.jpg|تصغير|الكاتبة مي زيادة، والتي تم ادخالها إلى مصحة العصفورية للأمراض النفسية في لبنان ]]
+
[[ملف:مي زيادة.jpg|تصغير|الكاتبة مي زيادة، والتي تم ادخالها إلى مصحة العصفورية للأمراض النفسية في لبنان]]
وفي الأدب العربي، حاولت [[مي زيادة]] معالجة ما تعرضت له بعد أن أدخلها أقاربها إلى مصحة العصفورية للأمراض النفسية في لبنان، إلا أن استطاعت اثبات سلامتها العقلية والخروج من المستشفى. ويظهر هذا بشكل أساسي في "كتابات منسية"، حيث قامت الباحثة الألمانية أنيتا زيغلر بجمع كتابات مي زيادة التي صدرت في أعوامها الأخيرة وهي تلقي ضوءًا جديدًا على حياة مي زيادة، خصوصًا العقد المأساوي الأخير منها. كما تسعى الراسمة باسكال غزالي إلى رسم قصة حياتها.  
+
وفي الأدب العربي، حاولت [[مي زيادة]] معالجة ما تعرضت له بعد أن أدخلها أقاربها إلى مصحة العصفورية للأمراض النفسية في لبنان، إلا أنها استطاعت اثبات سلامتها العقلية والخروج من المستشفى. ويظهر هذا بشكل أساسي في "كتابات منسية"، حيث قامت الباحثة الألمانية أنيتا زيغلر بجمع كتابات مي زيادة التي صدرت في أعوامها الأخيرة وهي تلقي ضوءًا جديدًا على حياة مي زيادة، خصوصًا العقد المأساوي الأخير منها. كما تسعى الرسامة باسكال غزالي إلى رسم قصة حياتها.  
    
==العلاج النفسي النسوي==  
 
==العلاج النفسي النسوي==  
staff
2٬193

تعديل

قائمة التصفح