تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وصلات
سطر 1: سطر 1: −
   
{{بيانات ترجمة
 
{{بيانات ترجمة
 
|نوع الوثيقة=مقالة رأي
 
|نوع الوثيقة=مقالة رأي
سطر 5: سطر 4:  
|محرر=
 
|محرر=
 
|العنوان الأصلي= We need to Talk about Process
 
|العنوان الأصلي= We need to Talk about Process
|النص الأصلي=
+
|النص الأصلي=وثيقة:We need to Talk about Process
|المصدر= troubleandstrife
+
|المصدر=troubleandstrife
 
|لغة الأصل=eng
 
|لغة الأصل=eng
 
|مؤلف=إيما ستونبريدج
 
|مؤلف=إيما ستونبريدج
|المصدر=troubleandstrife
   
|تاريخ النشر=
 
|تاريخ النشر=
|تاريخ الاسترجاع=10-4-2018
+
|تاريخ الاسترجاع=10-04-2018
 
|مسار الاسترجاع=http://www.troubleandstrife.org/new-articles/we-need-to-talk-about-process
 
|مسار الاسترجاع=http://www.troubleandstrife.org/new-articles/we-need-to-talk-about-process
 
|ملاحظة=
 
|ملاحظة=
سطر 17: سطر 15:  
}}
 
}}
   −
==نحن في حاجة إلى الحديث عن العملية==
+
في حركة سياسية متنوعة، سيكون ثمة بالضرورة جدالات وخلافات، ولكن كيف ينبغي [[نسوية | للنسويات]] أن يتعاملن مع الخلاف الداخلي؟ تعتقد [[إما ستونبريدج]] أن الوقت قد حان لحوار جديد حول الطريقة التي نخوض بها نقاشاتنا.
 
  −
في حركة سياسية متنوعة، سيكون ثمة بالضرورة جدالات وخلافات، ولكن كيف ينبغي للنسويات أن يتعاملن مع الخلاف الداخلي؟ تعتقد إما ستونبريدج أن الوقت قد حان لحوار جديد حول الطريقة التي نخوض بها نقاشاتنا.
  −
في مؤتمر نسوي، في غرفة مملوءة بالنساء (وقلة من الرجال المتناثرين بالمكان). نستمع إلى حديث حول مشروع "الذكورية اليومية"، والذي يمنح النساء والفتيات منصة لمشاركة خبراتهن في التعرض للتحرش والمضايقة. المناخ داعم، والحاضرات بالغرفة يشعرن بالوحدة.
      +
في مؤتمر نسوي، في غرفة مملوءة بالنساء (وقلة من الرجال المتناثرين بالمكان). نستمع إلى حديث حول مشروع "الذكورية اليومية"، والذي يمنح النساء والفتيات منصة لمشاركة خبراتهن في التعرض [[تحرش جنسي | للتحرش]] والمضايقة. المناخ داعم، والحاضرات بالغرفة يشعرن بالوحدة.
    
لاحقًا، يتغير المزاج. تقاطع امرأة من بين الحضور، متحدثة أخرى، وتطالبها بأن تصمت، لأن ما تقوله مسيء. تطالب رئيسة الجلسة المرأة بأن تدع المتحدثة تنهي حديثها، فتستجيب المرأة في النهاية. في النقاش التالي، تنتقد أقلية طريقة المرأة في التدخل، ولكن لا تعارض أي منهن حقها في التعبير عن اعتراضاتها، وهي تُعطى المساحة لإيضاحها. ليس ثمة توافق نهائي، والحاضرات بالغرفة يشعرن بالانقسام.
 
لاحقًا، يتغير المزاج. تقاطع امرأة من بين الحضور، متحدثة أخرى، وتطالبها بأن تصمت، لأن ما تقوله مسيء. تطالب رئيسة الجلسة المرأة بأن تدع المتحدثة تنهي حديثها، فتستجيب المرأة في النهاية. في النقاش التالي، تنتقد أقلية طريقة المرأة في التدخل، ولكن لا تعارض أي منهن حقها في التعبير عن اعتراضاتها، وهي تُعطى المساحة لإيضاحها. ليس ثمة توافق نهائي، والحاضرات بالغرفة يشعرن بالانقسام.
      −
فيما بعد، تكتشف المتحدثة أن بعض حضور المؤتمر قد قاطعنها. فإذا حاولت محادثتهن التفتن بعيدًا في صمت. ووجدت أيضا أن البعض قد وضعن تعليقات على تويتر، كتبن أنها عنصرية، وأنها معادية للعابرين/ات جنسيًا وعاملات الجنس. وذكرتها مشاعرها -الصدمة، الغضب، الضيق- بما قالته المتحدثة السابقة عليها، عن ردود أفعال النساء للذكورية اليومية. ولكن من هاجمنها لسن رجالا ذكوريين. فمثلها تماما هن نساء نسويات.
+
فيما بعد، تكتشف المتحدثة أن بعض حضور المؤتمر قد قاطعنها. فإذا حاولت محادثتهن التفتن بعيدًا في صمت. ووجدت أيضا أن البعض قد وضعن تعليقات على تويتر، كتبن أنها عنصرية، وأنها معادية [[عبور جنسي | للعابرين/ات جنسيًا]] و[[العمل بالجنس | عاملات الجنس]]. وذكرتها مشاعرها -الصدمة، الغضب، الضيق- بما قالته المتحدثة السابقة عليها، عن ردود أفعال النساء لل[[ذكورية]] اليومية. ولكن من هاجمنها لسن رجالا ذكوريين. فمثلها تماما هن نساء نسويات.
   −
إذا ما أمضيتِ وقتًا في المنتديات النسوية، فأغلب الظن أن الخطوط العامة لهذا الخلاف ستكون معتادة لكِ. وإذا ما كنتِ نسوية لوقت طويل، فربما يكون رد فعلك هو، "ما الجديد؟" لقد كان ثمة دائمًا خلاف بين النسويات، وكان ثمة دائمًا مناسبات أصبح الخلاف فيها بشعًا. فبالنسبة لبعضنا، أعادت الواقعة بالمؤتمر ذكريات خلاف مشابه اندلع في مدرسة صيفية للمثليات عام 1988. وكان قد بدأ أيضًا عندما اتهمت امرأة الأخريات بالتمسك برؤى لا يمكن التسامح معها في فضاء نسوي، وتصاعد هذا الخلاف إلى حد قارب الانحراف بالفعالية كلها عن مسارها.
+
إذا ما أمضيتِ وقتًا في المنتديات النسوية، فأغلب الظن أن الخطوط العامة لهذا الخلاف ستكون معتادة لكِ. وإذا ما كنتِ نسوية لوقت طويل، فربما يكون رد فعلك هو، "ما الجديد؟" لقد كان ثمة دائمًا خلاف بين النسويات، وكان ثمة دائمًا مناسبات أصبح الخلاف فيها بشعًا. فبالنسبة لبعضنا، أعادت الواقعة بالمؤتمر ذكريات خلاف مشابه اندلع في مدرسة صيفية [[مثلية جنسية | للمثليات]] عام 1988. وكان قد بدأ أيضًا عندما اتهمت امرأة الأخريات بالتمسك برؤى لا يمكن التسامح معها في فضاء نسوي، وتصاعد هذا الخلاف إلى حد قارب الانحراف بالفعالية كلها عن مسارها.
    
ولكنني أعتقد بالفعل أن شيئا قد تغير منذ الثمانينات، ولسوف ألخص ذلك (بشكل بدائي) على النحو التالي. فالأمور التي اعتادت الحدوث نادرًا أصبحت أكثر شيوعًا. والسلوك الذي كان من المعتاد رفضه، أو النظر إليه كمشكلة، أصبح مقبولًا أكثر. والخلافات التي تورط فيها سابقًا مجتمع مغلق وصغير نسبيًا، يتفاعل وجهًا لوجه، أصبحت الآن تتم في منتديات أكثر انفتاحًا وعلانية. ويبدو أننا لم نعد نتحدث بتلك الأمور بالطريقة نفسها التي تحدثت النسويات بها سابقا.
 
ولكنني أعتقد بالفعل أن شيئا قد تغير منذ الثمانينات، ولسوف ألخص ذلك (بشكل بدائي) على النحو التالي. فالأمور التي اعتادت الحدوث نادرًا أصبحت أكثر شيوعًا. والسلوك الذي كان من المعتاد رفضه، أو النظر إليه كمشكلة، أصبح مقبولًا أكثر. والخلافات التي تورط فيها سابقًا مجتمع مغلق وصغير نسبيًا، يتفاعل وجهًا لوجه، أصبحت الآن تتم في منتديات أكثر انفتاحًا وعلانية. ويبدو أننا لم نعد نتحدث بتلك الأمور بالطريقة نفسها التي تحدثت النسويات بها سابقا.
    
==العملية==
 
==العملية==
عندما انخرطت، بادئ الأمر، في الحركة النسوية، كان ثمة كثير من الحديث عن "العملية"، وتعني الطريقة التي تُؤدى بها الأمور في المجموعات النسوية. وعوملت هذه المسألة على أنها قضية سياسية في حد ذاتها؛ فممارستنا كان مقصودًا بها أن تجسد التزاماتنا النظرية بعلاقات مساواتية وغير هرمية. لم يكن للمجموعات النسوية قادة أو مسؤولات منتخبات؛ اتُّخذت القرارات بشكل جماعي، وليس بتصويت الأغلبية. وتطلبت طريقة العمل هذه الاعتناء بالعملية الجماعية. فإذا كان الهدف هو ضمان الاستماع إلى رؤى الجميع، وأن تُوزع المهام بشكل عادل، وأن تُتخذ القرارات بالتوافق، فكان ينبغي أن يكون لك قواعد أساسية لممارسة تفاعلاتك.
+
عندما انخرطت، بادئ الأمر، في [[حركة نسوية | الحركة النسوية]]، كان ثمة كثير من الحديث عن "العملية"، وتعني الطريقة التي تُؤدى بها الأمور في المجموعات النسوية. وعوملت هذه المسألة على أنها قضية سياسية في حد ذاتها؛ فممارستنا كان مقصودًا بها أن تجسد التزاماتنا النظرية بعلاقات مساواتية وغير هرمية. لم يكن للمجموعات النسوية قادة أو مسؤولات منتخبات؛ اتُّخذت القرارات بشكل جماعي، وليس بتصويت الأغلبية. وتطلبت طريقة العمل هذه الاعتناء بالعملية الجماعية. فإذا كان الهدف هو ضمان الاستماع إلى رؤى الجميع، وأن تُوزع المهام بشكل عادل، وأن تُتخذ القرارات بالتوافق، فكان ينبغي أن يكون لك قواعد أساسية لممارسة تفاعلاتك.
      −
إحدى القواعد التي أذكر تطبيقها بصرامة كانت ألا تقاطعي النساء الأخريات، أو أن تطالبيهن بأن يهدأن أو أن تستخدمي لهجة مسيئة لهن أو عنهن. مثل هذا السلوك غير "الأُختيّ" كان مرفوضًا بقوة. وكان لبعض المجموعات أيضا قواعد للحديث بالتتابع (مثلا، أن تنتقل الكلمة من متحدثة إلى أخرى حول الغرفة، أو أن يكون لكل امرأة عددًا محددًا من المداخلات)، وقصد بها وقف أن يهيمن على المناقشة النساء الأكثر ثقة بذواتهن، أو الأكثر طلاقة. وكان لكثير من المجموعات قاعدة تقضي بضرورة سماع سرد النساء لخبراتهن الشخصية دون أحكام أو انتقادات أو جدل.
+
إحدى القواعد التي أذكر تطبيقها بصرامة كانت ألا تقاطعي النساء الأخريات، أو أن تطالبيهن بأن يهدأن أو أن تستخدمي لهجة مسيئة لهن أو عنهن. مثل هذا السلوك غير "[[أختية | الأُختيّ]]" كان مرفوضًا بقوة. وكان لبعض المجموعات أيضا قواعد للحديث بالتتابع (مثلا، أن تنتقل الكلمة من متحدثة إلى أخرى حول الغرفة، أو أن يكون لكل امرأة عددًا محددًا من المداخلات)، وقصد بها وقف أن يهيمن على المناقشة النساء الأكثر ثقة بذواتهن، أو الأكثر طلاقة. وكان لكثير من المجموعات قاعدة تقضي بضرورة سماع سرد النساء لخبراتهن الشخصية دون أحكام أو انتقادات أو جدل.
      سطر 45: سطر 41:       −
كان الواقع، كما أذكره، أكثر تعقيدًا وتنوعًا مما توحي به هذه الانتقادات اللاحقة. فأنا أذكر وجودي في مجموعات حيث ولّدت الفروق -بين نساء الطبقة العاملة والمتوسطة، المثليات والغيريات، الأمهات وغيرهن- احتكاكات وضغائن مرت في معظمها دون التعامل معها. ولكنني أذكر أيضا مجموعات أمكننا فيها أن نناقش الفروق بيننا بشكل منفتح وبناء. كانت هذه المجموعات عادة هي تلك التي أمكن للنساء فيها أن يعرفن بعضهن البعض جيدا، ويطورن مستويات مرتفعة من الثقة الشخصية.
+
كان الواقع، كما أذكره، أكثر تعقيدًا وتنوعًا مما توحي به هذه الانتقادات اللاحقة. فأنا أذكر وجودي في مجموعات حيث ولّدت الفروق -بين نساء الطبقة العاملة والمتوسطة، المثليات و[[غيرية جنسية | الغيريات]]، الأمهات وغيرهن- احتكاكات وضغائن مرت في معظمها دون التعامل معها. ولكنني أذكر أيضا مجموعات أمكننا فيها أن نناقش الفروق بيننا بشكل منفتح وبناء. كانت هذه المجموعات عادة هي تلك التي أمكن للنساء فيها أن يعرفن بعضهن البعض جيدا، ويطورن مستويات مرتفعة من الثقة الشخصية.
       
مثل معظم الأمور، كان للعملية النسوية قديمة الطراز جوانب جيدة وأخرى سيئة. ومثل كل شيء، كانت منتجًا لزمنها. وإذا لم تتغير بشكل كبير في الثلاثين عاما الماضية فإن ذلك في حد ذاته سيكون مشكلة. ولكن هذا لا يعني أنه ليس بإمكاننا، أو أنه لا ينبغي علينا، أن نتأمل بشكل نقدي في الطريقة التي نُؤدي بها الأمور الآن. فكيف تبدو العملية النسوية في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين؟ وكيف ينبغي أن تبدو في اعتقادنا؟
 
مثل معظم الأمور، كان للعملية النسوية قديمة الطراز جوانب جيدة وأخرى سيئة. ومثل كل شيء، كانت منتجًا لزمنها. وإذا لم تتغير بشكل كبير في الثلاثين عاما الماضية فإن ذلك في حد ذاته سيكون مشكلة. ولكن هذا لا يعني أنه ليس بإمكاننا، أو أنه لا ينبغي علينا، أن نتأمل بشكل نقدي في الطريقة التي نُؤدي بها الأمور الآن. فكيف تبدو العملية النسوية في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين؟ وكيف ينبغي أن تبدو في اعتقادنا؟
      
==السياق والرسالة==
 
==السياق والرسالة==
تأثرت [[النسوية]]، مثل كل شيء غيرها، بقدوم التكنولوجيا الرقمية. يحدث كثير من العمل على الحملات والمناقشات السياسية على الشبكة اليوم؛ حتى المجموعات المحلية، التي تعقد اجتماعات منتظمة، ربما تتفاعل من خلال الفيسبوك أكثر مما تفعل وجهًا لوجه. المزايا الإيجابية للتكنولوجيا الجديدة، مثل السرعة، والراحة، واتساع إمكانية الوصول، واضحة. ولكن اعتمادنا المتزايد على الوسائط الرقمية له عواقب، بالنسبة للطريقة التي ننتسب بها لبعضنا البعض، ربما تكون أقل وضوحًا.
+
تأثرت ال[[نسوية]]، مثل كل شيء غيرها، بقدوم التكنولوجيا الرقمية. يحدث كثير من العمل على الحملات والمناقشات السياسية على الشبكة اليوم؛ حتى المجموعات المحلية، التي تعقد اجتماعات منتظمة، ربما تتفاعل من خلال الفيسبوك أكثر مما تفعل وجهًا لوجه. المزايا الإيجابية للتكنولوجيا الجديدة، مثل السرعة، والراحة، واتساع إمكانية الوصول، واضحة. ولكن اعتمادنا المتزايد على الوسائط الرقمية له عواقب، بالنسبة للطريقة التي ننتسب بها لبعضنا البعض، ربما تكون أقل وضوحًا.
      سطر 61: سطر 56:       −
الاستراتيجية الرئيسية التي طُورت للتعامل مع هذه الظروف هي إدارة المواقع: فتُراقب المشاركات في الموقع، ويمكن أن تزال (أو ألا يُقبل نشرها من الأساس)، إذا لم تتفق مع "معايير المجتمع الافتراضي". أما ماهية هذه المعايير فأمر متغير: بعض مجتمعات الشبكة تزيل فقط المشاركات إذا كان من الممكن أن تمثل خرقًا للقانون، بينما البعض الآخر أكثر تدخلية. في المجموعات النسوية، تضم سياسات إدارة المواقع غالبًا التزامًا صريحًا بقيم سياسية مثل المساواة، والشمول، والتقاطعية. وبعضها ينص على أن المشاركات ستزال إذا ما رُؤي أنها تناقض هذه القيم (كمثال، إذا ما كانت ذكورية، متحيزة ضد ذوي الإعاقة، معادية للمثليين أو عابري الجنس والنوع الاجتماعي).
+
الاستراتيجية الرئيسية التي طُورت للتعامل مع هذه الظروف هي إدارة المواقع: فتُراقب المشاركات في الموقع، ويمكن أن تزال (أو ألا يُقبل نشرها من الأساس)، إذا لم تتفق مع "معايير المجتمع الافتراضي". أما ماهية هذه المعايير فأمر متغير: بعض مجتمعات الشبكة تزيل فقط المشاركات إذا كان من الممكن أن تمثل خرقًا للقانون، بينما البعض الآخر أكثر تدخلية. في المجموعات النسوية، تضم سياسات إدارة المواقع غالبًا التزامًا صريحًا بقيم سياسية مثل المساواة، والشمول، والتقاطعية. وبعضها ينص على أن المشاركات ستزال إذا ما رُؤي أنها تناقض هذه القيم (كمثال، إذا ما كانت ذكورية، متحيزة ضد ذوي الإعاقة، معادية للمثليين أو عابري الجنس و[[[جندر | النوع الاجتماعي]]).
      سطر 96: سطر 91:     
==كيف نغلق الحوار==
 
==كيف نغلق الحوار==
يمكن الجدل بأن المشاركات في المؤتمر اللاتي لجأن إلى تويتر، قد فضلن الخروج عن الحوار السياسي -متجاوزات المناقشة في الغرفة (حيث تُحترم أكثر من وجهة نظر واحدة)، وتوجهن بدلا من ذلك إلى مجتمع شبكي يمكنهن الاعتماد على اتفاقه/قبوله. أحد أدلة الإثبات لهذا التفسير هو المفردات المستخدمة. فعلى سبيل المثال يُكثّف مصطلح "معادية لعاملات الجنس" حزمة كاملة من الجدليات حول الجنس والعمل بالجنس/الدعارة، ويجسد موقفا بعينه من هذه القضية. مثل هذه الصيغة المختصرة لا تدعم الحوار، وإنما تعزز الانقسام، فوظيفتها هي تأكيد خيرية وصواب موقفك بمقارنته بسوء وخطأ الموقف الذي تتخذه مجموعة أخرى من النسويات. في نفس الوقت، تخوض النسويات الأخريات، في الركن الخاص بهن من الكون الافتراضي،  نقاشهن المعزز للذات، مستخدمات الصيغ المختصرة الداخلية الخاصة بمجموعتهن. هذه الحوارات من طرف واحد المتوازية لا تعزز فقط الخلافات السياسية الأساسية، وإنما تعزز أيضا افتراضات الناس حول هؤلاء اللاتي لا يتفقن مع ما يعتقدن فيه ولماذا. وبعض هذه الافتراضات غير دقيق، فسيكون من الأصعب التمسك بها إن لم نمضي وقتًا أطول في الحديث عن بعضنا البعض مما نمضيه في الحديث إلى بعضنا البعض.
+
 
 +
يمكن الجدل بأن المشاركات في المؤتمر اللاتي لجأن إلى تويتر، قد فضلن الخروج عن الحوار السياسي -متجاوزات المناقشة في الغرفة (حيث تُحترم أكثر من وجهة نظر واحدة)، وتوجهن بدلا من ذلك إلى مجتمع شبكي يمكنهن الاعتماد على اتفاقه/قبوله. أحد أدلة الإثبات لهذا التفسير هو المفردات المستخدمة. فعلى سبيل المثال يُكثّف مصطلح "معادية لعاملات الجنس" حزمة كاملة من الجدليات حول الجنس والعمل بالجنس/ال[[دعارة]]، ويجسد موقفا بعينه من هذه القضية. مثل هذه الصيغة المختصرة لا تدعم الحوار، وإنما تعزز الانقسام، فوظيفتها هي تأكيد خيرية وصواب موقفك بمقارنته بسوء وخطأ الموقف الذي تتخذه مجموعة أخرى من النسويات. في نفس الوقت، تخوض النسويات الأخريات، في الركن الخاص بهن من الكون الافتراضي،  نقاشهن المعزز للذات، مستخدمات الصيغ المختصرة الداخلية الخاصة بمجموعتهن. هذه الحوارات من طرف واحد المتوازية لا تعزز فقط الخلافات السياسية الأساسية، وإنما تعزز أيضا افتراضات الناس حول هؤلاء اللاتي لا يتفقن مع ما يعتقدن فيه ولماذا. وبعض هذه الافتراضات غير دقيق، فسيكون من الأصعب التمسك بها إن لم نمضي وقتًا أطول في الحديث عن بعضنا البعض مما نمضيه في الحديث إلى بعضنا البعض.
      سطر 102: سطر 98:       −
ولكن ما أن أعلن المبدأ صراحة، أصبح من الواضح أن ثمة مشكلة فيه، فهو يفترض مسبقا أن كل من يتشارك الهوية أو الخبرة ذاتها سيتفق مع الرأي السياسي نفسه، في حين أن ذلك ليس الحال في الواقع. ثمة نسويات مسلمات يدعمن حق النساء في ارتداء الحجاب ونسويات مسلمات أخريات يعارضن هذه الممارسة. وثمة نساء لهن خبرة بصناعة الجنس يدافعن عنها، وأخريات يقمن بحملات ضدها. فأي موقف ينبغي على النسويات اللاتي لا تشاركن هذه الهويات أن يعاملنه على أنه الموقف المعتمد؟ وكيف لأي أحد، بأي هوية، أن يصل إلى موقف مدروس من أية قضية إذا كان الإنصات إلى أكثر من رأي حولها هو قمعي بالتعريف؟ ومن يقرر أي الرؤى مقبول وأيها ينبغي إقصاؤه عن المنصة؟ هل هذه هي النسخة الجديدة مما اسمته جو فريمان بديكتاتورية غياب الهيكلية؟
+
ولكن ما أن أعلن المبدأ صراحة، أصبح من الواضح أن ثمة مشكلة فيه، فهو يفترض مسبقا أن كل من يتشارك الهوية أو الخبرة ذاتها سيتفق مع الرأي السياسي نفسه، في حين أن ذلك ليس الحال في الواقع. ثمة نسويات مسلمات يدعمن حق النساء في ارتداء ال[[حجاب]] ونسويات مسلمات أخريات يعارضن هذه الممارسة. وثمة نساء لهن خبرة بصناعة الجنس يدافعن عنها، وأخريات يقمن بحملات ضدها. فأي موقف ينبغي على النسويات اللاتي لا تشاركن هذه الهويات أن يعاملنه على أنه الموقف المعتمد؟ وكيف لأي أحد، بأي هوية، أن يصل إلى موقف مدروس من أية قضية إذا كان الإنصات إلى أكثر من رأي حولها هو قمعي بالتعريف؟ ومن يقرر أي الرؤى مقبول وأيها ينبغي إقصاؤه عن المنصة؟ هل هذه هي النسخة الجديدة مما اسمته جو فريمان بديكتاتورية غياب الهيكلية؟
      سطر 118: سطر 114:     
==الوسائل، الغايات وممارسة سياستنا==
 
==الوسائل، الغايات وممارسة سياستنا==
تصادف مؤخرا أن أعدت قراءة عمل كلاسيكي من الموجة الثانية، وهو البيان الذي أعدته "تعاونية كومباهي [[التقاطعية|النسوية السوداء]]" في عام 1977. وأدهشتني الفقرة التي تناولت موضوع العملية النسوية:
+
 
 +
تصادف مؤخرا أن أعدت قراءة عمل كلاسيكي من الموجة الثانية، وهو البيان الذي أعدته "تعاونية كومباهي [[نسوية سوداء|النسوية السوداء]]" في عام 1977. وأدهشتني الفقرة التي تناولت موضوع العملية النسوية:
    
في ممارسة سياستنا لا نؤمن بأن الغاية تبرر دائما الوسيلة. فكثير من الأفعال الرجعية والمدمرة مورست باسم تحقيق "أهداف سياسية صحيحة". كنسويات، لا نرغب في الإساءة لأحد باسم السياسة. نحن نؤمن بالعملية الجماعية والتوزيع غير الهرمي للسلطة داخل مجموعتنا وفي رؤيتنا لمجتمع ثوري. ونحن ملتزمات بالاختبار المستمر لسياستنا بينما تتطور من خلال النقد الخارجي والنقد الذاتي كأوجه أساسية لسياستنا.
 
في ممارسة سياستنا لا نؤمن بأن الغاية تبرر دائما الوسيلة. فكثير من الأفعال الرجعية والمدمرة مورست باسم تحقيق "أهداف سياسية صحيحة". كنسويات، لا نرغب في الإساءة لأحد باسم السياسة. نحن نؤمن بالعملية الجماعية والتوزيع غير الهرمي للسلطة داخل مجموعتنا وفي رؤيتنا لمجتمع ثوري. ونحن ملتزمات بالاختبار المستمر لسياستنا بينما تتطور من خلال النقد الخارجي والنقد الذاتي كأوجه أساسية لسياستنا.
7٬902

تعديل

قائمة التصفح