تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 9٬327 بايت ،  قبل 5 سنوات
←‏الجندر والجنس البيولوجي: اضافة محتوى وبعض المصادر
سطر 158: سطر 158:  
بعدها أًصبح من الشائع استخدام مصطلح "النوع الاجتماعي" للتدليل على الجندر في الكثير من وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، وصاحبه ترجمات أخرى مثل "النوع" "الجندر" "التشكيل الثقافي للاختلافات بين الجنسين"، كما اصطلحت الدكتورة فريال غازول في العدد التاسع عشر من مجلة الألف الصادرة عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مصطلح "الجنوسة" كترجمة لجندر<ref>[https://scholar.cu.edu.eg/?q=halakamal/files/genderdiversityspecificitylnw_ltnw_wlkhswsy.pdf هالة كمال، "النوع الاجتماعي (الجندر): التنوع الثقافي والخصوصية الثقافية"، ص.2 ].</ref> ولكنه لم يلق قبولًا واسعًا أو استخدامً كبيرًا في الأوساط النسوية والاكاديمية الناطقة بالعربية. انتقدت الدكتورة سامية محرز عدم الاتفاق على استخدام الجنوسة كترجمة مبتكرة لجندر وتُرجِع ذلك "لقصور الباحثات النسويات وعدم قدرتهم على الوصول لمعانِ جديدة تسمح بادماج دراسات النوع في الثقافة العربية. فالجنوسة من وجهة نظرها "صياغة مبتكرة لأنها تتبع قواعد الصرف العربي كما أنها تعتمد على جذر عربي يسمح باإدماج المفهوم في اللغة ومن ثم في الثقافة عوضًا عن استخدام ألفاظ مثل "النوع" أو "الجنس" أو "الجندر" التي رأتها تعزز من الأفكار الداعية للإنفصال والاختلاف".<ref>[https://www.academia.edu/34816787/دراسات_النوع_في_العالم_العربي_تأملات_وتساؤلات_عن_تحديات_الخطاب_والموقع_والتاريخ?auto=download هدى الصدة، "دراسات النوع في العالم العربي: تساؤلات عن تحديات الخطاب والموقع والتاريخ"، 2012، ص. 2].</ref>  انتقدت عبير عباس الترجمات المختلفة لمصطلح جندر للأسباب التالية؛ أولًا، فالترجمات مثل النوع الاجتماعي أو التشكيل الثقافي للاختلافات بين الجنسين تفترض أين يكمن أصل الإختلاف ومن أين أتي (اجتماعيًا وثقافيًا) وثانيًا، هي رأت أن كلمة جندر ترسخ لكون المفهوم غريب ودخيل على الثقافة العربية، فهي ترى أنه لا حاجة لتعريب مصطلح إلا في حالة عدم القدرة على الوصول لمرادف عربي له، تعقب الدكتورة هالة كمال على تلك الحجة مفيدة بأنه هناك الكثير من المصطلحات الأجنبية التي قد عُرِبَت ولا توجد نفس الاعتراضات على استخدامها مثل مصطلح "ديمقراطية" و"ليبرالية"، ثالثًا، من الشائع استخدام كلمة "النوع" في سياقات لغوية مختلفة فهي تستخدم للتعبير عن "فئة" أو "صنف" أو تستدعي "لنوع" في التخصصات الأدبية المختلفة، فبالنسبة لها يجب تجنب "الخلط بين المصطلح وبين استخدام آخر للكلمة نفسها في اللغة العربية. رابعًا، عند التفكير في المصطلح ينبغي علينا التفكير في إمكانية إيجاد اشتقاقات منه تقابل الصيغ التي يُصرف عليها في اللغة الإنجليزية، وتتسائل كيف يمكننا تصريف "جنوسة" لاشتقاقات مثل  gendered و gendering. وبناءً عليه اصطلحت عبير عباس  على لفظ "استجناس" وطرحته للنقاش للأسباب التالية "أولًا الاستجناس صيغة نحوية عربية (استفعال) تبرز جانب السيرورة في تشكيل العلاقات بين الجنسين والاختلافات بينهما وتستدعي تصورًا عن معنى فئات "الجنس" "الذكورة" و"الأنوثة بصفتها محل للنزاع التفاوض على المستويين الذاتي والسياسي، وثانيًا، لأنها كلمة مشتقة من جنس وبالتالي تتلافى مشكلة التعسف في الفصل بين "الجنس" و"النوع" على أساس أن الشق الأول يحيل إلى الطبيعة والثاني إلى الثقافة، أو إلى البيولوجي مقابل الاجتماعي. وعلى ذلك بدلًا من إنتاج ثنائيات التضاد التي يحفل بها الفكر الفلسفي والسياسي الغربي، والفكر الحداثي بشكل عام، يتركنا هذا المصطلح بدون موقف مسبق ويسمح لنا بمساحة لتنظير العلاقة بين الطبيعة والثقافة بصفتها هي الأخرى علاقة تصلح للتأريخ، وثالثًا، بالرغم من أن "الجنوسة" مشتقة من "جنس" مثلها مثل استجناس إلا أن المصطلح الأخير يتميز عن الأول من ناحيتين. أولًا: وزن (الاستفعال) يوحي – كما  سبق وأشرت- إلى السيرورة، على عكس وزن "الجنوسة" (الفعولة) التي تبدو منتجًا نهائيًا، وفي تبسيط مخل يمكنننا التعبير عن الاختلاف بينهما وكأن الاستفعال يستدعي عملية/ عمليات اكساب/اكتساب الجنس ، وفي "الجنوسة" توحي بجنس "مُكتسب". أما الناحية الثانية فهي تتعلق بصلاحية صيغة الاستجناس للاشتقاق منها، فيمكننا أن نولد منها بسهولة الهوية "المستجنسة" لنقل "gendered identity"". <ref>[https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2017/09/sanhah-al-khuli-al-dhakirah-wa-al-tarikh.pdfعبير عباس، النسوية والدراسات التاريخية، 2015، مقدمة المترجمة].</ref>
 
بعدها أًصبح من الشائع استخدام مصطلح "النوع الاجتماعي" للتدليل على الجندر في الكثير من وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، وصاحبه ترجمات أخرى مثل "النوع" "الجندر" "التشكيل الثقافي للاختلافات بين الجنسين"، كما اصطلحت الدكتورة فريال غازول في العدد التاسع عشر من مجلة الألف الصادرة عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مصطلح "الجنوسة" كترجمة لجندر<ref>[https://scholar.cu.edu.eg/?q=halakamal/files/genderdiversityspecificitylnw_ltnw_wlkhswsy.pdf هالة كمال، "النوع الاجتماعي (الجندر): التنوع الثقافي والخصوصية الثقافية"، ص.2 ].</ref> ولكنه لم يلق قبولًا واسعًا أو استخدامً كبيرًا في الأوساط النسوية والاكاديمية الناطقة بالعربية. انتقدت الدكتورة سامية محرز عدم الاتفاق على استخدام الجنوسة كترجمة مبتكرة لجندر وتُرجِع ذلك "لقصور الباحثات النسويات وعدم قدرتهم على الوصول لمعانِ جديدة تسمح بادماج دراسات النوع في الثقافة العربية. فالجنوسة من وجهة نظرها "صياغة مبتكرة لأنها تتبع قواعد الصرف العربي كما أنها تعتمد على جذر عربي يسمح باإدماج المفهوم في اللغة ومن ثم في الثقافة عوضًا عن استخدام ألفاظ مثل "النوع" أو "الجنس" أو "الجندر" التي رأتها تعزز من الأفكار الداعية للإنفصال والاختلاف".<ref>[https://www.academia.edu/34816787/دراسات_النوع_في_العالم_العربي_تأملات_وتساؤلات_عن_تحديات_الخطاب_والموقع_والتاريخ?auto=download هدى الصدة، "دراسات النوع في العالم العربي: تساؤلات عن تحديات الخطاب والموقع والتاريخ"، 2012، ص. 2].</ref>  انتقدت عبير عباس الترجمات المختلفة لمصطلح جندر للأسباب التالية؛ أولًا، فالترجمات مثل النوع الاجتماعي أو التشكيل الثقافي للاختلافات بين الجنسين تفترض أين يكمن أصل الإختلاف ومن أين أتي (اجتماعيًا وثقافيًا) وثانيًا، هي رأت أن كلمة جندر ترسخ لكون المفهوم غريب ودخيل على الثقافة العربية، فهي ترى أنه لا حاجة لتعريب مصطلح إلا في حالة عدم القدرة على الوصول لمرادف عربي له، تعقب الدكتورة هالة كمال على تلك الحجة مفيدة بأنه هناك الكثير من المصطلحات الأجنبية التي قد عُرِبَت ولا توجد نفس الاعتراضات على استخدامها مثل مصطلح "ديمقراطية" و"ليبرالية"، ثالثًا، من الشائع استخدام كلمة "النوع" في سياقات لغوية مختلفة فهي تستخدم للتعبير عن "فئة" أو "صنف" أو تستدعي "لنوع" في التخصصات الأدبية المختلفة، فبالنسبة لها يجب تجنب "الخلط بين المصطلح وبين استخدام آخر للكلمة نفسها في اللغة العربية. رابعًا، عند التفكير في المصطلح ينبغي علينا التفكير في إمكانية إيجاد اشتقاقات منه تقابل الصيغ التي يُصرف عليها في اللغة الإنجليزية، وتتسائل كيف يمكننا تصريف "جنوسة" لاشتقاقات مثل  gendered و gendering. وبناءً عليه اصطلحت عبير عباس  على لفظ "استجناس" وطرحته للنقاش للأسباب التالية "أولًا الاستجناس صيغة نحوية عربية (استفعال) تبرز جانب السيرورة في تشكيل العلاقات بين الجنسين والاختلافات بينهما وتستدعي تصورًا عن معنى فئات "الجنس" "الذكورة" و"الأنوثة بصفتها محل للنزاع التفاوض على المستويين الذاتي والسياسي، وثانيًا، لأنها كلمة مشتقة من جنس وبالتالي تتلافى مشكلة التعسف في الفصل بين "الجنس" و"النوع" على أساس أن الشق الأول يحيل إلى الطبيعة والثاني إلى الثقافة، أو إلى البيولوجي مقابل الاجتماعي. وعلى ذلك بدلًا من إنتاج ثنائيات التضاد التي يحفل بها الفكر الفلسفي والسياسي الغربي، والفكر الحداثي بشكل عام، يتركنا هذا المصطلح بدون موقف مسبق ويسمح لنا بمساحة لتنظير العلاقة بين الطبيعة والثقافة بصفتها هي الأخرى علاقة تصلح للتأريخ، وثالثًا، بالرغم من أن "الجنوسة" مشتقة من "جنس" مثلها مثل استجناس إلا أن المصطلح الأخير يتميز عن الأول من ناحيتين. أولًا: وزن (الاستفعال) يوحي – كما  سبق وأشرت- إلى السيرورة، على عكس وزن "الجنوسة" (الفعولة) التي تبدو منتجًا نهائيًا، وفي تبسيط مخل يمكنننا التعبير عن الاختلاف بينهما وكأن الاستفعال يستدعي عملية/ عمليات اكساب/اكتساب الجنس ، وفي "الجنوسة" توحي بجنس "مُكتسب". أما الناحية الثانية فهي تتعلق بصلاحية صيغة الاستجناس للاشتقاق منها، فيمكننا أن نولد منها بسهولة الهوية "المستجنسة" لنقل "gendered identity"". <ref>[https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2017/09/sanhah-al-khuli-al-dhakirah-wa-al-tarikh.pdfعبير عباس، النسوية والدراسات التاريخية، 2015، مقدمة المترجمة].</ref>
   −
==الجندر والجنس البيولوجي==  
+
==الجندر والجنس البيولوجي==
 +
 
 +
بدأ الفصل ما بين الجندر والجنس البيولوجي في خمسينات القرن العشرين، وأصبح الجندر يُقدم باعتباره المعنى الاجتماعي للجنس البيولوجي، بمعنى مجموع الصفات والأدوار والسلوكيات المُتوقعة اجتماعيًا من الذكور والإناث البيولوجيين على اختلافاتهمن. برز هذا الخطاب تحديدًا مع الموجة الثانية من الحركة النسوية، حيثُ بدأت النسويات في رفع شعارات تطالب بالمساواة الجندرية (gender equality)<ref>[https://www.britannica.com/explore/100women/issues/the-second-wave-of-feminism/ Elinor Burkett, "Feminism: Second Wave",Britannica.org].</ref>، وكانت خطاباتهن ترتكز على أنه بالنظر للاختلافات بين الذكور والإناث باعتبارها قائمة على أساس بيولوجي -بكلماتٍ أُخرى على أساس أنها اختلافات (طبيعية)- ، فاللامساواة بينهمن تصبح معطى محدد بيولوجيًا أي لا يمكن تحديه أو تغييره، ولكن بالتعامل مع الجنس البيولوجي باعتباره الثابت المادي، والجندر باعتباره بنية اجتماعية ناتجة عن التفاعلاات التاريخية والثقافية فإذًا يمكن تحديها وتغييرها. <ref>[https://www.thepublicdiscourse.com/2017/07/19766/ Scott Yenor, "The rolling revolution in sex and gender: A History", The public discourse, 31 July 2017].</ref>كانت الصفات البيولوجية المختلفة ما بين الإناث والذكور تستخدم للتدليل على الاختلافات في السلوك وفي الصفات ما بين النساء والرجال بمعناهمن الاجتماعي.
 +
 
 +
 +
كتببت سيمون دوبوفوار في كتابها "الجنس الثاني" اننا لا نولد نساء ولكننا نتعلم كيف نصبح نساء، ومن هنا بدأ التنظير حول فكرة التنشئة الاجتماعية ، وهي العملية التي يكتسب من خلالها الأفراد صفات الرجولة أو الأنوثة من خلال ما يمليه عليهمن محيطهمن، وما تحفزه لديهم سلوكيات من حولهمن في الأسرو العائلة والتعليم والإعلام والقوانين فالقوى الاجتماعية التي تحيط بالأفراد هي ما تجعل منهم نساءً وؤجالًا، وليست الطبيعة البيولوجية أو نسب الهورمونات أو التشريح الجسدي،<ref>[http://vcampus.uom.ac.mu/soci1101/45gender_socialisation.html Gender socialization, Understanding Society course - SOCI 1101].</ref> فبالنسبة لكيت ميليت، الجندر هو مجموع ما يقوم الآباء والمحيط الاجتماعي والثقافة بتعزيزه كصفات وأنماط سلوكية تشمل الشخصية والتفضيلات الوضع الاجتماعي وقيمة الفرد والتعبيرات المناسبة لكون الفرد ذكر/ رجل أو أنثى/ امرأة.  وتتلخص الاشكالية هنا أن البنى الجندرية الموجودة تعزز من التراتبية بين النساء والرجال، وتدعم خضوع النساء أو وجودهم في منزلة أدنى من الرجال، وبالتالي يتم تنشئة النساء على قيم الخضوع والطاعة والسلبية.
 +
 
 +
الكثير من الباحثات وضمنهن النسويات تعاملوا مع مسألة الجنس البيولوجي باعتبارها مسألة بيولوجية بحتة وغير مرتبطة بالسياق الاجتماعي والسياسي، وبالتالي لم يكن التصنيف الجنسي الثنائي ذكر/أنثى موضع للتساؤل. ولكن بدأ ت بعض النسويات، مع بداية الموجة النسوية الثالثة في تسعيات القرن العشرين، بالتنظير حول تأثير النظم الاجتماعية على بيولوجيا الجسد الإنساني، فالنظم الاجتماعية تقوم بإنتاج وإعادة إنتاج الأجساد المُجنسة، فبالنظر إلى الفروق في البنية العضلية للأجساد الأنثوية والذكورية، نرى أنها مرتبطة بالتوقعات الاجتماعية من الذكور والإناث والمرتبطة بالمجهود المتوقع بذله والنظم الغذائية (في بعض السياقات الاجتماعية كون المرأة في مرتبة أدنى يجعلها تتمتع بفرص أقل في التغذية وبالتالي لا تمتلك جسد قوي) وفرص التمرين ، تشير هذه الأمثلة إلى حقيقة أن البنية الفسيولوجية للأجساد الأنثوية والذكورية ليست مسألة بيولوجية بحتة وإنما هي نتيجة لظروف التنشئة الاجتماعية.
 +
بدأ التقسيم الثنائي للجنس البيولوجي في أواخر القرن الثامن عشر، والذي نتج عنه وضع صفات محددة للأجساد الأنثوية والذكورية مرتبطة بالكروموسومات وحجم الجسد وكثافة الشعر وتكوين الأعضاء الجنسية، ففي النظريات العلمية للحضارة الإغريقية كان يتم التعامل مع الأجساد الأنثوية والذكورية على أنها تمتلك تشريحًا واحدًا وأن الاختلافات ما بين الأجهزة التناسلية للجنسين هي اختلافات طفيفة، حتى أنهم كانوا يطلقون على المبايض والخصيتين نفس الإسم، الفرق بين الجنسين هو أن الجهاز التناسلي للنساء موجود داخل الجسم على عكس الجهاز التناسلي للذكور، وبالتالي كان يُنظر للأجساد الأنثوية والذكورية بصفتها تتبع نموذج الجنس الواحد.  جادلت آن فوستو ستيرلينج، أستاذة ادراسات الجندر والبيولوجيا، أن نموذج الثنائية الجنسية ليس وافيًا أيضًاـ بنظرها لعدد الأشخاص مزدوجي الجنس (Intersex)، أي الذين يمتلكون تركيبات متنوعة من الصفات الجنسية الأولية أو الثانوية لا تتبع الأنماط المحددة لتصنيفات الثنائية الجنسية، فوفقًا لها 1.7% من الأشخاص يقعون تحت تصنيف مزدوجي/ات الجنس ، مما يطرح وجود على الأقل جنس ثالث لا يتبع معايير الثنائية.
 +
تجادل باحثة الأنثروبولوجيا أويرونكي أويومي، مستشهدة بما كتبته جوديث باتلر في كتابها إشكالية الجندر  أن الجنس البيولوجي هو الجندر، بمعنى أن الجنس البيولوجي لا يوجد خارج السياق الاجتماعي الذي يشكله الجندر، فمعيارية الثنائية الجندرية هي ما تعطي المعنى للأجساد المُجنسة أو للجنس الطبيعي، وفهمنا وممارستنا للجندر هي ما تشكل فهمنا للجنس البيولوجي. فعلى سبيل المثال عندما يقوم الطبيب بتحديد ما إذا كان/ت المولود/ة بنت أم ولد، في هذه اللحظة لا يقوم الطبيب بعمل خطاب توصيفي لما رآه، بل إنه يقوم بإعادة إنتاج خطاب معياري، يعتمد على ما هو مرسخ بالفعل عن تكوين وشكل الأجساد الأنثوية والذكورية، فالرؤية المُجنسة للأجساد ليست مبنية على سمات موضوعية تكمن في الطبيعة البشرية، بل إن أجسادنا المُجنسة هي نتيجة لخطابات وتفاعلات اجتماعية مبنية أيديولوجيًا على الجندر. لا تنفي جوديث باتلر وجود الأجساد المادية، ولكنها تدرس السياق الاجتماعي  الذي يتم رؤية هذه الأجساد  من خلاله.جادلت ستون ما تقوله باتلر، قائلة أنه من الأدق القول بأن بنائية الجنس البيولوجي والجندر لا تعني بالضرورة أنهم نفس الشئ، ولكنها تعني أن الحقائق المزعومة حول الجنس البيولوجي تأتي من الافتراضات المرتبطة بالمعايير الجندرية، وأنها محكومة بالطريقة المتوقع بها أن يسلك الرجال والنساء، إذًا فالادعاءات حول الجنس البيولوجي ليست هي نفسها الادعاءات حول الجندر، ولكنها مبنية على المعايير الجندرية.
    
==الجندر واللغة==
 
==الجندر واللغة==
264

تعديل

قائمة التصفح