تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 20٬833 بايت ،  قبل 5 سنوات
سطر 148: سطر 148:  
في بدايات ثمانينات القرن العشرين كانت النظرية المثلية منقسمة داخليًا في ثلاثة اتجاهات، الاتجاه الأول والذي يمثله ديفيد فيرنباخ في كتابه ار الحلزوني- the spiral path والذي يؤكد على رؤيته للنظام الأبوي وللدولة باعتبارها دولة أبوية تمارس العنف ضد المثليين وتتعامل مع الرجال المثليين باعتبارهم أنثويين بالضرورة. والاتجاه الثاني الذي يمثله دينيس ألتمان في كتابه ………………. Homosexualization of americaوالذي يركز على المجتمعات الجنسية الجديدة وعلى الطرق التي يمكنهمن من خلالها خلق أشكال مختلفة من التضامن والدفاع عن النفس. والاتجاه الثالث والذي تأثر بشدة بكتابات ميشيل فوكو والذي تسائل حول الهوية المثلية كشكل من أِكال التنظيم الاجتماعي، والذي يرى مساحة للتطور من خلال تفكيك المثلية نفسها.
 
في بدايات ثمانينات القرن العشرين كانت النظرية المثلية منقسمة داخليًا في ثلاثة اتجاهات، الاتجاه الأول والذي يمثله ديفيد فيرنباخ في كتابه ار الحلزوني- the spiral path والذي يؤكد على رؤيته للنظام الأبوي وللدولة باعتبارها دولة أبوية تمارس العنف ضد المثليين وتتعامل مع الرجال المثليين باعتبارهم أنثويين بالضرورة. والاتجاه الثاني الذي يمثله دينيس ألتمان في كتابه ………………. Homosexualization of americaوالذي يركز على المجتمعات الجنسية الجديدة وعلى الطرق التي يمكنهمن من خلالها خلق أشكال مختلفة من التضامن والدفاع عن النفس. والاتجاه الثالث والذي تأثر بشدة بكتابات ميشيل فوكو والذي تسائل حول الهوية المثلية كشكل من أِكال التنظيم الاجتماعي، والذي يرى مساحة للتطور من خلال تفكيك المثلية نفسها.
   −
==تاريخ المصطلح باللغة العربية==  
+
==تاريخ المصطلح باللغة العربية==
 +
 
 +
بعد تبني الموجة الثانية من الحركة النسوية مفهوم الجندر ، وإدماجه كمفهوم يعبر عن الدور الذي تلعبه التنشئة الاجتماعية في إنتاج أنماط الأدوار الجندرية المبنية اجتماعيًا والتي ليست متأصلة في الفوارق البيولوجية بين الإناث والذكور، ونتيجة لتزايد أعداد منظمات المجتمع المدني، خاصةً المنظمات المعنية بحقوق النساء أو المنظمات والمجموعات النسوية،  وتزايد مشاركة ممثليها من الناشطات في المؤتمرات الدولية المرتبطة بالتنمية، مر الخطاب التنموي الذي يحاول الربط بين النساء والتنمية بثلاثة مراحل،<ref>[https://www.genreenaction.net/COMPRENDRE-LE-CONCEPT-GENRE.html Massan d’ALMEIDA,"Comprendre le Concept Genre", genre en action.]، نص إضافي.</ref> أولهم مرحلة المرأة في التنمية، استهدفت تلك المقاربة دمج النساء في التنمية، بسبب رؤية أن النساء لسن مدمجات في عمليات التنمية، اقتصرت أدوات تلك المقاربة على االدعوة لمشاريع النساء وتزويد المشاريع المقامة بالفعل بعناصر نسئية في تنفيذها وإدارتها ودعم المشاريع النسائية المدرة للدخل. لم تحقق تلك المقاربة نتيجة ملموسة فيما يتعلق بالأهداف التنموية المرجوة، لأنها لم يأخذ في عين الاعتبار اظروف القهرية المتشابكة والمتقاطعة التي تتواجد فيها النساء ولم تقدم أي حلول جذرية أو حتى إصلاحية للظروف التي تعيق النساء من المشاركة الاقتصادية. وبناءً على ذلك طُوِرَت المقاربة لاستبدال مفهوم المرأة في التنمية لتصبح المرأة والتنمية  يعتمد نهج "المرأة والتنمية" على افتراض أن المرأة كانت دائمًا جزءًا من عمليات التنمية. وفي إطار هذه المقاربة كان ينظر لتعزيز المجهودات التي تبذلها النساء كآلية لخلق بيئة اقتصادية واجتماعية عصرية وحديثة، من خلال التركيز على المشروعات النسائية ذات العائدات المرتفعة، والاستثمار في زيادة مشاركة النساء في التعليم وفي التمثيل السياسي، لم تحرز هذه المقاربة أيضًا أثرًا كبيرًا في تنفيذ أهداف التنمية المرجوة وذلك لأنها لا ترى ما تلعبه عناصر أخرى مثل الطبقة والعرق والإثنية في التأثير على أوضاع النساء المختلفة، ولذلك انتقلت إلى المقاربة الثالثة ألا وهي الجندر أو النوع الاجتماعي والتنمية  في محاولة لتصحيح أوجه القصور في المقاربات الأخرى، وهو ينظر للعلاقات الجندرية باعتبارها علاقات قوة غير متساوية بين النساء والرجال  بسبب الأنماط المتوقع تلبيتها للأدوار الاجتماعية لكل منهمن،  فبدلًا من ذلك لا بد أن يحصل الذكور والإناث على فرص متكافئة لتطوير مهارتهمن وقدراتهمن في أي اتجاه يختارونه/نه، بغض النظر عن القواعد الثابتة المرتبطة بالأدوار الجندرية. فتركز تلك المقاربة على محاولة فهم البنائية الاجتماعية لكل من النساء والرجال..<ref>[http://www.adequations.org/spip.php?article1515 "Définitions de l’approche de genre et genre & développement",Adéquations.org, Janvier 2016].</ref> ففي إطار ضغط النسويات لفرض أجندتهن على تلك المؤتمرات، وفي محاولة لتبني مصطلح الجندر وتقويضه من قِبَل المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة، تعرفت الدول والمجتمعات الناطقة بالعربية على مصطلح الجندر، حيثُ ذُكِر للمرة الأولى في الوثيقة الصادرة عن مؤتمر القاهرة الدولي للتنمية والسكان، سنة 1994،  اعتُمد في ترجمته للعربية على لفظ الجنسين (بمعنى الجنسين البيولوجيين)، وذُكر للمرة الثانية في وثيقة مؤتمر بكين لمناهضة العنف ضد المرأة، سنة 1995، في أكثر من 233 موقع داخل الوثيقة، وتُرجم أيضًا للعربية للجنسين (أي الإناث والذكور)،<ref>[https://wlahawogohokhra.com/5789/جندر-أو-النوع-الاجتماعي-كيف-يسجننا-الم/جينا مسعود، "جندر أو نوع اجتماعي: كيف يسجننا المجتمع داخل قوالب نمطية"، ولها وجوه أخرى، نُشِر بتاريخ 18 أكتوبر 2017].</ref> وبالرغم من اعتماد تلك الترجمة إلا أن قوبِل المصطلح بمعارضة شديدة من الاتجاهات المُحافظة في المجتمعات الناطقة العربية، على اعتبار أن تمرير ذلك المصطلح ذو المعنى الفضفاض يفتح بابًا للمنظمات الدولية الغربية لحقن مفاهيمها وأنماطها الثقافية الدخيلة على مجتمعاتنا العربية وتغيير أنماط الأسرة والعلاقات الجندرية القائمة من خلالها، وطالبت الكثير من حكومات الدول الناطقة بالعربية بوضع تعريف واضح ومحدد للمصطلح.<ref>[https://www.aljazeera.net/programs/forwomenalone/2004/6/4/مفهوم-الجندر-دعوة-للمساواة-أم-التماثل حلقة:مفهوم الجندر: دعوة للمساواة أم التماثل"، الجزيرة، نُشِرت بتاريخ 17 فيراير 2003].</ref> ومع زيادة المطالبة بتوضيح المعنى الدقيق للمصطلح استقرت وثائق الأمم المتحدة في ترجمته على لفظ "الجنسانية" <ref>[https://www.un.org/ar/gender-inclusive-language/guidelines.shtml "مبادئ توجيهية في سبيل صياغة شاملة جنسانيا باللغة العربية"، الأمم المُتحدة].</ref>وهو ما يتسبب في الخلط ما بين مصطلح الجنسانية المقصود به (Sexuality) والذي اصطلحته بعض منظمات المجتمع المدني الناطقة بالعربية مثل منتدى الجنسانية واستقروا على تعريفه باعتباره " أحد جوانب الإنسانية الملازمة للإنسان مدى الحياة. وهي تجمع ما بين الجنس، الهوية النوع-اجتماعية، الدور، التوجه الجنسي، الإروتيسية أو الإثارة الجنسية، المتعة، الحميمية، والإنجاب. يعبر عن الجنسانية في أفكار، خيالات، رغبات، معتقدات، مواقف، قيم، تصرفات، ممارسات، أدوار وعلاقات. رغم أن الجنسانية قد تشمل كل هذه الأبعاد، إلا أنها ليست كلها ممارسة أو مُعبر عنها. تتأثر الجنسانية بالتفاعل بين عوامل بيولوجية، سيكولوجة، اجتماعية، اقتصادية، سياسية، ثقافية، أخلاقية، قانونية، تاريخية، دينية وروحانية. لقد أختار المنتدى مصطلح "جنسانية" بعد استشارة خبراء باللغة العربية وعلى رأسهم د. سماح إدريس – دار الآداب في بيروت. والمصطلح عبارة عن دمج لكلمتي "جنس" و "إنسانية" وهو التعريف العلمي للمصطلح حسب المجلس الأمريكي للمعلومات وللتثقيف الجنساني."<ref>[https://jensaneya.org/ما-هي-الجنسانية "ماهي الجنسانية"، منتدى الجنسانية.].</ref>
 +
 
 +
 
 +
كانت النسويات والمجموعات النسوية الناطقة بالعربية جزءً أصيًلا من محاولة فهم معنى مصطلح جندر، وفاعلًا أساسيًا في تشكيل ترجمة وتعريف شامل للمصطلح. فتمر المصطلحات والمفاهيم المبني عليها النظريات على مراحل معقدة من التشكيل، التشكيل في الإطار الأول يأتي من تفاعلها مع البيئة أو السياق الذي أنتجها بشكل أًصلي، فالمصطلح عند ظهوره يكون لديه معنى أولي يكتسب عمقًا نظريًا ومعرفيًا بعد مرور الوقت عليه وتطور الخطابات السياسية بخصوصه. تتحدث الدكتورة هدى الصدى في ورقتها دراسات النوع في العالم العربي: تأملات وتساؤلات عن تحديات الخطابات والموقع والتاريخ، أن فعل الترجمة في حد ذاته يساعد على "سفر المفاهيم عبر الثقافات"أي بانتقال المصطلح عبر الثقافات يترتب على ذلك تحرره من لحظة منشأه الأولى، ورؤيته في سياقه الاجتماعي الواسع الذي يتشكل من عدة فاعلين لهمن مواقع اجتماعية وسياسية مختلفة، ومن ثم يجب علينا تحريره من سياقه الثقافي الأولي وعدم رؤية هذا السياق من خلال تصوراتنا الجامدة عن تلك الثقافة وإدراك امكانية احتكاكها مع ثقافات أخرى بينما عندما يتم نقل المصطلح إلى سياق جديد، فهو يقوم برحلة مختلفة من خلال "سفر المفهوم عبر الوقت داخل الثقافة الواحدة"، يأتي من خلال محاولة لفهم تاريخه المسبق والاشتباك معه بطرق مختلفة سواء بمحاولة استنساخه أو بمحاولة التعريف النقدي له من خلال السياق الدخيل عليه. ضربت مثالًا بمصطلح جندر فعندما استخدمت الحركة النسوية المصطلح لأول مرة في الموجة الثانية من الحركة النسوية كان محصور في نظرية الأدوار الجندرية ولم يكتسب معناه الأكثر تعقيدّا إلا من خلال كتابات الموجة الثالثة من النسوية التي ترى الجندر كبنية اجتماعية تخلق تراتبية بين ما هو رجولي وما هو غير رجولي، وتُرسخ لعلاقات قوة هرمية وغير متعادلة، ويُعاد إنتاجه من خلال المؤسسات الإجتماعية المختلفة.أتت هذه الكتابات كنتيجة للاحتكاك ما بين الحركة والنظرية.<ref>[https://www.academia.edu/34816787/دراسات_النوع_في_العالم_العربي_تأملات_وتساؤلات_عن_تحديات_الخطاب_والموقع_والتاريخ?auto=download هدى الصدة، "دراسات النوع في العالم العربي: تساؤلات عن تحديات الخطاب والموقع والتاريخ"، 2012، ص. 3-4].</ref> في مقابلة لها مع مجلة ألف، عند سؤالها عن لماذا تستخدم النسويات العربيات مصطلحًا ظهر في سياق غربي وعن ردها على رؤية ذلك ك"محاولة لاسقاطه على المجتمع العربي الذي له مفهومه الخاص" استشهدت الدكتورة هدى الصدة في اجابتها بمقولة ملك حفني ناصف "يقول لنا الرجال ويجزمون: أنكن خلقتن للبيت ونحن خُلقنا لجلب المعاش، فليت شعري: أي فرمان صدر بذلك من عند الله، ومن أين لهم معرفة ذلك والجزم به ولم يصدر به كتاب. وتقول أيضًا في نقدها لمقولة أن المرأة لم تلعب دورًا بارزًا في الأحداث التاريخية الهامة: لو كنت ركبت المركب مع خريستوف كلومب لما تعذر عليا أنا أيضًا أن اكتشف أمريكا" (النسائيات، القاهرة، طبعة 1910، ملتقى المرأة والذاكرة 1998، ص 134-135)، من خلال ذلك الاستشهاد تستشف هدى الصدة أن ملاحظة العلاقات الجندرية الغير متساوية ورؤية الأنماط المحددة المفروضة اجتماعيًا لكل من الذكور والإناث كانت حاضرة في الفكر والكابة النسويين منذ البداية وعقبت قائلة أن "هذا الاستشهاد يقدم وجهة نظر تأخذ في الاعتبار التشكيل الثقافي والاجتماعي للجنس أي الجندر. وأنها لم تأت بهذا الاستشهاد للإيفاء بأن هذا المفهوم خرج من واقع عربي. بل أتت به فقط للتأكيد على فكرة أن الصياغة تأتي لتسمية شئ أو واقع موجود، وأن هذا الواقع قد يوجد في أماكن كثيرة في العالم."<ref>[https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2017/09/sanhah-al-khuli-al-dhakirah-wa-al-tarikh.pdf مقابلة هدى الصدة مع مجلة الألف، خريف 1998، النسوية والدراسات التاريخية، مؤسسة المرأة والذاكرة 2015، ص. 281].</ref>
 +
 
 +
 
 +
بعدها أًصبح من الشائع استخدام مصطلح "النوع الاجتماعي" للتدليل على الجندر في الكثير من وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، وصاحبه ترجمات أخرى مثل "النوع" "الجندر" "التشكيل الثقافي للاختلافات بين الجنسين"، كما اصطلحت الدكتورة فريال غازول في العدد التاسع عشر من مجلة الألف الصادرة عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مصطلح "الجنوسة" كترجمة لجندر<ref>[https://scholar.cu.edu.eg/?q=halakamal/files/genderdiversityspecificitylnw_ltnw_wlkhswsy.pdf هالة كمال، "النوع الاجتماعي (الجندر): التنوع الثقافي والخصوصية الثقافية"، ص.2 ].</ref> ولكنه لم يلق قبولًا واسعًا أو استخدامً كبيرًا في الأوساط النسوية والاكاديمية الناطقة بالعربية. انتقدت الدكتورة سامية محرز عدم الاتفاق على استخدام الجنوسة كترجمة مبتكرة لجندر وتُرجِع ذلك "لقصور الباحثات النسويات وعدم قدرتهم على الوصول لمعانِ جديدة تسمح بادماج دراسات النوع في الثقافة العربية. فالجنوسة من وجهة نظرها "صياغة مبتكرة لأنها تتبع قواعد الصرف العربي كما أنها تعتمد على جذر عربي يسمح باإدماج المفهوم في اللغة ومن ثم في الثقافة عوضًا عن استخدام ألفاظ مثل "النوع" أو "الجنس" أو "الجندر" التي رأتها تعزز من الأفكار الداعية للإنفصال والاختلاف".<ref>[https://www.academia.edu/34816787/دراسات_النوع_في_العالم_العربي_تأملات_وتساؤلات_عن_تحديات_الخطاب_والموقع_والتاريخ?auto=download هدى الصدة، "دراسات النوع في العالم العربي: تساؤلات عن تحديات الخطاب والموقع والتاريخ"، 2012، ص. 2].</ref>  انتقدت عبير عباس الترجمات المختلفة لمصطلح جندر للأسباب التالية؛ أولًا، فالترجمات مثل النوع الاجتماعي أو التشكيل الثقافي للاختلافات بين الجنسين تفترض أين يكمن أصل الإختلاف ومن أين أتي (اجتماعيًا وثقافيًا) وثانيًا، هي رأت أن كلمة جندر ترسخ لكون المفهوم غريب ودخيل على الثقافة العربية، فهي ترى أنه لا حاجة لتعريب مصطلح إلا في حالة عدم القدرة على الوصول لمرادف عربي له، تعقب الدكتورة هالة كمال على تلك الحجة مفيدة بأنه هناك الكثير من المصطلحات الأجنبية التي قد عُرِبَت ولا توجد نفس الاعتراضات على استخدامها مثل مصطلح "ديمقراطية" و"ليبرالية"، ثالثًا، من الشائع استخدام كلمة "النوع" في سياقات لغوية مختلفة فهي تستخدم للتعبير عن "فئة" أو "صنف" أو تستدعي "لنوع" في التخصصات الأدبية المختلفة، فبالنسبة لها يجب تجنب "الخلط بين المصطلح وبين استخدام آخر للكلمة نفسها في اللغة العربية. رابعًا، عند التفكير في المصطلح ينبغي علينا التفكير في إمكانية إيجاد اشتقاقات منه تقابل الصيغ التي يُصرف عليها في اللغة الإنجليزية، وتتسائل كيف يمكننا تصريف "جنوسة" لاشتقاقات مثل  gendered و gendering. وبناءً عليه اصطلحت عبير عباس  على لفظ "استجناس" وطرحته للنقاش للأسباب التالية "أولًا الاستجناس صيغة نحوية عربية (استفعال) تبرز جانب السيرورة في تشكيل العلاقات بين الجنسين والاختلافات بينهما وتستدعي تصورًا عن معنى فئات "الجنس" "الذكورة" و"الأنوثة بصفتها محل للنزاع التفاوض على المستويين الذاتي والسياسي، وثانيًا، لأنها كلمة مشتقة من جنس وبالتالي تتلافى مشكلة التعسف في الفصل بين "الجنس" و"النوع" على أساس أن الشق الأول يحيل إلى الطبيعة والثاني إلى الثقافة، أو إلى البيولوجي مقابل الاجتماعي. وعلى ذلك بدلًا من إنتاج ثنائيات التضاد التي يحفل بها الفكر الفلسفي والسياسي الغربي، والفكر الحداثي بشكل عام، يتركنا هذا المصطلح بدون موقف مسبق ويسمح لنا بمساحة لتنظير العلاقة بين الطبيعة والثقافة بصفتها هي الأخرى علاقة تصلح للتأريخ، وثالثًا، بالرغم من أن "الجنوسة" مشتقة من "جنس" مثلها مثل استجناس إلا أن المصطلح الأخير يتميز عن الأول من ناحيتين. أولًا: وزن (الاستفعال) يوحي – كما  سبق وأشرت- إلى السيرورة، على عكس وزن "الجنوسة" (الفعولة) التي تبدو منتجًا نهائيًا، وفي تبسيط مخل يمكنننا التعبير عن الاختلاف بينهما وكأن الاستفعال يستدعي عملية/ عمليات اكساب/اكتساب الجنس ، وفي "الجنوسة" توحي بجنس "مُكتسب". أما الناحية الثانية فهي تتعلق بصلاحية صيغة الاستجناس للاشتقاق منها، فيمكننا أن نولد منها بسهولة الهوية "المستجنسة" لنقل "gendered identity"". <ref>[https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2017/09/sanhah-al-khuli-al-dhakirah-wa-al-tarikh.pdfعبير عباس، النسوية والدراسات التاريخية، 2015، مقدمة المترجمة].</ref>
    
==الجندر والجنس البيولوجي==  
 
==الجندر والجنس البيولوجي==  
264

تعديل

قائمة التصفح