تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 1٬066 بايت ،  قبل 4 سنوات
←‏الجندر والجنس البيولوجي: تعديل وإضافة مصادر
سطر 163: سطر 163:     
   
 
   
كتببت سيمون دوبوفوار في كتابها "الجنس الثاني" اننا لا نولد نساء ولكننا نتعلم كيف نصبح نساء، ومن هنا بدأ التنظير حول فكرة التنشئة الاجتماعية ، وهي العملية التي يكتسب من خلالها الأفراد صفات الرجولة أو الأنوثة من خلال ما يمليه عليهمن محيطهمن، وما تحفزه لديهم سلوكيات من حولهمن في الأسرو العائلة والتعليم والإعلام والقوانين فالقوى الاجتماعية التي تحيط بالأفراد هي ما تجعل منهم نساءً وؤجالًا، وليست الطبيعة البيولوجية أو نسب الهورمونات أو التشريح الجسدي،<ref>[http://vcampus.uom.ac.mu/soci1101/45gender_socialisation.html Gender socialization, Understanding Society course - SOCI 1101].</ref> فبالنسبة لكيت ميليت، الجندر هو مجموع ما يقوم الآباء والمحيط الاجتماعي والثقافة بتعزيزه كصفات وأنماط سلوكية تشمل الشخصية والتفضيلات الوضع الاجتماعي وقيمة الفرد والتعبيرات المناسبة لكون الفرد ذكر/ رجل أو أنثى/ امرأة.  وتتلخص الاشكالية هنا أن البنى الجندرية الموجودة تعزز من التراتبية بين النساء والرجال، وتدعم خضوع النساء أو وجودهم في منزلة أدنى من الرجال، وبالتالي يتم تنشئة النساء على قيم الخضوع والطاعة والسلبية.
+
كتببت سيمون دوبوفوار في كتابها "الجنس الثاني" اننا لا نولد نساء ولكننا نتعلم كيف نصبح نساء، ومن هنا بدأ التنظير حول فكرة التنشئة الاجتماعية ، وهي العملية التي يكتسب من خلالها الأفراد صفات الرجولة أو الأنوثة من خلال ما يمليه عليهمن محيطهمن، وما تحفزه لديهم سلوكيات من حولهمن في الأسرو العائلة والتعليم والإعلام والقوانين فالقوى الاجتماعية التي تحيط بالأفراد هي ما تجعل منهم نساءً وؤجالًا، وليست الطبيعة البيولوجية أو نسب الهورمونات أو التشريح الجسدي،<ref>[http://vcampus.uom.ac.mu/soci1101/45gender_socialisation.html Gender socialization, Understanding Society course - SOCI 1101].</ref> فبالنسبة لكيت ميليت، وهي إحدى أهم منظرات الموجة النسوية الثانية، فالجندر هو مجموع ما يقوم الآباء والمحيط الاجتماعي والثقافة بتعزيزه كصفات وأنماط سلوكية تشمل الشخصية والتفضيلات الوضع الاجتماعي وقيمة الفرد والتعبيرات المناسبة لكون الفرد ذكر/ رجل أو أنثى/ امرأة.<ref name="stan">[https://plato.stanford.edu/entries/feminism-gender/ Mari Mikkola, "Feminist perspectives on sex and gender", The stanford Encyclopedia of philosophy, 25 October 2017, Edward N. Zalta (Ed.) ]</ref> وتتلخص الاشكالية هنا أن البنى الجندرية الموجودة تعزز من التراتبية بين النساء والرجال، وتدعم خضوع النساء أو وجودهم في منزلة أدنى من الرجال، وبالتالي يتم تنشئة النساء على قيم الخضوع والطاعة والسلبية.
 
    
 
    
الكثير من الباحثات وضمنهن النسويات تعاملوا مع مسألة الجنس البيولوجي باعتبارها مسألة بيولوجية بحتة وغير مرتبطة بالسياق الاجتماعي والسياسي، وبالتالي لم يكن التصنيف الجنسي الثنائي ذكر/أنثى موضع للتساؤل. ولكن بدأ ت بعض النسويات، مع بداية الموجة النسوية الثالثة في تسعيات القرن العشرين، بالتنظير حول تأثير النظم الاجتماعية على بيولوجيا الجسد الإنساني، فالنظم الاجتماعية تقوم بإنتاج وإعادة إنتاج الأجساد المُجنسة، فبالنظر إلى الفروق في البنية العضلية للأجساد الأنثوية والذكورية، نرى أنها مرتبطة بالتوقعات الاجتماعية من الذكور والإناث والمرتبطة بالمجهود المتوقع بذله والنظم الغذائية (في بعض السياقات الاجتماعية كون المرأة في مرتبة أدنى يجعلها تتمتع بفرص أقل في التغذية وبالتالي لا تمتلك جسد قوي) وفرص التمرين ، تشير هذه الأمثلة إلى حقيقة أن البنية الفسيولوجية للأجساد الأنثوية والذكورية ليست مسألة بيولوجية بحتة وإنما هي نتيجة لظروف التنشئة الاجتماعية.  
+
الكثير من الباحثات وضمنهن النسويات تعاملوا مع مسألة الجنس البيولوجي باعتبارها مسألة بيولوجية بحتة وغير مرتبطة بالسياق الاجتماعي والسياسي، وبالتالي لم يكن التصنيف الجنسي الثنائي ذكر/أنثى موضع للتساؤل. ولكن بدأ ت بعض النسويات، مع بداية الموجة النسوية الثالثة في تسعيات القرن العشرين، بالتنظير حول تأثير النظم الاجتماعية على بيولوجيا الجسد الإنساني، فالنظم الاجتماعية تقوم بإنتاج وإعادة إنتاج الأجساد المُجنسة، فبالنظر إلى الفروق في البنية العضلية للأجساد الأنثوية والذكورية، نرى أنها مرتبطة بالتوقعات الاجتماعية من الذكور والإناث والمرتبطة بالمجهود المتوقع بذله والنظم الغذائية (في بعض السياقات الاجتماعية كون المرأة في مرتبة أدنى يجعلها تتمتع بفرص أقل في التغذية وبالتالي لا تمتلك جسد قوي) وفرص التمرين،<ref name="stan" /> تشير هذه الأمثلة إلى حقيقة أن البنية الفسيولوجية للأجساد الأنثوية والذكورية ليست مسألة بيولوجية بحتة وإنما هي نتيجة لتفاعل تلك الأجساد مع السياقات الاجتماعية التي يتم تنشئتها فيها.
بدأ التقسيم الثنائي للجنس البيولوجي في أواخر القرن الثامن عشر، والذي نتج عنه وضع صفات محددة للأجساد الأنثوية والذكورية مرتبطة بالكروموسومات وحجم الجسد وكثافة الشعر وتكوين الأعضاء الجنسية، ففي النظريات العلمية للحضارة الإغريقية كان يتم التعامل مع الأجساد الأنثوية والذكورية على أنها تمتلك تشريحًا واحدًا وأن الاختلافات ما بين الأجهزة التناسلية للجنسين هي اختلافات طفيفة، حتى أنهم كانوا يطلقون على المبايض والخصيتين نفس الإسم، الفرق بين الجنسين هو أن الجهاز التناسلي للنساء موجود داخل الجسم على عكس الجهاز التناسلي للذكور، وبالتالي كان يُنظر للأجساد الأنثوية والذكورية بصفتها تتبع نموذج الجنس الواحد.   جادلت آن فوستو ستيرلينج، أستاذة ادراسات الجندر والبيولوجيا، أن نموذج الثنائية الجنسية ليس وافيًا أيضًاـ بنظرها لعدد الأشخاص مزدوجي الجنس (Intersex)، أي الذين يمتلكون تركيبات متنوعة من الصفات الجنسية الأولية أو الثانوية لا تتبع الأنماط المحددة لتصنيفات الثنائية الجنسية، فوفقًا لها 1.7% من الأشخاص يقعون تحت تصنيف مزدوجي/ات الجنس ، مما يطرح وجود على الأقل جنس ثالث لا يتبع معايير الثنائية.  
+
 
تجادل باحثة الأنثروبولوجيا أويرونكي أويومي، مستشهدة بما كتبته جوديث باتلر في كتابها إشكالية الجندر  أن الجنس البيولوجي هو الجندر، بمعنى أن الجنس البيولوجي لا يوجد خارج السياق الاجتماعي الذي يشكله الجندر، فمعيارية الثنائية الجندرية هي ما تعطي المعنى للأجساد المُجنسة أو للجنس الطبيعي، وفهمنا وممارستنا للجندر هي ما تشكل فهمنا للجنس البيولوجي. فعلى سبيل المثال عندما يقوم الطبيب بتحديد ما إذا كان/ت المولود/ة بنت أم ولد، في هذه اللحظة لا يقوم الطبيب بعمل خطاب توصيفي لما رآه، بل إنه يقوم بإعادة إنتاج خطاب معياري، يعتمد على ما هو مرسخ بالفعل عن تكوين وشكل الأجساد الأنثوية والذكورية، فالرؤية المُجنسة للأجساد ليست مبنية على سمات موضوعية تكمن في الطبيعة البشرية، بل إن أجسادنا المُجنسة هي نتيجة لخطابات وتفاعلات اجتماعية مبنية أيديولوجيًا على الجندر. لا تنفي جوديث باتلر وجود الأجساد المادية، ولكنها تدرس السياق الاجتماعي  الذي يتم رؤية هذه الأجساد  من خلاله.جادلت ستون ما تقوله باتلر، قائلة أنه من الأدق القول بأن بنائية الجنس البيولوجي والجندر لا تعني بالضرورة أنهم نفس الشئ، ولكنها تعني أن الحقائق المزعومة حول الجنس البيولوجي تأتي من الافتراضات المرتبطة بالمعايير الجندرية، وأنها محكومة بالطريقة المتوقع بها أن يسلك الرجال والنساء، إذًا فالادعاءات حول الجنس البيولوجي ليست هي نفسها الادعاءات حول الجندر، ولكنها مبنية على المعايير الجندرية.
+
 +
بدأ التقسيم الثنائي للجنس البيولوجي في أواخر القرن الثامن عشر، والذي نتج عنه رسم أطر اجتماعية محددة لتكوين الأجساد الأنثوية والذكورية والذي يُحدد بناءً على الكروموسومات وحجم الجسد وكثافة الشعر وتكوين الأعضاء الجنسية، ففي النظريات العلمية للحضارة الإغريقية القديمة، كان يتم التعامل مع الأجساد الأنثوية والذكورية على أنها تمتلك تشريحًا واحدًا وأن الاختلافات ما بين الأجهزة التناسلية للجنسين هي اختلافات طفيفة، حتى أنهم كانوا يطلقون على المبايض والخصيتين نفس الإسم، كان يُنظر للفرق بين الجنسين من خلال تواجد الأعضاء النسية داخل الجسم بالنسبة للإناث وخارجه بالنسبة للذكور، وبالتالي كان يُنظر للأجساد الأنثوية والذكورية بصفتها تتبع نموذج الجنس الواحد. <ref>[https://www.encyclopedia.com/social-sciences/encyclopedias-almanacs-transcripts-and-maps/one-sex-theory "One-Sex Theory." Encyclopedia of Sex and Gender: Culture Society History. . Encyclopedia.com.].</ref>  جادلت آن فوستو ستيرلينج، أستاذة دراسات الجندر والبيولوجيا، أن نموذج الثنائية الجنسية ليس وافيًا أيضًا، بالنظر لعدد الأشخاص مزدوجي الجنس (Intersex)، أي الذين يمتلكون تركيبات متنوعة من الصفات الجنسية الأولية أو الثانوية لا تتبع الأنماط المحددة لتصنيفات الثنائية الجنسية، فوفقًا لها 1.7% من الأشخاص يقعون تحت تصنيف مزدوجي/ات الجنس ، مما يطرح وجود على الأقل جنس ثالث لا يتبع معايير الثنائية.<ref>[http://www.annefaustosterling.com/fields-of-inquiry/gender/ ِِِِِِAnne Fausto Sterling, "Gender and Sexuality, Intersex.].</ref>
 +
 
 +
 +
تجادل باحثة الأنثروبولوجيا أويرونكي أويومي، مستشهدة بما كتبته جوديث باتلر في كتابها إشكالية الجندر، أن الجنس البيولوجي هو الجندر، بمعنى أن الجنس البيولوجي لا يوجد خارج السياق الاجتماعي الذي يشكله الجندر، فمعيارية الثنائية الجندرية هي ما تعطي المعنى للأجساد المُجنسة أو للجنس الطبيعي، وفهمنا وممارستنا للجندر هي ما تشكل فهمنا للجنس البيولوجي.<ref>[https://genderation.xyz/wiki/ترجمة:اختراع_النساء_-_جزء_من_الفصل_الأول#cite_note-13 أويرونكي أويومي، اختراع النساء، الفصل الأول، 1977].</ref فعلى سبيل المثال عندما يقوم الطبيب بتحديد ما إذا كان/ت المولود/ة بنت أم ولد، في هذه اللحظة لا يقوم الطبيب بعمل خطاب توصيفي لما رآه، بل إنه يقوم بإعادة إنتاج خطاب معياري، يعتمد على ما هو مرسخ بالفعل عن تكوين وشكل الأجساد الأنثوية والذكورية، فالرؤية المُجنسة للأجساد ليست مبنية على سمات موضوعية تكمن في الطبيعة البشرية، بل إن أجسادنا المُجنسة هي نتيجة لخطابات وتفاعلات اجتماعية مبنية أيديولوجيًا على الجندر. لا تنفي جوديث باتلر وجود الأجساد المادية، ولكنها تدرس السياق الاجتماعي  الذي يتم رؤية هذه الأجساد  من خلاله.جادلت ستون ما تقوله باتلر، قائلة أنه من الأدق القول بأن بنائية الجنس البيولوجي والجندر لا تعني بالضرورة أنهم نفس الشئ، ولكنها تعني أن الحقائق المزعومة حول الجنس البيولوجي تأتي من الافتراضات المرتبطة بالمعايير الجندرية، وأنها محكومة بالطريقة المتوقع بها أن يسلك الرجال والنساء، إذًا فالادعاءات حول الجنس البيولوجي ليست هي نفسها الادعاءات حول الجندر، ولكنها مبنية على المعايير الجندرية. <ref name="stan" />
    
==الجندر واللغة==
 
==الجندر واللغة==
264

تعديل

قائمة التصفح