تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
قالب بيانات وثيقة
سطر 1: سطر 1: −
التالي منقول بنصّه من https://almajma3.blogspot.com.eg/2017/08/blog-post_23.html
     −
حيث نشره عبدالرازق الصاعدي بتاريخ 23-08-2017 و استُرجع بتاريخ 26-08-2017
+
{{بيانات وثيقة
----
+
|نوع الوثيقة=مقالة رأي
 +
|مؤلف=عبدالرزاق الصاعدي  
 +
|محرر=
 +
|لغة=ar
 +
|ترجمة=
 +
|المصدر=مجمع اللغة العربية الافتراضي
 +
|تاريخ النشر=2017-08-23
 +
|تاريخ الاسترجاع=2017-08-26
 +
|مسار الاسترجاع=https://almajma3.blogspot.com.eg/2017/08/blog-post_23.html
 +
|نسخة أرشيفية=
 +
|هل ترجمة=
 +
|مترجم=
 +
|لغة الأصل=
 +
|العنوان الأصلي=
 +
|النص الأصلي=
 +
|ملاحظة=
 +
|قوالب فرعية=
 +
}}
 +
 
 
يجري على ألسنة كثير من اللغويين والمثقفين والإعلاميين قولهم: الدكتورة فلانة رئيس القسم، وهي أستاذ مشارك، وفلانة استشاري جراحة، وفلانة سكرتير المدير، وفلانة مستشار نفسي، وكذلك يقولون: فلانة ملك البلاد، وهي رئيس الوزراء، ونحوه في الألقاب العلمية والمهنية والمناصب وما يتصل بها. وهذا موضع دقيق في العربية ذو علّة لطيفة، وهو مما يشكل لمن لا يعرف علته وقاعدته فيضطرب بين المطابقة والمخالفة، ويتخبّط فيه على غير هدى.
 
يجري على ألسنة كثير من اللغويين والمثقفين والإعلاميين قولهم: الدكتورة فلانة رئيس القسم، وهي أستاذ مشارك، وفلانة استشاري جراحة، وفلانة سكرتير المدير، وفلانة مستشار نفسي، وكذلك يقولون: فلانة ملك البلاد، وهي رئيس الوزراء، ونحوه في الألقاب العلمية والمهنية والمناصب وما يتصل بها. وهذا موضع دقيق في العربية ذو علّة لطيفة، وهو مما يشكل لمن لا يعرف علته وقاعدته فيضطرب بين المطابقة والمخالفة، ويتخبّط فيه على غير هدى.
   سطر 9: سطر 26:  
لعل أقدم من تناول هذا الموضوع بوضوح تامّ هو الفرّاء في كتابه المذكر والمؤنث<ref>ص 54، 55</ref> وأشار إلى علّته اللغوية، وعنه نقل من جاء بعده، وابتدأ قوله بتقرير الأصل في اللغة وهو المطابقة ((رجل كريم وامرأة كريمة)) وأشار إلى المعدول أو المصروف عن أصله، نحو امرأة قتيل وكفّ خضيب وعنز رميّ، وذكر علته، ثم قال: ((فإن قال القائل: أفرأيت قول العرب: (أميرُنا امرأةٌ) و(فلانةٌ وصيُّ بني فلان) و(وكيلُ فلان) هل ترى هذا من المصروف؟ [أي من المعدول من مفعول إلى فعيل]؟  قلت: لا، إنما ذُكّر هذا؛ لأنه إنما يكون في الرجال دون النساء أكثر ما يكون، فلما احتاجوا إليه في النساء أجروه على الأكثر من موضعيه.
 
لعل أقدم من تناول هذا الموضوع بوضوح تامّ هو الفرّاء في كتابه المذكر والمؤنث<ref>ص 54، 55</ref> وأشار إلى علّته اللغوية، وعنه نقل من جاء بعده، وابتدأ قوله بتقرير الأصل في اللغة وهو المطابقة ((رجل كريم وامرأة كريمة)) وأشار إلى المعدول أو المصروف عن أصله، نحو امرأة قتيل وكفّ خضيب وعنز رميّ، وذكر علته، ثم قال: ((فإن قال القائل: أفرأيت قول العرب: (أميرُنا امرأةٌ) و(فلانةٌ وصيُّ بني فلان) و(وكيلُ فلان) هل ترى هذا من المصروف؟ [أي من المعدول من مفعول إلى فعيل]؟  قلت: لا، إنما ذُكّر هذا؛ لأنه إنما يكون في الرجال دون النساء أكثر ما يكون، فلما احتاجوا إليه في النساء أجروه على الأكثر من موضعيه.
 
وتقول: (مؤذّن بني فلان امرأة) و(شهوده نساء) و(فلانة شاهد له) لأن الشهادات والأذان وما أشبهه إنما يكون للرجال، وهو في النساء قليل، وربما جاء في الشعر بالهاء، قال عبدالله بن همام السلولي:
 
وتقول: (مؤذّن بني فلان امرأة) و(شهوده نساء) و(فلانة شاهد له) لأن الشهادات والأذان وما أشبهه إنما يكون للرجال، وهو في النساء قليل، وربما جاء في الشعر بالهاء، قال عبدالله بن همام السلولي:
                          فلو جاءوا ببَرّةَ أو بهِنْدٍ    لبايَعْنَا أَمِيرةَ مُؤمنينا
+
<blockquote>
 +
فلو جاءوا ببَرّةَ أو بهِنْدٍ    لبايَعْنَا أَمِيرةَ مُؤمنينا
 +
</blockquote>
    
وليس خطأ أن تقول: وصيّة ووكيلة، إذا أفردتها وأوردتها بذلك الوصف)). انتهى كلام الفراء.
 
وليس خطأ أن تقول: وصيّة ووكيلة، إذا أفردتها وأوردتها بذلك الوصف)). انتهى كلام الفراء.
سطر 33: سطر 52:  
الرأي الذي أنتهي إليه في هذه المسألة هو جواز الوجهين بالقيد أو العلّة التي ذكرها الفراء وابن السكيت وأبو بكر الأنباري وابن سيده، ولا سبيل إلى تخطئة من يقيس عليها من المعاصرين، ولكني أرى أن التذكير في هذا هو المذهب الأقل للعرب، خلافا للمطرزي والفيومي، فاختار المطابقة في كل ذلك؛ لأن التذكير في الألقاب والمهن للإناث أسماءً كانت أو أوصافا قد يفتح بابا للاضطراب، ثم إن ما يكثر للرجال في زمان قد يتغير في أزمان لاحقة أو بيئات مختلفة، وقد تتساوى بينهما كرئاسة الأقسام العلمية مثلا، فهي للرجال في الجامعات الذكورية وللإناث للجامعات النسائية، فالأرجح أن يقال: الدكتورة فلانة أستاذة مساعدة أو الأستاذة المساعدة، وهي رئيسة القسم أو عميدة الكلية، وفلانة رئيسة الوزراء أو أميرة البلاد أو مديرة البنك، ونحو هذا<ref>ومنه: فلانة عضوة هيئة التدريس، ومنعه بعضهم بحجة أن العضو اسم جامد، وأنه لم يسمع عن العرب: عضوة، وأجازه بعضهم؛ لأنه نقل من الاسمية إلى الوصفية، كما قيل في الشِّلْو وهو العضو: شلوة وفي الثبج وهو الوسط: ثبجة، وأجاز مجمع القاهرة: هي عضوة، بالتاء، وأجازها مطفى جواد في قل ولا تقل 1/ 83 وعبداللطيف الشويرف في تصحيحات لغوية 651.</ref>، فليس في التأنيث في هذا الباب ما يعيبه.   
 
الرأي الذي أنتهي إليه في هذه المسألة هو جواز الوجهين بالقيد أو العلّة التي ذكرها الفراء وابن السكيت وأبو بكر الأنباري وابن سيده، ولا سبيل إلى تخطئة من يقيس عليها من المعاصرين، ولكني أرى أن التذكير في هذا هو المذهب الأقل للعرب، خلافا للمطرزي والفيومي، فاختار المطابقة في كل ذلك؛ لأن التذكير في الألقاب والمهن للإناث أسماءً كانت أو أوصافا قد يفتح بابا للاضطراب، ثم إن ما يكثر للرجال في زمان قد يتغير في أزمان لاحقة أو بيئات مختلفة، وقد تتساوى بينهما كرئاسة الأقسام العلمية مثلا، فهي للرجال في الجامعات الذكورية وللإناث للجامعات النسائية، فالأرجح أن يقال: الدكتورة فلانة أستاذة مساعدة أو الأستاذة المساعدة، وهي رئيسة القسم أو عميدة الكلية، وفلانة رئيسة الوزراء أو أميرة البلاد أو مديرة البنك، ونحو هذا<ref>ومنه: فلانة عضوة هيئة التدريس، ومنعه بعضهم بحجة أن العضو اسم جامد، وأنه لم يسمع عن العرب: عضوة، وأجازه بعضهم؛ لأنه نقل من الاسمية إلى الوصفية، كما قيل في الشِّلْو وهو العضو: شلوة وفي الثبج وهو الوسط: ثبجة، وأجاز مجمع القاهرة: هي عضوة، بالتاء، وأجازها مطفى جواد في قل ولا تقل 1/ 83 وعبداللطيف الشويرف في تصحيحات لغوية 651.</ref>، فليس في التأنيث في هذا الباب ما يعيبه.   
   −
  '''عبدالرزاق الصاعدي - المدينة المنورة'''
+
'''عبدالرزاق الصاعدي - المدينة المنورة'''
1 / 12/ 1438ھ الموافق 23/ 8/ 2017م
+
1 / 12/ 1438ھ الموافق 23/ 8/ 2017م
 
----
 
----
    
[[تصنيف:لغويات]]
 
[[تصنيف:لغويات]]
7٬893

تعديل

قائمة التصفح