تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيانات القالب؛ العناوين الفرعية
سطر 5: سطر 5:  
|العنوان الأصلي=Feminist critique and Islamic feminism: the question of intersectionality
 
|العنوان الأصلي=Feminist critique and Islamic feminism: the question of intersectionality
 
|النص الأصلي=
 
|النص الأصلي=
|المصدر=http://postcolonialist.com
+
|المصدر=postcolonialist
|لغة الأصل= الإنجليزية
+
|لغة الأصل=en
 
|مؤلف=سارة سالم
 
|مؤلف=سارة سالم
|المصدر=/http://postcolonialist.com
+
|المصدر=postcolonialist
|تاريخ النشر=     18/11/2013
+
|تاريخ النشر=2013-11-18
|تاريخ الاسترجاع=  
+
|تاريخ الاسترجاع=2018-07-02
 
|مسار الاسترجاع=http://postcolonialist.com/civil-discourse/feminist-critique-and-islamic-feminism-the-question-of-intersectionality/
 
|مسار الاسترجاع=http://postcolonialist.com/civil-discourse/feminist-critique-and-islamic-feminism-the-question-of-intersectionality/
 
|ملاحظة=
 
|ملاحظة=
سطر 16: سطر 16:  
}}
 
}}
   −
== النقد النسوي والنسوية الإسلامية: مسألة التقاطعية - سارة سالم ==
     −
===== ملخص البحث: =====
+
 
 +
== ملخص البحث: ==
    
أسست النسوية الغربية السائدة منذ نشوئها موقعًا إقصاءيًا على عدة جبهات، نتيجة لإستمرار تأثرها بافتراضات الموجة الأولى من النسوية. وأسئلة التعريف والتغيير مركزية بالنسبة إلى أي مشروع يهدف إلى إحلال تغيير اجتماعي وسياسي واقتصادي، لكن التعريف يجلب مخاطرة ضمنية برسم حدود تضم البعض بينما تقصي البعض الآخر. وبعبارة أخرى، فإن فعل التعريف يشكل ممارسة للسلطة التي تصنع خبرات بعض النساء بصفتها أبوية وأخرى بصفتها تحررية. يركز هذا المقال على التوترات التي عادة ما تبرز في المشروع النسوي حول موضوع الدين والنساء المتدينات، فقد عانت النسوية الغربية السائدة منذ أمد طويل من صعوبات في التعامل مع النساء المتدينات، فعلى أحد الجوانب، طرح الدين بصفته مؤسسة أبوية بالوراثة تقصي النساء بطبيعتها وتعتبرهم غير مساوين للرجال. وعلى الجانب الآخر، ترى العديد من النساء أنفسهن بصفتهن نسويات وأيضًا متدينات، مما يبرز أسئلة مهمة حول إذا ما كانت النسوية تخلق مفهومًا شديد التبسيط للدين. يمكن في قلب هذا الجدل السؤال حول الاختيار وطريقة الحكم على الاختيارات التي تتخذ ومن قبل من. وبعبارة أخرى، من يقرر أن الدين يقمع النساء وما علاقات السلطة الموروثة في اتخاذ هذا القرار؟ ولذلك فإن الهدف هو وضع سياق المقاربة الإقصائية بشكل مستمر من قبل العديد من النسويات تجاه النساء المتدينات من خلال التركيز على حالة النسوية الإسلامية، كما التساؤل عما إذا كانت التقاطعية تبدو بصفتها حلاً ملائمًا لهذا الإقصاء.
 
أسست النسوية الغربية السائدة منذ نشوئها موقعًا إقصاءيًا على عدة جبهات، نتيجة لإستمرار تأثرها بافتراضات الموجة الأولى من النسوية. وأسئلة التعريف والتغيير مركزية بالنسبة إلى أي مشروع يهدف إلى إحلال تغيير اجتماعي وسياسي واقتصادي، لكن التعريف يجلب مخاطرة ضمنية برسم حدود تضم البعض بينما تقصي البعض الآخر. وبعبارة أخرى، فإن فعل التعريف يشكل ممارسة للسلطة التي تصنع خبرات بعض النساء بصفتها أبوية وأخرى بصفتها تحررية. يركز هذا المقال على التوترات التي عادة ما تبرز في المشروع النسوي حول موضوع الدين والنساء المتدينات، فقد عانت النسوية الغربية السائدة منذ أمد طويل من صعوبات في التعامل مع النساء المتدينات، فعلى أحد الجوانب، طرح الدين بصفته مؤسسة أبوية بالوراثة تقصي النساء بطبيعتها وتعتبرهم غير مساوين للرجال. وعلى الجانب الآخر، ترى العديد من النساء أنفسهن بصفتهن نسويات وأيضًا متدينات، مما يبرز أسئلة مهمة حول إذا ما كانت النسوية تخلق مفهومًا شديد التبسيط للدين. يمكن في قلب هذا الجدل السؤال حول الاختيار وطريقة الحكم على الاختيارات التي تتخذ ومن قبل من. وبعبارة أخرى، من يقرر أن الدين يقمع النساء وما علاقات السلطة الموروثة في اتخاذ هذا القرار؟ ولذلك فإن الهدف هو وضع سياق المقاربة الإقصائية بشكل مستمر من قبل العديد من النسويات تجاه النساء المتدينات من خلال التركيز على حالة النسوية الإسلامية، كما التساؤل عما إذا كانت التقاطعية تبدو بصفتها حلاً ملائمًا لهذا الإقصاء.
   −
===== مقدمة: =====
+
== مقدمة: ==
    
::"يمكن للدين المساهمة في عالم ما بعد أبوي"<ref>Cooey, Paula M., William R. Eakin, and John B. McDaniel. After Patriarchy: Feminist Transformations of the World Religions. Sri Satguru Publications, 1991: ix.</ref>
 
::"يمكن للدين المساهمة في عالم ما بعد أبوي"<ref>Cooey, Paula M., William R. Eakin, and John B. McDaniel. After Patriarchy: Feminist Transformations of the World Religions. Sri Satguru Publications, 1991: ix.</ref>
سطر 33: سطر 33:  
هذا يعكس التوتر في الأدبيات، فبينما هناك تركيز على النساء والدين، يشكل هذا التركيز إشكالية لأنه يعيد إنتاج الدين بصفته أبويًا بالوراثة والنساء بصفتهن يفتقرن إلى الإستقلالية فيما يتعلق بالدين. وهذا كان الحال خصوصًا في الدراسات حول "المرأة والإسلام" التي نمت بشكل متسارع منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011. أريد أن أركز في هذه الورقة على "العمى" النسوي الذي تذكره فيولا، وأحاول أن أفصّل الأسباب المختلفة خلف إهمال تيار النسوية الغربية السائد لجمهور النساء المتدينات.  
 
هذا يعكس التوتر في الأدبيات، فبينما هناك تركيز على النساء والدين، يشكل هذا التركيز إشكالية لأنه يعيد إنتاج الدين بصفته أبويًا بالوراثة والنساء بصفتهن يفتقرن إلى الإستقلالية فيما يتعلق بالدين. وهذا كان الحال خصوصًا في الدراسات حول "المرأة والإسلام" التي نمت بشكل متسارع منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011. أريد أن أركز في هذه الورقة على "العمى" النسوي الذي تذكره فيولا، وأحاول أن أفصّل الأسباب المختلفة خلف إهمال تيار النسوية الغربية السائد لجمهور النساء المتدينات.  
   −
===== تحديد معالم النسوية =====
+
== تحديد معالم النسوية ==
 
::"حدود النسوية جلية في البناء (المتفق عليه ضمنيًا) لأولويات الموضوعات التي تدور حول كل ما يبدو أن تهتم به النساء".<ref>Mohanty, Chandra Talpade. “Under Western eyes: Feminist scholarship and colonial discourses.” Feminist review 30 (1988): 61-88: 53.
 
::"حدود النسوية جلية في البناء (المتفق عليه ضمنيًا) لأولويات الموضوعات التي تدور حول كل ما يبدو أن تهتم به النساء".<ref>Mohanty, Chandra Talpade. “Under Western eyes: Feminist scholarship and colonial discourses.” Feminist review 30 (1988): 61-88: 53.
 
يرجى ملاحظة أن بحث شاندرا موهانتي قد ترجمته سهام سنية عبد السلام إلى العربية تحت عنوان [[وثيقة:عيون الغرب: الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية (ورقة بحثية)]] </ref>  
 
يرجى ملاحظة أن بحث شاندرا موهانتي قد ترجمته سهام سنية عبد السلام إلى العربية تحت عنوان [[وثيقة:عيون الغرب: الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية (ورقة بحثية)]] </ref>  
سطر 56: سطر 56:  
تتشابه البنية الخطابية لنساء العالم الثالث بوصفها متجانسة وليس لديها سلطات مع بنية النساء المتدينات بسبب أنهن يقعن تحت قمع يتم على نحو منتظم وآلي أو يعانين من وعي زائف. وبذلك يتم إنتاج النساء المتدينات باعتبارهن كتلة متجانسة لا تستطيع أن ترى الإرث الأبوي في الدين ولن تراه. وعندما نأتي للنساء المسلمات فإن الأمر يتسع بسبب البنية السائدة لنساء العالم الثالث (التي من المفترض أن النساء المسلمات تنتمين إليها) باعتبارهن مقهورات وضحايا. وتلبي هذه البنية الحاجة إلى إخفاء خصوصية واقع حياة المرأة وبدلًا من ذلك يركز النقاش على الوعي الزائف.
 
تتشابه البنية الخطابية لنساء العالم الثالث بوصفها متجانسة وليس لديها سلطات مع بنية النساء المتدينات بسبب أنهن يقعن تحت قمع يتم على نحو منتظم وآلي أو يعانين من وعي زائف. وبذلك يتم إنتاج النساء المتدينات باعتبارهن كتلة متجانسة لا تستطيع أن ترى الإرث الأبوي في الدين ولن تراه. وعندما نأتي للنساء المسلمات فإن الأمر يتسع بسبب البنية السائدة لنساء العالم الثالث (التي من المفترض أن النساء المسلمات تنتمين إليها) باعتبارهن مقهورات وضحايا. وتلبي هذه البنية الحاجة إلى إخفاء خصوصية واقع حياة المرأة وبدلًا من ذلك يركز النقاش على الوعي الزائف.
   −
===== الفاعلية والاستقلالية والذاتية =====
+
== الفاعلية والاستقلالية والذاتية ==
 
يكشف تأطير النقاش حول الدين فيما يتصل "بالخيارات" التي اتخذتها المرأة أو أرغمت عليها عن أنطولوجيا ليبرالية حيث الفاعلية -الممارسة الحرة للسلوك- تصبح علامة على انعتاق المرأة. وبالمثل فإن تأطير النقاش حول "الحقوق" التي منحها الدين للمرأة أو الحقوق التي سلبها منها الدين تكشف كذلك عن أنطولوجيا ليبرالية. وبعبارة أخرى فإن الجدال بشأن ما إذا كان الدين أبويًا على أساس أنواع "الحقوق" الممنوحة للنساء قد أعادت إنتاج مقاربة نسوية يضع فرضية فردانية وهي التي تعد جانبًا رئيسًا في السردية العلمانية التي تشكل جوهر الدراسة النسوية اليوم، وهو ما سأناقشه أدناه. وفكرة الوجود الأعلى الذي يتخطى الفرد تعد بالفعل انتهاكًا للعلمانية وللرؤية العالمية الليبرالية حيث يكون الإستقلالية الفردية مركزية.
 
يكشف تأطير النقاش حول الدين فيما يتصل "بالخيارات" التي اتخذتها المرأة أو أرغمت عليها عن أنطولوجيا ليبرالية حيث الفاعلية -الممارسة الحرة للسلوك- تصبح علامة على انعتاق المرأة. وبالمثل فإن تأطير النقاش حول "الحقوق" التي منحها الدين للمرأة أو الحقوق التي سلبها منها الدين تكشف كذلك عن أنطولوجيا ليبرالية. وبعبارة أخرى فإن الجدال بشأن ما إذا كان الدين أبويًا على أساس أنواع "الحقوق" الممنوحة للنساء قد أعادت إنتاج مقاربة نسوية يضع فرضية فردانية وهي التي تعد جانبًا رئيسًا في السردية العلمانية التي تشكل جوهر الدراسة النسوية اليوم، وهو ما سأناقشه أدناه. وفكرة الوجود الأعلى الذي يتخطى الفرد تعد بالفعل انتهاكًا للعلمانية وللرؤية العالمية الليبرالية حيث يكون الإستقلالية الفردية مركزية.
   سطر 76: سطر 76:  
والطريقة الوحيدة للمصالحة بين الفاعلية والدين<ref>يجب ملاحظة أن الميل إلى التصالح هو أيضًا مفهومًا إشكاليًا يرتبط بالأنطولوجيا الليبرالية.</ref> هي إعادة النظر في مفهوم الفاعلية نفسها. فالنساء اللواتي يستخدمن الدين لاستبدال أعراف اجتماعية يظهرن قدرة على الفعل ويؤكدن على المفهوم التي استخدمته جوديث باتلر وآخرين.<ref>Ibid: 156.</ref> ومن هذا المنظور فإنه يمكن أن توجد الفاعلية والاستقلالية في ظل وجود تحديات للسلطة. وبذلك فإن محاولة المتدينات تحدي الأعراف الاجتماعية تعكس عملًا من أعمال الفاعلية، ولا تعد تمردًا. وعلى أية حال فإن إعادة النظر في مفهوم الفاعلية هذا ما يزال يعيد إنتاج مركزية الفاعلية في تلك المناقشات، وتبقى الفاعلية مفهومًا لبيراليًا قويًا. وقد حاولت محمود تجاوز كل من الانعتاقية والفاعلية لأنهما ما يزالا ينتجان انتعاقية غائية تصور النساء على إنهن إما مناضلات أو مقاومات أو مخربات لكنهن لسن ناشطات بأي حال.
 
والطريقة الوحيدة للمصالحة بين الفاعلية والدين<ref>يجب ملاحظة أن الميل إلى التصالح هو أيضًا مفهومًا إشكاليًا يرتبط بالأنطولوجيا الليبرالية.</ref> هي إعادة النظر في مفهوم الفاعلية نفسها. فالنساء اللواتي يستخدمن الدين لاستبدال أعراف اجتماعية يظهرن قدرة على الفعل ويؤكدن على المفهوم التي استخدمته جوديث باتلر وآخرين.<ref>Ibid: 156.</ref> ومن هذا المنظور فإنه يمكن أن توجد الفاعلية والاستقلالية في ظل وجود تحديات للسلطة. وبذلك فإن محاولة المتدينات تحدي الأعراف الاجتماعية تعكس عملًا من أعمال الفاعلية، ولا تعد تمردًا. وعلى أية حال فإن إعادة النظر في مفهوم الفاعلية هذا ما يزال يعيد إنتاج مركزية الفاعلية في تلك المناقشات، وتبقى الفاعلية مفهومًا لبيراليًا قويًا. وقد حاولت محمود تجاوز كل من الانعتاقية والفاعلية لأنهما ما يزالا ينتجان انتعاقية غائية تصور النساء على إنهن إما مناضلات أو مقاومات أو مخربات لكنهن لسن ناشطات بأي حال.
   −
===== الاختيار وهيمنة الدين وإعادة تفسير النصوص =====
+
== الاختيار وهيمنة الدين وإعادة تفسير النصوص ==
 
وإحدى القضايا التي تنشأ عن المناقشات المذكورة أعلاه هي ما يتعلق بالاختيار: وببساطة من الذي يحدد الاختيارات التي تقع ضمن معايير النسوية وتلك التي لا تقع ضمنها؟ ومع ذلك فإنه بمجرد أن يقبل المرء أن التنشئة الاجتماعية تؤسس الاختيارات المتاحة والمقبولة، وكذلك تحدد ما هو انعتاقي وما هو قمعي، فإن ذلك يستتبع أن كل ذلك يمكن تفكيكه، وبخاصة فيما يتعلق بتفكيك علاقات القوة التي ترتبط بها. وهذا ما يجعل مسألة الإختيارات معقدة وكذلك تعريفها.
 
وإحدى القضايا التي تنشأ عن المناقشات المذكورة أعلاه هي ما يتعلق بالاختيار: وببساطة من الذي يحدد الاختيارات التي تقع ضمن معايير النسوية وتلك التي لا تقع ضمنها؟ ومع ذلك فإنه بمجرد أن يقبل المرء أن التنشئة الاجتماعية تؤسس الاختيارات المتاحة والمقبولة، وكذلك تحدد ما هو انعتاقي وما هو قمعي، فإن ذلك يستتبع أن كل ذلك يمكن تفكيكه، وبخاصة فيما يتعلق بتفكيك علاقات القوة التي ترتبط بها. وهذا ما يجعل مسألة الإختيارات معقدة وكذلك تعريفها.
   سطر 100: سطر 100:  
أريد في القسم التالي أن أقترح مخرجًا لهذا المأزق ألا وهو التركيز بدرجة أقل على الأفكار الأساسية للنسوية والدين، والاهتمام أكثر بحقائق حياة النساء المتدينات. فمن خلال التركيز على تجاربهن يمكن أن تبتعد النسوية عن إشكالية التعريف (التي هي دائمًا امتداد لعملية استبعاد) وأن تحاول استكشاف خيار النسويات المتعددة. والتقاطعية هي إحدى طرق تنظير تلك الخطوة.  
 
أريد في القسم التالي أن أقترح مخرجًا لهذا المأزق ألا وهو التركيز بدرجة أقل على الأفكار الأساسية للنسوية والدين، والاهتمام أكثر بحقائق حياة النساء المتدينات. فمن خلال التركيز على تجاربهن يمكن أن تبتعد النسوية عن إشكالية التعريف (التي هي دائمًا امتداد لعملية استبعاد) وأن تحاول استكشاف خيار النسويات المتعددة. والتقاطعية هي إحدى طرق تنظير تلك الخطوة.  
   −
===== التقاطعية وحدودها =====
+
== التقاطعية وحدودها ==
 
تعد نظرية التقاطعية مقاربة حديثة نسبيًا لإجراء دراسات في العلوم الاجتماعية. في البداية اشتقت مفهوم اللون في النسوية، وهي حاليًا تتبنى فروعًا معرفية أخرى مثل علم الاجتماع ودراسات الأجناس والدراسات الإثنوجرافية. ويعتبر السياق الذي نشأت فيه التقاطعية شديد الأهمية عند محاولة فهم النظرية نفسها. فما إن انتشرت الموجة النسوية الأولى في أمريكا وأوروبا حتى بدأت الانتقادات تظهر من نساء شعرن أنهن مستبعدات من الخطاب الذي استخدمته الموجة الأولى من النسويات. علاوة على ذلك، فإن الإدعاء بتمثيل النساء عالميًا مثل إشكالًا للنساء اللاتي شعرن أن تجاربهن تختلف للغاية عن تجارب النساء البيض الغربيات من الطبقة الوسطى واللاتي شكلن الموجة النسوية الأولى على نطاق واسع.
 
تعد نظرية التقاطعية مقاربة حديثة نسبيًا لإجراء دراسات في العلوم الاجتماعية. في البداية اشتقت مفهوم اللون في النسوية، وهي حاليًا تتبنى فروعًا معرفية أخرى مثل علم الاجتماع ودراسات الأجناس والدراسات الإثنوجرافية. ويعتبر السياق الذي نشأت فيه التقاطعية شديد الأهمية عند محاولة فهم النظرية نفسها. فما إن انتشرت الموجة النسوية الأولى في أمريكا وأوروبا حتى بدأت الانتقادات تظهر من نساء شعرن أنهن مستبعدات من الخطاب الذي استخدمته الموجة الأولى من النسويات. علاوة على ذلك، فإن الإدعاء بتمثيل النساء عالميًا مثل إشكالًا للنساء اللاتي شعرن أن تجاربهن تختلف للغاية عن تجارب النساء البيض الغربيات من الطبقة الوسطى واللاتي شكلن الموجة النسوية الأولى على نطاق واسع.
   سطر 124: سطر 124:  
ويمكن أن يؤدي الاعتماد على الفئات إلى تصوير التقاطعية على أنها موضوعية، حيث من المفترض أن تؤدي الفئة إلى معرفة "موثوق بها" حول تجارب النساء المهمشات.<ref>Ibid: 92.</ref> وقد أكد باحثين مثل وولف أنه بدلًا من نأخذ الصفات باعتبارها أسماءً لأشياء، ينبغي بدلًا من ذلك أن نفهم أنها "حزم من العلاقات ونعيدها إلى المجال الذي جردت منه." <ref>Wolf, Eric R. Europe and the People without History. Univ of California Press, 2010: 3.</ref> وأكد آخرون أن فئات غير ثابتة يمكن استبدالها بمؤشرات مؤسسة على حياة نساء بعينهن، ولا يجب النظر بتاتًا إلى التمثيلات على أنها توضح لنا ’’جوهر‘‘ الفرد.<ref>Husain, Mary E., and Kevin J. Ayotte. “Securing Afghan women: Neocolonialism, epistemic violence, and the rhetoric of the veil.” NWSA journal17.3 (2005): 112-133: 114.</ref> وقد ردت كرينشو على تلك الانتقادات بالإشارة إلى أن تلك الصفات يمكن أن تكون في بعض الأحيان سببًا للتمكين، وأكدت أنه حتى إن كانت الصفات ذات منشأ اجتماعي، فإن ذلك لا يبطل تأثيراتها الحقيقية على حياة الناس.<ref>Crenshaw in Lutz, Helma, Maria Teresa Herrera Vivar, and Linda Supik, eds. Framing intersectionality: Debates on a multi-faceted concept in gender studies. Ashgate Publishing, 2011: 227.</ref>
 
ويمكن أن يؤدي الاعتماد على الفئات إلى تصوير التقاطعية على أنها موضوعية، حيث من المفترض أن تؤدي الفئة إلى معرفة "موثوق بها" حول تجارب النساء المهمشات.<ref>Ibid: 92.</ref> وقد أكد باحثين مثل وولف أنه بدلًا من نأخذ الصفات باعتبارها أسماءً لأشياء، ينبغي بدلًا من ذلك أن نفهم أنها "حزم من العلاقات ونعيدها إلى المجال الذي جردت منه." <ref>Wolf, Eric R. Europe and the People without History. Univ of California Press, 2010: 3.</ref> وأكد آخرون أن فئات غير ثابتة يمكن استبدالها بمؤشرات مؤسسة على حياة نساء بعينهن، ولا يجب النظر بتاتًا إلى التمثيلات على أنها توضح لنا ’’جوهر‘‘ الفرد.<ref>Husain, Mary E., and Kevin J. Ayotte. “Securing Afghan women: Neocolonialism, epistemic violence, and the rhetoric of the veil.” NWSA journal17.3 (2005): 112-133: 114.</ref> وقد ردت كرينشو على تلك الانتقادات بالإشارة إلى أن تلك الصفات يمكن أن تكون في بعض الأحيان سببًا للتمكين، وأكدت أنه حتى إن كانت الصفات ذات منشأ اجتماعي، فإن ذلك لا يبطل تأثيراتها الحقيقية على حياة الناس.<ref>Crenshaw in Lutz, Helma, Maria Teresa Herrera Vivar, and Linda Supik, eds. Framing intersectionality: Debates on a multi-faceted concept in gender studies. Ashgate Publishing, 2011: 227.</ref>
   −
===== خاتمة: =====
+
== خاتمة ==
 
تؤسس ما فوق سردية عملية العلمنة للفرضيات الرئيسة للتيار النسوي الغربي الرئيس، وتفسر الصعوبات التي واجهها هذا المجال من أجل أن تنضم إليه النساء المتدينات بالإضافة إلى تناول فاعلية النساء المتدينات بشروط غير بسيطة. وبينما دفعت الانتقادات المنظومة النسوية إلى الأمام، فإنها ظلت غربية و علمانية إلى حد كبير. ويعني ذلك أنه عندما ظهرت حركات مثل النسوية الإسلامية فإن الاستجابة كانت إما بوصفها بأنها دليل آخر على الوعي الزائف، أو عدم الانخراط معها على الإطلاق. ويظل القلق الرئيس يكمن في عدم الرغبة في الانخراط مع النساء المتدينات وفقًا لشروطهن، بدلًا من وضع افتراضات أولية لأبوية دينية تعتمد تجانس الأديان.
 
تؤسس ما فوق سردية عملية العلمنة للفرضيات الرئيسة للتيار النسوي الغربي الرئيس، وتفسر الصعوبات التي واجهها هذا المجال من أجل أن تنضم إليه النساء المتدينات بالإضافة إلى تناول فاعلية النساء المتدينات بشروط غير بسيطة. وبينما دفعت الانتقادات المنظومة النسوية إلى الأمام، فإنها ظلت غربية و علمانية إلى حد كبير. ويعني ذلك أنه عندما ظهرت حركات مثل النسوية الإسلامية فإن الاستجابة كانت إما بوصفها بأنها دليل آخر على الوعي الزائف، أو عدم الانخراط معها على الإطلاق. ويظل القلق الرئيس يكمن في عدم الرغبة في الانخراط مع النساء المتدينات وفقًا لشروطهن، بدلًا من وضع افتراضات أولية لأبوية دينية تعتمد تجانس الأديان.
   سطر 131: سطر 131:  
يمكن للتقييم النقدي في المجال النسوي عمومًا الذي يقوم على التقاطعية أن يساعد في القضاء على النزعة الاستعمارية للمركزية الأوروبية المستمرة التي تعد داء هذا الحقل. وإلى أن يتم القضاء تمامًا على المزاعم التي تشكل الأبوية، فإن الحركة النسوية ستستمر في إعادة إنتاج الديناميات والتحليلات التي تستثني النساء اللواتي يعشن حقائق مختلفة.
 
يمكن للتقييم النقدي في المجال النسوي عمومًا الذي يقوم على التقاطعية أن يساعد في القضاء على النزعة الاستعمارية للمركزية الأوروبية المستمرة التي تعد داء هذا الحقل. وإلى أن يتم القضاء تمامًا على المزاعم التي تشكل الأبوية، فإن الحركة النسوية ستستمر في إعادة إنتاج الديناميات والتحليلات التي تستثني النساء اللواتي يعشن حقائق مختلفة.
   −
===== هوامش: =====
+
== هوامش: ==
    
[[تصنيف:نسوية إسلامية]]
 
[[تصنيف:نسوية إسلامية]]
 
[[تصنيف:نسوية ليبرالية]]
 
[[تصنيف:نسوية ليبرالية]]
[[تصنيف:نظرية تقاطعية]]
+
[[تصنيف:نظرية التقاطعية]]
7٬893

تعديل

قائمة التصفح