تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إنشاء صفحة وثيقة لمقال لرواند عيسى
{{بيانات وثيقة
|نوع الوثيقة= مقالة رأي
|مؤلف=رواند عيسى
|محرر=
|لغة=ar
|ترجمة=
|المصدر=شباب السفير
|تاريخ النشر= 2013-09-03
|تاريخ الاسترجاع= 2018-07-07
|مسار الاسترجاع=http://shabab.assafir.com/Article/11285
|نسخة أرشيفية=
|هل ترجمة=
|مترجم=
|لغة الأصل=
|العنوان الأصلي=
|النص الأصلي=
|ملاحظة=
|قوالب فرعية=
}}
----

أرق عند الساعة الرابعة فجراً. كل ما اسمعه هو صوت الهواء يدخل ويخرج من فمي. أكتم أنفاسي لثوانٍ، محاولةً الحصول على أي صوت يشعرني بالأمان. صوت آخر غير صوتي يخبرني أنني لست وحدي... لا شيء.


***


- أنا لست سعيدة.

- لماذا؟

- أشعر بالوحدة.

- ما بها الوحدة؟

- تُذكرني بأنني لست سعيدة.


***

لا فائدة من النوم. أهجر سريري إلى الحمام، اُنظر إلى المرآة، حاجباي كثيفان، لن أنظفهما اليوم، فلينمو الشعر كما يشاء، على وجهي، على رجليّ ويديّ وكل جسدي. لا أريد أن أكون جميلة اليوم.


***


شُدي كتفيك، ارفعي رأسك. لا تضحكي بصوت عالٍ. أجلسي بطريقة لائقة. ابتسمي. سرّحي شعرك. ضعي البعض من هذا المسحوق على وجهك، رتبي مظهرك، أحبّي الحياة، اخفضي صوتك، تحّملي، اسكتي، توّقفي.


***


- أريد أن أكون شجرة، ولكني لا استطيع.

- لما لا؟

-أخاف كثيراً أن أكون.

- لما لا تريدين الخوف؟


***


لا أريد أن أكون جزءاً من هذا العالم. أنا هنا لست بإرادتي. لا أحد حرّ. هُناك كائن كبير يتحكم بنا، يراقبنا بكل خطواتنا. يراقبني وأنا استحم، وأنا أبكي، وأنا أحب، وأنا أؤذي، وأنا أرقص، وأنا أتألم، وأنا أضحك وأنا أفكر بوجودي، وأنا أصرخ، وأنا أحلم... يُسجل ويُسجل ويُسجل، منتظراً لحظة هلاكي التي لا أختارها، كيّ يُحاسبني.


***


- أريد أن أحب، لكن الحب مؤلم.

- لمّا تظنين أنه مؤلم؟

- لأنه ينتهي.

- كُلنا ننتهي، قد تنتهين قبل انتهاءه.


***


بطني ترهلت قليلاً من قلة الحركة، وفخذاي، وحين أرفع ذراعي عالياً تهتزّ المنطقة السفلى، لقد ترهلت أيضاً. اُنظر إلى مسام جلدي، تُشبه الأرض إن أمعنت فيها. ربما جسدي أرض لكائنات صغيرة تتكاثر عليه، وتحبّ، وتقتل، وتتألم، وتصرخ من دون أن أسمعها. والاستحمام بالنسبة لها ظاهرة طبيعية كالمطر لدينا؟ يختبئون بين المسام حين أفرك جسدي بالصابون، ويقيمون الملاجئ في شعر رأسي.
أظن أن الجسد الذي نعيش عليه على وشك الهلاك، لقد استهلكنا كلّ قوته.


***

أصعد إلى سطح منزلنا، وأستلقي. الجبل المواجه لبيتنا يشبه صدر امرأة. هضبتان مكوّرتان. هذا الجسد الذي نعيش عليه هو امرأة.


***


- أتمنى لو أنني أملك مالاً كافياً لشراء كاميرا لتصوير هذا المشهد.

- لكن الشمس تغيب كل يوم. لمَ الحاجة لتصوير المشهد إن كان بإمكانك المجيء كل يوم لرؤيته؟


***


لا أريدك اليوم، أنا بحاجة لنفسي. لا تقل لي كيف اضبط أعصابي حين تجنّ هرموناتي، أنت لا تنزف ولا تدري. لا أريد أن أحبك اليوم، سأكرهك. ولا أريد أن أبكي، سأصرخ. رحمي يؤلمني، وقلبي معتّق بالحزن.


***


- ما هي السعادة؟

- لا أدري، قبّليني.

- لماذا؟

- لا أدري.
1٬327

تعديل

قائمة التصفح