تغييرات

سطر 39: سطر 39:  
إذاً فهناك قبول إجتماعي لصور رجولية لا تجسد النمط المهيمن في الوعي الجمعي عن شكل الرجولة الأمثل (Hegemonic masculinity)، ولكنه مقبول في الممارسة الإجتماعية اليومية.  
 
إذاً فهناك قبول إجتماعي لصور رجولية لا تجسد النمط المهيمن في الوعي الجمعي عن شكل الرجولة الأمثل (Hegemonic masculinity)، ولكنه مقبول في الممارسة الإجتماعية اليومية.  
   −
توضح راوين كونيل في كتابها الجندر والسلطة (Gender and Power)، أن المقصود بال "هيمنة" في مصطلح الرجولة المهيمنة، "هو سطوة إجتماعية تتحقق في لعبة القوى الاجتماعية، أي أنها تمتد إلى ما هو أبعد من القوة الغاشمة، فتصبح جزء من تنظيم الحياة الخاصة للأفراد وعمليات تكوين الثقافة الجمعية في المجتمع. فسطوة مجموعة من الرجال على غيرهم باستخدام تهديد السلاح أو التخويف من فصلهم من العمل، ليست هي الهيمنة المقصودة، بينما السطوة التي يتم تضمينها في العقائد والممارسات الدينية وفي محتوى وسائل الإعلام وهياكل الأجور وتصميم المساكن وسياسات الرفاهية والضرائب وما إلى ذلك، هي الهيمنة المقصودة."<ref>[https://archive.org/stream/genderpowersocie00conn_0#page/n0/mode/2up R.W. Connell, "Gender and Power: Society, The person and Sexual Politics, Stanford University Press, 1987, P.184.].</ref>
+
توضح راوين كونيل في كتابها الجندر والسلطة (Gender and Power)، أن المقصود بال "هيمنة" في مصطلح الرجولة المهيمنة، "هو سطوة إجتماعية تتحقق في لعبة القوى الاجتماعية، أي أنها تمتد إلى ما هو أبعد من القوة الغاشمة، فتصبح جزء من تنظيم الحياة الخاصة للأفراد وعمليات تكوين الثقافة الجمعية في المجتمع. فسطوة مجموعة من الرجال على غيرهم باستخدام تهديد السلاح أو التخويف من فصلهم من العمل، ليست هي الهيمنة المقصودة، بينما السطوة التي يتم تضمينها في العقائد والممارسات الدينية وفي محتوى وسائل الإعلام وهياكل الأجور وتصميم المساكن وسياسات الرفاهية والضرائب وما إلى ذلك، هي الهيمنة المقصودة.
 +
 
    
    
 
    
 
لا تشير الهيمنة إلى الهيمنة القائمة على القوة المادية، فمن الشائع أن يدعم الإثنان أحدهما الآخر، فالعنف البدني والإقتصادي يدعم نمط ثقافي أو أيديولوجي مهيمن يبرر وجود واستمرار أصحاب السلطة المادية.  
 
لا تشير الهيمنة إلى الهيمنة القائمة على القوة المادية، فمن الشائع أن يدعم الإثنان أحدهما الآخر، فالعنف البدني والإقتصادي يدعم نمط ثقافي أو أيديولوجي مهيمن يبرر وجود واستمرار أصحاب السلطة المادية.  
ولا تعني الهيمنة الهيمنة الثقافية الكلية، وطمس البدائل، ولكنها تعني تحقيق تلك السطوة في إطار توازنات من القوى، فأنماط الرجولة الأخرى تصبح خاصعة وفي مرتبة أدنى، لكن لا يتم القضاء عليها.<ref>[https://archive.org/stream/genderpowersocie00conn_0#page/n0/mode/2up R.W. Connell, "Gender and Power: Society, The person and Sexual Politics, Stanford University Press, 1987, P.184.].</ref>
+
ولا تعني الهيمنة الهيمنة الثقافية الكلية، وطمس البدائل، ولكنها تعني تحقيق تلك السطوة في إطار توازنات من القوى، فأنماط الرجولة الأخرى تصبح خاصعة وفي مرتبة أدنى، لكن لا يتم القضاء عليها.
 
     −
لا يجب أن يتطابق النمط الثقافي الأمثل للرجولة مع أنماط شخصيات الغالبية من الرجال، بل إن سطوة الهيمنة غالباً ما تنطوي على خلق نماذج خيالية للرجولة، مثل الشخصيات السينمائية، أو من خلال عمل دعاية لشخصيات حقيقية ولكنها بعيدة كل البعد عن التحقيق الواقعي،  فيصبح لها أثر المثل الأعلى الذي يتعذر الوصول إليه أو تحقيقه. الوجه الشعبي للرجولة المهيمنة ليس بالضرورة ما يكون عليه الرجال أصحاب السلطة، ولكنه ما يضمن استمرار سلطتهم وما يدفع أعداد كبيرة من الرجال لدعمه.<ref>[https://archive.org/stream/genderpowersocie00conn_0#page/n0/mode/2up R.W. Connell, "Gender and Power: Society, The person and Sexual Politics, Stanford University Press, 1987, P.185.].</ref>
     −
"تُبنى الرجولة المهيمنة من خلال علاقتها بالنساء وبالرجوليات الثانوية الأخرى، ولا يجب أن تكون تلك الرجوليات الأخرى محددة بوضوح، بل إن تحقيق الهيمنة يمكنه أن يعتمد على منع البدائل من اكتساب تعريف ثقافي واضح أو الاعتراف بها كبدائل، ويتم ذلك من خلال حصرها في مجتمعات مغلقة (جيتوهات)."<ref>[https://archive.org/stream/genderpowersocie00conn_0#page/n0/mode/2up R.W. Connell, "Gender and Power: Society, The person and Sexual Politics, Stanford University Press, 1987, P.186.].</ref>
+
لا يجب أن يتطابق النمط الثقافي الأمثل للرجولة مع أنماط شخصيات الغالبية من الرجال، بل إن سطوة الهيمنة غالباً ما تنطوي على خلق نماذج خيالية للرجولة، مثل الشخصيات السينمائية، أو من خلال عمل دعاية لشخصيات حقيقية ولكنها بعيدة كل البعد عن التحقيق الواقعي،  فيصبح لها أثر المثل الأعلى الذي يتعذر الوصول إليه أو تحقيقه. الوجه الشعبي للرجولة المهيمنة ليس بالضرورة ما يكون عليه الرجال أصحاب السلطة، ولكنه ما يضمن استمرار سلطتهم وما يدفع أعداد كبيرة من الرجال لدعمه.
    +
"تُبنى الرجولة المهيمنة من خلال علاقتها بالنساء وبالرجوليات الثانوية الأخرى، ولا يجب أن تكون تلك الرجوليات الأخرى محددة بوضوح، بل إن تحقيق الهيمنة يمكنه أن يعتمد على منع البدائل من اكتساب تعريف ثقافي واضح أو الاعتراف بها كبدائل، ويتم ذلك من خلال حصرها في مجتمعات مغلقة (جيتوهات). "<ref>[https://archive.org/stream/genderpowersocie00conn_0#page/n0/mode/2up R.W. Connell, "Gender and Power: Society, The person and Sexual Politics, Stanford University Press, 1987, P.184-186.].</ref>
    
==المصادر==  
 
==المصادر==  
 
<references/>
 
<references/>
264

تعديل