تغييرات

جزء في المقدمة؛ تنسيق أبرز الأفكار وكتابة محتو في أبرز الكتابات
سطر 1: سطر 1: −
'''نظرية الامتيازات''' (بالإنجليزية: '''Privilege Theory''') هي منهجية ونظرية اجتماعية تعمل على تحليل التمييز والاضطهاد. ويشير مصطلح "الامتياز" إلى الفرص والامتيازات التي يتمتع بها شخص ما بشكل روتيني بناءً على [[جندر | نوعه الاجتماعي]]، أو جنسه، أو [[ميل جنسي | ميله الجنسي]] أو عرقه و لونه، أو طبقته الاجتماعية على حساب مجموعة أخرى.<ref>معنى الامتياز في [http://dictionary.cambridge.org/dictionary/english/privilege قاموس كامبريدج].</ref>  
+
'''نظرية الامتيازات''' (بالإنجليزية: '''Privilege Theory''') هي منهجية ونظرية اجتماعية تعمل على تحليل التمييز والاضطهاد. ويشير مصطلح "الامتياز" إلى الفرص والامتيازات التي يتمتع بها شخص ما بشكل روتيني بناءً على [[جندر | نوعه الاجتماعي]]، أو جنسه، أو [[ميل جنسي | ميله الجنسي]] أو عرقه و لونه، أو طبقته الاجتماعية على حساب مجموعة أخرى.<ref>معنى الامتياز في [http://dictionary.cambridge.org/dictionary/english/privilege قاموس كامبريدج].</ref> في البداية ركزّت نظرية الامتيازات على ال[[جندر]] والعِرق لتشير إلى الامتيازات غير المستحقة التي تُمنح للرجال في المجتمعات الأبوية وإلى الأشخاص البيض في مجتمعات الأغلبية البيضاء. بعدها تطورت النظرية لتشمل على [[ميل جنسي | الميل الجنسي]] و[[هوية جندرية | الهويّات الجندرية]] ومن ثم تطورت لتشمل جوانب أخرى أكثر [[تقاطعية]]، مثل الطبقة والدين واللغة والصحة الجسدية والنفسية.
    
==أبرز أفكار النظرية==   
 
==أبرز أفكار النظرية==   
يكمن جوهر نظرية الامتيازات في الفكرة التي تقول أن الاضطهاد يعمل من خلال مجموعة من الامتيازات غير المستحقة التي يستمتع بها بعض الأفراد، نتيجة لجوانب معينة في هويّاتهم، على حساب آخرين. وتشمل تلك الجوانب على العرق و الطبقة وال[[جندر]] و[[هوية جندرية | الهويّة الجندرية]] و [[ميل جنسي | الميل الجنسي]] و اللغة و الموقع الجغرافي و الحالة البدنية والنفسية و الدين  وغيرهم.  فعلى سبيل المثال، يحصل الرجال والبيض و[[مغايرة جنسية | المغايرين جنسيًا]] والمعافين جسديًا على امتيازات نتيجة لتلك الجوانب في هويّاتهم ولا يتعرضون في المقابل إلى [[تمييز جنسي | تمييز جنسي]] أو عنصرية أو [[رهاب المثلية الجنسية]] أو تمييز ضد أصحاب الاحتياجات الخاصة. وتشير النظرية إلى أن استخدام مصطلح "امتياز" لا يعني الاعتقاد بأن الجميع يستحق التعرض للاضطهاد أو التمييز، بل للاعتراف بأنه ليس تجربةً يمرّ بها الجميع.<ref name="Sian Ferguson>سيان فرجسون، [[ترجمة:مقدمة عن الامتيازات: دليل سريع ومختصر | مقدمة عن الامتيازات: دليل سريع ومختصر]]، ترجمة [[ليلى سامي]]، نشر ويكي الجندر.</ref>  
+
يكمن جوهر نظرية الامتيازات في الفكرة التي تقول أن الاضطهاد يعمل من خلال مجموعة من الامتيازات غير المستحقة التي يستمتع بها بعض الأفراد، نتيجة لجوانب معينة في هويّاتهم، على حساب آخرين. وتشمل تلك الجوانب على العِرق و لون الجسد و الطبقة وال[[جندر]] و[[هوية جندرية | الهويّة الجندرية]] و [[ميل جنسي | الميل الجنسي]] و اللغة و الموقع الجغرافي و الحالة البدنية والنفسية والعقلية و التعليم و الدين  وغيرهم.  فعلى سبيل المثال، يحصل الرجال والبيض و[[مغايرة جنسية | المغايرين جنسيًا]] والمعافين جسديًا على امتيازات نتيجة لتلك الجوانب في هويّاتهم ولا يتعرضون في المقابل إلى [[تمييز جنسي | تمييز جنسي]] أو عنصرية أو [[رهاب المثلية الجنسية]] أو تمييز ضد أصحاب الاحتياجات الخاصة. وتشير النظرية إلى أن استخدام مصطلح "امتياز" لا يعني الاعتقاد بأن الجميع يستحق التعرض للاضطهاد أو التمييز، بل للاعتراف بأنه ليس تجربةً يمرّ بها الجميع.<ref name="Sian Ferguson>سيان فرجسون، [[ترجمة:مقدمة عن الامتيازات: دليل سريع ومختصر | مقدمة عن الامتيازات: دليل سريع ومختصر]]، ترجمة [[ليلى سامي]]، نشر ويكي الجندر.</ref>  
   −
وتشير النظرية إلى وجود "سلطة مؤسسية" في كل الأنظمة القمعية تفضل مجموعة على حساب الأخرى؛ فتفضّل، على سبيل المثال، [[نظام أبوي | الأنظمة الأبوية]] الرأسمالية الرجال والطبقة الغنية و[[مغايرة جنسية | المغايرين جنسيًا]] وأصحاب [[هويات جندرية نمطية | الهويّات الجندرية النمطية]] وتستخدم سلطتها المؤسسية لتهميش و[[تمييز جنسي | التمييز ضد النساء]] والطبقات الفقيرة و[[مثلية جنسية | المثليات/ين]] وأصحاب [[هويّات جندرية غير نمطية | الهويّات الجندرية غير النمطية]]. <ref name="Sian Ferguson/>
+
وتشير النظرية إلى وجود "سلطة مؤسسية" تعمل على إنتاج وتكريس تلك الامتيازات، فتميز تلك الأنظمة القمعية والتمييزية لصالح بعض المجموعات وتضطهد أخرى؛ فتفضّل، على سبيل المثال، [[نظام أبوي | الأنظمة الأبوية]] الرأسمالية الرجال والأغنياء و[[مغايرة جنسية | المغايرين جنسيًا]] وأصحاب [[هويات جندرية نمطية | الهويّات الجندرية النمطية]] وتستخدم سلطتها المؤسسية لتهميش النساء و [[تمييز جنسي | التمييز ضدهن]] والطبقات الفقيرة و[[مثلية جنسية | المثليات/ين]] وأصحاب [[هويّات جندرية غير نمطية | الهويّات الجندرية غير النمطية]]. <ref name="Sian Ferguson/> ويشارك المنتفعين و المنتفعات من هذه الامتيازات في استمرار هذا النظام التمييزي، ولكن لا تعني حيازة شخص ما على إحدى الامتيازات أنه سيئ، ففي أغلب الأحيان لا يعي المنتفعين والمنتفعات من هذه الامتيازات بوجودها في الأصل، وبالتالي تعمل منظرّات ومنظرّي الامتيازات على جعل تلك الامتيازات "مرئية"، للفت نظر الأفراد إلى الامتيازات التي يعتبرونها شيء مسلّم به و "طبيعي"، وليس امتيازًا غير مستحق. كما تعمل الامتيازات على المستوى السيكولوجي للفرد، فتصبح انحيازًا لا إراديًا، وبالتالي تدفع النظرية الأفراد على "تفقُد امتيازاتهم" ونقدها بشكل مستمر، واستخدام تلك المعرفة لعرقلة هذا النظام.
   −
وتعني الامتيازات وجود نظام تمييزي [[تمييز | يُميز]] لصالح بعض الناس ويضطهد آخرين. ويشارك المنتفعين و المنتفعات من هذه الامتيازات في استمرار هذا النظام التمييزي، ولكن لا تعني حيازة شخص ما على إحدى الامتيازات أنه سيئ، ففي أغلب الأحيان لا يعي المنتفعين والمنتفعات من هذه الامتيازات بوجودها في الأصل، وبالتالي تعمل منظرّات ومنظرّي الامتيازات على جعل تلك الامتيازات "مرئية"، للفت نظر الأفراد إلى الامتيازات التي يعتبرونها شيء مسلّم به و "طبيعي"، وليس امتيازًا غير مستحق. كما تعمل الامتيازات على المستوى السيكولوجي للفرد، فتصبح انحيازًا لا إراديًا، وبالتالي تدفع النظرية الأفراد على "تفقُد امتيازاتهم" ونقدها بشكل مستمر، واستخدام تلك المعرفة لعرقلة هذا النظام.
+
==أبرز الكتابات==
 +
تطورت نظرية الامتيازات على مر السنين؛ وبدأت بإلقاء الضوء على الميّزات غير المستحقة التي تنتجها المجتمعات الأبوية والبيضاء. ومن أبرز الكتابات الأوائل للنظرية هي كتابات الأكاديمية والناشطة الأمريكية ال[[نسوية]] [[بيجي مكنتوش]] (1934 - ) Peggy McIntosh، تحديدًا ورقتها ''[http://www.collegeart.org/pdf/diversity/white-privilege-and-male-privilege.pdf امتياز البياض والامتياز الذكوري]'' (1988) (''White Privilege and Male Privilege''). في مقالها، ترصد بيجي 46 امتيازًا في حياتها اليومية حيث يمكنها، نتيجة لكونها بيضاء، أن تعتبرهم أشياء مُسلّم بها، على عكس الأشخاص السود. وتُشبّه بيجي الامتيازات كـ«حقيبة ظهر غير مرئية»، فتقول:
 +
<blockquote>
 +
أصبحت أنظر إلى امتياز البياض (white privilege) كحمولة مخفية من الأصول غير المستأهلة، بإمكاني الاعتماد على الاستفادة منها كل يوم، ولكن «قُصِد» لي أن أظل غافلة عنها. امتياز البياض يشبه حقيبة ظهر غير مرئية، وبلا وزن، تحوي تدابير خاصة وضمانات وأدوات وخرائط وإرشادات وكتب شفرات وجوازات وتأشيرات وملابس وبوصلة وعدة طوارئ وَشَيكًا مفتوحا.<ref>عصمة تشونارا ويوري براساد، مقال ''[[وثيقة:إشكاليات نظرية الامتيازات | إشكاليات نظرية الامتيازات]]''، ترجمة ونشر [[ما العمل؟]].</ref>
 +
</blockquote>
 +
 
 +
كما تجادل بيجي إلى عدم وجود وعي لدى الرجال بالامتيازات التي يمنحها لهم [[نظام أبوي | المجتمع الأبوي]] نتيجة لكونهم ذكورًا، وحملهم "حقيبة الظهر غير المرئية" الملئية بالأدوات والمصادر التي تجعل من نجاحهم وتفوقهم عملية أسهل بكثير من النساء اللاتي لا ترتدين تلك الحقيبة. وبالتالي، يعتقد أصحاب تلك الحقائب أنهم حققوا مستوى معين من النجاح معتمدين فقط على مؤهلاتهم، غير واعيين بامتيازاتهم غير المستحقة والتي ساعدتهم بأشكال عديدة على نجاحهم. وتضيف الكاتبة أنه قد يدرك أصحاب تلك الامتيازات حقيقة عدم امتلاك بعض الناس لميّزات معينة، إلا أنهم لا يدركون أن الكثير من امتيازاتهم مرتبطة بتجريد غيرهم من تلك الميّزات.  
    
== مراجع ==  
 
== مراجع ==  
* عصمة تشونارا ويوري براساد، [[وثيقة:إشكاليات نظرية الامتيازات | إشكاليات نظرية الامتيازات]]، ترجمة ونشر [[ما العمل؟]].
+
* عصمة تشونارا ويوري براساد، مقال ''[[وثيقة:إشكاليات نظرية الامتيازات | إشكاليات نظرية الامتيازات]]''، ترجمة ونشر [[ما العمل؟]].
 +
* لينوود ه. كوزينز، كتاب ''[https://uk.sagepub.com/en-gb/afr/encyclopedia-of-human-services-and-diversity/book240924 إنسيكلوبيديا الخدمات الإنسانية والاختلاف]''، الفصل المعنون "امتيازات المغايرة الجنسية" ص.637-638.  
    
==مصادر==
 
==مصادر==
7٬893

تعديل