تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 10: سطر 10:  
نشأ مفهوم الامتياز في الولايات المُتحدة الأمريكية، وتغير استخدام وفهم المصطلح على مر التاريخ بالتوازي مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي شكلت المجتمع الأمريكي.  
 
نشأ مفهوم الامتياز في الولايات المُتحدة الأمريكية، وتغير استخدام وفهم المصطلح على مر التاريخ بالتوازي مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي شكلت المجتمع الأمريكي.  
   −
أول من نظر لفكرة الامتياز الأبيض هو عالم الإجتماع والمؤرخ الأفريقي الأمريكي دو بوا (W.E.B Du Bois) في كتابه أرواح الأمة السوداء (The Souls Of Black Folks)،عام 1903، الذي تضمن مجموعة من المقالات حيث جمع فيها دو بوا ما بين مصطلحي "الوعي المزدوج" (Double Consciousness) و"الحجاب" (The Veil).  
+
أول من نظر لفكرة الامتياز الأبيض هو عالم الإجتماع والمؤرخ الأفريقي الأمريكي دو بوا (W.E.B Du Bois) في كتابه أرواح الأمة السوداء (The Souls Of Black Folk)،عام 1903، الذي تضمن مجموعة من المقالات حيث جمع فيها دو بوا ما بين مصطلحي "الوعي المزدوج" (Double Consciousness) و"الحجاب" (The Veil).  
    
يقصد دو بوا بالوعي المزدوج هو الاعتقاد بأن الأميريكيين من أصول أفريقية يعيشون مع هويتين متضاربتين من الصعب جداً دمجهم سوياً بالكامل، الهوية الأولى والأكثر أهمية لتجربة السود هي الهوية السوداء،  وثاني أهم هوية هي الهوية الأمريكية والتي نشأ فيها الرجل الأسود نتيجة لما تبقى من تاريخ العبودية. ويقصد بالحجاب هو محاولة العيش بتلك الهويتين المتناقضتين، حيث يعيش الأميريكيون من أصول أفريقية تجارب حياتية خلف الحجاب، فبالرغم من قدرتهم على فهم ماهية حياة الآخرين من داخل وخارج مجتمعهم، إلا أن الأشخاص البيض لا يستطيعون أن يفهموا تجارب السود بشكل كلي. فكتابة دو بوا عن "أرواح الأمة السوداء" هو بمثابة إعطاء نفحات من خلف الحجاب عن تجارب السود.<ref>[https://www.gradesaver.com/the-souls-of-black-folk/study-guide/summary "The Souls Of Black Folk Summary", Gradesaver]،</ref>
 
يقصد دو بوا بالوعي المزدوج هو الاعتقاد بأن الأميريكيين من أصول أفريقية يعيشون مع هويتين متضاربتين من الصعب جداً دمجهم سوياً بالكامل، الهوية الأولى والأكثر أهمية لتجربة السود هي الهوية السوداء،  وثاني أهم هوية هي الهوية الأمريكية والتي نشأ فيها الرجل الأسود نتيجة لما تبقى من تاريخ العبودية. ويقصد بالحجاب هو محاولة العيش بتلك الهويتين المتناقضتين، حيث يعيش الأميريكيون من أصول أفريقية تجارب حياتية خلف الحجاب، فبالرغم من قدرتهم على فهم ماهية حياة الآخرين من داخل وخارج مجتمعهم، إلا أن الأشخاص البيض لا يستطيعون أن يفهموا تجارب السود بشكل كلي. فكتابة دو بوا عن "أرواح الأمة السوداء" هو بمثابة إعطاء نفحات من خلف الحجاب عن تجارب السود.<ref>[https://www.gradesaver.com/the-souls-of-black-folk/study-guide/summary "The Souls Of Black Folk Summary", Gradesaver]،</ref>
    
منذاك الوقت، وحتى تجريم التمييز بموجب قانون الحقوق المدنية لسنة 1964، كان الكتاب يستخدمون مفهوم الامتياز الأبيض بتفسير كونه نتيجة للأفعال الشعبية التمييزية التي تعمل القوانين الحكومية على خلقها واستدامتها، بكلمات أخرى كان مفهوم الامتياز الأبيض مرتبط بالحقوق المكفولة للبيض قانونيًا ودستوريًا والتي ليست مكفولة بدورها لقرنائهم من السود.
 
منذاك الوقت، وحتى تجريم التمييز بموجب قانون الحقوق المدنية لسنة 1964، كان الكتاب يستخدمون مفهوم الامتياز الأبيض بتفسير كونه نتيجة للأفعال الشعبية التمييزية التي تعمل القوانين الحكومية على خلقها واستدامتها، بكلمات أخرى كان مفهوم الامتياز الأبيض مرتبط بالحقوق المكفولة للبيض قانونيًا ودستوريًا والتي ليست مكفولة بدورها لقرنائهم من السود.
 +
 +
فكان مفهوم الامتياز الأبيض يمثل حقوق قانونية مثل قدرة البيض على أن يصبحوا مواطنين، وأن يصوتوا في الانتخابات، وأن يتملّكوا، بالإضافة لامتيازات قانونية أخرى. فكانت حكومات الولايات المتحدة الأمريكية تحافظ على وجود تلك الامتيازات المنهجية والبنيوية في إطار القانون والدستور وتطبيقاتهم.
 +
 +
في عام 1868، وقع الرئيس الأمريكي جونسون على التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي، والذي جعل من غير القانوني أن تمرر الدولة قوانين قد تحرم أي من المواطنين الأمريكيين من الحصانات والامتيازات المكفولة لهم، أو التي قد تحرم أي مواطن أمريكي من الحياة او الحرية أو الحق في التملك، أو التي قد تحرم أي شخص يقع تحت السلطة القضائية الأمريكية من الحماية القانونية المتساوية.
 +
 +
وقد عمل ذلك التعديل على ضمان الاعتراف بمواطنة كل من يولد على أرضِ أمريكية، كما أحدث ذلك التعديل تغيراً كبيراً في الرؤية القانونية لمواطنة لكل من الأمريكيين الأفريقيين والمواطنين الأصليين والمواطنين من أصول آسيوية، حيثُ في عام 1857 كانت قد حكمت المحكمة العليا الأمريكية أنه لا مواطنة للأمريكيين من أصول أفريقية حتى وإن لم يكونوا عبيداً في ماضيهم. مما كان يترتب عليه عدم قدرة الأمريكيين من أصول أفريقية من التمتع من كل الامتيازات والحصانات القانونية أو الدستورية كمواطنين أمريكيين.
 +
 +
في عام 1892، حاول مواطن أمريكي من أصول أفريقية أن يجلس على كرسي في إحدى عربات السكة الحديد المخصصة للبيض فقط في ولاية نيو أورليانز، تم القبض على هذا المواطن الذي جادل بأن تلك الخطوط تنتهك التعديل الرابع عشر بمنع السود كمواطنين أمريكيين من شغل بعض المساحات العامة وتخصيصها فقط للبيض. ولكن بعد أربعة أعوام من تلك اقضية قضت المحكمة العليا للولايات المتحدة الأمريكية أن شركة القطارات التي منعت هذا المواطن من الجلوس على مقعد مخصص للبيض كانت تتصرف وفقًا للقانون والدستور الأمريكيين، ولم تنتهك التعديل الرابع عشر.
 +
 +
قبالرغم من ارتفاع آمال الكثيرين بالحد من التمييز العنصري بعد إقرار التعديل الرابع عشر، إلا أن ذلك التعديل الدستوري لم يغير من حقيقة الممارسات العنصرية والامتيازات التي استمر البيض في حيازتها دوناً عن المواطنين السود أو الملونين.
    
==أبرز الكتابات==  
 
==أبرز الكتابات==  
264

تعديل

قائمة التصفح