يخلط الكثيرات والكثيرون ما بين نظرية التقاطعية ونظرية الامتيازات، على الرغم من أن النظريتين لا يمثلان الشئ ذاته إلا أنه يوجد مساحات من التشابك فيما بينهما.
+
+
تعتمد النظريتان على سياسات الهوية، فبالنظر لمفهوم الامتياز نرى أنه مبني على أساس المزايا أو الحقوق التي يضمنها امتياز فرد ما في سياق حمله لهوية تكون أحد مكونات نظام إجتماعي وسياسي معين، فعلى سبيل المثال حمل الشخص للهوية الرجولية في داخل مجتمع أبوي وذكوري يكفل له العديد من الامتيازات التي لم ولن تكون مكفولة له إذا كان يحمل هوية أخرى غير مهيمنة أو غير مفضلة في ذلك النظام الأبوي، الذي تقوم تراتبيته على الإعلاء من شأن الرجال/ الذكور المنصاعين لأدوارهم الجندرية المحددة سلفاً.
+
+
بينما تمكننا نظرية التقاطعية من رؤية تقاطع هويات الفرد المختلفة داخل المجتمع الذي يتكون من أنظمة مختلفة للقهر، فتساعدنا على رؤية تقاطع هويات الفرد الواحد فيما بينها، وكيف تؤثر حقيقة حملنا لهويات متعددة يمنكنه أن يعطينا امتيازات بسبب بعض الهويات وفي نفس الوقت أن نتعرض للقهر بسبب حملنا لبعض الهويات الأخري.
+
+
فنظرية الامتيازات تعطي تحليل للبنية الحالية لأحد الهويات، فيها يعتبر الامتياز المبني على عنصر محدد كالعرق أو الجندر أو الطبقة الاجتماعية، هو أحد أوجه ممارسة لتلك في عالم تتقاطع فيه تلك الهويات، وتؤثر على مجري حيواتنا اليومية.
+
ونظرية التقاطعية تعطي تحليل للبنى المختلفة التي تشكل مجتمع ما، وكيف تتداخل تلك البنى في بينها لتعطي واقع أكثر تعقيداً لحياة الفرد الواحد الذي يختبر الحياة من خلال كل هوياته مجتمعة، بكل ما تعطيه من أوجه للامتياز وأوجه للقهر.