تغييرات

ط
إزالة قالب
سطر 23: سطر 23:  
إن الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب فهمًا أعمق لواقع الميول المختلفة في القرآن وفي عهد النبيّ، تتطلب أيضًا التمييز بين النصوص المقدّسة وغيرها، كما تتطلب فهمًا لأسباب رفض الميول المختلفة عند المسلمين.
 
إن الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب فهمًا أعمق لواقع الميول المختلفة في القرآن وفي عهد النبيّ، تتطلب أيضًا التمييز بين النصوص المقدّسة وغيرها، كما تتطلب فهمًا لأسباب رفض الميول المختلفة عند المسلمين.
   −
من أوائل السُوَر التي نزلت على النبي هي سورة المزمل -وهي الثالثة أو الرابعة- وجاء فيها:  
+
من أوائل السُوَر التي نزلت على النبي هي سورة المزمل -وهي الثالثة أو الرابعة- وجاء فيها: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا * فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا) وهاتان الآيتان تحملان إحدى سمات القرآن المكي وهي قصص الأمم السابقة، فجاءت عدة سُوَرٍ تحكي في مواضع منها قصص الأمم المكذبة في بداية مراحل الدعوة لتذكير قريش بمصير الأمم التي استحقت العذاب، جاء بعدئذٍ في سورة الفجر ذكر عذاب عاد وثمود وفرعون، ثم ذكر في سورة النجم عذاب عاد وثمود وقوم نوح وقوم لوط، وهكذا جاءت أوائل السوَر بالتذكير بعذابهم دون أن تحكي قصص هذا الأمم حتى جاءت سورة الشمس التي حكت قصة ثمود، ثم جاءت سورة القمر التي حكت قصة قوم نوح ثم عاد ثم ثمود ثم قوم لوط ثم فرعون، جاءت هذه السورة ببيان السمة المشتركة لهؤلاء الأقوام مجتمعين باستهلال قصة قوم نوح بهذه الآية: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) ثم عاد بهذه الآية: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) ثم ثمود: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ) ثم قوم لوط: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) ثم فرعون: (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ* كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ) فجعلت السورة تكذيب النذر هي السمة المشتركة بين تلك الأقوام وتجد نفس النمط في سورة الشعراء، الآيات 105، 123، 141، 160، 176، ونزلت بعد سورة القمر مباشرةً سورة ص وفيها: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِۚ أُولَٰئِكَ الْأَحْزَابُ * إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ) فحصرت سبب عقابهم في تكذيبهم الرسل كما جاء في سورة ق التي نزلت قبلهما: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ) فكان التذكير بمصائر هذه الأمم تحذيرًا لقريش وإعدادًا للنبي لحوار قومه وتثبيتًا له عند تكذيبهم، وهكذا ظلت قصص هذه الأمم ترد في السوَر المكية فتحكي إجرامهم في أحد المواضع وتحكي حوارهم مع أنبيائهم في موضعٍ آخر، ولا تكاد تجد قصة أحد الأقوام في موضع حتى تجد معها قصة قومٍ غيرهم وهذا ينطبق على قصة قوم لوط التي لا تجدها إلا مع قصص أقوامٍ آخرين هم في أغلب المواضع قوم نوح وعاد وثمود ومدين وفرعون.
<blockquote>
  −
إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا * فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا) وهاتان الآيتان تحملان إحدى سمات القرآن المكي وهي قصص الأمم السابقة، فجاءت عدة سُوَرٍ تحكي في مواضع منها قصص الأمم المكذبة في بداية مراحل الدعوة لتذكير قريش بمصير الأمم التي استحقت العذاب، جاء بعدئذٍ في سورة الفجر ذكر عذاب عاد وثمود وفرعون، ثم ذكر في سورة النجم عذاب عاد وثمود وقوم نوح وقوم لوط، وهكذا جاءت أوائل السوَر بالتذكير بعذابهم دون أن تحكي قصص هذا الأمم حتى جاءت سورة الشمس التي حكت قصة ثمود، ثم جاءت سورة القمر التي حكت قصة قوم نوح ثم عاد ثم ثمود ثم قوم لوط ثم فرعون، جاءت هذه السورة ببيان السمة المشتركة لهؤلاء الأقوام مجتمعين باستهلال قصة قوم نوح بهذه الآية: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) ثم عاد بهذه الآية: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) ثم ثمود: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ) ثم قوم لوط: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) ثم فرعون: (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ* كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ) فجعلت السورة تكذيب النذر هي السمة المشتركة بين تلك الأقوام وتجد نفس النمط في سورة الشعراء، الآيات 105، 123، 141، 160، 176، ونزلت بعد سورة القمر مباشرةً سورة ص وفيها: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِۚ أُولَٰئِكَ الْأَحْزَابُ * إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ) فحصرت سبب عقابهم في تكذيبهم الرسل كما جاء في سورة ق التي نزلت قبلهما: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ) فكان التذكير بمصائر هذه الأمم تحذيرًا لقريش وإعدادًا للنبي لحوار قومه وتثبيتًا له عند تكذيبهم، وهكذا ظلت قصص هذه الأمم ترد في السوَر المكية فتحكي إجرامهم في أحد المواضع وتحكي حوارهم مع أنبيائهم في موضعٍ آخر، ولا تكاد تجد قصة أحد الأقوام في موضع حتى تجد معها قصة قومٍ غيرهم وهذا ينطبق على قصة قوم لوط التي لا تجدها إلا مع قصص أقوامٍ آخرين هم في أغلب المواضع قوم نوح وعاد وثمود ومدين وفرعون.
  −
</blockquote>
      
أما في القرآن المدني فأنت لا تجد هذه القصص بل تجد الأحكام والشرائع للعبادات والمعاملات، فتجد أحكام النكاح والزنا والعورة وما يتعلّق بالجنس دون أن تجد قصة قوم لوط معها، فموضوع قوم لوط حسب المواضع التي جاء فيها ليس موضوعًا جنسيًا ولا يتعلق بالأحكام.
 
أما في القرآن المدني فأنت لا تجد هذه القصص بل تجد الأحكام والشرائع للعبادات والمعاملات، فتجد أحكام النكاح والزنا والعورة وما يتعلّق بالجنس دون أن تجد قصة قوم لوط معها، فموضوع قوم لوط حسب المواضع التي جاء فيها ليس موضوعًا جنسيًا ولا يتعلق بالأحكام.
staff
278

تعديل