في هذا الإطار، لا بد من طرح جملة من التساؤلات: من أين يأتي هذا الغضب المجتمعي؟ هل هو غضب تجاه الجريمة أم هو غضب تجاه هوية المرتكب؟ ألم يؤدِ تحويل الجريمة من قضية اعتداء جنسي وقتل لامرأة إلى ساحة للهجوم على السوريين، إلى تحويل النقاش من مشكلة العنف الأبوي إلى إشكالية اللجوء السوري؟ ألا يعتبر تغييب الحدث هذا، كقضية اعتداء جنسي وانتهاك لجسد المرأة، تواطؤاً مباشراً مع العنف الأبوي؟ ألا يفترض الخطاب العنصري الذي جرى الترويج له أن جميع السوريين كتلة واحدة من المجرمين المحتملين، أن العنف ضد النساء هو حكر على طبقة أو جنسية معينة؟ ألا يتجاهل هذا الخطاب الجرائم التي يتم ارتكابها يومياً من رجال من خلفيات اجتماعية مختلفة في لبنان؟ ألا يتعامل الخطاب الذي يستخدم معاناة النساء لأغراض عنصرية، على أنهن مجرد "مشكلة" ثانوية أو أداة سياسية في الصراع المتعلق بقضية اللاجئين؟ أليس غريباً كيف يجري التطبيع مع العنف ضد النساء في مجتمعنا والتستر عليه عندما تكون هوية المرتكب معروفة كأحد الأقارب أو أحد أفراد العائلة أو القرية أو حتى الطائفة، في حين ينتفض المجتمع شيباً وشباباً مطالباً بالثأر متى كان المرتكب "غريباً"؟ ألا يحيل هذا التناقض إلى الاعتقاد بأن أجساد النساء متاحة حصراً لرجال العائلة والطائفة والوطن، لتقييدها والتسلّط عليها وتعنيفها، دون غيرهم؟ حقيقة القول، أن بهذا ريا تقتل مرتين، مرة على يد قاتلها، ومرة على يد مجتمع يصرّ على نفي مسؤوليته تجاه العنف الأبوي ملقياً باللوم على "الآخر" و"الغريب". | في هذا الإطار، لا بد من طرح جملة من التساؤلات: من أين يأتي هذا الغضب المجتمعي؟ هل هو غضب تجاه الجريمة أم هو غضب تجاه هوية المرتكب؟ ألم يؤدِ تحويل الجريمة من قضية اعتداء جنسي وقتل لامرأة إلى ساحة للهجوم على السوريين، إلى تحويل النقاش من مشكلة العنف الأبوي إلى إشكالية اللجوء السوري؟ ألا يعتبر تغييب الحدث هذا، كقضية اعتداء جنسي وانتهاك لجسد المرأة، تواطؤاً مباشراً مع العنف الأبوي؟ ألا يفترض الخطاب العنصري الذي جرى الترويج له أن جميع السوريين كتلة واحدة من المجرمين المحتملين، أن العنف ضد النساء هو حكر على طبقة أو جنسية معينة؟ ألا يتجاهل هذا الخطاب الجرائم التي يتم ارتكابها يومياً من رجال من خلفيات اجتماعية مختلفة في لبنان؟ ألا يتعامل الخطاب الذي يستخدم معاناة النساء لأغراض عنصرية، على أنهن مجرد "مشكلة" ثانوية أو أداة سياسية في الصراع المتعلق بقضية اللاجئين؟ أليس غريباً كيف يجري التطبيع مع العنف ضد النساء في مجتمعنا والتستر عليه عندما تكون هوية المرتكب معروفة كأحد الأقارب أو أحد أفراد العائلة أو القرية أو حتى الطائفة، في حين ينتفض المجتمع شيباً وشباباً مطالباً بالثأر متى كان المرتكب "غريباً"؟ ألا يحيل هذا التناقض إلى الاعتقاد بأن أجساد النساء متاحة حصراً لرجال العائلة والطائفة والوطن، لتقييدها والتسلّط عليها وتعنيفها، دون غيرهم؟ حقيقة القول، أن بهذا ريا تقتل مرتين، مرة على يد قاتلها، ومرة على يد مجتمع يصرّ على نفي مسؤوليته تجاه العنف الأبوي ملقياً باللوم على "الآخر" و"الغريب". |