أُضيف 6٬916 بايت
، قبل 5 سنوات
{{بيانات وثيقة
|نوع الوثيقة=مقال
|العنوان=جندر ديسفوريا: عن الانزعاج الجندري
|مؤلف=مايا أنور
|محرر=
|لغة=ar
|بالعربية=
|المصدر=ترانسات
|تاريخ النشر=2017-12-01
|تاريخ الاسترجاع=2018-12-03
|مسار الاسترجاع=https://transatsite.com/2017/12/01/gender-dysphoria-عن-الانزعاج-الجندري/
|نسخة أرشيفية=http://archive.fo/BZktJ
|هل ترجمة=
|مترجم=
|لغة الأصل=
|العنوان الأصلي=
|النص الأصلي=
|ملاحظة=
|قوالب فرعية=
}}
كتبت: مايا أنور
عند الحديث عن عبور النوع الجنسي، وعن الهويات الجندرية بشكل عام، لا يسعنا إلا أن نذكر مصطلح (Gender Dysphoria)، وذلك لأن هذا المصطلح يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالهويات الجندرية، بل ويمكننا اعتبار أنه أحد الأسباب الرئيسية للعبور الجنسي، فماذا يعني هذا المصطلح، وما هي علاقته بالهويات الجندرية والعبور الجنسي؟
في مقالي السابق [[وثيقة:مدخل إلى الهوية الجندرية|مدخل إلى الهوية الجندرية]] تحدثت عن معنى كلمة جندر موضحة الفرق بينها وبين مصطلح الجنس، فالجندر هو المصطلح الذي يدل على إدراك الإنسان لذاته ولأي جنس ينتمي بناءَ على الأدوار المنوطة مجتمعياً لكلا النوعين، الرجل والمرأة، ويعتمد تحديده على العامل النفسي بشكل أساسي، بالإضافة للعوامل الإجتماعية المختلفة
أما كلمة “ديسفوريا” فهي مشتقة من المصطلح اليوناني “ديسفوروس” وتعني الانزعاج أو الصعوبة، وأيضاً عدم الرضى وانعدام الشعور بالراحة. وبالتالي يمكننا تعريف مصطلح “جندر ديسفوريا” على أنه الشعور بعدم الرضى والانزعاج من النوع الجندري الذي ينتمي له الشخص حسب تصنيف المجتمع له اعتماداً على جنسه المسجل عند الولادة
عدم الرضى عن النوع الجندري، ماذا يعني ذلك؟
تظهر حالة عدم الرضى عن النوع الجندري عندما يغيب التوافق بين الجنس البيولوجي الذي تم تعيينه عند الولادة والجندر الذي يشعر الشخص بالإنتماء له، فينتج عن ذلك نزاع داخلي شديد لدى الشخص من خلال رفض المظهر الخارجي للجسد ورفض الأعضاء التناسلية بالإضافة لرفض الدور الإجتماعي المفروض عليه، وقد يصل هذا الرفض إلى درجة الكره الشديد والسعي نحو تغيير كل ذلك باتجاه الشكل الأقرب للنوع الإجتماعي الذي يرى نفسه فيه. وتشتد تلك الحالة في مرحلة البلوغ عندما يبدأ الجسم باتخاذ الشكل المرفوض تماماً.
غالباً ما يعاني الشخص الذي يشعر بعدم الرضى عن النوع الجندري من الضيق الشديد و/أو من المشاكل المرتبطة بذلك النزاع ما بين شعوره وإدراكه لذاته، والجنس البيولوجي المعين عند الولادة. ويختلف تأثير هذا النزاع من شخص لآخر. من الممكن أن يؤدي ذلك الشعور إلى طريقة تعبير الشخص عن نوعه الجندري، فقد يؤثر على سلوكه وملبسه وتصوره لذاته، فهناك من يرغب بارتداء ملابس الجنس الآخر، وقد يسعى البعض إلى عبور النوع الإجتماعي، والبعض الآخر يشعر بالحاجة إلى الخضوع لعمليات تصحيح الجنس والعلاج الهرموني فيكون بالتالي عابراً للجنس، ويتضمن ذلك تغيير الإسم واستعمال الضمائر الخاصة بالجنس الذي يشعر بالإنتماء إليه.
عند الأطفال، يظهر الشعور بعدم الرضى عن النوع الجندري من خلال إبداء رغبة الطفل بالإنتماء للجنس الآخر، فيكون لديه ثقة بأنه ينتمي للجنس المخالف، أو بأنه سوف يكبر بطريقة ما تجعله من ذلك الجنس، ويعبر عن ذلك برغبته بأن تتم معاملته ومخاطبته كما تتم معاملة ومخاطبة الجنس الذي يشعر بأنه ينتمي إليه، فيرفض إرتداء ملابس الجنس الذي تم تعيينه له عند الولادة، ويطالب بمناداته بالإسم الذي اختاره لنفسه بناءً على شعوره بالإنتماء لذلك الجنس. وعلى الرغم من أن بعض الأطفال قد يظهرون شعورهم بعدم الرضى عن النوع الجندري في سن الرابعة أو أقل، إلا أن الكثير منهم يقوم بكتمان ذلك الشعور، فلا يبدأ بالتعبير عنه إلا عند سن البلوغ أو في مراحل عمرية لاحقة. فبعض الأطفال يدركون أنهم لا ينتمون للجنس الذي تم تعيينه عند الولادة عند بدء التغييرات الجسدية المصاحبة للبلوغ، فيبدأ الشعور بكراهية الجسد والذي يكون شديداً في بعض الحالات لدرجة قد تصل إلى عدم القدرة على التعري عند الإستحمام على سبيل المثال، وأحياناً يصل بهم الأمر إلى إيذاء الذات
إن الشعور بعدم الرضى عن النوع الجندري أمر مختلف عن السلوكيات الغير متطابقة مع المعايير المجتمعية النمطية للنوع الجندري مثل ارتداء ملابس أقرب للجنس المخالف أو ممارسة نشاطات تعتبر على الأغلب بأنها مفضلة لدى الجنس المخالف دون الشعور بالإنتماء لذلك الجنس وعدم الرضى عن الجنس المعين عند الولادة. كما أن عدم الرضى عن النوع الجندري لا يعني بأن الشخص لديه ميول جنسية مثلية
المصدر: [https://www.psychiatry.org/patients-families/gender-dysphoria/what-is-gender-dysphoria الرابطة الأمريكية للطب النفسي]