تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اضافة قالب بيانات وثيقة
سطر 1: سطر 1:  +
{{بيانات وثيقة
 +
|نوع الوثيقة= مقالة رأي
 +
|العنوان=
 +
|مؤلف= إسماعيل فايد
 +
|محرر=
 +
|لغة= ar
 +
|بالعربية=
 +
|المصدر= الجمهورية.نت
 +
|تاريخ النشر= 2018-12-20
 +
|تاريخ الاسترجاع= 2018-12-22
 +
|مسار الاسترجاع= https://www.aljumhuriya.net/ar/content/في-خزانة-نجيب-محفوظ
 +
|نسخة أرشيفية= http://archive.is/eZIKA
 +
|هل ترجمة=
 +
|مترجم=
 +
|لغة الأصل=
 +
|العنوان الأصلي=
 +
|النص الأصلي=
 +
|ملاحظة= يندرج هذا النصّ ضمن ملف «الجندر، الجنسانية، السلطة»، الذي تنشر الجمهورية.نت مواده
 +
|قوالب فرعية=
 +
}}
 +
 +
 +
 +
 +
 
''الكل يعلن رأيه، حتى ما يتهجم به على الخالق، ولكنه لا يسعه إلا أن يكتم ما يضطرم في أعماق نفسه، وسيظل سراً مرعباً يتهدده، فهو كالمطارد، أو كالغريب، من الذي قسم البشر إلى طبيعي وشاذ؟ وكيف تكون الخصم والحكم في آن؟ ولِمَ نهزأ كثيراً بالتعساء؟
 
''الكل يعلن رأيه، حتى ما يتهجم به على الخالق، ولكنه لا يسعه إلا أن يكتم ما يضطرم في أعماق نفسه، وسيظل سراً مرعباً يتهدده، فهو كالمطارد، أو كالغريب، من الذي قسم البشر إلى طبيعي وشاذ؟ وكيف تكون الخصم والحكم في آن؟ ولِمَ نهزأ كثيراً بالتعساء؟
 
نجيب محفوظ، السكرية؛ (1957)''
 
نجيب محفوظ، السكرية؛ (1957)''
      −
في الثاني والعشرين من شهر أيلول من عام 2017، أقامت فرقة مشروع ليلى اللبنانية حفلاَ موسيقياً في إحدى المراكز التجارية في القاهرة. ومن ضمن ما تمت مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي من توثيق للحفل، كانت هناك بعض الصور والفيديوهات لشباب يرفعون علم الرينبو (قوس قزح)، أحد رموز التنوع والاختلاف الجنسي. وخلال الأيام القليلة اللاحقة تصاعدت وتيرة حملة أمنية على مجتمع الميم<ref> الترجمة الشائعة لـ LGBT+ هي «مجتمع الميم»، والتي تشير إلى حرف الميم في: مثليين/ات، مزدوجي/ات الجنس، متحولين/ات جنسياً وكل أطياف مختلفي الجنسانية.</ref> في مصر. ورغم أن التنكيل الأمني لم يكن أمراً جديداً على أفراد هذا المجتمع، إلا أن حِدّة السعار الإعلامي ، وحالة التحريض الواسعة التي صاحبت واقعة رفع العلم<ref>تزايدت الملاحقات الأمنية وحالات القبض على المثليين والمتحولات جنسيا (الترانس) منذ 2013 بشكل متزايد حتى سبتمبر 2017، حيث وصلت إلى أكبر عدد من الحالات التي تم القبض عليها واتهامها بـ «اعتياد ممارسة الفجور»، وهي الجريمة التي عادة ما يُعاقب المنتمون لمجتمع الميم وفقها طبقاً للقانون المصري، كما ورد في تقرير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، «المصيدة: عقاب الاختلاف الجنسي في مصر».</ref>، والعدد النهائي للمقبوض عليهم (75 شخصاً) والماثلين  أمام المحاكم كان غير مسبوق. لم يحدث شيء مشابه منذ واقعة الكوين بوت الشهيرة في عام 2001، والتي أسفرت عن القبض على 52 شخصاً من مرتادي الملهي الليلي -الذي سُمّيت القضية باسمه- ومحاكمتهم بتهم مختلفة، أشهرها «اعتياد ممارسة الفجور»<ref>لا يجرّم القانون المصري المثلية بشكل واضح، وتُعتبر مصر حالة فريدة في السياق العربي/الإسلامي. ما يتم محاكمة المثليين أو المتحولات جنسياً (الترانس) به عادة هو مواد لقانون رقم 10 لسنة 1961 مكافحة الدعارة (وهو القانون الذي تم إصداره في زمن الوحدة مع سوريا، وعلى حد علمي هو القانون نفسه الذي يُستخدم في سوريا لمحاكمة جرائم الدعارة والبغاء). وحسب التشريع المصري فالبغاء أو الدعارة هي «اعتياد ممارسة الفحشاء مع الغير بدون تمييز ونظير مقابل مادي».</ref> و«ازدراء الأديان». ورغم فداحة الحادثتين وما صاحبهما من تحريض أمني ومجتمعي ضد متنوّعي الهوية الجنسية في مصر، إلا أنهما لم تسفرا عن أي تحوّل (تغيير) حقيقي أو ملموس في تعامل الدولة والمجتمع مع مجموعات المثليين والمثليات والمتحولين والمتحولات، بل تمت إعادة إنتاج الخطاب نفسه، الذي استُخدم لتبرير التنكيل والعنف. ورغم حصول إدانات دولية وضغوطات من عدة جهات وحكومات غربية، إلا أن النظام لم يغير شيئاً من منهجه في التعامل مع مجتمع الميم كفصيل مهمش، يمكن التنكيل به واستخدامه كذريعة لخلق حالة من «الفزع الأخلاقي»، للتشويش على فشل النظام على جميع الأصعدة وتراجع شعبيته، في سلوكٍ يمكننا تسميته «سياسات الإلهاء»، التي تلجأ إليها النظم السلطوية عموماً، والنظام المصري بشكل خاص.
+
في الثاني والعشرين من شهر أيلول من عام 2017، أقامت فرقة مشروع ليلى اللبنانية حفلاَ موسيقياً في إحدى المراكز التجارية في القاهرة. ومن ضمن ما تمت مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي من توثيق للحفل، كانت هناك بعض الصور والفيديوهات لشباب يرفعون علم الرينبو (قوس قزح)، أحد رموز التنوع والاختلاف الجنسي. وخلال الأيام القليلة اللاحقة تصاعدت وتيرة حملة أمنية على مجتمع الميم<ref> الترجمة الشائعة لـ LGBT+ هي «مجتمع الميم»، والتي تشير إلى حرف الميم في: مثليين/ات، مزدوجي/ات الجنس، متحولين/ات جنسياً وكل أطياف مختلفي الجنسانية.</ref> في مصر. ورغم أن التنكيل الأمني لم يكن أمراً جديداً على أفراد هذا المجتمع، إلا أن حِدّة السعار الإعلامي ، وحالة التحريض الواسعة التي صاحبت [[قضية علم الرينبو|واقعة رفع العلم]]<ref>تزايدت الملاحقات الأمنية وحالات القبض على المثليين والمتحولات جنسيا (الترانس) منذ 2013 بشكل متزايد حتى سبتمبر 2017، حيث وصلت إلى أكبر عدد من الحالات التي تم القبض عليها واتهامها بـ «اعتياد ممارسة الفجور»، وهي الجريمة التي عادة ما يُعاقب المنتمون لمجتمع الميم وفقها طبقاً للقانون المصري، كما ورد في تقرير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، «المصيدة: عقاب الاختلاف الجنسي في مصر».</ref>، والعدد النهائي للمقبوض عليهم (75 شخصاً) والماثلين  أمام المحاكم كان غير مسبوق. لم يحدث شيء مشابه منذ [[حادثة كوين بوت|واقعة الكوين بوت]] الشهيرة في عام 2001، والتي أسفرت عن القبض على 52 شخصاً من مرتادي الملهي الليلي -الذي سُمّيت القضية باسمه- ومحاكمتهم بتهم مختلفة، أشهرها «اعتياد ممارسة الفجور»<ref>لا يجرّم القانون المصري المثلية بشكل واضح، وتُعتبر مصر حالة فريدة في السياق العربي/الإسلامي. ما يتم محاكمة المثليين أو المتحولات جنسياً (الترانس) به عادة هو مواد لقانون رقم 10 لسنة 1961 مكافحة الدعارة (وهو القانون الذي تم إصداره في زمن الوحدة مع سوريا، وعلى حد علمي هو القانون نفسه الذي يُستخدم في سوريا لمحاكمة جرائم الدعارة والبغاء). وحسب التشريع المصري فالبغاء أو الدعارة هي «اعتياد ممارسة الفحشاء مع الغير بدون تمييز ونظير مقابل مادي».</ref> و«ازدراء الأديان». ورغم فداحة الحادثتين وما صاحبهما من تحريض أمني ومجتمعي ضد متنوّعي الهوية الجنسية في مصر، إلا أنهما لم تسفرا عن أي تحوّل (تغيير) حقيقي أو ملموس في تعامل الدولة والمجتمع مع مجموعات المثليين والمثليات والمتحولين والمتحولات، بل تمت إعادة إنتاج الخطاب نفسه، الذي استُخدم لتبرير التنكيل والعنف. ورغم حصول إدانات دولية وضغوطات من عدة جهات وحكومات غربية، إلا أن النظام لم يغير شيئاً من منهجه في التعامل مع مجتمع الميم كفصيل مهمش، يمكن التنكيل به واستخدامه كذريعة لخلق حالة من «الفزع الأخلاقي»، للتشويش على فشل النظام على جميع الأصعدة وتراجع شعبيته، في سلوكٍ يمكننا تسميته «سياسات الإلهاء»، التي تلجأ إليها النظم السلطوية عموماً، والنظام المصري بشكل خاص.
      سطر 12: سطر 37:       −
إيف كوسوفسكي سدجويك  (1950-2009) هي إحدى مؤسِسات ورائدات النظرية الكويرية في النقد والتحليل. تقوم النظرية الكويرية على عدد من الروافد النقدية والفلسفية داخل الأكاديمية الغربية، وقد ظهرت منذ منتصف السبعينات متأثرة بفلسفة ما بعد البنيوية والتفكيكية، بالتوازي مع الحركات النسوية وتياراتها الفكرية المختلفة، وحركات الطلبة والتي تضمنت حراكاً وتنظيراً حول الهوية المثلية وحقوق المثليين. وتعتبر سدجويك من الجيل الذي عاصر الحركة الطلابية في الستينات والموجة الثانية من الحركة النسوية، خاصة في سياق تغيير السياسات التعليمية لمعظم الجامعات، التي بدأت منذ نهاية الستينات بالسماح للنساء بدخول الجامعة بشكل أكبر، وفي أقسام أكثر تنوعاً، وتقلد المناصب التعليمية بمعدلات أكبر من ذي قبل، أسوة بالرجال. وبدأت سدجويك بالإسهام في الكتابات النقدية عندما نشرت نسخة منقحة من رسالة الدكتوراة الخاصة بها في 1981 بعنوان، '''الشخوص وراء الحجاب: تصوير المظهر في الرواية القوطية'''، لتُتبعها بأول دراسة نقدية عن [[رهاب المثلية الجنسية|رهاب المثلية]] كمنظور لقراءة الأدب الفيكتوري في '''رهاب المثلية، ازدراء النساء، ورأس المال: مثال «صديقنا المشترك»''' (الرواية الأخيرة لتشارلز ديكنز) (1983)، وبذلك تتكون النواة الأولي لعمل سدجويك النقدي. وبحلول عام 1985 أصدرت سدجويك كتابها الأول '''ما بين الرجال: الأدب الإنجليزي ورغبات الذكور المثلية-الاجتماعية'''، لتصبح من مؤسِسات تيار نظري يستخدم الأدب كساحة لقراءة نزعات رهاب المثلية وتتبع تاريخها كجزء من وجهات نظر ومواقف تباينت ما بين تشريح [[الجنسانية]] وتكثيف الخطاب العلمي الذي يحللها كسبيل للمعرفة (فوكو وأتباعه)، من جهة؛ وخلق جنسانية مهيمنة، من جهة أخرى، غيرية بالأساس تخضع للسلطة الحداثية، مرتبطة بشكل أساسي بتطور هذه السلطة (الدولة القومية)، وبتطور النظام الأبوي الرأسمالي (إسهامات الحركات النسوية وتنظيراتها).
+
[https://en.wikipedia.org/wiki/Eve_Kosofsky_Sedgwick إيف كوسوفسكي سدجويك] (1950-2009) هي إحدى مؤسِسات ورائدات النظرية الكويرية في النقد والتحليل. تقوم النظرية الكويرية على عدد من الروافد النقدية والفلسفية داخل الأكاديمية الغربية، وقد ظهرت منذ منتصف السبعينات متأثرة بفلسفة ما بعد البنيوية والتفكيكية، بالتوازي مع الحركات النسوية وتياراتها الفكرية المختلفة، وحركات الطلبة والتي تضمنت حراكاً وتنظيراً حول الهوية المثلية وحقوق المثليين. وتعتبر سدجويك من الجيل الذي عاصر الحركة الطلابية في الستينات والموجة الثانية من الحركة النسوية، خاصة في سياق تغيير السياسات التعليمية لمعظم الجامعات، التي بدأت منذ نهاية الستينات بالسماح للنساء بدخول الجامعة بشكل أكبر، وفي أقسام أكثر تنوعاً، وتقلد المناصب التعليمية بمعدلات أكبر من ذي قبل، أسوة بالرجال. وبدأت سدجويك بالإسهام في الكتابات النقدية عندما نشرت نسخة منقحة من رسالة الدكتوراة الخاصة بها في 1981 بعنوان، '''الشخوص وراء الحجاب: تصوير المظهر في الرواية القوطية'''، لتُتبعها بأول دراسة نقدية عن [[رهاب المثلية الجنسية|رهاب المثلية]] كمنظور لقراءة الأدب الفيكتوري في '''رهاب المثلية، ازدراء النساء، ورأس المال: مثال «صديقنا المشترك»''' (الرواية الأخيرة لتشارلز ديكنز) (1983)، وبذلك تتكون النواة الأولي لعمل سدجويك النقدي. وبحلول عام 1985 أصدرت سدجويك كتابها الأول '''ما بين الرجال: الأدب الإنجليزي ورغبات الذكور المثلية-الاجتماعية'''، لتصبح من مؤسِسات تيار نظري يستخدم الأدب كساحة لقراءة نزعات رهاب المثلية وتتبع تاريخها كجزء من وجهات نظر ومواقف تباينت ما بين تشريح [[الجنسانية]] وتكثيف الخطاب العلمي الذي يحللها كسبيل للمعرفة (فوكو وأتباعه)، من جهة؛ وخلق جنسانية مهيمنة، من جهة أخرى، غيرية بالأساس تخضع للسلطة الحداثية، مرتبطة بشكل أساسي بتطور هذه السلطة (الدولة القومية)، وبتطور النظام الأبوي الرأسمالي (إسهامات الحركات النسوية وتنظيراتها).
     
staff
2٬193

تعديل

قائمة التصفح