تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 69: سطر 69:  
   
 
   
 
إن التركيز على العلاقة ما بين الجندر والجنس البيولوجي، والجدال حول الماهية الجوهرية، والجدالات حول الاختلافات بين النساء، والانشغال الكامل بإقحام الجندر، وهو ما اتسمت به الحركة النسوية، إنما هو في حقيقة الأمر النسخة النسوية من الجدالات الحالية المتجذرة في الفكر الغربي ومنطقه حول التراتبيات الاجتماعية المتعلقة بالطبيعية في مقابل التنشئة.  
 
إن التركيز على العلاقة ما بين الجندر والجنس البيولوجي، والجدال حول الماهية الجوهرية، والجدالات حول الاختلافات بين النساء، والانشغال الكامل بإقحام الجندر، وهو ما اتسمت به الحركة النسوية، إنما هو في حقيقة الأمر النسخة النسوية من الجدالات الحالية المتجذرة في الفكر الغربي ومنطقه حول التراتبيات الاجتماعية المتعلقة بالطبيعية في مقابل التنشئة.  
هذه الاهتمامات ليست بالضرورة متأصلة في خطاب المجتمع، ولكنها اهتمامات (وقضية) مختصة بالثقافة. فمن منظور عابر للثقافات، النقطة الأكثر إثارة للإنتباه هي إلى أي مدى تعرض النسوية، على الرغم من موقفها المحلي الراديكالي، نفس الصفات المتمحورة حول العرق والإمبريالية في الخطابات الغربية، والتي كانت تسعى لهدمها.
+
هذه الاهتمامات ليست بالضرورة متأصلة في خطاب المجتمع، ولكنها اهتمامات (وقضية) مرتبطة بالثقافة. فمن منظور عابر للثقافات، النقطة الأكثر إثارة للإنتباه هي إلى أي مدى تتبنى النسوية، على الرغم من موقفها المحلي الراديكالي، نفس الصفات المتمحورة حول العرق والإمبريالية في الخطابات الغربية، والتي كانت تسعى لهدمها.
 
هذا وضع محددات جادة على تطبيق مفاهيم النسوية خارج سياق الثقافة التي أنتجتها. فكما تذكرنا كاثي فيرجوسون  
 
هذا وضع محددات جادة على تطبيق مفاهيم النسوية خارج سياق الثقافة التي أنتجتها. فكما تذكرنا كاثي فيرجوسون  
 
<Blockquote>
 
<Blockquote>
 
"الأسئلة المسموح لنا  أن نسألها حول العالم متاحة، بينما هناك أسئلة أخرى ليست مُتاحة، بموجب الإطار الذي يوجه التساؤل. فعندما نكون منشغلين بالجدال حول أسئلة ظهرت في سياق إطار معين، فإن إنشغالنا هذا لن يجعلنا نرى الإطار نفسه، فنصبح بدورنا مقيدين به."
 
"الأسئلة المسموح لنا  أن نسألها حول العالم متاحة، بينما هناك أسئلة أخرى ليست مُتاحة، بموجب الإطار الذي يوجه التساؤل. فعندما نكون منشغلين بالجدال حول أسئلة ظهرت في سياق إطار معين، فإن إنشغالنا هذا لن يجعلنا نرى الإطار نفسه، فنصبح بدورنا مقيدين به."
 
</blockquote>
 
</blockquote>
بالرغم من أن النسوية في الأصل، على مستوى التعريف والممارسة، هي خطاب شمولي (عالمي)، إلا أن الاهتمامات والأسئلة التي صنعتها إنما هي غربية (و جمهورها أيضاً، كما يبدو، متوقع أن يكون مكوّن من الغربيين وفقطـ ، نظراً لأن العديد من المنظرين يميلون لاستخدام صيغ الجمع "نحن" و "ثقافتنا" في كتاباتهن/م.)وبالتالي، تظل النسوية محددة (مؤطرة) بالرؤية الضيقة والمنطق البيولوجي لخطابات غربية أخرى.
+
بالرغم من أن النسوية في الأصل، على مستوى التعريف والممارسة، هي خطاب شمولي (عالمي)، إلا أن الاهتمامات والأسئلة التي صنعتها هي أسئلة غربية (و جمهورها أيضاً، كما يبدو، متوقع أن يكون مكوّن من الغربيين وفقط ، نظراً لأن العديد من المنظرات/ين يميلن/ون لاستخدام صيغ الجمع "نحن" و "ثقافتنا" في كتاباتهن/م.)وبالتالي، تظل النسوية محددة (مؤطرة) بالرؤية الضيقة والمنطق البيولوجي لخطابات غربية أخرى.
      −
يطرح مجتمع يوروبا، الذي يقع في جنوب غرب نيجيريا، سيناريو مختلفاً، حيثُ لا يُعتبر الجسد دائماً  أساس التصنيف الاجتماعي. فمن نظرة يوروبية، فإن الجسد قد حظيّ بحضور مبالغ فيه في الفكر الغربي والممارسة الاجتماعية، بما في ذلك النظريات النسوية.
+
يطرح مجتمع يوروبا، الذي يقع في جنوب غرب نيجيريا، سيناريو مختلفاً، حيثُ لا يُعتبر الجسد دائماً  أساس التصنيف الاجتماعي. فمن نظرة يوروبية، فإن الجسد قد حظيّ بحضور مبالغ فيه في الفكر الغربي والممارسة الاجتماعية، بما في ذلك في النظريات النسوية.
 
في عالم يوروبا، خاصةً ما قبل القرن التاسع عشر، في ظل ثقافة أويو،  كان المجتمع مسكوناً بالأفراد اللذين تحكمهم علاقاتهم ببعضهم البعض بشكل أساسي. فالمعايير الجسدية للذكورة والأنوثة لم تكن لها (إطارات) بوادر  إجتماعية سالفة تحددها وبالتالي لم يؤد ذلك إلى تشكيل الفئات الإجتماعية المتعارف عليها. والتراتبية الاجتماعية كانت محددة من خلال العلاقات الاجتماعية.   
 
في عالم يوروبا، خاصةً ما قبل القرن التاسع عشر، في ظل ثقافة أويو،  كان المجتمع مسكوناً بالأفراد اللذين تحكمهم علاقاتهم ببعضهم البعض بشكل أساسي. فالمعايير الجسدية للذكورة والأنوثة لم تكن لها (إطارات) بوادر  إجتماعية سالفة تحددها وبالتالي لم يؤد ذلك إلى تشكيل الفئات الإجتماعية المتعارف عليها. والتراتبية الاجتماعية كانت محددة من خلال العلاقات الاجتماعية.   
وكما لوحظ في وقت مسبق، أن موضع الأشخاص المختلفين في العلاقات كان متغيراً ومعتمداً على الأشخاص المنخرطين أنفسهم والموقف المحدد. الأساس المُحدد للتنظيم الاجتماعي كان الأقدمية، والذي كان مبني على أساس العمر الزمني. فعلاقات القرابة في يوروبا لم تكن معنية بالجندر، كما لم تكن الفئات الاجتماعية غير العائلية الأخرى محددة جندرياً.  
+
وكما لوحظ في وقت مسبق، أن موقع الأشخاص المختلفين في العلاقات كان متغيراً ومعتمداً على الأشخاص المنخرطين أنفسهم والموقف المحدد. الأساس المُحدِد للتنظيم الاجتماعي كان الأقدمية، والذي كان مبني على أساس العمر الزمني. فعلاقات القرابة في يوروبا لم تكن معنية بالجندر، كما لم تكن الفئات الاجتماعية غير العائلية محددة جندرياً.  
ما تقوله لنا  تلك الفئات اليوروبية، أن الجسد ليس دائماً  تحت المجهر ومساحة لطرح وجهة نظر تصنيفية. فالمثل الكلاسيكي، حيث الأنثي التي لعبت أدوار أوبا (الحاكمة)، وأومو (الذرية)، ووجكج، وآية و تيد (الأم) و ألديفو (الكاهن العراف) كانوا جميعهم في جسد واحد. تلك الفئات الاجتماعية المتعلقة بالقرابة أو عدم القرابة لم تكن مجندرة. ولا يستطيع أحد أن يصنف الأشخاص في الفئات الاجتماعية اليوروبية بمجرد النظر إليهم فقط. ما يقوله لنا هذا المثال قد يكون أهم مفتاح للفهم. ف الأقدمية كأساس للعلاقات الاجتماعية في يوروبا إنما هي نسبية وديناميكية (أي في حركة دائمة)، على عكس الجندر، فهي لا تركز فقط على طبيعة الجسد.  
+
ما تقوله لنا  تلك الفئات اليوروبية، أن الجسد ليس دائماً  تحت المجهر أو مساحة لطرح وجهة نظر تصنيفية. فالمثل الكلاسيكي، حيث الأنثي التي لعبت أدوار أوبا (الحاكمة)، وأومو (الذرية)، ووجكج، وآيا و تيد (الأم) و ألديفو (الكاهن العراف) كانوا جميعهن/م في جسد واحد. تلك الفئات الاجتماعية المتعلقة بالقرابة أو عدم القرابة لم تكن مجندرة. ولا يستطيع أحد أن يصنف الأشخاص في الفئات الاجتماعية اليوروبية بمجرد النظر إليهن/م فقط. ما يقوله لنا هذا المثال قد يكون أهم مفتاح للفهم. فالأقدمية كأساس للعلاقات الاجتماعية في يوروبا (تجعل التراتبية) نسبية وديناميكية (أي في حركة دائمة)، على عكس الجندر، فهي لا تركز فقط على طبيعة الجسد.  
      سطر 89: سطر 89:  
<Blockquote>  
 
<Blockquote>  
 
"من الخمس حواس، السمع هو الأكثر قدرة على الانتشار والاختراق. أقول هذا، بالرغم من أن الكثيرين، بدءًا من أرسطو في الميتافيزيقيا وصولاً لهانس جوناس في ظاهرة الحياة، قد قالوا أن النظرة هي الأكثر نُبلاً.  ولكن النظرة دائماً موجهة لما هو أمامك باستقامة (...) فالنظرة لا يمكنها أن تدير زاويتها، على الأقل بدون مساعدة مرآة.   
 
"من الخمس حواس، السمع هو الأكثر قدرة على الانتشار والاختراق. أقول هذا، بالرغم من أن الكثيرين، بدءًا من أرسطو في الميتافيزيقيا وصولاً لهانس جوناس في ظاهرة الحياة، قد قالوا أن النظرة هي الأكثر نُبلاً.  ولكن النظرة دائماً موجهة لما هو أمامك باستقامة (...) فالنظرة لا يمكنها أن تدير زاويتها، على الأقل بدون مساعدة مرآة.   
وعلى الجانب الآخر، الصوت يأتي للشخص، يُحيطه في الفضاء المسموع، الملئ بالأجراس و الفروق الدقيقة. إنه أقرب وأكثر إيحاءً من البصر. في نظرتنا للأشياء غالباً ما تكون من منظور سطحي ومن زاوية محددة. ولكن الصوت هو المنظور القادر على اختراق ما هو تحت السطح.الكلام هو التواصل الذي يربط شخصاً بآخر. ولهذا، فإن قيمة الصوت، في جوهرها، هي أكثر حيوية وحركة من قيمة النظرة."
+
وعلى الجانب الآخر، الصوت يأتي للشخص، يُحيطه في الفضاء المسموع، الملئ بالأجراس و الفروق الدقيقة. إنه أقرب وأكثر إيحاءً من البصر. فنظرتنا للأشياء غالباً ما تكون من منظور سطحي ومن زاوية محددة. ولكن الصوت هو المنظور القادر على اختراق ما هو تحت السطح.الكلام هو التواصل الذي يربط شخصاً بآخر. ولهذا، فإن قيمة الصوت، في جوهرها، هي أكثر حيوية وحركة من قيمة النظرة."
 
</blockquote>
 
</blockquote>
 
فكما يظهر بوضوح تفضيل الغرب للبصر على جميع الحواس الأخرى، يمكن أيضاً عرض هيمنة السمع في يوروبالاند.
 
فكما يظهر بوضوح تفضيل الغرب للبصر على جميع الحواس الأخرى، يمكن أيضاً عرض هيمنة السمع في يوروبالاند.
   −
في ورقة مثيرة للاهتمام، بعنوان "عين العقل"، تطرح المنظرتان النسويتان إيفيلين فوكس كيللر وكريستين جرونتمووسكي تلك الملاحظة :"نحن (الأوروبيون الأميريكيون) نتحدث عن المعرفة كالإنارة، أن تعرف يعني أن ترى، وأن الحقيقة كالنور. كيف لهذا أن يحدث، إذا أمكننا التساؤل، أن تصبح الرؤية هي المثال المقترن بالمعرفة؟ كيف قبلنا بذلك على هذا النحو، وكيف أثرت تلك الاستعارة على إدراكنا للمعرفة؟"
+
في ورقة مثيرة للاهتمام، بعنوان "عين العقل"، تطرح المنظرتان النسويتان إيفيلين فوكس كيللر وكريستين جرونتمووسكي تلك الملاحظة  
 
+
<Blockquote>
 +
"نحن (الأوروبيون الأميريكيون) نتحدث عن المعرفة كالإنارة، أن تعرف يعني أن ترى، وأن الحقيقة كالنور. كيف لهذا أن يحدث، إذا أمكننا التساؤل، أن تصبح الرؤية هي المثال المقترن بالمعرفة؟ كيف قبلنا بذلك على هذا النحو، وكيف أثرت تلك الاستعارة على إدراكنا للمعرفة؟"
 +
</blockquote>
    
تستمر المنظرتان في تحليل الآثار المترتبة على تفضيل البصر على الحواس الأخرى من أجل إدراك الواقع والمعرفة في الغرب. كما تبحثان عن الروابط ما بين تفضيل البصر والمنظومة الأبوية، آخذات في اعتبارهن أن جذور الفكر الغربي المتأصلة من الصورة البصرية وأهمية الرؤية في المعرفة قد أثمر عن منطق ذكوري مهيمن.  
 
تستمر المنظرتان في تحليل الآثار المترتبة على تفضيل البصر على الحواس الأخرى من أجل إدراك الواقع والمعرفة في الغرب. كما تبحثان عن الروابط ما بين تفضيل البصر والمنظومة الأبوية، آخذات في اعتبارهن أن جذور الفكر الغربي المتأصلة من الصورة البصرية وأهمية الرؤية في المعرفة قد أثمر عن منطق ذكوري مهيمن.  
توضيحاً لملاحظة جوناس بأنه "حتى نحصل على رؤية مناسبة، فيجب علينا أن نأخذ المسافة المناسبة"، فقد لاحظتا الطبيعة السلبية للنظر عندما يصبح موضوع النظرة سلبياً. وربطتا بين المسافة اللازمة للرؤية وإرسائها لمفهوم الموضوعية وانعدام الارتباط بين ال "أنا" وال"الموضوع" (موضوع الرؤية)- بين الشخص والآخر. بالطبع، إن الآخر بالنسبة للغرب دائماً ما يوصف بأنه جسد آخر- منفصل وبعيد.
+
توضيحاً لملاحظة جوناس بأنه "حتى نحصل على رؤية مناسبة، فيجب علينا أن نأخذ المسافة المناسبة"، فقد لاحظتا الطبيعة السلبية للنظر عندما يصبح موضوع النظرة سلبياً. وربطتا بين المسافة اللازمة للرؤية وإرسائها لمفهوم الموضوعية وانعدام الارتباط بين ال "أنا" وال"الموضوع" (موضوع الرؤية)- بين الشخص والآخر. بالطبع، إن الآخر بالنسبة للغرب دائماً ما يوصف بأنه جسد آخر؛ منفصل وبعيد.
    
   
 
   
سطر 115: سطر 117:       −
النسوية هي واحدة من أحدث الموضات النظرية الغربية التي يتم تطبيقها على المجتمعات الأفريقية. اتباعاً لمنهج مقاس واحد فقط يناسب الجميع (أو إذا أردنا التعبير بشكل أفضل مقاس غربي واحد يناسب الجميع) للتنظير الفكري، ولقد اتخذ هذا المعيار مكانه في سلسلة طويلة من النماذج الغربية – بما فيها الماركسية  والوظائفية والبنيوية وما بعد البنيوية- التي فُرضت على الموضوعات الأفريقية.  
+
النسوية هي واحدة من أحدث الموضات النظرية الغربية التي يتم تطبيقها على المجتمعات الأفريقية. اتباعاً لمنهج مقاس واحد فقط يناسب الجميع (أو إذا أردنا التعبير بشكل أفضل مقاس غربي واحد يناسب الجميع) للتنظير الفكري، ولقد اتخذ هذا المعيار مكانه في سلسلة طويلة من النماذج الغربية – بما فيها الماركسية  والوظائفية والبنيوية وما بعد البنيوية- التي فُرضت على موضوعات البحث الأفريقية.  
لقد أصبح الأكاديميون والأكاديميات من أكثر القوى المهيمنة العالمية تأثيراً، ليس فقط بإنتاجهم تجارب اجتماعية متماثلة، بل بانتاجهم مجموعة متجانسة من القوى المهيمنة. إن النظريات الغربية أصبحت أدوات للهيمنة لأنها تطبق على مستوى عالمي، مفترضة أن التجارب الغربية تعرّف الإنسان. على سبيل المثال، كان هناك دراسة عن قاطني ال جا في أحد أحياء أكرا، بغانا، تبدأ بالقول :"تطوير تحليلنا لتكوين النساء والطبقة مهم لتنقيح فهمنا."
+
لقد أصبح الأكاديميون والأكاديميات من أكثر القوى المهيمنة العالمية تأثيراً، ليس فقط بإنتاجهن/م تجارب اجتماعية متماثلة، بل بانتاجهن/م مجموعة متجانسة من القوى المهيمنة. إن النظريات الغربية أصبحت أدوات للهيمنة لأنها تطبق على مستوى عالمي، مفترضة أن التجارب الغربية تعرّف الإنسان. على سبيل المثال، كان هناك دراسة عن قاطني ال جا في أحد أحياء أكرا، بغانا، تبدأ بالقول :"تطوير تحليلنا لتكوين النساء والطبقة مهم لتنقيح فهمنا."
نساء؟ أية نساء؟ من هم المؤهلون ليكونوا نساءً في هذا السياق الثقافي لمجتمع ال جا؟ وعلى أي أساس يكونوا معرّفين كنساء؟ طرح هذه الأسئلة مشروع لفهم إذا كان الباحثون يأخذون الهيكل البنائي للفئات الاجتماعية بجدية ويأخذون في اعتبارهم المفاهيم المحلية للواقع.الانزلاق (الاتجاه) نحو المفاهيم المعرفة مسبقاً وحول المركزية العرقية يصبح متجلياً عندما تقول كاتبة الدراسة:  
+
نساء؟ أية نساء؟ من هم المؤهلون ليكونوا نساءً في هذا السياق الثقافي لمجتمع ال جا؟ وعلى أي أساس يكونوا معرّفين كنساء؟ طرح هذه الأسئلة مشروع لفهم إذا كان الباحثون يأخذون الهيكل البنائي (لمحلي) للفئات الاجتماعية بجدية ويأخذون في اعتبارهم المفاهيم المحلية للواقع.الانزلاق (الاتجاه) نحو المفاهيم المعرفة مسبقاً وحول المركزية العرقية يصبح متجلياً عندما تقول كاتبة الدراسة:  
 
<Blockquote>
 
<Blockquote>
 
"انحياز آخر بدأت به، ثم اضطررت لتغييره. قبل أن أبدأ في العمل الميداني، لم أكن مهتمة بالتحديد بالاقتصاد، بشكل عام أو بأي طريقة أخرى. ولكن مع الوقت حاولت إجراء استطلاع رأي مسبق ... وكانت  الأهمية الشديدة للإقتصاد هي النتيجة. وعندما جاء الوقت لتحليل عميق للمعطيات، كان الشرح الأكثر اتساقاً مرتبطاً بالإقتصاد. إذاً فلقد بدأت العمل مع النساء، وانتهى بي الأمر أعمل مع التجار."
 
"انحياز آخر بدأت به، ثم اضطررت لتغييره. قبل أن أبدأ في العمل الميداني، لم أكن مهتمة بالتحديد بالاقتصاد، بشكل عام أو بأي طريقة أخرى. ولكن مع الوقت حاولت إجراء استطلاع رأي مسبق ... وكانت  الأهمية الشديدة للإقتصاد هي النتيجة. وعندما جاء الوقت لتحليل عميق للمعطيات، كان الشرح الأكثر اتساقاً مرتبطاً بالإقتصاد. إذاً فلقد بدأت العمل مع النساء، وانتهى بي الأمر أعمل مع التجار."
سطر 125: سطر 127:       −
البدايات مهمة؛ فإضافة متغيرات في منتصف خطة العمل لا يمنع أو يحل التشوشات أو أخطاء الفهم. فمثل الكثير من الدراسات عن الأفريقيين، يبدو أن نصف دراسة روبرتسون كانت قد أُكملت، وقد تم تحديد الفئات المختلفة، من قبل أن تقابل أناس الجا.  
+
البدايات مهمة؛ فإضافة متغيرات في منتصف خطة العمل لا يمنع أو يحل التشوشات أو أخطاء الفهم. فمثل الكثير من الدراسات عن الأفريقيين، يبدو أن نصف دراسة روبرتسون كانت قد أُكملت، وقد تم تحديد الفئات المختلفة، قبل أن تقابل أناس الجا.  
 
دراسة روبرتسون لا تمثل الحالة الوحيدة في الدراسات الأفريقية؛ ففي الحقيقة هي واحدة من الأفضل، لأنها بالتحديد، على عكس باحثات وباحثين آخرين، واعية ببعض من إنحيازاتها. الإنحياز الأساسي الذي يجلبه الكثير من الغربيين لدراسات المجتمعات، بما فيهم روبرتسون، هو "منطقية الجسد"، أي افتراض أن الحالة البيولوجية تحدد الوضع الاجتماعي.  
 
دراسة روبرتسون لا تمثل الحالة الوحيدة في الدراسات الأفريقية؛ ففي الحقيقة هي واحدة من الأفضل، لأنها بالتحديد، على عكس باحثات وباحثين آخرين، واعية ببعض من إنحيازاتها. الإنحياز الأساسي الذي يجلبه الكثير من الغربيين لدراسات المجتمعات، بما فيهم روبرتسون، هو "منطقية الجسد"، أي افتراض أن الحالة البيولوجية تحدد الوضع الاجتماعي.  
لأن "النساء" هي فئة محددة على أساس الجسد، فإنها تميل لأن تكون أكثر تميزاً عن فئة "التجار" والتي ليست محددة على أساس الجسد لدى الباحثات والباحثين الغربيين. حتى وعندما يتم الاهتمام بالتجار، فإنهم يُجسدون في الكثير من مجتمعات غرب أفريقيا كتجار فقط دون أخذ نوعهم الاجتماعي في الاعتبار، فيتحول التجار إلى "نساء السوق"، كما لو أن انخراطهن في هذه المهنة طابع متأصل في أثدائهن، أو لصياغة الموضوع بشكل أكثر علمية، طابع متأصل في كروموزوم X. فكلما زاد تبني المنطق الغربي البيولوجي، كلما تم  اعتماد هذا الإطار المبني على الجسد في المطلق وفي الواقع الاجتماعي.
+
لأن "النساء" هي فئة محددة على أساس الجسد، فإنها تميل لأن تكون أكثر تميزاً عن فئة "التجار" والتي ليست محددة على أساس الجسد لدى الباحثات والباحثين الغربيين. حتى وعندما يتم الاهتمام بالتجار، فإنهم يُجسدون في الكثير من مجتمعات غرب أفريقيا كتجار فقط دون أخذ نوعهم الاجتماعي في الاعتبار، فيتحول التجار إلى "نساء السوق"، كما لو أن انخراطهن في هذه المهنة طابع مرتبط بأثدائهن، أو لصياغة الموضوع بشكل أكثر علمية، طابع متأصل في كروموزوم X. فكلما زاد تبني المنطق الغربي البيولوجي، كلما تم  اعتماد هذا الإطار المبني على الجسد في المطلق وفي الواقع الاجتماعي.
    
   
 
   
264

تعديل

قائمة التصفح