تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إضافة الحواشي والمراجع
سطر 20: سطر 20:  
}}
 
}}
    +
==سيرة الكاتبة==
 +
تعمل ياسمين كمساعدة برامج في مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن للإقتصاد. لديها درجة ماجستير من وحدة تخطيط التنمية في جامعة كوليدج بلندن، حيث بحثت في أثر النزاع المسلح السوري على المناطق جغرافية الرعاية الصحية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. تهتم ياسمين بالنظرية النسوية والتطبيق العملي لها وحركات التضامن العابرة للحدود الوطنية وتخطيط التنمية في أوضاع ما بعد الصراع.
 +
 +
== ==
 
منذ عقود، اعتبر الطبّ أنّ الهيستيريا علة سريرية تصيب النساء،<ref>https://bit.ly/2FkFx4m</ref> واستدلّ عليها بعوارض معينة كنوبات اهتياج عاطفية وسلوكيات جنسية متقلّبة وتغيرات في الشهية ونوبات غضب حادة. وبحكم الهيمنة الأبوية على مؤسسات الرعاية الصحية وإنتاج المعرفة العلمية بشكل عامّ، تم اعتبار هذه الحالة أنها قابلة للشفاء غالبا من خلال الزواج والحمل، أو إرسال النساء العليلات إلى مصحّات للعلاج، وكلّها وسائل شفاء شاع التصديق بفعاليتها.
 
منذ عقود، اعتبر الطبّ أنّ الهيستيريا علة سريرية تصيب النساء،<ref>https://bit.ly/2FkFx4m</ref> واستدلّ عليها بعوارض معينة كنوبات اهتياج عاطفية وسلوكيات جنسية متقلّبة وتغيرات في الشهية ونوبات غضب حادة. وبحكم الهيمنة الأبوية على مؤسسات الرعاية الصحية وإنتاج المعرفة العلمية بشكل عامّ، تم اعتبار هذه الحالة أنها قابلة للشفاء غالبا من خلال الزواج والحمل، أو إرسال النساء العليلات إلى مصحّات للعلاج، وكلّها وسائل شفاء شاع التصديق بفعاليتها.
   سطر 62: سطر 66:  
تواصل عاملات المنازل المهاجرات مكافحتهن لهذه الأشكال الممأسسة للقمع من خلال المقاومة الفردية والجماعية، وبالرّغم مما يواجهنه من تضييق على تنقلاتهن في لبنان على سبيل المثال، يلجأن إلى التنظيم من خلال الوسائل المتاحة بين أيديهن، على شكل "حديث الشرفات" (عندما لا يستطعن الخروج من المنزل)، التجمعات غير الرسمية في الكنائس، أو من خلال العمل مع منظمات محلية (منصور-إلي وهندو، ٢٠١٨). لقد ساهمت عاملات المنازل المهاجرات عبر نضالهنّ ضد اللامساواة الجندرية وظلم العمل، في تأسيس حركة نقابية وواصلن المشاركة في مبادرات شعبية قاعدية، كمسوات<ref>http://mesewat.com/</ref>، شبكة تضامن أسستها راحل زيغاية عام ٢٠١٨ تهتمّ في الدفاع عن حقوق العاملات المهاجرات الأجنبيات في لبنان. وفي سبيل التعايش ضمن بيئة عنصرية وعدائية، تعبّر عاملات المنازل المهاجرات عن فاعليتهن من خلال ممارسات متجسدة "بالهستيريا" أيضاً، وقد شاركت العديد منهن الطرق التي يستخدمنها للرد على التحرش الجنسي في المواصلات العامة وفي المساحات داخل بيروت من خلال تجاربهنّ الشخصية:
 
تواصل عاملات المنازل المهاجرات مكافحتهن لهذه الأشكال الممأسسة للقمع من خلال المقاومة الفردية والجماعية، وبالرّغم مما يواجهنه من تضييق على تنقلاتهن في لبنان على سبيل المثال، يلجأن إلى التنظيم من خلال الوسائل المتاحة بين أيديهن، على شكل "حديث الشرفات" (عندما لا يستطعن الخروج من المنزل)، التجمعات غير الرسمية في الكنائس، أو من خلال العمل مع منظمات محلية (منصور-إلي وهندو، ٢٠١٨). لقد ساهمت عاملات المنازل المهاجرات عبر نضالهنّ ضد اللامساواة الجندرية وظلم العمل، في تأسيس حركة نقابية وواصلن المشاركة في مبادرات شعبية قاعدية، كمسوات<ref>http://mesewat.com/</ref>، شبكة تضامن أسستها راحل زيغاية عام ٢٠١٨ تهتمّ في الدفاع عن حقوق العاملات المهاجرات الأجنبيات في لبنان. وفي سبيل التعايش ضمن بيئة عنصرية وعدائية، تعبّر عاملات المنازل المهاجرات عن فاعليتهن من خلال ممارسات متجسدة "بالهستيريا" أيضاً، وقد شاركت العديد منهن الطرق التي يستخدمنها للرد على التحرش الجنسي في المواصلات العامة وفي المساحات داخل بيروت من خلال تجاربهنّ الشخصية:
   −
{{Quote
+
  مرة رميت كيس سمك على سائق تاكسي متقدم في السّن (...) الرجل العجوز لمس مؤخرتي. أقمت الدنيا ولم أقعدها في الباص. صفعته وصرخت على السائق حتى ينزله من الباص (...) كان بحوزتي قنينة زجاجية واستخدمتها لأذية الرجل. شرحت لرب عملي ماذا فعل ولكن الشاب كذب وأصرّ أني هاجمته بالقنينة بلا سبب. (جيما وآخرون، ٢٠١٦).
|text=مرة رميت كيس سمك على سائق تاكسي متقدم في السّن (...) الرجل العجوز لمس مؤخرتي. أقمت الدنيا ولم أقعدها في الباص. صفعته وصرخت على السائق حتى ينزله من الباص (...) كان بحوزتي قنينة زجاجية واستخدمتها لأذية الرجل. شرحت لرب عملي ماذا فعل ولكن الشاب كذب وأصرّ أني هاجمته بالقنينة بلا سبب. (جيما وآخرون، ٢٠١٦).
  −
}}
     −
إن الروايات الموثقة كهذه، لا تعطي مثالاً عن قوة عاملات المنازل المهاجرات في ظل النظام الأبوي الذي يخضعهنّ فحسب، بل كذلك تسلّط الضوء على الطرق التي يتم من خلالها دحض مظالمهنّ ومخاوفهنّ، وحتى تجريمها في بعض الأحيان.
+
إن الروايات الموثقة كهذه، لا تعطي مثالاً عن قوة عاملات المنازل المهاجرات في ظل النظام الأبوي الذي يخضعهنّ فحسب، بل كذلك تسلّط الضوء على الطرق التي يتم من خلالها دحض مظالمهنّ ومخاوفهنّ، وحتى تجريمها في بعض الأحيان.
    
نظام الكفالة ليس نظاماً فريداً من نوعه، إذ أنّ الأبوية ليست محدودة، فلا بد من توجيه الجهود لتحدي هيكليات العمل التي تنظم قيمة النساء في تراتبية هرمية، وتطبّع إستغلالهنّ، وتساوم على صحّتهنّ النفسيّة.
 
نظام الكفالة ليس نظاماً فريداً من نوعه، إذ أنّ الأبوية ليست محدودة، فلا بد من توجيه الجهود لتحدي هيكليات العمل التي تنظم قيمة النساء في تراتبية هرمية، وتطبّع إستغلالهنّ، وتساوم على صحّتهنّ النفسيّة.
سطر 75: سطر 77:     
كنسويات، علينا تحليل الاستراتيجيات الموجودة للتنظيم المجتمعي بغية التركيز على الروابط بين العمل القائم على النوع الاجتماعي والصحة النفسية. حينها فقط، بإمكاننا إعادة تأطير دور حركات المقاومة والتمرد غير النمطية والتي تم تهميشها تاريخياً ويستمر طمسها من قبل الأيديولوجيا الأبوية.
 
كنسويات، علينا تحليل الاستراتيجيات الموجودة للتنظيم المجتمعي بغية التركيز على الروابط بين العمل القائم على النوع الاجتماعي والصحة النفسية. حينها فقط، بإمكاننا إعادة تأطير دور حركات المقاومة والتمرد غير النمطية والتي تم تهميشها تاريخياً ويستمر طمسها من قبل الأيديولوجيا الأبوية.
 +
 +
== المراجع==
 +
 +
 +
*Butler, Judith, Sabsay, Leticia, and Gambetti, Zeynep. Vulnerability in Resistance. Durham: Duke University Press, 2016. Print.
 +
 +
*Fudge, Judy. “Feminist Reflections on the Scope of Labour Law: Domestic Work, Social Reproduction, and Jurisdiction.” Feminist Legal Studies vol. 22, no. 1 (2014): 1-23.
 +
 +
*Gemma, Rose, Mala, Meriam, and Julia. “Resisting Borders: a Conversation on the Daily Struggles of Migrant Domestic Workers in Lebanon.” Kohl: a Journal for Body and Gender Research vol. 2, no. 2 (2016): 140-153. (Last accessed on 07 June 2019). Available at: https://kohljournal.press/resisting-borders.
 +
 +
*Hochschild, Arlie Russell. “Global care chains and emotional surplus value.” In On the Edge: Living with Global Capitalism. Eds W. Hutton and A. Giddens. London: Jonathon Cape, 2000. 131-146. Print.
 +
 +
* Kabeer, Naila. “Gender, Poverty, and Inequality: A Brief History of Feminist Contributions in the Field of International Development.” Gender & Development vol. 23, no. 2 (2015): 189–205.
 +
 +
* Mansour-Ille, Dina, and Hendow, Maegan. “From Exclusion to Resistance: Migrant Domestic Workers and the Evolution of Agency in Lebanon.” Journal of Immigrant & Refugee Studies vol. 16, no. 4 (2018): 449–469.
 +
 +
*Pande, Amrita. “‘The Paper that You Have in Your Hand is My Freedom’: Migrant Domestic Work and the Sponsorship (Kafala) System in Lebanon.” International Migration Review, vol. 47, no. 2 (2013): 414–441.
 +
 +
*Shahvisi, Arianne. “Feminism as a Moral Imperative in a Globalised World.” Kohl: a Journal for Body and Gender Research vol. 1, no. 1 (2015): 5-14. (Last accessed on 07 June 2019). Available at: https://kohljournal.press/feminism-as-a-moral-imperative
 +
 +
==الحواشي==
staff
184

تعديل

قائمة التصفح