سطر 18: |
سطر 18: |
| |معرف IMDb= | | |معرف IMDb= |
| }} | | }} |
− | '''عفوا أيها القانون''' هو فيلم مصري، تم انتاجه سنة 1985. يتناول الفيلم حكاية زوجان ومشاكلهما الجنسية وطريقة تعاملها معها. وفي هذا الإطار يطرح الفيلم سؤالا عن حقوق الزوجة في علاقة الزواج. | + | '''عفوا أيها القانون''' هو فيلم مصري، تم إنتاجه سنة 1985. يتناول الفيلم حكاية زوجان ومشاكلهما الجنسية وطريقة تعاملها معها. وفي هذا الإطار يطرح الفيلم سؤالا عن حقوق الزوجة في علاقة الزواج. |
| __TOC__ | | __TOC__ |
| | | |
سطر 34: |
سطر 34: |
| ==قصة الفيلم== | | ==قصة الفيلم== |
| | | |
− | يدور الفيلم حول علاقة علي (محمود عبد العزيز) وهدى (نجلاء فتحي) الزوجين المتحابين ويقف أمام حبهما معاناة علي من مشكلة نفسية تمنعه من ممارسة الجنس. ولدى معرفة هدى بسبب المشكلة - وهي تعلّق علي لصدمة في طفولته لكون زوجة أبيه خائنة - تبدأ في معالجته نفسيًا من غير معرفته بالمتابعة مع طبيب نفسي. ولكن حين تتحسن حالة علي وتنتفي المشكلة ويستطيع ممارسة الجنس وينجحا في حدوث حمل، يخونها علي مع لبنى (هياتم) زوجة صديقه، ولدى اكتشاف هدى لهما في السرير تطلق عليهما النار فيصاب علي بإصابة خطيرة وتشفى لبنى سريعًا وتستغل مالها في منع زوجها من مقاضتها بتهمة الزنا، ويموت علي قبل أن يستطيع الإدلاء بشهادته فيتم الحكم على هدى بالسجن 15 عاما، وتحرم من مولودتها. | + | يدور الفيلم حول علاقة علي (محمود عبد العزيز) وهدى (نجلاء فتحي) الزوجين المتحابين ويقف أمام حبهما معاناة علي من مشكلة نفسية تمنعه من ممارسة الجنس. ولدى معرفة هدى بسبب المشكلة - وهي تعرّض علي لصدمة في طفولته لكون زوجة أبيه خائنة - تبدأ في معالجته نفسيًا من غير معرفته بالمتابعة مع طبيب نفسي. ولكن حين تتحسن حالة علي وتنتفي المشكلة ويستطيع ممارسة الجنس وينجحان في حدوث حمل، يخونها علي مع لبنى (هياتم) زوجة صديقه. ولدى اكتشاف هدى لهما في السرير تطلق عليهما النار فيصاب علي بإصابة خطيرة وتشفى لبنى سريعًا وتستغل مالها في منع زوجها من مقاضتها بتهمة الزنا، ويموت علي قبل أن يستطيع الإدلاء بشهادته فيتم الحكم على هدى بالسجن 15 عاما، وتحرم من مولودتها. |
| | | |
| طرح الفيلم قضية شائكة تتعلق بالزوجين، ويلفت النظر إلى ازدواجية القانون المصري الذي يفرق بين الرجل والمرأة، خاصة فى قضية «الزنى»؛ فالرجل أمام القانون يدافع عن شرفه، ويتم تبرئته عند قتله لزوجته الخائنة، أما المرأة فيُحكم عليها بالسجن بتهمة القتل العمد ... ربما قد تختلف نظرتك إلى هذا الفيلم حينما تعلم أنه مأخوذ عن قصة حقيقية؛ حيث عثرت مخرجة العمل إيناس الدغيدي عن طريقة المصادفة على كتاب لضابط شرطة يدعى «نبيل مكاوي»، وحينما قرأت ما فيه وعلمت أنه قصة حقيقية أصرت على تطويرها وتقديمها فى عمل سينمائي، وكادت «الدغيدي» تتراجع عن تقديم العمل إلا أنها استجمعت قواها مرة أخرى بعد أن وجدت الكثير من أساتذة القانون يسجلون اعتراضهم على التفرقة بين الرجل والمرأة داخل ساحة القضاء. | | طرح الفيلم قضية شائكة تتعلق بالزوجين، ويلفت النظر إلى ازدواجية القانون المصري الذي يفرق بين الرجل والمرأة، خاصة فى قضية «الزنى»؛ فالرجل أمام القانون يدافع عن شرفه، ويتم تبرئته عند قتله لزوجته الخائنة، أما المرأة فيُحكم عليها بالسجن بتهمة القتل العمد ... ربما قد تختلف نظرتك إلى هذا الفيلم حينما تعلم أنه مأخوذ عن قصة حقيقية؛ حيث عثرت مخرجة العمل إيناس الدغيدي عن طريقة المصادفة على كتاب لضابط شرطة يدعى «نبيل مكاوي»، وحينما قرأت ما فيه وعلمت أنه قصة حقيقية أصرت على تطويرها وتقديمها فى عمل سينمائي، وكادت «الدغيدي» تتراجع عن تقديم العمل إلا أنها استجمعت قواها مرة أخرى بعد أن وجدت الكثير من أساتذة القانون يسجلون اعتراضهم على التفرقة بين الرجل والمرأة داخل ساحة القضاء. |
سطر 40: |
سطر 40: |
| ==تحليل الفيلم== | | ==تحليل الفيلم== |
| | | |
− | الفيلم هو أحد الأفلام المصرية التي تناقش قضية القانون المجحف للنساء. وقضية الفيلم هي القوانين غير العادلة فيما يخص بالخيانة الزوجية، فبينما يروي عبد القوي أبو علي (فريد شوقي) أنه قتل زوجته الثانية حين رآها مع عشيقها وحكم عليه بالحبس لمدة شهر مع إيقاف التنفيذ، نجد هدى في نفس هذا الموقف حين تطلق النار على زوجها الذي تراه في نفس الوضع ولكن يحكم عليها القاضي بالسجن لمدة 15 عامًا. وقد يرجع طرح هذا الموضوع في الفيلم لكون صانعة الفيلم امرأة، ولكن ليس بالضرورة كون كل فيلم نسائي نسوي ولكن هذا الفيلم هو فيلم نسائي يطالب بعدالة قانونية للنساء، مثله مثل فيلم [[آسفة أرفض الطلاق]] الذي أخرجته أنعام محمد علي. ونحن هنا بصدد أفلام تصنعها نساء وتناقش قضايا تمس الوضع القانوني للنساء في القانون المصري. | + | الفيلم هو أحد الأفلام المصرية التي تناقش قضية القانون المجحف للنساء. وقضية الفيلم هي القوانين غير العادلة فيما يخص الخيانة الزوجية، فبينما يروي عبد القوي أبو علي (فريد شوقي) أنه قتل زوجته الثانية حين رآها مع عشيقها وحكم عليه بالحبس لمدة شهر مع إيقاف التنفيذ، نجد هدى في نفس هذا الموقف حين تطلق النار على زوجها الذي تراه في نفس الوضع ولكن يحكم عليها القاضي بالسجن لمدة 15 عامًا. وقد يرجع طرح هذا الموضوع في الفيلم لكون صانعة الفيلم امرأة، ولكن ليس بالضرورة كون كل فيلم نسائي نسوي ولكن هذا الفيلم هو فيلم نسائي يطالب بعدالة قانونية للنساء، مثله مثل فيلم [[آسفة أرفض الطلاق]] الذي أخرجته أنعام محمد علي. ونحن هنا بصدد أفلام تصنعها نساء وتناقش قضايا تمس الوضع القانوني للنساء في القانون المصري. |
| | | |
− | ورغم أن هناك بعض الأفلام التي تناولت قضايا قانونية تقف عائقًا ضد النساء وكانت النتيجة هي تغيير بعض القوانين، فإن الفيلم لم يغير شيئًا في القوانين المصرية، فالقانون إلى الآن لم يزال يمنح الرجل عذرًا إن قام بقتل الزوجة في حال إقامتها علاقة جنسية مع غيره ولا يمنح النساء نفس العذر، مؤكدًا على الفكرة النمطية الاجتماعية التي تعتبر المرأة هي [[شرف]] الرجل وعليه فإن من حقه الدفاع عن شرفه بقتلها ولكن ليس بإمكانها فعل الشيء نفسه، فإن ما يدعى الشرف يكمن في جسد النساء فقط وهو ملك للرجال لا للنساء. | + | ورغم أن هناك بعض الأفلام التي تناولت قضايا قانونية تقف عائقًا ضد النساء وكانت النتيجة هي تغيير بعض القوانين، فإن الفيلم لم يغير شيئًا في القوانين المصرية، فالقانون ما يزال إلى الآن يمنح الرجل عذرًا إن قتل الزوجة في حال إقامتها علاقة جنسية مع غيره ولا يمنح النساء نفس العذر، مؤكدًا على الفكرة النمطية الاجتماعية التي تعتبر المرأة هي [[شرف]] الرجل وعليه فإن من حقه الدفاع عن شرفه بقتلها ولكن ليس بإمكانها فعل الشيء نفسه، فإن ما يدعى الشرف يكمن في جسد النساء فقط وهو ملك للرجال لا للنساء. |
| | | |
− | ربما يكون الفيلم تقدميًا أو ثوريًا من حيث طرح القضية، أي من حيث الفكرة نفسها، ولكنه تقليديًا جدًا في تجسيد شخصية لبنى، التي تشيطنها المخرجة في تصويرها كزوجة خائنة تبتز زوجها لسحب دعوى الزنا التي أقامها ضدها. ولكنه أيضًا قدّم الصورة الحقيقية للمجتمع متمثلة في شخصية الأب عبد القوي الذي يرفض أن يشهد ابنه بأنه هو المخطئ وأنه يبرئ زوجته، ثم ما كان منه إلّا أن أخذ المولودة من بين يديها حين حُكم عليها. | + | ربما يكون الفيلم تقدميًا أو ثوريًا من حيث طرح القضية، أي من حيث الفكرة نفسها، ولكنه تقليديٌ جدًا في تجسيد شخصية لبنى، التي تشيطنها المخرجة في تصويرها كزوجة خائنة تبتز زوجها لسحب دعوى الزنا التي أقامها ضدها. ولكنه أيضًا قدّم الصورة الحقيقية للمجتمع متمثلة في شخصية الأب عبد القوي الذي يرفض أن يشهد ابنه بأنه هو المخطئ وأن يبرئ زوجته، ثم ما كان منه إلّا أن أخذ المولودة من بين يديها حين حُكم عليها. |
| | | |
| | | |