تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 46: سطر 46:     
==الأختية المهيمنة: "النسوية" و"الآخر" بالنسبة لها==
 
==الأختية المهيمنة: "النسوية" و"الآخر" بالنسبة لها==
من منظور عابر للثقافات، فإن الآثار الملحقة بالمنطق البيولوجي الغربي ذات مدى واسع،  عندما نضع في الاعتبار حقيقة أن أصل البنى الجندرية في [[نظرية نسوية | النظرية النسوية]] هو غربي، حيثُ يُرى الرجال والنساء كمتضادين ويُصوروا كأجساد تشكل فئات اجتماعية محددة جينيًا.<ref> تعليق الكاتبة: في عنوان هذا القسم، إستخدمت مصطلح "Sisterarchy"(ترجمته الأختية المهيمنة)، في إشارة للمزاعم القائمة على أسس قوية ضد النسويات الغربيات من قِبَل العديد من النسويات الأفريقيات والأسيويات واللاتينيات، تفيد تلك المزاعم بأنه بالرغم من فكرة "عالمية الأختية" إلا أنالنسويات الغربيات تحتل قمة تراتبية الأختية؛ ولذلك فهي "الأختية المهيمنة".إستخدمت نكيريو نزيجو (Nkiru Nzegwu في ورقتها ""O Africa: Gender Imperialism in Academia," in African Women and feminism: Reflecting on the Politics of Sisterhood".</ref> إذًا، فالسؤال هنا: على أي أساس يمكن لمفاهيم الغرب عن الفئات (الاجتماعية) أن تكون قابلة للتصدير أو النقل لثقافات أخرى لديها منطق إجتماعي مختلف؟ يُطرح هذا التساؤل لأنه بالرغم من البصيرة النافذة للبنائية الإجتماعية للجندر، فالطريقة التي تُستخدم بها المعلومات العابرة للثقافات من قِبل الكثير من الكاتبات النسويات تقوِّض فكرة أن الثقافات المختلفة يمكنها بناء (خلق) الفئات الاجتماعية بطريقة مختلفة. لسبب واحد؛ فلو الثقافات المختلفة تبني (تخلق) بالضرورة الجندر –كما تطرح النسوية- إذًا ففكرة أن الجندر بناء إجتماعي لا يمكنها أن تكون فكرة مستدامة.
+
من منظور عابر للثقافات، فإن الآثار الملحقة بالمنطق البيولوجي الغربي ذات مدى واسع،  عندما نضع في الاعتبار حقيقة أن أصل البنى الجندرية في [[نظرية نسوية | النظرية النسوية]] هو غربي، حيثُ يُرى الرجال والنساء كمتضادين ويُصوروا كأجساد تشكل فئات اجتماعية محددة جينيًا.<ref> تعليق الكاتبة: في عنوان هذا القسم، إستخدمت مصطلح "Sisterarchy"(ترجمته الأختية المهيمنة)، في إشارة للمزاعم القائمة على أسس قوية ضد النسويات الغربيات من قِبَل العديد من النسويات الأفريقيات والأسيويات واللاتينيات، تفيد تلك المزاعم بأنه بالرغم من فكرة "عالمية الأختية" إلا أنالنسويات الغربيات تحتل قمة تراتبية الأختية؛ ولذلك فهي "الأختية المهيمنة".إستخدمت نكيريو نزيجو (Nkiru Nzegwu في ورقتها ""O Africa: Gender Imperialism in Academia," in African Women and feminism: Reflecting on the Politics of Sisterhood".</ref> إذًا، فالسؤال هنا: على أي أساس يمكن لمفاهيم الغرب عن الفئات (الاجتماعية) أن تكون قابلة للتصدير أو النقل لثقافات أخرى لديها منطق اجتماعي مختلف؟ يُطرح هذا التساؤل لأنه بالرغم من البصيرة النافذة للبنائية الإجتماعية للجندر، فالطريقة التي تُستخدم بها المعلومات العابرة للثقافات من قِبل الكثير من الكاتبات النسويات تقوِّض فكرة أن الثقافات المختلفة يمكنها بناء (خلق) الفئات الاجتماعية بطريقة مختلفة. لسبب واحد؛ فلو الثقافات المختلفة تبني (تخلق) بالضرورة الجندر –كما تطرح النسوية- إذًا ففكرة أن الجندر بناء إجتماعي لا يمكنها أن تكون فكرة مستدامة.
    
   
 
   
تظل القيمة الممكنة للبنائية الاجتماعية في النسوية الغربية غير محققة بشكل كبير، لأن النسوية، مثلها مثل أغلب الأطر النظرية الغربية الأخرى التي تشرح العالم (النظام ) الإجتماعي، لا تستطيع الهروب من المنظور البيولوجي الذي يرى أن التراتبيات الاجتماعية طبيعية. بالتالي، في دراسات الجندر العابرة للثقافات، يفرض المنظرون الفئات (الاجتماعية) الغربية على الثقافات الغير غربية وبعدها يضفوا سمة الطبيعية على تلك الفئات. فالطريقة التي تستخدم بها بنايات الواقع (النظام) الاجتماعي في ثقافات أخرى كدليل على بنائية الجندر والتصميم على أن الفئات الجندرية، كما تعمل في الغرب، هي بنايات اجتماعية عابرة للثقافات، تمحي البدائل المقدمة من الثقافات الغير غربية وتضعف من إفتراض البنائية الاجتماعية للجندر.
+
تظل القيمة الممكنة للبنائية الاجتماعية في النسوية الغربية غير محققة بشكل كبير، لأن النسوية، مثلها مثل أغلب الأطر النظرية الغربية الأخرى التي تشرح العالم (النظام ) الإجتماعي، لا تستطيع الهروب من المنظور البيولوجي الذي يرى أن التراتبيات الاجتماعية طبيعية. بالتالي، في دراسات الجندر العابرة للثقافات، يفرض المنظرون الفئات (الاجتماعية) الغربية على الثقافات غير الغربية وبعدها يضفوا سمة الطبيعية على تلك الفئات. فالطريقة التي تستخدم بها بنايات الواقع (النظام) الاجتماعي في ثقافات أخرى كدليل على بنائية الجندر والتصميم على أن الفئات الجندرية، كما تعمل في الغرب، هي بنايات اجتماعية عابرة للثقافات، تمحي البدائل المقدمة من الثقافات غير الغربية وتضعف من إفتراض البنائية الاجتماعية للجندر.
    
    
 
    
تُفرَض الأفكار الغربية عندما يتم تضمين الفئات الاجتماعية الغير غربية في الإطار الجندري الذي نشأ في سياق اجتماعي وتاريخي وفلسفي محدد. كمثال على ذلك، اعتبار ما سُمي ب "[[جندر ثالث | الجندر الثالث]]"<ref name="Lorber"> Lorber, Paradoxes of Gender, 17-18</ref> أو "الجندرات البديلة"<ref name="Lorber" /> في عدد من الثقافات الغير غربية اكتشاف. حقيقة تصوير "زواج المرأة الإفريقية"<ref> See Ifi Amadiume, Male Daughters, Female Husbands: Gender and Sex in an African Society (London: Zed Books, 1987), for an account of this institution in Igboland of southeastern Nigeria. See also Melville J. Herskovitz, "A Note on 'Woman Marriage' in Dahomey," Africa 10 (1937): 335-41, for an earlier allusion to its wide occurrence in Africa. </ref> و "برداش" <ref>Kessler and McKenna, Gender, 24-36. </ref>الأمريكيين الأصليين و "هيجرا"<ref>Serena Nanda, "Neither Man Nor Woman: The Hijras of India," in Gender in Cross-cultural Perspective," ed. Caroline Brettell and Carolyn Sargent (Englewood Cliffs, N.J.: Prentice Hall, 1993). </ref> جنوب آسيا على أنها فئات جندرية يدمجمهم في المنطق الغربي القائم على البيولوجيا وفي الأطر المجندرة، بدون شرح تواريخهم الاجتماعية والثقافية وبناياتهم الاجتماعية الخاصة. هنا وجب طرح عدد من الأسئلة وثيقة الصلة بالموضوع. هل تُرى تلك الفئات كفئات مُجندرة في الثقافات موضع التساؤل؟ أي منظور هو الذي اعتبرهم مجندرين؟ في الحقيقة، حتى مدى صوابية تسميتهم بال "جندر الثالث" هي موضع للتساؤل أيضًا، حيثُ أن النظام الثقافي الغربي، الذي يستخدم البيولوجيا لفهم خريطة الواقع (النظام) الاجتماعي، يحول دون إمكانية وجود أكثر من جندرين، لأن الجندر هو المعنى الاجتماعي للثنائية الجنسية للجسد الإنساني. في الخمسة وعشرين سنة الماضية،  حُدد مسار الخطاب النسوي من خلال البيئة الثقافية الغربية واكتشافاتها وتطوراتها.
+
تُفرَض الأفكار الغربية عندما يتم تضمين الفئات الاجتماعية غير الغربية في الإطار الجندري الذي نشأ في سياق اجتماعي وتاريخي وفلسفي محدد. كمثال على ذلك، اعتبار ما سُمي ب "[[جندر ثالث | الجندر الثالث]]"<ref name="Lorber"> Lorber, Paradoxes of Gender, 17-18</ref> أو "الجندرات البديلة"<ref name="Lorber" /> في عدد من الثقافات غير الغربية اكتشافًا. حقيقة تصوير "زواج المرأة الإفريقية"<ref> See Ifi Amadiume, Male Daughters, Female Husbands: Gender and Sex in an African Society (London: Zed Books, 1987), for an account of this institution in Igboland of southeastern Nigeria. See also Melville J. Herskovitz, "A Note on 'Woman Marriage' in Dahomey," Africa 10 (1937): 335-41, for an earlier allusion to its wide occurrence in Africa. </ref> و "برداش" <ref>Kessler and McKenna, Gender, 24-36. </ref>الأمريكيين الأصليين و "هيجرا"<ref>Serena Nanda, "Neither Man Nor Woman: The Hijras of India," in Gender in Cross-cultural Perspective," ed. Caroline Brettell and Carolyn Sargent (Englewood Cliffs, N.J.: Prentice Hall, 1993). </ref> جنوب آسيا على أنها فئات جندرية يؤدي إلى دمجمهم في المنطق الغربي القائم على البيولوجيا وفي الأطر المجندرة، بدون شرح تواريخهم الاجتماعية والثقافية وبناياتهم الاجتماعية الخاصة. هنا وجب طرح عدد من الأسئلة وثيقة الصلة بالموضوع. هل تُرى تلك الفئات كفئات مُجندرة في الثقافات موضع التساؤل؟ أي منظور هو الذي اعتبرهم مجندرين؟ في الحقيقة، حتى مدى صوابية تسميتهم بال "جندر الثالث" هي موضع للتساؤل أيضًا، حيثُ أن النظام الثقافي الغربي، الذي يستخدم البيولوجيا لفهم خريطة الواقع (النظام) الاجتماعي، يحول دون إمكانية وجود أكثر من جندرين، لأن الجندر هو المعنى الاجتماعي للثنائية الجنسية للجسد الإنساني. في الخمسة وعشرين سنة الماضية،  حُدد مسار الخطاب النسوي من خلال البيئة الثقافية الغربية واكتشافاتها وتطوراتها.
    
   
 
   
وبالتالي، في بدايات الموجة النسوية الثانية في أوروبا وأمريكا، كان ال[[جنس]] البيولوجي يعتبر كمجموع الحقائق البيولوجية للأجساد الذكورية والأنثوية، وكان الجندر يعتبر ما يترتب اجتماعيًا على تلك الحقائق. في الحقيقة، إفتُرض أن كل مجتمع لديه نظام جنسي/ جندري.<ref>Gayle Rubin, "The Traffic in Women," in Toward an Anthropology of Women, ed. Rayna R. Reiter (New York: Monthly Review Press, 1975). </ref> والنقطة الأكثر أهمية هي أن الجنس البيولوجي والجندر  مرتبطين بشكل معقد. مع مرور الوقت، أًصبح الجنس البيولوجي يُفهم باعتباره القاعدة والجندر باعتباره البنية الفوقية. ومع ذلك، في وقت لاحق، بعد الكثير من النقاشات أصبح الجنس البيولوجي نفسه يُرى كبناء إجتماعي.  
+
وبالتالي، في بدايات الموجة النسوية الثانية في أوروبا وأمريكا، كان ال[[جنس]] البيولوجي يعتبر كمجموع الحقائق البيولوجية للأجساد الذكورية والأنثوية، وكان الجندر يعتبر ما يترتب اجتماعيًا على تلك الحقائق. في الحقيقة، إفتُرض أن كل مجتمع لديه نظام جنسي/ جندري.<ref>Gayle Rubin, "The Traffic in Women," in Toward an Anthropology of Women, ed. Rayna R. Reiter (New York: Monthly Review Press, 1975). </ref> والنقطة الأكثر أهمية هي أن الجنس البيولوجي والجندر  مرتبطين بشكل معقد (وثيق). مع مرور الوقت، أًصبح الجنس البيولوجي يُفهم باعتباره القاعدة والجندر باعتباره البنية الفوقية. ومع ذلك، في وقت لاحق، بعد الكثير من النقاشات أصبح الجنس البيولوجي نفسه يُرى كبناء اجتماعي.  
 
كتبت [[كيسلر وماكينا]]، وهم أحد أوائل الفرق البحثية في هذا المجال:  
 
كتبت [[كيسلر وماكينا]]، وهم أحد أوائل الفرق البحثية في هذا المجال:  
 
<Blockquote>  
 
<Blockquote>  
سطر 66: سطر 66:  
</blockquote>
 
</blockquote>
   −
نظرًا إلى عدم قابلية التفرقة بين الجنس البيولوجي والجندر في الغرب، والذي ينتج عن إستخدام البيولوجيا كأيديولوجيا لفهم الواقع (النظام) الاجتماعي، فمصطلحات "الجنس البيولوجي" و "الجندر"، كما أشرت مسبقًا، مترادفان بالضرورة. بكلمات أخرى: بما أن في البنى الاجتماعية الغربية، الأجساد المادية دائمًا ما تكون أجساد اجتماعية، فإذًا ليس هناك تفرقة بين الجنس البيولوجي والجندر.<ref> تعليق الكاتبة: قدمت عالمة الأنثروبولوجيا إيفي أماديوم (Ifi Amadiume)، في دراستها عن مجتمع الإجبو في نيجيريا بعنوان البنات الذكور (The male daughters) فكرة المرونة الجندرية (Gender flexibility) للتركيز على القابلية الحقيقية لفصل الجندر عن الجنس البيولوجي في هذا المجتمع الأفريقي. وبالرغم من ذلك، أعتقد ان زواج النساء من النساء في إجبولاند يدعو لطرح تساؤلات أكثر راديكالية فيما يتعلق بمفهوم الجندر؛ تساؤلات فشلت "المرونة الجندرية" في الإجابة عليها. لسبب واحد، وهو أن مفهوم الجندر، كما هو مُعرَّف في الأدبيات، هو مفهوم ثنائي، بمعنى أنه يرتكز على الثنائية الجنسية للجسد الإنساني. وبالتالي، هنا لا يوجد مكان للمرونة.  </ref> وعلى العكس، في مجتمع يوروبا، فإن العلاقات الاجتماعية تكتسب شرعيتها من الحقائق الاجتماعية، وليس من البيولوجيا. يتم النظر للحقائق البيولوجية المحضة المرتبطة بالحمل والولادة في سياق الحديث عن التكاثر فقط،  حيثُ يجب أن تكون. لا يمكن للحقائق البيولوجية تحديد من سيكون الحاكم أو من يمكنه أن يصبح تاجرًا بالسوق. في المفهوم الأصلي لمجتمع يوروبا، كانت تلك الأسئلة أسئلة اجتماعية وليست أسئلة بيولوجية، بناءً عليه، لم يحدد التشريح الجسدي مكانة الفرد الاجتماعية. وبالتالي، النظام الاجتماعي ليوروبا يتطلب نوعًا آخر من الفهم، ليس الفهم الجندري الذي يفترض أن البيولوجيا هي أساس النظام الاجتماعي.
+
نظرًا إلى عدم قابلية التفرقة بين الجنس البيولوجي والجندر في الغرب، والذي ينتج عن استخدام البيولوجيا كأيديولوجيا لفهم الواقع (النظام) الاجتماعي، فمصطلحات "الجنس البيولوجي" و "الجندر"، كما أشرت مسبقًا، مترادفان بالضرورة. بكلمات أخرى: بما أن في البنى الاجتماعية الغربية، الأجساد المادية دائمًا ما تكون أجساد اجتماعية، فإذًا ليس هناك تفرقة بين الجنس البيولوجي والجندر.<ref> تعليق الكاتبة: قدمت عالمة الأنثروبولوجيا إيفي أماديوم (Ifi Amadiume)، في دراستها عن مجتمع الإجبو في نيجيريا بعنوان البنات الذكور (The male daughters) فكرة المرونة الجندرية (Gender flexibility) للتركيز على القابلية الحقيقية لفصل الجندر عن الجنس البيولوجي في هذا المجتمع الأفريقي. وبالرغم من ذلك، أعتقد ان زواج النساء من النساء في إجبولاند يدعو لطرح تساؤلات أكثر راديكالية فيما يتعلق بمفهوم الجندر؛ تساؤلات فشلت "المرونة الجندرية" في الإجابة عليها. لسبب واحد، وهو أن مفهوم الجندر، كما هو مُعرَّف في الأدبيات، هو مفهوم ثنائي، بمعنى أنه يرتكز على الثنائية الجنسية للجسد الإنساني. وبالتالي، هنا لا يوجد مكان للمرونة.  </ref> وعلى العكس، في مجتمع يوروبا، فإن العلاقات الاجتماعية تكتسب شرعيتها من الحقائق الاجتماعية، وليس من البيولوجيا. يتم النظر للحقائق البيولوجية المحضة المرتبطة بالحمل والولادة في سياق الحديث عن التكاثر فقط،  حيثُ يجب أن تكون. لا يمكن للحقائق البيولوجية تحديد من سيكون الحاكم أو من يمكنه أن يصبح تاجرًا بالسوق. في المفهوم الأصلي لمجتمع يوروبا، كانت تلك الأسئلة أسئلة اجتماعية وليست أسئلة بيولوجية، بناءً عليه، لم يحدد التشريح الجسدي مكانة الفرد الاجتماعية. وبالتالي، النظام الاجتماعي ليوروبا يتطلب نوعًا آخر من الفهم، ليس الفهم الجندري الذي يفترض أن البيولوجيا هي أساس النظام الاجتماعي.
    
   
 
   
سطر 78: سطر 78:       −
يطرح مجتمع يوروبا، الذي يقع في جنوب غرب نيجيريا، سيناريو مختلفاً، حيثُ لا يُعتبر الجسد دائماً  أساس التصنيف الاجتماعي. فمن نظرة يوروبية، فإن الجسد قد حظيّ بحضور مبالغ فيه في الفكر الغربي والممارسة الاجتماعية، بما في ذلك في النظريات النسوية.
+
يطرح مجتمع يوروبا، الذي يقع في جنوب غرب نيجيريا، سيناريو مختلفاً، حيثُ لا يُعتبر الجسد دائماً  أساس التصنيف الاجتماعي. فمن نظرة يوروبية، قد حظيّ الجسد بحضور مبالغ فيه في الفكر الغربي والممارسة الاجتماعية، بما في ذلك في النظريات النسوية.
 
في عالم يوروبا، خاصةً ما قبل القرن التاسع عشر<ref>
 
في عالم يوروبا، خاصةً ما قبل القرن التاسع عشر<ref>
 
تعليق الكاتبة: إستخدامي للقرن التاسع عشر كعلامة فارقة، نابع من رغبتي في التأكيد على أن الصور الجندرية كانت ناشئة؛ بالطبع بدأت العملية (عملية نشأتها) من قبل، نظرًا إلى الدور الذي لعبته تجارة العبيد في المحيط الأطلنطي في تفكيك يوروبالاند.   
 
تعليق الكاتبة: إستخدامي للقرن التاسع عشر كعلامة فارقة، نابع من رغبتي في التأكيد على أن الصور الجندرية كانت ناشئة؛ بالطبع بدأت العملية (عملية نشأتها) من قبل، نظرًا إلى الدور الذي لعبته تجارة العبيد في المحيط الأطلنطي في تفكيك يوروبالاند.   
</ref>، في ظل ثقافة أويو،  كان المجتمع مسكوناً بالأفراد اللذين تحكمهم علاقاتهم ببعضهم البعض بشكل أساسي. فالمعايير الجسدية للذكورة والأنوثة لم تكن لها (إطارات) بوادر  إجتماعية سالفة تحددها وبالتالي لم يؤد ذلك إلى تشكيل الفئات الإجتماعية المتعارف عليها. والتراتبية الاجتماعية كانت محددة من خلال العلاقات الاجتماعية.   
+
</ref>، في ظل ثقافة أويو،  كان المجتمع مسكوناً بالأفراد اللذين تحكمهم علاقاتهم ببعضهم البعض بشكل أساسي. فالمعايير الجسدية للذكورة والأنوثة لم تكن لها (أُطُر) بوادر  إجتماعية سالفة تحددها وبالتالي لم يؤد ذلك إلى تشكيل الفئات الإجتماعية المتعارف عليها. والتراتبية الاجتماعية كانت محددة من خلال العلاقات الاجتماعية.   
 
وكما لوحظ في وقت مسبق، أن موقع الأشخاص المختلفين في العلاقات كان متغيراً ومعتمداً على الأشخاص المنخرطين أنفسهم والموقف المحدد. الأساس المُحدِد للتنظيم الاجتماعي كان الأقدمية، والذي كان مبني على أساس العمر الزمني. فعلاقات القرابة في يوروبا لم تكن معنية بالجندر، كما لم تكن الفئات الاجتماعية غير العائلية محددة جندرياً.  
 
وكما لوحظ في وقت مسبق، أن موقع الأشخاص المختلفين في العلاقات كان متغيراً ومعتمداً على الأشخاص المنخرطين أنفسهم والموقف المحدد. الأساس المُحدِد للتنظيم الاجتماعي كان الأقدمية، والذي كان مبني على أساس العمر الزمني. فعلاقات القرابة في يوروبا لم تكن معنية بالجندر، كما لم تكن الفئات الاجتماعية غير العائلية محددة جندرياً.  
 
ما تقوله لنا  تلك الفئات اليوروبية، أن الجسد ليس دائماً  تحت المجهر أو مساحة لطرح وجهة نظر تصنيفية. فالمثل الكلاسيكي، حيث الأنثي التي لعبت أدوار أوبا (الحاكمة)، وأومو (الذرية)، ووجكج، وآيا و تيد (الأم) و ألديفو (الكاهن العراف) كانوا جميعهن/م في جسد واحد. تلك الفئات الاجتماعية المتعلقة بالقرابة أو عدم القرابة لم تكن مجندرة. ولا يستطيع أحد أن يصنف الأشخاص في الفئات الاجتماعية اليوروبية بمجرد النظر إليهن/م فقط. ما يقوله لنا هذا المثال قد يكون أهم مفتاح للفهم. فالأقدمية كأساس للعلاقات الاجتماعية في يوروبا (تجعل التراتبية) نسبية وديناميكية (أي في حركة دائمة)، على عكس الجندر، فهي لا تركز فقط على طبيعة الجسد.<ref>See chapter 2 for a full account of Yoruba world-sense as it is mapped onto social hierarchies.</ref>  
 
ما تقوله لنا  تلك الفئات اليوروبية، أن الجسد ليس دائماً  تحت المجهر أو مساحة لطرح وجهة نظر تصنيفية. فالمثل الكلاسيكي، حيث الأنثي التي لعبت أدوار أوبا (الحاكمة)، وأومو (الذرية)، ووجكج، وآيا و تيد (الأم) و ألديفو (الكاهن العراف) كانوا جميعهن/م في جسد واحد. تلك الفئات الاجتماعية المتعلقة بالقرابة أو عدم القرابة لم تكن مجندرة. ولا يستطيع أحد أن يصنف الأشخاص في الفئات الاجتماعية اليوروبية بمجرد النظر إليهن/م فقط. ما يقوله لنا هذا المثال قد يكون أهم مفتاح للفهم. فالأقدمية كأساس للعلاقات الاجتماعية في يوروبا (تجعل التراتبية) نسبية وديناميكية (أي في حركة دائمة)، على عكس الجندر، فهي لا تركز فقط على طبيعة الجسد.<ref>See chapter 2 for a full account of Yoruba world-sense as it is mapped onto social hierarchies.</ref>  
سطر 88: سطر 88:  
إذا كان الجسد الإنساني عالمياً، فلماذا إذاً يحتل الجسد مساحة كبيرة من التواجد في الغرب بالمقارنة مع يوروبالاند؟
 
إذا كان الجسد الإنساني عالمياً، فلماذا إذاً يحتل الجسد مساحة كبيرة من التواجد في الغرب بالمقارنة مع يوروبالاند؟
 
باستخدام إطار بحث مقارن، سيتكشف لنا أن أحد أهم الفروق ينبع من التساؤل حول أي من الحواس هو الأكثر استخداماً لفهم الواقع؛ النظر والرؤية في الغرب، وحواس متعددة معتمدة على السمع في يوروبالاند.  
 
باستخدام إطار بحث مقارن، سيتكشف لنا أن أحد أهم الفروق ينبع من التساؤل حول أي من الحواس هو الأكثر استخداماً لفهم الواقع؛ النظر والرؤية في الغرب، وحواس متعددة معتمدة على السمع في يوروبالاند.  
إن نغمات لغة يوروبا تعطي فهماً للواقع لا يمكنه تهميش كل ما هو مسموع. وبالتالي، مقارنةً بالمجتمعات الغربية، هناك حاجة قوية لسياق أوسع من أجل فهم العالم.<ref>تعليق الكاتبة: هذه ليست محاولة مني للمشاركة في بعض النقاشات الاختزالية حول "شفاهية" المجتمعات الأفريقية وعلاقتها ب "الكتابة" في المجتمعات الغربية؛ ولا يهدف هذا الكتاب لعمل ثنائية متضادة بين الغرب ويوروبالاند من ناحية، أو بين الشفاهية والكتابة، من ناحية أخرى، كما فعل العكثير من الباحثيت. هناك أدبيات ضخمة حول الكتابة والشفاهية. أعتبر ما كتبه والتر أونج، في Orality and Literacy: The Technologizing of the Word (New York: Methuen, 1982) مدخل جيدًا لهذا الخطا، بالرغم من أنها أطروحة معممة بشكل واسع. لقراءة أطروحة حديثة من منظور أفريقي، يمكنكن/م مطالعة سامبا ديوب (Samba Diop) "The Oral History and Literature of Waalo, Northern Senegal: The Master of the Word in Wolof Tradition" (Ph.D. diss., Department of Comparative Literature, University of California-Berkeley, 1993).</ref> على سبيل المثال، هناك نظام معرفي في يوروبالاند، يُسمى إيفا (إيفا ديفينيشن)، لديه مكونات بصرية وسمعية.<ref>See Wande Abimbola, Ifa: An Exposition of the Ifa Literary Corpus (Ibadan: Oxford University Press, 1976). </ref> بشكل أكثر جوهرية، فإن عملية التفرقة ما بين يوروبا والغرب، والتي ترتكز على الحواس المختلفة لفهم الواقع، تنطوي على أكثر من منظور- بالنسبة ليوروبا، وبالتأكيد بالنسبة لمجتمعات أفريقية أخرى كثيرة،  (فهم الواقع يُبنى) "حول تواجد معين في العالم- فيُصور العالم ككل حيثُ ترتبط كل الأشياء معاً."<ref>Amadou Hampate Ba, "Approaching Africa," in African Films: The Context of Production, ed. Angela Martin (London: British Film Institute, 1982), 9.</ref> إنه يتعلق بالعوالم العديدة التي يعيش فيها الناس؛ ولا يُزكَي العالم المادي على العالم الميتافيزيقي. فالتركيز على الرؤية فقط، كطريقة أساسية لفهم الواقع، يعزز ما يمكن رؤيته على ما هو غير ظاهر للعين؛ فيفتقد بذلك لكل المستويات والمعاني الأخرى للوجود.
+
إن نغمات لغة يوروبا تعطي فهماً للواقع لا يُهمش كل ما هو مسموع. وبالتالي، مقارنةً بالمجتمعات الغربية، هناك حاجة قوية لسياق أوسع من أجل فهم العالم.<ref>تعليق الكاتبة: هذه ليست محاولة مني للمشاركة في بعض النقاشات الاختزالية حول "شفاهية" المجتمعات الأفريقية وعلاقتها ب "الكتابة" في المجتمعات الغربية؛ ولا يهدف هذا الكتاب لعمل ثنائية متضادة بين الغرب ويوروبالاند من ناحية، أو بين الشفاهية والكتابة، من ناحية أخرى، كما فعل العكثير من الباحثيت. هناك أدبيات ضخمة حول الكتابة والشفاهية. أعتبر ما كتبه والتر أونج، في Orality and Literacy: The Technologizing of the Word (New York: Methuen, 1982) مدخل جيدًا لهذا الخطا، بالرغم من أنها أطروحة معممة بشكل واسع. لقراءة أطروحة حديثة من منظور أفريقي، يمكنكن/م مطالعة سامبا ديوب (Samba Diop) "The Oral History and Literature of Waalo, Northern Senegal: The Master of the Word in Wolof Tradition" (Ph.D. diss., Department of Comparative Literature, University of California-Berkeley, 1993).</ref> على سبيل المثال، هناك نظام معرفي في يوروبالاند، يُسمى إيفا (إيفا ديفينيشن)، لديه مكونات بصرية وسمعية.<ref>See Wande Abimbola, Ifa: An Exposition of the Ifa Literary Corpus (Ibadan: Oxford University Press, 1976). </ref> بشكل أكثر جوهرية، فإن عملية التفرقة ما بين يوروبا والغرب، والتي ترتكز على الحواس المختلفة لفهم الواقع، تنطوي على أكثر من منظور- بالنسبة ليوروبا، وبالتأكيد بالنسبة لمجتمعات أفريقية أخرى كثيرة،  (فهم الواقع يُبنى) "حول تواجد معين في العالم- فيُصور العالم ككل حيثُ ترتبط كل الأشياء معاً."<ref>Amadou Hampate Ba, "Approaching Africa," in African Films: The Context of Production, ed. Angela Martin (London: British Film Institute, 1982), 9.</ref> إنه يتعلق بالعوالم العديدة التي يعيش فيها الناس؛ ولا يُزكَي العالم المادي على العالم الميتافيزيقي. فالتركيز على الرؤية فقط، كطريقة أساسية لفهم الواقع، يعزز ما يمكن رؤيته على ما هو غير ظاهر للعين؛ فيفتقد بذلك لكل المستويات والمعاني الأخرى للوجود.
 
تعكس مقارنة ديفيد لوي بين الرؤية وحاسة السمع بعض القضايا التي أود أن ألفت الانتباه إليها فهو يكتب:  
 
تعكس مقارنة ديفيد لوي بين الرؤية وحاسة السمع بعض القضايا التي أود أن ألفت الانتباه إليها فهو يكتب:  
 
<Blockquote>  
 
<Blockquote>  
 
"من الخمس حواس، السمع هو الأكثر قدرة على الانتشار والاختراق. أقول هذا، بالرغم من أن الكثيرين، بدءًا من أرسطو في الميتافيزيقيا وصولاً لهانس جوناس في ظاهرة الحياة، قد قالوا أن النظرة هي الأكثر نُبلاً.  ولكن النظرة دائماً موجهة لما هو أمامك باستقامة (...) فالنظرة لا يمكنها أن تدير زاويتها، على الأقل بدون مساعدة مرآة.   
 
"من الخمس حواس، السمع هو الأكثر قدرة على الانتشار والاختراق. أقول هذا، بالرغم من أن الكثيرين، بدءًا من أرسطو في الميتافيزيقيا وصولاً لهانس جوناس في ظاهرة الحياة، قد قالوا أن النظرة هي الأكثر نُبلاً.  ولكن النظرة دائماً موجهة لما هو أمامك باستقامة (...) فالنظرة لا يمكنها أن تدير زاويتها، على الأقل بدون مساعدة مرآة.   
وعلى الجانب الآخر، الصوت يأتي للشخص، يُحيطه في الفضاء المسموع، الملئ بالأجراس و الفروق الدقيقة. إنه أقرب وأكثر إيحاءً من البصر. فنظرتنا للأشياء غالباً ما تكون من منظور سطحي ومن زاوية محددة. ولكن الصوت هو المنظور القادر على اختراق ما هو تحت السطح.الكلام هو التواصل الذي يربط شخصاً بآخر. ولهذا، فإن قيمة الصوت، في جوهرها، هي أكثر حيوية وحركة من قيمة النظرة."<ref>Lowe, History of Bourgeois Perception, 7.</ref>
+
وعلى الجانب الآخر، الصوت يأتي للشخص، يُحيطه في الفضاء المسموع، الملئ بالأجراس و الفروق الدقيقة. إنه أقرب وأكثر إيحاءً من البصر. فنظرتنا للأشياء دائماً ما تكون من منظور سطحي ومن زاوية محددة. ولكن الصوت هو المنظور القادر على اختراق ما هو تحت السطح.الكلام هو التواصل الذي يربط شخصاً بآخر. ولهذا، فإن قيمة الصوت، في جوهرها، هي أكثر حيوية وحركة من قيمة النظرة."<ref>Lowe, History of Bourgeois Perception, 7.</ref>
 
</blockquote>
 
</blockquote>
 
فكما يظهر بوضوح تفضيل الغرب للبصر على جميع الحواس الأخرى، يمكن أيضاً عرض هيمنة السمع في يوروبالاند.
 
فكما يظهر بوضوح تفضيل الغرب للبصر على جميع الحواس الأخرى، يمكن أيضاً عرض هيمنة السمع في يوروبالاند.
سطر 101: سطر 101:  
</blockquote>
 
</blockquote>
   −
تستمر المنظرتان في تحليل الآثار المترتبة على تفضيل البصر على الحواس الأخرى من أجل إدراك الواقع والمعرفة في الغرب. كما تبحثان عن الروابط ما بين تفضيل البصر والمنظومة الأبوية، آخذات في اعتبارهن أن جذور الفكر الغربي المتأصلة من الصورة البصرية وأهمية الرؤية في المعرفة قد أثمر عن منطق ذكوري مهيمن.<ref name="Evelyn" />  
+
تستمر المنظرتان في تحليل الآثار المترتبة على تفضيل البصر على الحواس الأخرى من أجل إدراك الواقع والمعرفة في الغرب. كما تبحثان عن الروابط ما بين تفضيل البصر والمنظومة الأبوية، آخذات في اعتبارهن أن جذور الفكر الغربي تأتي من الصورة وأن استخدام الرؤية كتصوير للمعرفة قد أثمر عن منطق ذكوري مهيمن.<ref name="Evelyn" />  
 
توضيحاً لملاحظة جوناس بأنه "حتى نحصل على رؤية مناسبة، فيجب علينا أن نأخذ المسافة المناسبة"<ref>Jonas, Phenomenon of Life, 507.</ref>، فقد لاحظتا الطبيعة السلبية للنظر عندما يصبح موضوع النظرة سلبياً. وربطتا بين المسافة اللازمة للرؤية وإرسائها لمفهوم الموضوعية وانعدام الارتباط بين ال "أنا" وال"الموضوع" (موضوع الرؤية)- بين الذات والآخر.<ref>Keller and Grontkowski, "The Mind's Eye."</ref>  بالطبع، إن الآخر بالنسبة للغرب دائماً ما يوصف بأنه جسد آخر؛ منفصل وبعيد.
 
توضيحاً لملاحظة جوناس بأنه "حتى نحصل على رؤية مناسبة، فيجب علينا أن نأخذ المسافة المناسبة"<ref>Jonas, Phenomenon of Life, 507.</ref>، فقد لاحظتا الطبيعة السلبية للنظر عندما يصبح موضوع النظرة سلبياً. وربطتا بين المسافة اللازمة للرؤية وإرسائها لمفهوم الموضوعية وانعدام الارتباط بين ال "أنا" وال"الموضوع" (موضوع الرؤية)- بين الذات والآخر.<ref>Keller and Grontkowski, "The Mind's Eye."</ref>  بالطبع، إن الآخر بالنسبة للغرب دائماً ما يوصف بأنه جسد آخر؛ منفصل وبعيد.
   سطر 124: سطر 124:  
نساء؟ أية نساء؟ من هم المؤهلون ليكونوا نساءً في هذا السياق الثقافي لمجتمع ال جا؟ وعلى أي أساس يكونوا معرّفين كنساء؟ طرح هذه الأسئلة مشروع لفهم إذا كان الباحثون يأخذون الهيكل البنائي (لمحلي) للفئات الاجتماعية بجدية ويأخذون في اعتبارهم المفاهيم المحلية للواقع.الانزلاق (الاتجاه) نحو المفاهيم المعرفة مسبقاً وحول المركزية العرقية يصبح متجلياً عندما تقول كاتبة الدراسة:  
 
نساء؟ أية نساء؟ من هم المؤهلون ليكونوا نساءً في هذا السياق الثقافي لمجتمع ال جا؟ وعلى أي أساس يكونوا معرّفين كنساء؟ طرح هذه الأسئلة مشروع لفهم إذا كان الباحثون يأخذون الهيكل البنائي (لمحلي) للفئات الاجتماعية بجدية ويأخذون في اعتبارهم المفاهيم المحلية للواقع.الانزلاق (الاتجاه) نحو المفاهيم المعرفة مسبقاً وحول المركزية العرقية يصبح متجلياً عندما تقول كاتبة الدراسة:  
 
<Blockquote>
 
<Blockquote>
"انحياز آخر بدأت به، ثم اضطررت لتغييره. قبل أن أبدأ في العمل الميداني، لم أكن مهتمة بالتحديد بالاقتصاد، بشكل عام أو بأي طريقة أخرى. ولكن مع الوقت حاولت إجراء استطلاع رأي مسبق ... وكانت  الأهمية الشديدة للإقتصاد هي النتيجة. وعندما جاء الوقت لتحليل عميق للمعطيات، كان الشرح الأكثر اتساقاً مرتبطاً بالإقتصاد. إذاً فلقد بدأت العمل مع النساء، وانتهى بي الأمر أعمل مع التجار".<ref name="Claire" />
+
"انحياز آخر بدأت به، ثم اضطررت لتغييره. قبل أن أبدأ في العمل الميداني، لم أكن مهتمة بالتحديد بالاقتصاد، بشكل عام أو بأي طريقة أخرى. ولكن مع الوقت حاولت إجراء استطلاع رأي مسبق ... وكانت  الأهمية الشديدة للإقتصاد (في العلاقات الاجتماعية) هي النتيجة. وعندما جاء الوقت لتحليل عميق للمعطيات، كان الشرح الأكثر اتساقاً مرتبطاً بالإقتصاد. إذاً فلقد بدأت العمل مع النساء، وانتهى بي الأمر أعمل مع التجار".<ref name="Claire" />
 
</blockquote>  
 
</blockquote>  
 
ولكن، لماذا بدأت كلير روبرتسون، كاتبة هذه الدراسة، بالنساء في المقام الأول، وما هو التشوش الذي نتج عن ذلك؟  
 
ولكن، لماذا بدأت كلير روبرتسون، كاتبة هذه الدراسة، بالنساء في المقام الأول، وما هو التشوش الذي نتج عن ذلك؟  
سطر 131: سطر 131:     
البدايات مهمة؛ فإضافة متغيرات في منتصف خطة العمل لا يمنع أو يحل التشوشات أو أخطاء الفهم. فمثل الكثير من الدراسات عن الأفريقيين، يبدو أن نصف دراسة روبرتسون كانت قد أُكملت، وقد تم تحديد الفئات المختلفة، قبل أن تقابل أناس الجا.  
 
البدايات مهمة؛ فإضافة متغيرات في منتصف خطة العمل لا يمنع أو يحل التشوشات أو أخطاء الفهم. فمثل الكثير من الدراسات عن الأفريقيين، يبدو أن نصف دراسة روبرتسون كانت قد أُكملت، وقد تم تحديد الفئات المختلفة، قبل أن تقابل أناس الجا.  
دراسة روبرتسون لا تمثل الحالة الوحيدة في الدراسات الأفريقية؛ ففي الحقيقة هي واحدة من الأفضل، لأنها بالتحديد، على عكس باحثات وباحثين آخرين، واعية ببعض من إنحيازاتها. الإنحياز الأساسي الذي يجلبه الكثير من الغربيين لدراسات المجتمعات، بما فيهم روبرتسون، هو "منطقية الجسد"، أي افتراض أن الحالة البيولوجية تحدد الوضع الاجتماعي.  
+
دراسة روبرتسون لا تمثل الحالة الوحيدة في الدراسات الأفريقية؛ ففي الحقيقة هي واحدة من الأفضل، لأنها بالتحديد، على عكس باحثات وباحثين آخرين، واعية ببعض من إنحيازاتها. الإنحياز الأساسي الذي يجلبه الكثير من الغربيين لدراسات المجتمعات، بما فيهم روبرتسون، هو "منطقية الجسد"، أي افتراض أن الحقائق البيولوجية تحدد الوضع الاجتماعي.  
 
لأن "النساء" هي فئة محددة على أساس الجسد، فإنها تميل لأن تكون أكثر تميزاً عن فئة "التجار" والتي ليست محددة على أساس الجسد لدى الباحثات والباحثين الغربيين. حتى وعندما يتم الاهتمام بالتجار، فإنهم يُجسدون في الكثير من مجتمعات غرب أفريقيا كتجار فقط دون أخذ نوعهم الاجتماعي في الاعتبار، فيتحول التجار إلى "نساء السوق"، كما لو أن انخراطهن في هذه المهنة طابع مرتبط بأثدائهن، أو لصياغة الموضوع بشكل أكثر علمية، طابع متأصل في كروموزوم X.<ref>For example, Bessie House-Midamba and Felix K. Ekechi, African Market Women's Economic Power: The Role of Women in African Economic Development (Westport, Conn.: Greenwood Press, 1995); Gracia Clark, Onions Are My Husband: Accumulation by West African Market Women (Chicago: University of Chicago Press, 1994).</ref> فكلما زاد تبني المنطق الغربي البيولوجي، كلما تم  اعتماد هذا الإطار المبني على الجسد في المطلق وفي الواقع الاجتماعي.
 
لأن "النساء" هي فئة محددة على أساس الجسد، فإنها تميل لأن تكون أكثر تميزاً عن فئة "التجار" والتي ليست محددة على أساس الجسد لدى الباحثات والباحثين الغربيين. حتى وعندما يتم الاهتمام بالتجار، فإنهم يُجسدون في الكثير من مجتمعات غرب أفريقيا كتجار فقط دون أخذ نوعهم الاجتماعي في الاعتبار، فيتحول التجار إلى "نساء السوق"، كما لو أن انخراطهن في هذه المهنة طابع مرتبط بأثدائهن، أو لصياغة الموضوع بشكل أكثر علمية، طابع متأصل في كروموزوم X.<ref>For example, Bessie House-Midamba and Felix K. Ekechi, African Market Women's Economic Power: The Role of Women in African Economic Development (Westport, Conn.: Greenwood Press, 1995); Gracia Clark, Onions Are My Husband: Accumulation by West African Market Women (Chicago: University of Chicago Press, 1994).</ref> فكلما زاد تبني المنطق الغربي البيولوجي، كلما تم  اعتماد هذا الإطار المبني على الجسد في المطلق وفي الواقع الاجتماعي.
  
264

تعديل

قائمة التصفح