تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تصحيح القالب واضافة روابط
سطر 1: سطر 1: −
{{بيانات ترجمة
+
{{بيانات_وثيقة
|نوع الوثيقة=مقال رأي
+
|نوع الوثيقة=مقالة رأي
|مترجم=حازم شيخو
+
|العنوان=
|محرر=
+
|مؤلف=إيما جولدمان
|العنوان الأصلي=what i believe,marriage and love
+
|محرر=
|المصدر=الحوار المتمدن
+
|لغة=ar
|لغة الأصل=en
+
|ترجمة=
|مؤلف=إيما جولدمان
+
|المصدر=الحوار المتمدن
|تاريخ النشر=2015-12-29
+
|تاريخ النشر=2015-12-29
|تاريخ الاسترجاع=2020-1-10
+
|تاريخ الاسترجاع=2020-01-10
|مسار الاسترجاع=http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=498603
+
|مسار الاسترجاع=http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=498603
|ملاحظة=
+
|نسخة أرشيفية=
|قوالب فرعية=
+
|بالعربية=
 +
|هل ترجمة=نعم
 +
|مترجم=حازم شيخو
 +
|لغة الأصل=en
 +
|العنوان الأصلي= Marriage and Love
 +
|تاريخ نشر الأصل=
 +
|النص الأصلي=
 +
|ملاحظة=
 +
|قوالب فرعية=
 
}}
 
}}
 +
 
المفهوم الشائع عن الحب والزواج هو أنهما مترادفان وأنهما ينطلقان من الدوافع ذاتها ويؤمّنان حاجات الإنسان ذاتها، ولكن مثل أغلب الأفكار السائدة فإن هذه أيضاً لا تقوم على حقائق بل خرافات.
 
المفهوم الشائع عن الحب والزواج هو أنهما مترادفان وأنهما ينطلقان من الدوافع ذاتها ويؤمّنان حاجات الإنسان ذاتها، ولكن مثل أغلب الأفكار السائدة فإن هذه أيضاً لا تقوم على حقائق بل خرافات.
   سطر 47: سطر 56:  
تحوّل مؤسسة الزواج المرأة إلى طفيلية وعالة تماماً، فهذه المؤسسة تقعدها عن مواجهة الحياة وتمحي وعيها الاجتماعي وتشلّ مخيلتها ومن ثم تفرض عنايتها اللطيفة، والتي هي في الحقيقة زيف ومحاكاة ساخرة للشخصية الإنسانية.
 
تحوّل مؤسسة الزواج المرأة إلى طفيلية وعالة تماماً، فهذه المؤسسة تقعدها عن مواجهة الحياة وتمحي وعيها الاجتماعي وتشلّ مخيلتها ومن ثم تفرض عنايتها اللطيفة، والتي هي في الحقيقة زيف ومحاكاة ساخرة للشخصية الإنسانية.
   −
وإذا كانت الأمومة هي الاستجابة الأعظم لطبيعة المرأة، فما هي الأنواع الأخرى من الحماية الضرورية باستثناء الحب والحرية؟ أما الزواج فهو يدنس وينتهك ويفسد استجابتها. ألا يقال للمرأة: يمكنك فقط عندما تتبعينني أن تنجبي؟ ألا تدان المرأة حتى المقاطعة؟ ألا تُحتقر وتُعاب عندما ترفض أن تشتري حقّها في الأمومة ببيع نفسها؟ أليس الزواج وحده ما يقرّ الأمومة حتى لو كان محملاً بالحقد والنفور؟ ومع ذلك فإذا كانت الأمومة ناتجة عن خيار حرّ وحبّ ونشوة وعاطفة جريئة، ألا يؤدي ذلك إلى وضع تاج من الشوك على رأس برىء، منقوش عليه بحروف من دمّ اللقب الشائن: ابن زنا؟ وأين للزواج أن يتضمن كل الفضائل المرجوة منه، فجرائمه ضدّ الأمومة سوف تبعده دائماً عن مملكة الحبّ.
+
وإذا كانت الأمومة هي الاستجابة الأعظم لطبيعة المرأة، فما هي الأنواع الأخرى من الحماية الضرورية باستثناء الحب والحرية؟ أما الزواج فهو يدنس وينتهك ويفسد استجابتها. ألا يقال للمرأة: يمكنك فقط عندما تتبعينني أن تنجبي؟ ألا تدان المرأة حتى المقاطعة؟ ألا تُحتقر وتُعاب عندما ترفض أن تشتري حقّها في الأمومة ببيع نفسها؟ أليس الزواج وحده ما يقرّ الأمومة حتى لو كان محملاً بالحقد والنفور؟ ومع ذلك فإذا كانت الأمومة ناتجة عن خيار حرّ وحبّ ونشوة وعاطفة جريئة، ألا يؤدي ذلك إلى وضع تاج من الشوك على رأس برىء، منقوش عليه بحروف من دمّ اللقب الشائن: ابن زنا؟ وأين للزواج أن يتضمن كل الفضائل المرجوة منه، فجرائمه ضدّ [[أمومة|الأمومة]] سوف تبعده دائماً عن مملكة الحبّ.
    
الحبّ… العنصر الأقوى والأعمق في الحياة كلها، والمنذر بالأمل والفرح والنشوة، الحبّ… متحدي كل القوانين والعادات، الحبّ… الأكثر حرية والهدّام الأقوى لقدر الإنسان، كيف يمكن لشىء بهذه القوة الجبارة أن يكون مرادفاً لذرية الدولة والكنيسة الضارة والهزيلة: الزواج؟
 
الحبّ… العنصر الأقوى والأعمق في الحياة كلها، والمنذر بالأمل والفرح والنشوة، الحبّ… متحدي كل القوانين والعادات، الحبّ… الأكثر حرية والهدّام الأقوى لقدر الإنسان، كيف يمكن لشىء بهذه القوة الجبارة أن يكون مرادفاً لذرية الدولة والكنيسة الضارة والهزيلة: الزواج؟
سطر 54: سطر 63:  
لا يحتاج الحبّ إلى أي حماية فهو حامٍ لذاته، وطالما أن الحبّ هو الذي يثمر حياة، فلن يوجد أي طفل مهجور أو جائع أو في عوز للحبّ. أنا أعلم أن هذا حقيقي، وأعرف نساء أصبحن أمهات في حرية من قبل الرجال اللواتي أحببن. وقليلاً من الأطفال ضمن إطار الزوجية يتمتعون بالرعاية والحماية، فالأمومة الحرّة المتفانية قادرة على العطاء.
 
لا يحتاج الحبّ إلى أي حماية فهو حامٍ لذاته، وطالما أن الحبّ هو الذي يثمر حياة، فلن يوجد أي طفل مهجور أو جائع أو في عوز للحبّ. أنا أعلم أن هذا حقيقي، وأعرف نساء أصبحن أمهات في حرية من قبل الرجال اللواتي أحببن. وقليلاً من الأطفال ضمن إطار الزوجية يتمتعون بالرعاية والحماية، فالأمومة الحرّة المتفانية قادرة على العطاء.
 
يرهب المدافعون عن السلطة بزوغ الأمومة الحرة، مخافة أن تسلبهم فريستهم. من الذي سيشنّ الحروب؟ من الذي سيخلق الثروة؟ من الذي سيصنع الشرطي والسجّان إذا كانت المرأة سترفض النسل المختلط للأطفال؟ العِِرق، العِرق! يصرخ الملك والرئيس والرأسمالي والكاهن، يجب أن يُحفظ العِرق حتى لو كانت المرأة ستنحط إلى مجرد آلة… ومؤسسة الزواج هي صمام الأمان الوحيد ضدّ الوعي الجنسي المفسد عند المرأة.
 
يرهب المدافعون عن السلطة بزوغ الأمومة الحرة، مخافة أن تسلبهم فريستهم. من الذي سيشنّ الحروب؟ من الذي سيخلق الثروة؟ من الذي سيصنع الشرطي والسجّان إذا كانت المرأة سترفض النسل المختلط للأطفال؟ العِِرق، العِرق! يصرخ الملك والرئيس والرأسمالي والكاهن، يجب أن يُحفظ العِرق حتى لو كانت المرأة ستنحط إلى مجرد آلة… ومؤسسة الزواج هي صمام الأمان الوحيد ضدّ الوعي الجنسي المفسد عند المرأة.
ولكن عبثاً هذه المساعي المسعورة للحفاظ على حالة العبودية، وعبثاً أيضاً مراسيم الكنيسة والهجوم المجنون من قبل الحكام، وعبثاً حتى سلاح القانون، فالمرأة لا تريد بعد الآن أن تكون طرفاً في إنتاج عِرق من الكائنات البشرية المريضة والضعيفة والعاجزة والمحطمة، والتي لا تملك القوة والشجاعة الأخلاقية لتحرّر نفسها من نير الفقر والعبودية، وعوضاً عن ذلك فإن المرأة ترغب بأطفال أقل وأفضل، وأن تلد وتربي بالحبّ وعن طريق الاختيار الحرّ، وليس بالإكراه كما يفرض الزواج. وعلى أخلاقيينا المزيفين أن يدركوا المعنى العميق للمسؤولية تجاه الطفل وأن الحبّ بحرية قد استيقظ في صدر المرأة، والأفضل لها أن تمتنع إلى الأبد عن عظمة الأمومة من أن تنجب حيواتٍ في جوٍّ لا يتنفس غير الخراب والموت. وإذا ما أصبحت أمّاً فذلك كي تقدّم للطفل أعمق وأفضل ما يستطيع كيانها أن يعطي، وشعارها هو أن تكبر مع الطفل، فهي تدرك أنه بهذا الأسلوب وحده تستطيع أن تساعد في بناء ذكورة وأنوثة حقيقية.
+
ولكن عبثاً هذه المساعي المسعورة للحفاظ على حالة العبودية، وعبثاً أيضاً مراسيم الكنيسة والهجوم المجنون من قبل الحكام، وعبثاً حتى سلاح القانون، فالمرأة لا تريد بعد الآن أن تكون طرفاً في إنتاج عِرق من الكائنات البشرية المريضة والضعيفة والعاجزة والمحطمة، والتي لا تملك القوة والشجاعة الأخلاقية لتحرّر نفسها من نير الفقر والعبودية، وعوضاً عن ذلك فإن المرأة ترغب بأطفال أقل وأفضل، وأن تلد وتربي بالحبّ وعن طريق الاختيار الحرّ، وليس بالإكراه كما يفرض الزواج. وعلى أخلاقيينا المزيفين أن يدركوا المعنى العميق للمسؤولية تجاه الطفل وأن الحبّ بحرية قد استيقظ في صدر المرأة، والأفضل لها أن تمتنع إلى الأبد عن عظمة الأمومة من أن تنجب حيواتٍ في جوٍّ لا يتنفس غير الخراب والموت. وإذا ما أصبحت أمّاً فذلك كي تقدّم للطفل أعمق وأفضل ما يستطيع كيانها أن يعطي، وشعارها هو أن تكبر مع الطفل، فهي تدرك أنه بهذا الأسلوب وحده تستطيع أن تساعد في بناء [[ذكورة]] و[[أنوثة]] حقيقية.
    
لابدّ أن كان لدى "إبسن" رؤية ما للأم الحرة عندما صوّر بضربة معلم السيدة ألفينغ، فكانت الأم المثالية لأنها تخطت الزواج وكل فظائعه حيث حطمت كل قيوده وأطلقت نفسها حرّة تحلّق حتى تعود شخصية متجددة وقوية. وياللحسرة، فقد فات الأوان لإنقاذ بهجة حياتها: أوسوالد، ولكن لم يتأخر الوقت لتدرك أن الحب بحرية هو الشرط الوحيد للحياة الجميلة. اللواتي مثل السيدة ألفينغ دفعن بالدم والدموع ثمن انبعاثهن الروحي وتبرأن من الزواج لأنه مهزلة متكلفة وسطحية وفارغة، فهنّ يدركن أن الحبّ، سواء يدوم مدة قصيرة من الزمن أو إلى الأبد، هو الأساس الخلاق والملهم والسامي الوحيد لعنصر وعالم جديد.
 
لابدّ أن كان لدى "إبسن" رؤية ما للأم الحرة عندما صوّر بضربة معلم السيدة ألفينغ، فكانت الأم المثالية لأنها تخطت الزواج وكل فظائعه حيث حطمت كل قيوده وأطلقت نفسها حرّة تحلّق حتى تعود شخصية متجددة وقوية. وياللحسرة، فقد فات الأوان لإنقاذ بهجة حياتها: أوسوالد، ولكن لم يتأخر الوقت لتدرك أن الحب بحرية هو الشرط الوحيد للحياة الجميلة. اللواتي مثل السيدة ألفينغ دفعن بالدم والدموع ثمن انبعاثهن الروحي وتبرأن من الزواج لأنه مهزلة متكلفة وسطحية وفارغة، فهنّ يدركن أن الحبّ، سواء يدوم مدة قصيرة من الزمن أو إلى الأبد، هو الأساس الخلاق والملهم والسامي الوحيد لعنصر وعالم جديد.
staff
2٬190

تعديل

قائمة التصفح