تغييرات

ط
تعديل خانات في القالب ومراجعة
سطر 1: سطر 1: −
   
{{بيانات وثيقة
 
{{بيانات وثيقة
 
|نوع الوثيقة=مقالة رأي
 
|نوع الوثيقة=مقالة رأي
 
|مؤلف=دينيز كانديوتي
 
|مؤلف=دينيز كانديوتي
 
|محرر=
 
|محرر=
|لغة=
+
|لغة=ar
 
|بالعربية=
 
|بالعربية=
|المصدر=
+
|المصدر= حكمة
|تاريخ النشر=18-6-2016
+
|تاريخ النشر=2016-06-18
|تاريخ الاسترجاع=10-8-2018
+
|تاريخ الاسترجاع=2018-08-10
 
|مسار الاسترجاع=http://hekmah.org/التفاوض-مع-الذكورية-دينيز-كانديوتي-ت/  
 
|مسار الاسترجاع=http://hekmah.org/التفاوض-مع-الذكورية-دينيز-كانديوتي-ت/  
 
|نسخة أرشيفية=
 
|نسخة أرشيفية=
|هل ترجمة=
+
|هل ترجمة= نعم
 
|مترجم=سيرين الحاج حسين
 
|مترجم=سيرين الحاج حسين
|لغة الأصل=الانجليزية
+
|لغة الأصل=en
|العنوان الأصلي=
+
|العنوان الأصلي=BARGAINING WITH PATRIARCHY
 
|النص الأصلي=
 
|النص الأصلي=
 
|ملاحظة=
 
|ملاحظة=
سطر 20: سطر 19:  
}}
 
}}
   −
تناقش هذه المقالة كون التحليل المنهجي المقارن لاستراتيجيات النساء للتكيف مع الأنظمة الأبوية؛ يؤدي لفهم أرسخ لهذه الأنظمة من التحليل البسيط الذي يدرس بتجرُّد التمييز الذي تعارضه النسوية المعاصرة. تتعامل النساء مع النظام الأبوي ضمن مجموعة من الاستراتيجيات الملموسة التي أسميها: “التفاوض مع النظام الأبوي”. الأشكال المختلفة للأنظمة الأبوية تقدّم للنساء قوانين مختلفة لمواجهتها، وتوجّههن للبحث عن آليات مختلفة لحفظ أقصى قدر ممكن من الشعور بالأمان وتحسين خيارات المعيشة، مع وجود تباين في احتمالات المقاومة السلبية والإيجابية ضد الظلم الحاصل تجاههن. وأقارن هنا بين نوعين مختلفين من أنظمة الهيمنة النظام الأبوي: النمط الأول نمط أبوية مجتمعات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ والاستقلال النسبي “المقاومة” الناتج عن ارتفاع معدل تعدد الزوجات أو التخوف منه، والنمط الثاني نمط النظام الأبوي الكلاسيكي الذي يتمثّل أو يتركّز في جنوب وشرق آسيا والعالم الإسلامي؛ ثم أختم المقالة بعرض تحليل للظروف التي تؤدي لانحلال استراتيجية التفاوض مع النظام الأبوي وتحوّلها وتأثيرها على مدى وعي النساء ونضالهن.
+
تناقش هذه المقالة كون التحليل المنهجي المقارن لاستراتيجيات النساء للتكيف مع [[نظام أبوي|الأنظمة الأبوية]]؛ يؤدي لفهم أرسخ لهذه الأنظمة من التحليل البسيط الذي يدرس بتجرُّد التمييز الذي تعارضه النسوية المعاصرة. تتعامل النساء مع النظام الأبوي ضمن مجموعة من الاستراتيجيات الملموسة التي أسميها: “التفاوض مع النظام الأبوي”. الأشكال المختلفة للأنظمة الأبوية تقدّم للنساء قوانين مختلفة لمواجهتها، وتوجّههن للبحث عن آليات مختلفة لحفظ أقصى قدر ممكن من الشعور بالأمان وتحسين خيارات المعيشة، مع وجود تباين في احتمالات المقاومة السلبية والإيجابية ضد الظلم الحاصل تجاههن. وأقارن هنا بين نوعين مختلفين من أنظمة الهيمنة النظام الأبوي: النمط الأول نمط أبوية مجتمعات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ والاستقلال النسبي “المقاومة” الناتج عن ارتفاع معدل تعدد الزوجات أو التخوف منه، والنمط الثاني نمط النظام الأبوي الكلاسيكي الذي يتمثّل أو يتركّز في جنوب وشرق آسيا والعالم الإسلامي؛ ثم أختم المقالة بعرض تحليل للظروف التي تؤدي لانحلال استراتيجية التفاوض مع النظام الأبوي وتحوّلها وتأثيرها على مدى وعي النساء ونضالهن.
   −
من بين جميع المفاهيم التي أنتجتها النظريات النسوية المعاصرة؛ يبدو لي أن النظام الأبوي هو على الأرجح المفهوم الأكثر استخدامًا، وفي نفس الوقت المفهوم الأقل وضوحًا “كاصطلاح نظري أكاديمي مُحدد”، -وهذا ليس بسبب تجاهل المفهوم؛ حيث أن هناك شيء كثير من الكتابات النظرية حول هذا المفهوم- لكنه الأقل وضوحًا لظروف محددة هي في الغالب تطور واتساع مجال استخدام هذا المصطلح في الأدبيات النسوية المعاصرة. فبينما النسويات الراديكاليات استعملنه استعمالا واسعًا ليبراليًا لإطلاقه على أي نوع أو شكل من أشكال هيمنة الذكر/الرجل؛ النسويات الاشتراكيات غالبًا استخدمن هذا المصطلح لتحليل العلاقة بين النظام الأبوي والطبقة في المجتمعات الرأسمالية، وبالتالي فلفظ “النظام الأبوي” كثيرًا ما يشير لنطاق واسع من التصورات التمييزية؛ مما جعله يُعامَل كلفظ مضلل للمعنى أكثر مما هو كاشف أو موضّح للتمييز الثقافي والتاريخي بين الجنسين.
+
من بين جميع المفاهيم التي أنتجتها النظريات النسوية المعاصرة؛ يبدو لي أن النظام الأبوي هو على الأرجح المفهوم الأكثر استخدامًا، وفي نفس الوقت المفهوم الأقل وضوحًا “كاصطلاح نظري أكاديمي مُحدد”، -وهذا ليس بسبب تجاهل المفهوم؛ حيث أن هناك شيء كثير من الكتابات النظرية حول هذا المفهوم- لكنه الأقل وضوحًا لظروف محددة هي في الغالب تطور واتساع مجال استخدام هذا المصطلح في الأدبيات النسوية المعاصرة. فبينما [[نسوية راديكالية|النسويات الراديكاليات]] استعملنه استعمالا واسعًا ليبراليًا لإطلاقه على أي نوع أو شكل من أشكال هيمنة الذكر/الرجل؛ النسويات الاشتراكيات غالبًا استخدمن هذا المصطلح لتحليل العلاقة بين النظام الأبوي والطبقة في المجتمعات الرأسمالية، وبالتالي فلفظ “النظام الأبوي” كثيرًا ما يشير لنطاق واسع من التصورات التمييزية؛ مما جعله يُعامَل كلفظ مضلل للمعنى أكثر مما هو كاشف أو موضّح للتمييز الثقافي والتاريخي بين الجنسين.
    
ليس غرضي هنا مراجعة النقاشات النظرية حول النظام الأبوي، مثل (: Barrett 1980; Beechey 1979; Delphy 1977; Eisenstein 1978; Hartmann 1981; McDonough and Harrison 1978; Mies 1986; Mitchell 1973; Young 1981 ). بل، بدلًا من هذا، أود أن أطرح نقطة مهمة مُهمَّشة للتعريف بالفرق بين أشكال النظام الأبوي؛ بواسطة تحليل طرق النساء في التعامل معها، ومناقشة حقيقة أن النساء يتعاملن مع هذا النظام ضمن قيود تشكل وتعرّف المفهوم الذي سأضعه: “التفاوض مع النظام الأبوي”، وهذا التعامل سيبدي اختلافات البناء الطبقي والطائفي والإثني. المتفاوضات مع النظام الأبوي يتّبعن استراتيجيات تؤثر في النظرة الاجتماعية للمرأة ودورها، وتحدد طبيعة الأيديولوجية الجنسية في مجتمعهن بمختلف السياقات؛ كما أنهن يؤثرن أيضا في الاحتمالات والأشكال المحددة للمقاومة الإيجابية والسلبية للاضطهاد؛ مع العلم أن التفاوض مع النظام الأبوي ليس تعريفًا مرتبط بكيان أو نموذج خالد أو محدد، بل هو متأثر بشكل واضح بالتغيرات التاريخية والاقتصادية والسياسية التي فتحت أبواب جديدة للصراع، وإعادة التفاوض حول العلاقات بين الجنسين.
 
ليس غرضي هنا مراجعة النقاشات النظرية حول النظام الأبوي، مثل (: Barrett 1980; Beechey 1979; Delphy 1977; Eisenstein 1978; Hartmann 1981; McDonough and Harrison 1978; Mies 1986; Mitchell 1973; Young 1981 ). بل، بدلًا من هذا، أود أن أطرح نقطة مهمة مُهمَّشة للتعريف بالفرق بين أشكال النظام الأبوي؛ بواسطة تحليل طرق النساء في التعامل معها، ومناقشة حقيقة أن النساء يتعاملن مع هذا النظام ضمن قيود تشكل وتعرّف المفهوم الذي سأضعه: “التفاوض مع النظام الأبوي”، وهذا التعامل سيبدي اختلافات البناء الطبقي والطائفي والإثني. المتفاوضات مع النظام الأبوي يتّبعن استراتيجيات تؤثر في النظرة الاجتماعية للمرأة ودورها، وتحدد طبيعة الأيديولوجية الجنسية في مجتمعهن بمختلف السياقات؛ كما أنهن يؤثرن أيضا في الاحتمالات والأشكال المحددة للمقاومة الإيجابية والسلبية للاضطهاد؛ مع العلم أن التفاوض مع النظام الأبوي ليس تعريفًا مرتبط بكيان أو نموذج خالد أو محدد، بل هو متأثر بشكل واضح بالتغيرات التاريخية والاقتصادية والسياسية التي فتحت أبواب جديدة للصراع، وإعادة التفاوض حول العلاقات بين الجنسين.
سطر 63: سطر 62:     
سواء كانت الطريقة السائدة في المجتمع طريقة تقديم المهر من الرجل أو من المرأة؛ لا يحق للمرأة المطالبة بجزء من إرث والدها تحت أنظمة النظام الأبوي الكلاسيكي؛ وحتى إن كان يتوفّر شيء (سواء مبلغ أو شيء عيني) سيقدّمه أهلها للعريس وأهله dowry فهو يصل لهم من الأب للأب أو من البيت للبيت مباشرةً لا بين العريسين. (Agarwal 1987; Sharma 1980)  في بعض المجتمعات الإسلامية قد تُفسَّر مطالبة المرأة بحقوقها في الإرث على أنها إنكار لفضل إخوانها الذكور وفيها إظهار العداء لهم؛ بينما هم يمثلون العائل الأول لها ولأسرتها في حالة الطلاق أو عجز الزوج؛و تدخل العروس بيت زوجها وهي فعليًّا فرد بلا مكانة إلا إذا أنجبت مولود ذكر. مجتمعات النظام الأبوي تستولي على مال المرأة  (في حال عملت) وذريتها (في حال الطلاق) كأن إسهامها في الإنتاج (المالي – التكاثري) غير موجود لاعتبارها آداة. دورة حياة المرأة في العائلة الأبوية الممتدة يلازمها شعور أو ضمان بأن الحرمان والمشقة التي عانتها وهي عروس ستتحول عند كبرها إلى سلطة وسيطرة على الإناث الأصغر في العائلة (مثل دور الحماة مع زوجة الولد في المجتمعات العربية التقليدية؛ حيث تضع المرأة عدة ضغوطات على عاتق زوجة ابنها وتعاملها بالمعاملة التي كانت تلقاها هي عندما كانت عروس صغيرة: أعباء المنزل – جفاء المعاملة .. إلخ)؛ وبالتالي طبيعة الدورة التي تمر بها مكانة المرأة في الأسرة وطموحها لوراثة سلطة النساء الكبيرات مُستقبلًا تجعلها تتقبل السلوكيات والألفاظ والعادات الأبوية التي رسخها النظام الأبوي.
 
سواء كانت الطريقة السائدة في المجتمع طريقة تقديم المهر من الرجل أو من المرأة؛ لا يحق للمرأة المطالبة بجزء من إرث والدها تحت أنظمة النظام الأبوي الكلاسيكي؛ وحتى إن كان يتوفّر شيء (سواء مبلغ أو شيء عيني) سيقدّمه أهلها للعريس وأهله dowry فهو يصل لهم من الأب للأب أو من البيت للبيت مباشرةً لا بين العريسين. (Agarwal 1987; Sharma 1980)  في بعض المجتمعات الإسلامية قد تُفسَّر مطالبة المرأة بحقوقها في الإرث على أنها إنكار لفضل إخوانها الذكور وفيها إظهار العداء لهم؛ بينما هم يمثلون العائل الأول لها ولأسرتها في حالة الطلاق أو عجز الزوج؛و تدخل العروس بيت زوجها وهي فعليًّا فرد بلا مكانة إلا إذا أنجبت مولود ذكر. مجتمعات النظام الأبوي تستولي على مال المرأة  (في حال عملت) وذريتها (في حال الطلاق) كأن إسهامها في الإنتاج (المالي – التكاثري) غير موجود لاعتبارها آداة. دورة حياة المرأة في العائلة الأبوية الممتدة يلازمها شعور أو ضمان بأن الحرمان والمشقة التي عانتها وهي عروس ستتحول عند كبرها إلى سلطة وسيطرة على الإناث الأصغر في العائلة (مثل دور الحماة مع زوجة الولد في المجتمعات العربية التقليدية؛ حيث تضع المرأة عدة ضغوطات على عاتق زوجة ابنها وتعاملها بالمعاملة التي كانت تلقاها هي عندما كانت عروس صغيرة: أعباء المنزل – جفاء المعاملة .. إلخ)؛ وبالتالي طبيعة الدورة التي تمر بها مكانة المرأة في الأسرة وطموحها لوراثة سلطة النساء الكبيرات مُستقبلًا تجعلها تتقبل السلوكيات والألفاظ والعادات الأبوية التي رسخها النظام الأبوي.
في هذه المجتمعات للمرأة سلطة على المورد المادي والأمني الوحيد الذي بإمكانها التحكُّم فيه: ولدها المتزوج! ولمعرفة الأبناء بهذا هم يحاولون قدر المستطاع إظهار هذا الولاء لأمهاتهن بالطاعة، والأمهات في هذه المجتمعات لهن مصلحة استغلال هذه النقطة في قمع الحب الرومانسي بين الشباب والفتيات، فالأم تريد أن يبقى الولاء لسلطة الأسرة الكبيرة –التي ستتولى هي زمام أمورها لاحقًا- لا لزواج شابين صغيرين. وبالتالي كثيرًا ما تلجأ الشابات المتزوجات للتحايل أو ربما التهرب من سلطة أمهات أزواجهن. جاءت على إثر هذا الكثير من الأعمال التي توضّح كيف تؤدي هذه الصراعات إلى تحطيم العلاقات العاطفية بين الرجال والنساء (: Boudhiba 1985; Johnson 1983; Mernissi 1975; M. Wolf 1972).
+
في هذه المجتمعات للمرأة سلطة على المورد المادي والأمني الوحيد الذي بإمكانها التحكُّم فيه: ولدها المتزوج! ولمعرفة الأبناء بهذا هم يحاولون قدر المستطاع إظهار هذا الولاء لأمهاتهن بالطاعة، والأمهات في هذه المجتمعات لهن مصلحة استغلال هذه النقطة في قمع الحب الرومانسي بين الشباب والفتيات، فالأم تريد أن يبقى الولاء لسلطة الأسرة الكبيرة –التي ستتولى هي زمام أمورها لاحقًا- لا لزواج شابين صغيرين. وبالتالي كثيرًا ما تلجأ الشابات المتزوجات للتحايل أو ربما التهرب من سلطة أمهات أزواجهن. جاءت على إثر هذا الكثير من الأعمال التي توضّح كيف تؤدي هذه الصراعات إلى تحطيم العلاقات العاطفية بين الرجال والنساء (: Boudhiba 1985; Johnson 1983; Mernissi 1975; M. Wolf 1972).
    
وبين أسر الطبقات الغنية يخلق الوضع الاجتماعي والاقتصادي تعقيدات إضافية أيضًا؛ فاستثناء المرأة من الأعمال خارج المنزل هو إشارة لحالة من إضفاء الطابع المؤسسي في ممارسات العزل والإقصاء المختلفة التي تدعم تبعية المرأة للرجل واتكالها الاقتصادي عليه. بجميع الأحوال: مراعاة وحفظ هذه الممارسات عنصر أساسي في التأثير على مكانة العائلة التي تحاول نساءها كسر الحواجز؛ حتى لو أن ذلك قد يسبب متاعب مادية؛ ففي هذه المجتمعات لا تعمل النساء في التجارة والزراعة مع الرجال كالأفريقيات. لكنهم يضحون بهذا ويفضّلون أن تكتفي المرأة بأدوارها في البيت.
 
وبين أسر الطبقات الغنية يخلق الوضع الاجتماعي والاقتصادي تعقيدات إضافية أيضًا؛ فاستثناء المرأة من الأعمال خارج المنزل هو إشارة لحالة من إضفاء الطابع المؤسسي في ممارسات العزل والإقصاء المختلفة التي تدعم تبعية المرأة للرجل واتكالها الاقتصادي عليه. بجميع الأحوال: مراعاة وحفظ هذه الممارسات عنصر أساسي في التأثير على مكانة العائلة التي تحاول نساءها كسر الحواجز؛ حتى لو أن ذلك قد يسبب متاعب مادية؛ ففي هذه المجتمعات لا تعمل النساء في التجارة والزراعة مع الرجال كالأفريقيات. لكنهم يضحون بهذا ويفضّلون أن تكتفي المرأة بأدوارها في البيت.
سطر 109: سطر 108:  
التحليل المنهجي لاستراتيجيات النساء في التكيف مع الأنظمة الأبوية يمكنه إظهار طبيعة هذه الأنظمة في مجتمعاتهن، طبقاتهن والمجال الزمني الذي يعشن فيه، كما يمكنه الكشف عن شكل المقاومة، التوافق، التكيف والصراع بين الرجال والنساء حول الموارد، الحقوق والمسؤوليات. هذا التحليل يحلل بعض الانقسامات الواضحة في المناقشات النظرية حول العلاقات بين الطبقات، العنصر والجنس، حيث تتكون استراتيحيات الأعضاء بعد مرورها بعدة مستويات من القيود. استراتيجيات النساء دائما كانت في سياق ما يمكن تعريفه بالتفاوض مع النظام الأبوي بشكل يعرّف، يحدد ويغير خياراتهن في العمل والمنزل. النموذجان المطروحان لهيمنة الذكور في هذه المقالة يوضحان النقاط الأساسية التي تضع النساء في طريق التفاوض، وهذه النقاط تؤثر على أشكال وإمكانيات مقاومتهن. المتفاوضات مع النظام الأبوي ليس من شأنهن فقط إظهار الخيارات العقلانية للنساء لكن أيضًا تشكيل جوانب اللاوعي في الشخصية الجنسية، حيث أن خواص تنشئتهن الاجتماعية المبكرة  -ومحيطهن الاجتماعي-  تتأصل فيهن (Kandiyoti 1987a 1987b).
 
التحليل المنهجي لاستراتيجيات النساء في التكيف مع الأنظمة الأبوية يمكنه إظهار طبيعة هذه الأنظمة في مجتمعاتهن، طبقاتهن والمجال الزمني الذي يعشن فيه، كما يمكنه الكشف عن شكل المقاومة، التوافق، التكيف والصراع بين الرجال والنساء حول الموارد، الحقوق والمسؤوليات. هذا التحليل يحلل بعض الانقسامات الواضحة في المناقشات النظرية حول العلاقات بين الطبقات، العنصر والجنس، حيث تتكون استراتيحيات الأعضاء بعد مرورها بعدة مستويات من القيود. استراتيجيات النساء دائما كانت في سياق ما يمكن تعريفه بالتفاوض مع النظام الأبوي بشكل يعرّف، يحدد ويغير خياراتهن في العمل والمنزل. النموذجان المطروحان لهيمنة الذكور في هذه المقالة يوضحان النقاط الأساسية التي تضع النساء في طريق التفاوض، وهذه النقاط تؤثر على أشكال وإمكانيات مقاومتهن. المتفاوضات مع النظام الأبوي ليس من شأنهن فقط إظهار الخيارات العقلانية للنساء لكن أيضًا تشكيل جوانب اللاوعي في الشخصية الجنسية، حيث أن خواص تنشئتهن الاجتماعية المبكرة  -ومحيطهن الاجتماعي-  تتأصل فيهن (Kandiyoti 1987a 1987b).
   −
التركيز على وضع تعريف أدق للمتفاوضات مع النظام الأبوي –بالإضافة لعدم وجود تعريف محدد دقيق للنظام الأبوي- يوفر رؤية أفضل للتحليل الدقيق لعملية التغير. استعملت جينوي  (1980)  في تحليلها للتغير في الأعراف الجنسية في المجتمعات الغربية مصطلحات طوماس كوهن (1970) للنماذج العلمية؛ حيث تقترح بأنه قياسا على ذلك- أفكار وممارسات واسعة الانتشار في سياق الهوية الجنسية يمكن أن تُمثّل نماذج جنسية، مما ينشأ عنه قواعد لطبيعة الحياة في أي وقت؛ لكنها أيضا معرّضة للتغيير حين تفشل القواعد الحالية في الاستمرار وحين لا يعد بالإمكان تخطّي إمكانية الخروج عن هذه القواعد. على كلٍ؛ لا يُمكن أن تُفهم هذه النماذج الجنسية إلا إن كانت متأصلة في قواعد أكثر وضوحا من التفاوض مع النظام الأبوي. كما وضحت جينيوي بنفسها في مناقشتها حول الرابط بين نموذج عفة المرأة في المجتمعات الغربية وانتقال الممتلكات للورثة الشرعيين قبل اقتصاد النقد المُطلق.
+
التركيز على وضع تعريف أدق للمتفاوضات مع النظام الأبوي –بالإضافة لعدم وجود تعريف محدد دقيق للنظام الأبوي- يوفر رؤية أفضل للتحليل الدقيق لعملية التغير. استعملت جينوي  (1980)  في تحليلها للتغير في الأعراف الجنسية في المجتمعات الغربية مصطلحات طوماس كوهن (1970) للنماذج العلمية؛ حيث تقترح بأنه قياسا على ذلك- أفكار وممارسات واسعة الانتشار في سياق [[هوية جنسية|الهوية الجنسية]] يمكن أن تُمثّل نماذج جنسية، مما ينشأ عنه قواعد لطبيعة الحياة في أي وقت؛ لكنها أيضا معرّضة للتغيير حين تفشل القواعد الحالية في الاستمرار وحين لا يعد بالإمكان تخطّي إمكانية الخروج عن هذه القواعد. على كلٍ؛ لا يُمكن أن تُفهم هذه النماذج الجنسية إلا إن كانت متأصلة في قواعد أكثر وضوحا من التفاوض مع النظام الأبوي. كما وضحت جينيوي بنفسها في مناقشتها حول الرابط بين نموذج عفة المرأة في المجتمعات الغربية وانتقال الممتلكات للورثة الشرعيين قبل اقتصاد النقد المُطلق.
    
امتد القياس الكوهيني لأبعد من ذلك؛ التفاوض مع النظام الأبوي يمكن أن يظهر كمرحلة طبيعية أو كمرحلة أزمة، هو مفهوم يعدّل تفسيرنا لما يحصل في العالم. بالتالي خلال المرحلة الطبيعية للأنظمة الأبوية الكلاسيكية كانت هناك أعداد كبيرة من النساء اللاتي كن في الحقيقة معرّضات لصعوبات مادية ومعرضات لظروف غير آمنة؛ أحيانًا سبب ذلك في عدم حملهن وبالتالي طلاقهن. كما أنهن أحيانا كن يتعرضن لليُتم ولا يملكن أي مصادر لتأمين المعيشة حتى من قبل الأسرة، وكن في كثير من الأحوال بلا حماية إن لم يكن لهن أبناء أو في حالات أتعس إن كان لهن أبناء جاحدين. بجميع الأحوال؛ كان ينظر لهن كـ “غير محظوظات”، شاذات أو حالات عرضية من منظومة لا يمثلنها كما يرى هذا النظام ومن يبرر له.  لكن عند نقطة انهيار ما تنكشف تناقضات هذه المنظومة. تأثير التغيرات الاجتماعية الاقتصادية على الزواج والطلاق وأشكال الأسرة والتمييز في فرص العمل يقود للتساؤل حول توزيع الأدوار بين الرجال والنساء.
 
امتد القياس الكوهيني لأبعد من ذلك؛ التفاوض مع النظام الأبوي يمكن أن يظهر كمرحلة طبيعية أو كمرحلة أزمة، هو مفهوم يعدّل تفسيرنا لما يحصل في العالم. بالتالي خلال المرحلة الطبيعية للأنظمة الأبوية الكلاسيكية كانت هناك أعداد كبيرة من النساء اللاتي كن في الحقيقة معرّضات لصعوبات مادية ومعرضات لظروف غير آمنة؛ أحيانًا سبب ذلك في عدم حملهن وبالتالي طلاقهن. كما أنهن أحيانا كن يتعرضن لليُتم ولا يملكن أي مصادر لتأمين المعيشة حتى من قبل الأسرة، وكن في كثير من الأحوال بلا حماية إن لم يكن لهن أبناء أو في حالات أتعس إن كان لهن أبناء جاحدين. بجميع الأحوال؛ كان ينظر لهن كـ “غير محظوظات”، شاذات أو حالات عرضية من منظومة لا يمثلنها كما يرى هذا النظام ومن يبرر له.  لكن عند نقطة انهيار ما تنكشف تناقضات هذه المنظومة. تأثير التغيرات الاجتماعية الاقتصادية على الزواج والطلاق وأشكال الأسرة والتمييز في فرص العمل يقود للتساؤل حول توزيع الأدوار بين الرجال والنساء.
    
بجميع الأحوال؛ استراتيجيات وأشكال الوعي لا تخرج بسلاسة من أنقاض القديم لتنتج توافقًا في الآراء لكن تكوينها يتم بعد تعدّي صعوبات شخصية وسياسية غالبا ما تكون معقدة ومتناقضة.(see Strathern 1987). انهيار نظام أبوي قد يولد على المدى القريب حالات من المقاومة السلبية من قبل النساء اللاتي يتخذن محاولات مختلفة لمواجهة سلطة الرجال. وتكوين فهم أفضل لاستراتيجيات المدى القصير والمتوسط للنساء في مختلف المجتمعات سيوفّر تأثير تصحيحي/علاجي للقضاء على التعريفات المشخصنة والمتمركزة حول الذات لتكوين الوعي النسوي.
 
بجميع الأحوال؛ استراتيجيات وأشكال الوعي لا تخرج بسلاسة من أنقاض القديم لتنتج توافقًا في الآراء لكن تكوينها يتم بعد تعدّي صعوبات شخصية وسياسية غالبا ما تكون معقدة ومتناقضة.(see Strathern 1987). انهيار نظام أبوي قد يولد على المدى القريب حالات من المقاومة السلبية من قبل النساء اللاتي يتخذن محاولات مختلفة لمواجهة سلطة الرجال. وتكوين فهم أفضل لاستراتيجيات المدى القصير والمتوسط للنساء في مختلف المجتمعات سيوفّر تأثير تصحيحي/علاجي للقضاء على التعريفات المشخصنة والمتمركزة حول الذات لتكوين الوعي النسوي.
staff
2٬186

تعديل